بالأرقام.. الحرب تحوّل معظم شمال غزة إلى «مدينة أشباح»
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
حوّل الهجوم العسكري الإسرائيلي معظم الشطر الشمالي من قطاع غزة إلى «مدينة أشباح» وربما لن يكون صالحا للسكن، حيث تم محو أحياء بأكملها، وتعرضت منازل ومدارس ومشافي للقصف الجوي، واحترق بعضها بنيران الدبابات، ولا تزال بعض المباني قائمة، لكن معظمها عبارة عن هياكل متضررة.
وفرّ ما يقرب من مليون فلسطيني من شمال غزة، بما فيه المركز الحضري للمنطقة، مدينة غزة، مع اشتداد القتال البري.
وأدى استخدام الجيش الإسرائيلي للمتفجرات القوية في المناطق السكنية المكتظة، والذي تصفه إسرائيل بأنه النتيجة الحتمية لاستخدام حركة حماس للمواقع المدنية كغطاء لعملياتها، إلى مقتل أكثر من 14000 فلسطيني وإلى دمار مروع.
وتنفي حماس هذا الادعاء، وتتهم إسرائيل بقصف المدنيين بشكل متهور.
قصف مكثف ودمار هائل نقلت «الأسوشيتد برس» عن إميلي تريب، مديرة منظمة «إير وورز»، وهي منظمة تتابع الصراعات ومقرها في لندن، قولها إن القصف الإسرائيلي أصبح أحد أكثر الحملات الجوية كثافة منذ الحرب العالمية الثانية.
وفي الأسابيع السبعة التي تلت هجوم حماس غير المسبوق في 7 أكتوبر، أطلقت إسرائيل ذخائر أكثر مما أطلقته الولايات المتحدة في أي عام من حملة القصف التي استهدفت تنظيم (داعش).
ودمر نحو نصف مباني شمال غزة أو هدم، وفقا لتحليل بيانات الأقمار الاصطناعية.
ويتساءل كثيرون عما إذا كانت غزة ستتعافى على الإطلاق بعد أن أصبح 1.7 مليون شخص مشردين، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.
وفي هذا الصدد، قال رفائيل كوهين، عالم السياسة البارز في مؤسسة «راند» البحثية: «سينتهي الأمر بالنازحين وهم يعيشون في خيام لزمن طويل».
أوضاع إنسانية غاية في الصعوبة دمرت الحرب 27 من أصل 35 مستشفى في أنحاء غزة، وأخرجتها عن العمل، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ويقول سكوت بول، مستشار السياسة الإنسانية البارز في منظمة «أوكسفام أميركا»: «دمرت المخابز والطواحين، كما دمرت منشآت الزراعة والمياه والصرف الصحي. إنك تحتاج لأكثر من أربعة جدران وسقف ليكون المكان صالحا للعيش، وفي العديد من الحالات، أصبح الناس حتى غير قادرين على ذلك».
وفي أنحاء الجيب بأكمله، أصبح أكثر من 41 ألف منزل، أي 45 بالمائة من إجمالي الإسكان في غزة، مدمرا أكثر من اللازم للعيش فيه، وفقا للأمم المتحدة.
وشهد مخيم الشاطئ للاجئين 14 ألف حالة من دمار الحرب (تتراوح بين حفر تسبب فيها القصف الجوي إلى انهيار مبان) في 0.5 كيلومتر مربع فقط من الأرض، حسبما أظهرت تحليلات بيانات الأقمار الاصطناعية.
وبالنسبة للوضع في جنوب القطاع، فقد أظهرت بيانات الأقمار الاصطناعية زيادة في الدمار بأنحاء مدينة خان يونس، ويقول السكان إن الجيش الإسرائيلي أمطر الأجزاء الشرقية بتحذيرات الإخلاء.
ويريد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن يستعيد الجيش الأمن في غزة، وقد دفع المسؤولون الأميركيون إلى السيناريو غير المحتمل على ما يبدو المتمثل في سيطرة السلطة الفلسطينية التي تتخذ من الضفة الغربية مقرا لها، على القطاع.
وقد رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس، هذه الفكرة في غياب الجهود الإسرائيلية نحو «حل الدولتين».
وعلى الرغم من أهوال الحرب، يأمل عدد من الفلسطينيين أن توفر إعادة الإعمار فرصة لتحويل مخيمات اللاجئين المتداعية في غزة، والبنية التحتية المتدهورة منذ فترة طويلة إلى مكان أكثر قابلية للسكن وأكثر إنصافا وإنسانية.
غير أن فلسطينيين آخرين يقولون إن البينة التحتية المدمرة ليست هي الشيء الوحيد الذي يتطلب إعادة البناء ولكن أيضا المجتمع الذي أصيب بصدمة من الأحداث الأخيرة.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا أکثر من
إقرأ أيضاً:
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقطع خطوط الإمداد عن مدينة الخيام جنوب لبنان
ما زال أمل وقف إطلاق النار في لبنان، يلوح في الأفق مع جهود المفاوضات الجارية، وارتفاع سقف التوقعات باقتراب التوصل لاتفاق لهدنة بين حزب الله وإسرائيل؛ لإنهاء الحرب المشتعلة منذ سبتمبر الماضي، والتي أودت بحياة الآلاف بين قتيل وجريح.
إسرائيل تُواصل عملياتها العسكرية في لبنانووفقا لتقرير عرضه برنامج «مطروح للنقاش»، من تقديم الإعلامية مارينا المصري، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل عملياتها العسكرية غير المبررة، ضد لبنان لتزداد مساحة الشك بشأن احتمالات التوصل لاتفاق بين الجانبين في ظل التصعيد الإسرائيلي المتواصل.
وأكد التقرير أن الجنوب اللبناني شهد ضربات متتالية في أمكان متفرقة أدت لوفاة وإصابة عدد كبير من المدنيين في ظل مطالة أمريكية لإسرائيل، بضرورة سلامة أفراد الجيش اللبناني وأعضاء قوات يونيفيل، وسط تأكيدات أمريكية بأهمية التوصل لحل دبلوماسي في لبنان لإنهاء هذه الحرب.
جيش الاحتلال الإسرائيلي يتعقب عناصر حزب اللهوأوضح التقرير أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قطعت خطوط الإمداد عن مدينة الخيام الحدودية في جنوب لبنان، في محاولة لاستهداف وسطة المدينة لتعقب عناصر حزب الله لتفاقم هذه التحركات من حدة الصراع، وتثير المخاوف بمدى نجاح الهدنة والتوصل لحل لوقف إطلاق النار في لبنان.