صدى البلد:
2024-07-01@16:30:22 GMT

هند عصام تكتب: الصدق والكذب

تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT

هل أخطأت من قبل  عندما قُلت أن الأخ للأخ ضماد، فكيف للضماد أن يجرح؟ وهل أخطأ من قال أن  الأخ هو خير عون وخير صديق، ومن قال أن  أخيك سيكرمك ويحبك دون مقابل هيا بنا نتعرف علي حدوتة جديدة من حواديت الأدب الفرعوني، وهي قصة رمزية من الأدب الفرعوني جعلت من الصدق والكذب رجلين، أي أنها رمزتا لهما بهيئة رجلين وأعطتهما اسمي (الصدق والكذب)، ويقال أنها مخطوطته من مخطوطات  بردية  (شستر بيتي الثانية) و تعود لزمن الأسرة التاسعة عشرة

فكنوز أجدادي الفراعنة ليس لها مثيل وليست آثار وتماثيل من ذهب فقط، بل براعو في كل شيء؛ العمارة والطب والفن والأدب الفرعوني و يشمل الأدب المصري القديم مجموعة واسعة من الأشكال السردية والشعرية بما في ذلك النقوش على المقابر، والشواهد، والمسلات، والمعابد،  والقصص والأساطير، والكتابات الدينية؛ والأعمال الفلسفية وأدب الحكمة والسير الذاتية والشعر؛  فكان الفرعون المصرى مثقفا بطبيعة الحال وترك لنا برديات تحمل قصصا وحواديت تبهر كل من يترجمها أو يطلع عليها، وبالتحديد بردية  (شستر بيتي الثانية) التي تحمل قصة الصدق والكذب التي أثارت انتباهي كونها تحدث كل يوم وفِي كل مكان منذ بدأ الخليقة هناك الصدق والكذب الذي ينتج عن الحسد وهو أول ذنب حدث في السماء عندما حسد إبليس سيدنا أدم علي مكانته عند ربنا وايضاً حدثت اول ذنب ومعصية  في الارض عندما حسد قابيل  أبن سيدنا أدم أخيه هابيل علي زوجته وقتله من أجل أخذ مكانه ومنذ بدأ الخليقة وهناك قصة الصدق والكذب في كل زمان ومكان  ولكن هنا عندما يكون الصدق أخاً للكذب فهذا خير دليل علي مقولة جبران خليل جبران "قد لا يزعجنا القول ولكن يؤلمنا القائل .

. وقد لا يؤثر فينا الفعل ولكن يصدمنا الفاعل !!. ".
هيا بنا نتعرف علي قصة الأخوان الصدق والكذب وكيف ينال الكذب الجزاء ؟؟ 
فمن حقوق الأخوة طهارة القلب من الغل والحقد والحسد  و ألا يحمل الأخ على أخيه غلاً في صدره ولا حقداً ولا حسداً ولكن هذا ليس ما فعله الاخ الكذب  مع أخيه الصدق بات يحقد عليه دون سبب وخطط  الكذب وأراد  أن يوقع بأخيه الصدق وأخذ يفكر ويفكر في خطة محكمة كي ينتقم من أخيه الصدق ، وعندما كان يفكر لمع في عينه خنجره  المعلق علي الحائط وأمسك به وعلي الفور تجمعت خيوط الخطة المحكمة في عقل الكذب الشرير. وأخذ الخنجر وذهب لأخيه الصدق وقال له يا أخي الصدوق هل يمكنني أن أترك هذا الخنجر أمانة عندك ؟  فترك عنده خنجره وديعة  ، ورحب الاخ الصدق بأخيه الكذب وقال له نعم يا أخيه أترك خنجرك في أمان بيتي ، كان لا يعلم بمكر وخطة أخيه الكذب الشريرة .
ثم تمكن من سرقة الخنجر ليلاً من بيت أخيه وهو نائم ، وعندما استيقظ الاخ الصدق من نومه ولم يجد الخنجر حزين حزناً شديداً وقال الاخ الصدق ماذا أفعل وماذا أقول لأخي الكذب عندما يطالب بخنجره وباتا يلوم في نفسه علي أنه لم يحفظ الأمانة .
وجاء الأخ الكذب بعد ما سرق الخنجر ،قام  بمطالبة أخيه الصدق بالخنجر الذي وضعه عند أخيه الصدق كأمانة .
فاعتذر الأخ الصدق لأخيه الكذب عن ضياعه الخنجر وهو في غاية الخجل، فلم يقبل الأخ الكذب إعتذار أخيه الصدق وشكاه للآلهة مدعياً أن خنجره كبير جداً يصل إلى ارتفاع جبل وقبضته بارتفاع شجرة فحكمت الآلهة وطلبت منه اقتراح تعويضه فاقترح أن يسمل عيني أخيه الصدق ويعينه  حارساً أعمى لبيته فوافقت الآلهة.
وبالرغم من ذلك لم يهدأ غل وحقد الأخ الكذب ولم يستكف بسمل عين أخيه بات يحقد ويحسد حتي قرر الاخ الكذب أن يقتل أخيه الصدق فأمر بذلك لكن العبدين الموكلين بذلك لم ينفذا أمره وتركا الصدق عند سفح الجبل وحيداً وأوهموا الأخ الكذب بأنهم قتلوا أخيه الصدق وعاش الكذب في راحة بال بعدما أعتقد أنه قد تخلص من أخيه الصدق.
وعاش الصدق زمناً طويلاً وهو وحيد يعاني من الظلم وغدر الأخ وفِي يوم من الأيام صادف امرأة  جميلة تحمل صفات الصدق مثله تزوجته سراً ووضعته في دار قرب دارها كي لا يعرف الناس بأمرهما ، وأنجبت منه ولداً حين كبر سأل عن والده فقالت له إنه ذلك الحارس الأعمى، وحين علم و فهم قصة والده قرر الانتقام له من عمه الكذب ، وتركه أمه وأبيه الصدق وذهب حيث يمكث عمه الكذب وجمع معلومات عنه بالاضافة إليّ حكاية أبيه وأصبح يعلم كيف يفكر عمه الكذب وفكر مثلما يفكر كي ينتقم لأبيه الصدق فاشترى ثوراً وأعطاه لأحد رعاة عمه الكذب حتى يعود من سفره.
وعندما رأي الكذب الثور أعجب به وذبحه وحين عاد أبن الصدق  وعلم بأمر الثور الذي ذبحه عمه اشتكى للآلهة وادعي وقال لهم لقد كان هذا الثور ينجب ستين عجلة في اليوم وإن قرنيه يصلان إلى جبال الشرق والغرب، وقالت له الآلهة وهل هذا يعقل واتهمته الآلهة بأنه يبالغ ويكذب فقال لهم هو الاخر  وهل يعقل أن  هناك خنجراً بارتفاع الجبل ومقبضه بارتفاع الشجرة وفضح عمه الكذب وكشف أمره عندما اتهم أخيه الصدق بالمكر والكذب والخداع ،فحكمت الآلهة بجلد الكذب مائة جلدة وجرحه خمسة جروح بالغة وسمل عينيه وأن يصبح بواباً لأخيه جزاء له على ما فعله. وعاد أبن الصدق لأبيه الصدق وقص له ما حدث مع عمه الكذب وقال: له عاد حقك يا أبي وفعلت به ما فعله عمي الكذب بك وأكثر وأخذ أبيه وأمه الجميلة وخرج بهم وقال لهم لقد أصبح عمي الكذب بواباً لنا وسملت عينه وعاد الحق يا أبي .
فقال :الأب الصدق لابنه خذ بيدي يا ابني إليّ أخي الكذب وعندما أقترب من أخيه الكذب فقال الكذب من هنا قال له أنا أخيك الصدق الذي اتهمته بسرقة الخنجر فصعق الاخ الكذب الذي كان علي يقين أن أخيه الصدق قد مات وقال له الصدق من فعل بك هذا هو ابن أخيك الصدق فصدم الكذب اكتر وأكتر وأيقن أنه حصد ما زارعه واعتذر من أخيه الصدق وطالب منه ان يسامحه فسامحه الاخ الصدق .
وتعكس هذه القصة بأن حبل الكذب قصير مهما طال، وأن الصدق ينتصر على الكذب مهما طال ، كما تعكس عادات ذلك الزمان وتحمل هذه القصة شبه كبير لأسطورة إيزيس مع ست حين تنكرت وتحايلت علي ست وأجبرته على الاعتراف بحقها وحق أبنها في عرش أوزوريس.
وكما قيل اذا لم تتعلم الصدق من الاخرين فلا تحاول أن تعلمهم طريقتك الفريدة في الكذب و ازرع الصدق والرصانة تحصد الثقة والأمانة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: من أخیه وقال له

إقرأ أيضاً:

الدكتورة رانيا يحيى تكتب: من الكسر إلى النصر

على مدار عقود تجاوزت نصف القرن، ظل شهر يونيو عالقاً فى بؤرة العقل الجمعى العربى فى عمومه، والشعب المصرى خصوصاً، بكل ما يحمله من غصة وألم، حيث ارتبط بذكرى موجعة مسطورة فى التاريخ، حين تحققت النكسة والهزيمة فأوجعت الأمة العربية بأكملها عام 1967، واستمرت هكذا طيلة هذه السنوات، ولم تُضمَّد الجراح إلا بحلول النصر الأعظم فى أكتوبر 73، ولكن حين يحل علينا هذا الشهر نسترجع تلك الوجيعة، إلى أن جاء نصر آخر لا يقل أهمية باستعادة وطن تم اختطافه واحتلاله من جماعة فاشية إرهابية، نغَّصت علينا الحياة فى سنة هى الأعقد والأسوأ فى عمر بلدنا. أتذكر تلك الأيام القاسية، وما عانيناه كأسر وأفراد، وأيضاً كمؤسسات فى الدولة، وما انتابنى حينذاك من حزن كغيرى من المصريين أرَّقنا، ومخاوف ألهبت مشاعرنا على وطن استودعناه، وكنا لا نعرف كيف ستنقضى تلك الغمة، ومن أين يأتى الفرج.

لكن لأن الله سبحانه تجلى فى مصر، وذكرها فى كتابه العزيز، وقال عنها «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين»، تحققت كلمات الله، وقدَّرها عز وجل فى صورة قائد عسكرى محنك، خشى على وطنه، فقدم نفسه فداء، وضع كفنه على يده، ووقف فى مواجهة قاسية ومربكة للعدو المحتل والمغتصب لحكم مصر. وتبدل الحال بقدرة المولى، وخرجت الملايين من كل فج عميق إلى ميادين مصر من شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، فى مشهد مهيب يوم 30 يونيو 2013، لنودع انكسار هذا الشهر بذكرياته المؤلمة، لشهر الاحتفال والانتصار، شهر الأفراح وتبديد المخططات الصهيونية بأيادٍ مصرية.

لم تقتصر تلك الثورة على الرجال، وإنما لعبت المرأة المصرية دوراً لا يمكن نكرانه، أو اختزاله، حيث خرجت للشارع، مصطحبة أطفالها وجيرانها وأصدقاءها، وتوجهت للميادين، لتقف بعزة وكرامة وشموخ تنادى وتدافع عن حق وطنها، وتثبت أن المرأة المصرية على مدار التاريخ سيدة مواقف سياسية ورؤية مصيرية منذ حضارة أجدادنا قدماء المصريين ووصولاً للعصر الحديث، حيث ساهمت المرأة المصرية فى فك الحصار الأجنبى والاحتلال الغربى حين تصدت لرصاصات الاحتلال فى مسيرات تاريخية جسَّدتها ثورة 1919، واستمراراً لهذا الدور البطولى، اتكأت المرأة على بصيرتها وإيمانها بقدرتها فى التصدى وحماية أمتها، دون خوف أو ذعر، رغم محاولات زعزعة الثقة التى استمرت عبر كل الوسائل، والتهديد والوعيد الذى حاوطها، لكن لأنها قادرة على استشعار الخطر بالفطرة، كان رد فعلها لا يحتسب سوى مصلحة الوطن التى وضعتها المرأة المصرية فوق كل اعتبار، وبتكاتف الجميع شعباً وجيشاً وشرطة، وبريادة حكيمة تمتلك الرزانة والكياسة، امتلك القائد العسكرى زمام الأمور وتحقق الاستقلال من هذا المستعمر الظلامى الفاشى.

لحظات لا يمكن أن تُمحى، ذكريات عشناها بكل ما فيها من قلاقل، هيبة المؤسسات التى أبادوها، الحرائق المدمرة هنا وهناك، الارتباك الحادث فى شتى مجريات الحياة، ليخرج علينا بيان 3 يوليو، باعتباره المخلص من هذا الجحيم. وننجو جميعاً بمصر التى تستحق الحماية والرعاية، لتبدأ مرحلة جديدة من عمر الوطن، ويتغير الحال، وتصبح المرأة المصرية أيقونة تلك الثورة التى استُبدلت بصورة وردة، لتنطلق بإرادة سياسية تؤمن بدورها، فتمكنها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وتستصدر التشريعات الموجبة لحمايتها، وتقدم لها جميع أشكال الدعم والرعاية، وتحقق لها التوعية اللازمة، ليصبح مؤشر قياس الفجوة بين الجنسين فى وضع أفضل نتيجة لما يتحقق على الأرض، فقد كانت المرأة المصرية محظوظة أن تعيش فى عصرها الذهبى فى ظل قيادة سياسية تؤمن بقدراتها، وتمنحها مكتسبات تسطرها صفحات التاريخ كشاهد على عصر التمكين، وأصبحت المرأة تتقلد أرفع المناصب كوزيرة ومحافظة، ومستشار السيد الرئيس للأمن القومى، وبلغت أعداد النساء تحت قبة البرلمان 28% فى الغرفة الأولى، و14% فى مجلس الشيوخ، كذلك زيادة أعداد نواب المحافظين والوزراء تأكيداً على الرغبة فى تأهيل المرأة، بل وتوليها أرفع المناصب، ولم تقتصر أشكال التمكين تلك على هذه الوظائف العليا، وإنما وصول المرأة لمنصتى النيابة العامة ومجلس الدولة بعد نضال استمر أكثر من سبعة عقود من الزمان، وزيادة أعداد التمكين القيادى للمرأة فى جميع القطاعات والوزارات دون تمييز، الذى ننطلق منه دستورياً، فليس هناك دليل قاطع على تلك الإرادة سوى مواد الدستور المصرى التى تحظر هذا التمييز، كذلك بلوغ التمكين للمجالات الاقتصادية والاجتماعية وتقديم الحماية الثقافية والتشريعية وفق استراتيجية النهوض بالمرأة المصرية 2030.

لقد كانت المرأة المصرية عموداً فقرياً فى نجاح ثورة المصريين فى الثلاثين من يونيو، وستظل المرأة دوماً هى الحصان الفائز فى أى رهان، مؤكدة على بطولتها وصمودها وبسالتها وإيثارها لصالح دولة عظيمة تستحق منها ومن الجميع مزيداً من العطاء، لأنها ببساطة شديدة «مصر كنانة الله فى أرضه، من أرادها بسوء قصمه الله»

مقالات مشابهة

  • د.عصام الربيعان: التقديم على الوظائف بشكل إلكتروني.. ولدينا ربط مع جامعة الكويت والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية
  • أبرز المعلومات عن صوم الرسل
  • الأسد والعذراء منها.. 4 أبراج تميل إلى الصدق والصراحة
  • مواطن يقوم بذبح ابنه اثناء سجوده بالتعاون مع أخيه في الضالع - تفاصيل
  • المشيئة الكتابية
  • أحمد علي عبدالله صالح يُعزِّي اللواء مطهر رشاد المصري في وفاة نجله العميد رشاد
  • أوباما يدعم بايدن بعد مناظرته أمام ترامب: اختيار ما بين الحقيقة والكذب
  • الدكتور هبة واصل تكتب: أنقذت مصر من الضياع
  • الدكتورة رانيا يحيى تكتب: من الكسر إلى النصر
  • الدكتورة مايا مرسي تكتب: تاريخ لن يُنسى!!