الطاقة الدولية: صناعة النفط والغاز بحاجة إلى التخلي عن وهم احتجاز الكربون
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
قال مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول إن صناعة النفط والغاز بحاجة إلى التخلي عن وهم تكنولوجيا احتجاز الكربون كحل لأزمة تغير المناخ، وأنه لا بد من الاستثمار بصورة أكبر في الطاقة النظيفة.
وأضاف بيرول في بيان: تحتاج الصناعة إلى الالتزام بالمساعدة الحقيقية للعالم لكي يلبي احتياجاته للطاقة ومستهدفات المناخ، مما يعني التخلي عن الوهم بأن احتجاز كميات كبيرة للغاية من الكربون هو الحل.
وتقنية احتجاز الكربون تقوم على التقاط ثاني أكسيد الكربون الناتج من العمليات الصناعية قبل دخوله طبقة الغلاف الجوي وتخزينه تحت الأرض.
وشدد بيرول على أن شركات النفط والغاز تواجه لحظة الحقيقة بشأن دورهم في التحول نحو الطاقة النظيفة.
وأضاف مدير وكالة الطاقة الدولية: يأتي 1% فقط من الاستثمارات العالمية في الطاقة النظيفة من شركات النفط والغاز.. الصناعة بحاجة إلى مواجهة الحقيقة المرّة بأن التحول الناجح للطاقة النظيفة سيتطلب تقليص عمليات النفط والغاز وليس توسيعها.
وتابع: لذلك فإنه في الوقت الذي يحتاج فيه جميع منتجي النفط والغاز إلى خفض الانبعاثات من عملياتهم بما في ذلك تسرب الميثان، فإن دعوتنا إلى اتخاذ إجراءات هي أوسع نطاقًا.
ووفقًا لتقرير وكالة الطاقة الدولية، تحتاج الصناعة إلى استثمار 50% من النفقات الرأسمالية في مشاريع الطاقة النظيفة بحلول 2030 وذلك لتلبية مستهدف الحد من تغير المناخ عند مستويات 1.5 درجة مئوية.
ومع ذلك خصصت الصناعة 2.5% فقط من إنفاقها الرأسمالي تجاه الطاقة النظيفة في 2022.
كما شددت وكالة الطاقة الدولية على أنه لا بد من إنفاق 3.5 تريليون دولار كاستثمارات سنوية بداية من اليوم وحتى منتصف القرن الحالي، وهو ما يعادل إجمالي الإيرادات السنوية لصناعة النفط والغاز في السنوات الأخيرة.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
كيف يمكن للمحيطات أن تعزز من جهود العالم في تقليل انبعاثات الكربون؟
أصبحت تقنيات التقاط الكربون وتخزينه على رأس أولويات البحث العلمي والتكنولوجي في السنوات الأخيرة، في ظل التهديدات المتزايدة للتغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة.
وفي هذا السياق، ظهرت العديد من الشركات الناشئة التي تحاول استكشاف آليات مبتكرة للتعامل مع هذه الأزمة، من بينها شركة "إكواتيك" الأمريكية التي أعلنت عن ابتكار جهاز يستخدم المحيط لالتقاط ثاني أكسيد الكربون من الهواء وتخزينه لفترات طويلة، وتنتج في الوقت ذاته الهيدروجين الأخضر. ورغم أن هذه التقنية لاقت اهتماماً كبيراً، إلا أن الجدل العلمي لا يزال قائماً حول مدى جدوى وأمان هذه الفكرة.
وأعلنت شركة "إكواتيك"، التي تأسست في لوس أنجلوس، عن تطوير آلة جديدة تهدف إلى حل مشكلتين بيئيتين في وقت واحد: التقاط ثاني أكسيد الكربون وتخزينه بشكل دائم في المحيط، وإنتاج الهيدروجين الأخضر من مياه البحر.
في عملية متكاملة، تضخ المياه عبر جهاز التحليل الكهربائي الذي يستخدم الطاقة النظيفة من الرياح أو الطاقة الشمسية لتقسيم الماء إلى هيدروجين وأوكسجين والغازات الناتجة، بالإضافة إلى المواد القلوية الناتجة، تقوم بسحب ثاني أكسيد الكربون من الهواء قبل أن يتم تخزينه في المحيط على شكل كربونات ثابتة.
وتعتمد التقنية على توليد الهيدروجين الأخضر من خلال التحليل الكهربائي للمياه، وتحرير الأوكسجين بالإضافة إلى إنتاج مزيج قلوي من المواد مثل الكالسيوم والمغنيسيوم. هذا المزيج القلوي يمتص ثاني أكسيد الكربون من الهواء ثم يتم تخزينه في المحيط على شكل كربونات معدنية أو أيونات بيكربونات، والتي تظل ثابتة في المياه لفترات طويلة تمتد لآلاف السنين.
الفوائد المتوقعة
من خلال هذه العملية، لا تقتصر الفوائد على إزالة الكربون من الغلاف الجوي فحسب، بل تشمل أيضاً إنتاج الهيدروجين الأخضر، وهو البديل المستدام للوقود الأحفوري.
كما أن المحيط يلعب بالفعل دورا كبيرا في امتصاص الكربون والحرارة الناتجة عن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وتعتبر عملية "إكواتيك" تكملة لهذا الدور الطبيعي للمحيطات في تخزين الكربون، بحسب سيفانج تشين، مستشارة العلوم في "كاربون 180"، فإن تخزين الكربون في المحيط "أقل تكلفة" مقارنة بالتقنيات البرية، ويتسم باستقراره طويل الأمد.
الاعتراضات العلمية والبيئية
على الرغم من الفوائد المعلنة لهذه التقنية، فإنها تواجه العديد من الاعتراضات من قبل العلماء البيئيين. إذ حذرت ماري تشيرش، مديرة حملة الهندسة الجيولوجية في مركز القانون البيئي الدولي، من أن هذه العملية قد تُحدث تغييرات في كيمياء المحيطات وتؤثر على النظم البيئية البحرية، ما يؤدي إلى أضرار قد تكون غير متوقعة. هناك أيضاً قلق من التأثيرات السلبية على أنواع الكائنات البحرية نتيجة لتغير مستويات المغذيات ودرجة الحموضة في المياه.
تحديات التنفيذ والتوسع
رغم نجاح التجارب الأولية للمصانع التجريبية في لوس أنجلوس وسنغافورة، حيث تم إزالة ما يقارب 30-40 طناً من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، فإن التوسع في هذا المجال لا يزال يشكل تحدياً كبيراً.
وتهدف شركة "إكواتيك" إلى بناء أكبر مصنع لإزالة ثاني أكسيد الكربون في العالم في سنغافورة، ومن المتوقع أن يزيل المصنع الجديد 4000 طن من الكربون سنوياً ويولد 100 طن من الهيدروجين الأخضر. ومع ذلك، لا يزال التوسع في هذا المجال يحتاج إلى استثمارات ضخمة، وتوسيع نطاق الإنتاج ليصل إلى قدرات أكبر بما يتوافق مع أهداف الحد من الانبعاثات العالمية.
المخاوف الاقتصادية والسياسية
فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، تسعى "إكواتيك" إلى الحصول على تعويضات الكربون من خلال بيع أرصدة الكربون لشركات ترغب في تعويض انبعاثاتها، وهو ما يفتح المجال أمام تطور سوق الائتمان الكربوني. لكن هناك قلقاً بشأن فعالية هذه السوق، خاصة بعد التحقيقات التي أظهرت العديد من الشركات التي تدعي التخلص من الكربون دون نتائج حقيقية. وأمام هذا الوضع، تسعى "إكواتيك" إلى إثبات فعالية تقنيتها وتخزين الكربون في بيئة مغلقة، لتجنب الشكوك المحيطة بنجاح تقنياتها.
رغم التحديات، يعتقد الرئيس التنفيذي لشركة "إكواتيك"، إدوارد ساندرز، أن هذه التقنية قد تشكل خطوة كبيرة في معالجة أزمة المناخ إذا تم تطبيقها بشكل موسع. وأشار إلى أن الشركة تهدف إلى تقليص الانبعاثات العالمية بنسبة 20% بحلول منتصف الأربعينيات من هذا القرن من خلال بناء محطات كبيرة لإزالة الكربون.