هذا ما حصل عليه حزب الله من بكركي
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
كشفت زيارة وفد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إلى الصّرح البطريركيّ في بكركي، أمس الخميس، عن بادرة إيجابية تُعزّز التواصل بين "حزب الله" والبطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي لاسيما في ظلّ أحداث الجنوب.
مصادر مُطلعة على أجواء "الثنائي الشيعي" تقولُ إنّه لدى "حزب الله" مصلحة عُليا في التقارب مع الرّاعي والمسيحيين في الوقت الراهن، لاسيما أنَّ الإلتفاف الوطني حول ما يقوم به الحزب على أرض الجنوب من مواجهاتٍ ضدّ العدو الإسرائيليّ، هو أمرٌ مطلوب بشدة.
واعتبرت المصادر أنّ البطريرك بموافقهِ الأخيرة إزاء ما يحصل، منَح غطاءً وطنياً لما تقوم به المقاومة في الجنوب، وهو أمرٌ يُريح الحزب كثيراً وبالتالي يمنحهُ قوة أكثر لمواصلة "المناوشات" و "حرب الإشغال" التي يعتمدها ضدَّ الإسرائيليين عند الحدود.
ولفتت المصادر إلى أنّ ما حصل يوم أمس في بكركي يُعدُّ رسالة قوية باتجاه أطرافٍ داخلية كانت تسعى لـ"الحرتقة" على الحزب وعلى علاقته مع البطريركية المارونيّة خلال الفترات الماضية، ومفادُ تلك الرسالة هي أنه عند "المفاصل الوطنية الكبرى، يتحقق التلاقي الإيجابي والقائم على التعاون". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الجراحة الأصعب... لـالثنائي الشيعي!
كتب نبيل بو منصف في" النهار": ليس بين القوى السياسية – الحزبية – الطوائفية في لبنان سوى الثنائي حركة "أمل" و"حزب الله" من سلّم بتسميته المذهبية الفاقعة هكذا "الثنائي الشيعي"، ولو أن سائر الآخرين، إلا قلة نادرة، لا يتمايزون في التركيبة الطائفية الطاغية للبنان السياسي والاجتماعي.
لم تشكل الواقعة المركبة المتعاقبة لانتخاب الجنرال جوزف عون وتسمية القاضي الدولي نواف سلام رئيساً مكلفاً لتشكيل الحكومة، من منظار واقعي وحقيقي قبل أن تكون هذه نظرة الثنائي، إلا التتويج الحاسم داخلياً لنهاية سطوة وعصر وعهد وحكم "الثنائي" نفسه.
لا تحتمل هذه الحقيقة مداهنة أو مسايرة أو تكاذباً أو تمويهاً وتكاذباً في التعبير الإعلامي والسياسي الرائج كما يسود منابر السياسة والإعلام في لبنان في هذه اللحظة.
وكانت ردة فعل كبير نواب "حزب الله" محمد رعد يوم أجرى الرئيس المنتخب جوزف عون الاستشارات النيابية لتكليف نواف سلام، أصدق ما رسمته انفعالات الحزب حيال انقلاب متدحرج، لا في الدستور والسياسة والتحالفات الداخلية، بل في ظروف لبنان والمنطقة التي أسقطت عقوداً من النفوذ الإيراني ودفعت بلبنان نحو التحرر من كل ذلك الموروثولكن ذلك كله يقف الآن أمام معالم ما قد يشكل أخطر المزالق اللبنانية التي تتهدد إقلاعة العهد الجديد والعصر الجديد ما لم تتم عملية الاحتواء والمعالجة بالدقة والحزم اللازمين معاً. والمقصود بذلك أن لجوء الثنائي الشيعي إلى مقاطعة الاستشارات التي أجراها رئيس الحكومة المكلف نواف سلام والتلويح باحتمالات خروج الثنائي من الحكومة العتيدة تحت وطأة افتعال أزمة حكم في وجه العهد الجديد، ولو شكل ذروة الابتزاز الضاغط على الرئيسين عون وسلام والقوى الداخلية والدول الداعمة والراعية وعرابة العهد الجديد، سيوجب على الثنائي الرئاسي الجديد عون وسلام خوضاً مبكراً لأول معمودية سياسية بالغة الصعوبة والدقة، تقارب الجراحة الأخيرة للعبور بلبنان إلى بر الفجر الطالع، وإلا نجح الثنائي الشيعي في توجيه أسوأ الضربات الإحباطية إلى هذه المرحلة التغييرية الجذرية سيكون مستحيلاً تجاهل خطورة اللعب باستبعاد "شيعة الثنائي" الآن كما سيكون مستحيلاً الرضوخ لابتزازه. ولذا من الخطورة توسّل التحريض على حشر الثنائي في اختبار استبدال شيعته بشيعة مستقلين أو مرتبطين بخصومه، كما من الخطورة الأفدح التسليم له بنمط ابتزازه وضغطه وتهويله. هذه هي معادلة المعمودية الصعبة لرمزي العهد الطالع. فلننتظر.