ترجمات.. أولج فولكف يصف سحر القاهرة وإنشائها فى كتاب «القاهرة مدينة ألف ليلة وليلة»
تاريخ النشر: 11th, July 2023 GMT
كثيرة هي الكتب التي ألفها أجانب عن القاهرة، ومن هذه الكتب كتاب «القاهرة مدينة ألف ليلة وليلة 969- 1969». للكاتب أولج فولكف.
أخبار متعلقة
ترجمات .. المستشرق الإسبانى خوان جويتيسولو يستشرف الربيع العربى فى «الأربعينية»
ترجمات.. ذكريات باريسية فى «كافيهات وحكايات من مقاهى باريس» للكاتب الفرنسى ديديه بلوند
ترجمات.
وكما نعلم فإن القاهرة تم إنشاؤها على يد القائد جوهر الصقلى في السادس من يوليو عام 969 ميلادية بأمر من الخليفة المعز لدين الله الفاطمى، وقد سرد أولج فولكف هذه الأسباب من خلال تتبعه لتاريخ مدينة في كتابه «القاهرة مدينة ألف ليلة وليلة 969- 1969».
صدر الكتاب عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ترجمة أحمد صليحة.. في هذا الكتاب يحاول المؤلف أن يسرد قصة القاهرة التي لا تتشابه مع غيرها من المدن الأوروبية، لكنها تشكل مزاجا من عدة مدن متباينة العصور والحضارات.. مدينة الفسطاط القديمة بأكواخها المتزاحمة حول عدد الكنائس والأديرة، والقاهرة الفاطمية بقصورها الزاهرة وحدائقها البديعة وهذه المدينة بدورها لا ترتبط مع المدينة الحالية المزدحمة بأى رباط سوى الرقعة الجغرافية.
وفى صورة فنية يرسمها «أولج فولكف» في وصفه وتتبعه لقصة مدينة القاهرة: لم تكن متجانسة العناصر ولكن كانت مزاجا من عدة مدن متباينة العصور والحضارات.. وحتى يتسنى رؤية هذا الخليط المعمارى الرائع يجب علينا أن نصعد في أحد أيام الصيف إلى أعلى جبل المقطم الذي يشكل نصف دائرة تحيد بالمدينة. وأول ما نراه مرتسما على خط الأفق المنارتين لجامع محمد على وقد بديا كرمحين مشرعين. وخلف أرض الخضراء التي تمتد إلى ما لا نهاية ترتفع الأهرامات فوق الأفق بأحجامها المتدرجة.
وبين الأهرامات وجبل المقطم يمتد مجرى النيل كثعبان هائل فضى يضفى على هذا المنظر الماثل لأعيننا جوا من الغموض الأسطورى. وتمتزج معها القباب التي تبدو كما لو كانت معلقة في الهواء، ومئات المنائر التي يحط عليها الطير. وفى الشمال ترتفع على حافة الصحراء الداكنة مجموعة من القباب العالية التي تتناثر في أرجاء قرافة المماليك.. ولهذا الجو اللطيف والسماء الرائعة أثر لطيف على النفس البشرية فلا عجب أن قال ذلك الرحالة الذي وردت قصته في كتاب «ألف ليلة وليلة»: «من لم ير القاهرة لم ير شئيا».
بدأ أولج فولكف تاريخ مدينة القاهرة في كتابه المقسم إلى ثمانية فصول: من الفتح العربى وكيف كان يبدو موقع المدينة في وقت الفتح العربى؟ كما يروى عن تأسيس مدينة الفسطاط والعسكر والقطائع إلى القاهرة ويصف المنطقة التي قدر للقاهرة أن تشيد عليها. موضحًا في سنة 969 م بدأ العمل بحماسة في تشييد عاصمة جديدة. بنيت ليسكنها الغزاة المنتصرون لا رعاياهم، لذا فقد كانت القاهرة في ذلك العصر مدينة أرستقراطية، واتخذت مظهر مدينة محرمة، فقد كان على من يريد أن يدخلها أن يذكر سببا قويا وأن يحمل تصريحاً، ولذا فليس من الغريب أن تدعى «القاهرة المحروسة». قد شيدت الفسطاط والعسكر حول جامعين كرسا لعبادة الله، أما القاهرة فقد التفت حول قصر، هو مقر الخليفة.
وبينما كان نمو كل من العسكر والفسطاط اضطراديا كغصن وضع في منجم للملح فأخذت تكسوه تدريجيا بلورات لامعة فحولته في النهاية إلى جوهرة بديعة، كانت القاهرة تحفة فنية شكّلها صائغ ماهر في أيام ثم وضعت كما لو كانت توضع في صينية وسط السهل الذي «ينحصر بين النيل والمقطم».
كانت للمدينة شخصية ميزتها عن المدن العربية الأخرى التي تتقاطع شوارعها الضيقة الكثيرة مكونة شبكة متعرجة، فلقد بنيت القاهرة وفق تخطيط هندسى سابق لإنشائها جعل لشوارعها انتظاما معقولا وقد خطط منها جوهر بنفسه سبعة شوارع.
كان عصر صلاح الدين حلقة الصلة بين القاهرة الفاطمية والقاهرة المملوكية، لقد كان هو الذي وضع حدودا للمدينة الجديدة وترك للماليك مهمة تجميلها.. وصلت القاهرة إلى ذروة مجدها في النصف الأول من القرن الرابع عشر.. لكن يتهم العثمانيون بأنهم هم الذين قضوا على حضارة العصر المملوكى الزاهرة. لكن حقيقة الأمر أن الاضمحلال كان قد بدأ يدب منذ وقت طويل، فقد كتب دومينكو ترفيسانو في عام 1511 عن القاهرة قائلا إنها لا تستحق بأى شكل السمعة التي تشاع عنها. والحق أن ظلام الحكم العثمانى قد ساعد على سرعة أفول نجم القاهرة الذي كان قد بدأ في غسق عصر المماليك.
كان هذا العصر نهاية الازدهار المعمارى الذي شهدته العصور السابقة، فلم تكن الأبنية الجميلة مثل: «سبيل خسرو باشا» و«منزل جمال الدين» وبعض من المساجد إلا استثناءات قليلة، أما أكثرية منشآت هذا العصر فقد افتقدت إلى سلامة الذوق والأناقة. وبالاختصار فقد فقدت القاهرة تحت نير العثمانيين ثلثى مساحتها الحقيقية، ومثل هذا من سكانها. ويصل أولج فولكف إلى فصله الأخير بعنوان «القاهرة الحديثة» عصر محمد على موضحاً: وتدخل القاهرة عصرا جديداً بتولى محمد على الحكم.
ذلك البركان المتفجر الذي أخذ يهدم ويشيد ويغير ويبدل حتى كسى القاهرة غزلته يده. اتسم تطور القاهرة منذ عام 1850 بسمتين الأولى هي تحول منطقة قلب العاصمة عن مراكزها القديمة، والثانية ظهور أحياء أوروبية خالصة على حدود المدينة. أهم الإنجازات المعمارية لهذا العصر كان بناء «مصر الجديدة» هليوبوليس. وبالرغم من النجاح الذي لاقاه بناء ضاحية المعادى ومدينة المقطم إلا أن القاهرة تمضى بعناد في الزحف نحو الشمال والشرق.
ولا يجب أن ننسى في هذا السياق ضاحية مدينة المهندسين التي بنيت على الضفة الغربية للنهر ومدينة نصر بين العباسية ومصر الجديدة.
وتعد الأحياء الجديدة التي شيدت في هذا العصر إلى الشمال والشرق من مناطق الإسكان الفاخر. وهى تختلف في طبيعتها عن أحياء القاهرة القديمة، فشوارعها واسعة تظللها الأشجار ومعظم دورها محاطة بالحدائق وفى بعض منها تتجلى صورة القاهرة القديمة «سلة أزهار تنبثق منها دور بديعة وعمائر أنيقة».
ثقافة ترجمات كتاب القاهرة مدينة ألف ليلة وليلة 969- 1969المصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: شكاوى المواطنين ثقافة
إقرأ أيضاً:
تصادم 4 سيارات على طريق الـ 100 في مدينة السلام | صور
شهد طريق الـ 100 بمنطقة مدينة السلام في القاهرة حادث تصادم مروع بين 4 سيارات بسبب السرعة الزائدة بدون إصابات.
تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة إخطارا من غرفة عمليات النجدة تضمن ورود بلاغا أفاد بتصادم سيارة ملاكي وأخرى جامبو وسيارتين ربع نقل على طريق الـ 100 في مدينة السلام.
على الفور دفعت الإدارة العامة لمرور القاهرة بأوناش المرور والخدمات المعنية وجرى رفع حطام الحادث وتبين من المعاينة توقف سيارة جامبو على الطريق واصطدام سيارتين ربع نقل وأخرى ملاكي بها.