فلسطين - صفا

قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة لن يخرج باقي أسرى العدو من الضباط والجنود دون حرية كل أسرانا، وهذا مرتبط بنهاية العدوان وليس قبل ذلك بأي حال من الأحوال.

وأضاف أن  الهدنة اعتراف صريح بانتكاسة العدو الذي اضطر لها نتيجة خسائره بالميدان وتعثر قواته بالتقدم رغم حشوده البرية وغاراته الجوية، ويدخل وقف إطلاق النار يومه الأول بعنوان التهدئة لـ ٤ أيام بعد شهر من العدوان البري بتحالف أميركي وأوروبي وصمت باقي الدول، وتم عقد الاتفاق الذي كان يرفضه العدو تحت شعار إجبار المقاومة على إطلاق سراح أسراه دون شروط.

وأكد أنه  بصمود مقاتلينا في الميدان سنجبر العدو لاحقًا على عملية تبادل كبرى تضمن تحرير أسرانا جميعهم تحت عنوان الجميع مقابل الجميع سنجبر العدو رغم عنجهيته اللغوية وجرائمه بحق المدنيين على إعادة الإعمار وشروط سياسية أخرى ستفتح آفاقًا مهمة أمام شعبنا وحريته، ومزيد من العدوان خلق مزيدًا من المقاومة التي أجبرتهم على التفاوض من أجل إطلاق سراح الجزء المدني من أسراهم لدى المقاومة.

وأضاف  العدوان لم يكن فقط ردا على فعل المقاومة في الـ 7من أكتوبر بل كشف رؤية الرئيس الأميركي في ربطه العدوان بترتيبات الجغرافيا السياسية بالشرق الأوسط، وأن الأهداف الصهيونية التي رفعها الاحتلال منذ بداية العدوان ما زالت قائمة ولهذا علينا أن نستمر بالقتال لكسر العدوان وأهداف العدو  من المتوقع أن يكون العدوان أكثر دموية وأكثر إجرامًا بعد أيام التهدئة.

وأكد قائلاً أن اخواننا المجاهدون بالعراق حضروا بميدان المقاومة وضربوا القواعد الأميركية وكذلك سوريا واليمن أقول للذين يتحدثون عن حكم غزة كفوا عن الثرثرة والتفتوا للدفاع عن شعبكم فهذا هو الطريق للحرية وليس التساوق مع الأعداء، وإخواننا في حزب الله يشاركوننا مواجهة العدو من جنوب لبنان وتكبيده خسائر كبرى وإجبار مستوطنيه على مغادرة مستوطناتهم.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

جيش العدو يستبيح سوريا.. والخطاب المتصالح لا يردعه!

 

 

لا شك أن موقف “الحكم الجديد” في سوريا من العدوان الصهيوني الشامل على أصول الجيش السوري، والتوغل والاحتلال للمنطقة العازلة والسيطرة على مناطق جديدة في العمق السوري، والذي تمثل في توجيه خطاب متصالح مع هذا العدوان والإعلان عن عدم وجود نية للاشتباك مع “إسرائيل”، هو تحديث استراتيجي دراماتيكي على الموقف السوري التاريخي من الصراع، لا يقل دراماتيكية عن التحديث الذي قام به قائد الحكم الجديد على اسم تنظيمه ولقبه الشخصي.
والجولاني (مؤسس جبهة النصرة المصنفة دوليًا منظمة إرهابية) بعد تحديث اسمه بالتخلي عن الكنية التي أدخلته تحت تصنيف الإرهاب، واستبدالها باسمه “أحمد الشرع”، وبعد تحديث تنظيمه بالتخلي عن “جبهة النصرة” لـ”هيئة تحرير الشام”، أثبت أن الشرعية الدولية لحاكم سوريا على صلة وثيقة بالموقف من الصهاينة، وأن الشرعية باتت مفهوماً انتقائياً تماماً كتوصيف الإرهاب الذي أصبح كالقفاز يسهل خلعه أو ارتداؤه وفقاً لاسم التنظيم أو القائد شكلاً، ووفقاً للموقف من الصراع مضموناً.
لقد أكد التوغل الصهيوني في المنطقة العازلة وانتهاك وإنهاء اتفاق فض الاشتباك مع سوريا الموقع منذ العام 1974م، والتوغل لمسافات مضافة باتجاه ريف دمشق وكذلك السيطرة على كامل جبل الشيخ والاقتراب من لبنان والإشراف الكامل على البقاع وقطع طرق الإمدادات للمقاومة، مع الصمت الأمريكي والدولي، صحة ما قاله الإمام السيد الخامنئي من أن الأحداث كانت برعاية غرف أمريكية وصهيونية.
كما أثبت الانتهاك التركي المستمر للشمال السوري والذي يستعد لعملية كبرى مرتقبة كشفتها صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن الدولة الجارة التركية كانت على صلة وثيقة بغرفة العمليات الصهيو أمريكية، فقد أفادت الصحيفة أن القوات التركية والموالية لها، والتي تشمل قوات كوماندوز تركية ومدفعية بأعداد كبيرة ومقاتلين من فصائل مسلحة، وتتركز قرب عين العرب (كوباني)، تستعد لعملية كبرى وشيكة نقلاً عن أحد المسؤولين الأمريكيين.
وبالتالي نحن أمام تحول استراتيجي خطير يثبت أن الأمر قد يتخطى تقاطع المصالح الصهيونية مع ما حدث أو مجرد توظيف واستغلال لسقوط النظام، بل إن هناك ما هو أكبر وما قد يصل لرعاية كاملة لإيصال هذا النظام تمهيداً للتوغل والاحتلال، ومن ثم استخدام ورقة المنطقة العازلة التي جرى احتلالها لابتزازه بغرض تقديم كامل الضمانات لأمن الكيان.
وهنا تجدر ملاحظة عدة نقاط:
1 – إسباغ أمريكا الشرعية على منظمة سبق أن وصفتها هي وقائدها بالإرهابية يعني أن الغنيمة كبيرة، وتتمثل في نقل سوريا إلى ضفة أخرى مختلفة جذرياً عن تموضعها الاستراتيجي في محور المقاومة وهو ما تؤيده الشواهد من استثمار صهيوني سريع ورد فعل باهت ومتصالح من جانب نظام الحكم الجديد.
2 – هناك تناغم واضح بين التصريحات الصهيونية ومراميها وبين تصريحات الجولاني، وكلاهما يصب في كسب مزيد من الوقت لتكريس أوضاع جديدة تتسق مع مشروع الشرق الأوسط الجديد بجوانبه الحدودية التي ترمي إلى زيادة مساحة “إسرائيل” والتي أشار إليها الرئيس ترامب الذي يرغب في زيادة مساحتها متجاوزاً القرارات الدولية، وكذلك تنظيف الطوق الصهيوني من المقاومات وجعل حدودها آمنة. وهذا الرهان على الوقت أبرزته تصريحات نتنياهو في زيارته لجبل الشيخ عندما قال: “إن القوات الإسرائيلية ستبقى متمركزة داخل سورية في المستقبل المنظور، وأن “إسرائيل” ستظل في المنطقة حتى يتم التوصل إلى ترتيب آخر يضمن أمن إسرائيل وفي المستقبل، ستحدد إسرائيل أفضل ترتيب يضمن أمننا”.
وهو ما يتناغم مع حديث الجولاني، إلى “تايمز” ووسائل إعلام دولية أخرى في دمشق، عندما قال إن أولويته هي استقرار البلاد وإعادة بنائها قبل أي انتخابات، والتي وصفها بأنها “بعيدة المنال الآن”، وهذا الاستبعاد للانتخابات وانتقال السلطة يشي بأمرين، أولهما إنه قابض على السلطة لفترة طويلة وهو المشرف على الترتيبات مع الصهاينة في الفترة القادمة، والثاني، هو أن استبعاد الانتخابات يعني استبعاد ما هو أكبر وأهم وهو استعادة الجيش وصياغة الاستراتيجية الدفاعية ومواجهة الاحتلال “الإسرائيلي” والتوغلات تحت بند عدم وجود فرصة لهذه المواجهة لحين الاستقرار في أجل غير مسمى!.
وقد أرفق الجولاني تصريحاته هذه بتصريحات موجهة للصهاينة تؤكد خلو سوريا الجديدة من المقاومة وأنها ستشكل طوقاً آمناً للكيان عندما أكد عدم نية النظام الجديد في سوريا مهاجمة “إسرائيل”، والتي قال عنها إنها: “فقدت ذرائع التدخل العسكري في سوريا”، داعيًا إياها إلى “إيقاف غاراتها الجوية على سوريا، وسحب قواتها من الأراضي التي سيطرت عليها وأنه لن يسمح باستخدام البلاد نقطة انطلاق لهجمات ضد “إسرائيل”، أو أي دولة أخرى”.
3 – أكدت الأحداث أن كلفة المقاومة أقل كثيراً من كلفة الاستسلام، حيث تردد العدو “الإسرائيلي” طويلاً في استهداف الأصول العسكرية السورية بسبب معادلات الردع والاحتفاظ بخيار المقاومة، بينما استباح جميع الأصول العسكرية بمجرد التقاط الإشارة بعدم نية المواجهة، وهو ما يثبت صحة خيار المقاومة وأن الحياد أو خيار السلام لن يمنع العدو من العدوان، لأن السلام بمفهوم العدو هو الضعف وعدم امتلاك أي قوة أو معادلة ردع والهدف الحقيقي هو تفريغ المنطقة من أي قوة تهدد الكيان مهما كانت وديعة ومسالمة.
من هنا كان خيار المقاومة هو مساندة أي نظام مقاوم في سوريا، لأن المقاومة تعلم أن مجرد رفع راية المقاومة والاحتفاظ بخيارها هو رادع للكيان ومقيد لشراسته، بينما التلويح بالسلام كفيل بالقضاء على الدولة السورية وعلى خطوط إمداد المقاومة وافتراس كل من يحاول حتى الدفاع عن سيادته ومنع الاستباحة الصهيونية.
وهو ما أكدته الطريقة التي تلقف بها الكيان تصريحات الحكم الجديد في سوريا، حيث تلقت “إسرائيل” هذه التطمينات بخبث شديد، فبدأت مساراً مزدوجاً للتمكن من شرعنة احتلالها وتوغلاتها وتدميرها للقوة العسكرية السورية (إلقاء نحو 1800 قنبلة على أكثر من 500 هدف وتدمير بين 70 و80 % من القدرات العسكرية للجيش السوري)، وهذا المسار تمثل في استخدام الحكم الجديد كفزاعة لتبرير الاستباحة (وصفت نائب وزير الخارجية “الإسرائيلي” شارين هسكل «أبا محمد الجولاني» بأنه «ذئب في ثوب حمل»)، وكذلك إبداء الحياد وطمأنة الداخل الصهيوني من خلال مقابلات أجريت، على مدى الأيام السابقة، مع معارضين سوريين، أعربوا صراحة عن أنهم لا يريدون حربًا مع “إسرائيل”؛ لا بل يتمنون أن يروا مراسلًا لقناة “إسرائيلية” يبث رسالته من قلب دمشق.
كما جاء على لسان نتنياهو نفسه كلام لافت عندما قال إنه وجه الجيش بـ«السيطرة على المنطقة العازلة وعلى مواقع السيطرة القريبة منه، وفي موازاة ذلك، نعمل من أجل جيرة حسنة، كتلك الجيرة الحسنة التي نفذناها وننفذها هنا عندما أقمنا مستشفى ميدانياً للعناية بآلاف السوريين الذين أصيبوا في الحرب الأهلية، وقد وُلد مئات الأطفال السوريين هنا في إسرائيل».
وهو خيط التقطته وسائل الإعلام العبرية بلقاءات مع الخبراء الصهاينة المتابعين للملف السوري منذ بداية الأحداث في 2011م، حيث تناول المتحدثون التاريخ الطويل للعلاقات “الإسرائيلية” مع طرفي الصراع في سوريا، النظام من جهة والمعارضة من جهة ثانية، وكيف طلبت عناصر في المعارضة الدعم وحتى السلاح من “إسرائيل” في سنة 2011 – 2013م، مقابل الوعد باتفاق سلام يتم بموجبه تأجير الجولان المحتل لـ”إسرائيل” 15 سنة. وتبين لاحقاً أن بين من عالجتهم “إسرائيل” جرحى “جبهة النصرة”، الأمر الذي أثار الدروز في “إسرائيل” الذين كانوا يناصرون الدروز في السويداء، بعدما هاجمتهم “جبهة النصرة”، كما أفادوا بأن «هيئة تحرير الشام» وعدت بإقامة «علاقات سلام عميقة مع إسرائيل»، بينما تعهدت تركيا بألا توجه أسلحة المعارضة لـ”إسرائيل”، بينما سعت أمريكا لإقناع “إسرائيل” بأن قائد «تحرير الشام» أبا محمد الجولاني رجل منفتح، وقد تغيرت مواقفه وبات يؤيد “الإسلام المعتدل”.
هذه التطورات تؤكد صوابية بوصلة المقاومة في لبنان عندما تربط مواقفها وعلاقاتها بالدول بالموقف من الكيان “الإسرائيلي” وعندما تحتفظ بخيار المقاومة مهما كانت التضحيات حيث ثبت بالوقائع أن ترك السلاح هو إيذان بالاستباحة الكاملة وتدمير جميع المقدرات، وتبقى الأوضاع أمام أسئلة مفتوحة عن طبيعة ما حدث في سوريا وعن تطوراته وإلى أين تتجه سوريا والمنطقة بعد هذا “الثوب السوري الجديد”؟.

مقالات مشابهة

  • خلال إسبوع.. 107 عملًا مقاومًا ضد العدو الصهيوني بالضفة والقدس
  • لجان المقاومة الفلسطينية تدين العدوان الصهيوني على اليمن
  • حركات المقاومة الاسلامية تدين العدوان الصهيوني على اليمن
  • المقاومة الفلسطينية تدين العدوان الصهيوني على اليمن
  • السيد عبدالملك: اليمن مقبل على انتصارات كبرى رغم العدوان
  • نتنياهو ووقف إطلاق النار
  • جيش العدو يستبيح سوريا.. والخطاب المتصالح لا يردعه!
  • اليمن يعيد تعريف المقاومة في الشرق الأوسط
  • عاجل | حاخام اليهود الشرقيين دافيد يوسف: يجوز ويجب إطلاق أسرى فلسطينيين ملطخة أيديهم بالدماء مقابل تحرير المختطفين
  • حماس: تصعيد العدوان الإسرائيلي على الضفة واغتيال المقاومين لن ينال من عزيمة المقاومة