الجزيرة:
2025-03-10@05:55:16 GMT

هل يمكن لفرنسا أن تضطلع بدور فيما يجري في غزة؟

تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT

هل يمكن لفرنسا أن تضطلع بدور فيما يجري في غزة؟

لم يبقَ من السياسة العربية لفرنسا إلا ذكريات وتخبّطات. آخرها موقف فرنسا ممّا يجري في غزة والعدوان الذي تتعرض له، حيث نفث الرئيس الفرنسي ماكرون -كما يقول التعبير الفرنسي- الساخن والبارد. قال قولًا يُرضي الإسرائيليين في إسرائيل، وأرسل أنّ فكرة تحالف دولي ضد حماس ذهبت أدراج الرياح بمجرد النطق بها.

تجرأ بزيارة رام الله، وعمَّان والقاهرة، وهو ما لم يفعله رئيس غربي قبله، وقال قولًا يُرضي الشعور العام في العالم الغربي في قناة "بي بي سي"، عن ضرورة وقف القتال، والتوقف عن استهداف المدنيين، واتصل بنتنياهو ليعتذر عن سوء فهم قوله.

وعلى خلاف ديغول في جملة مأثورة له: "أحُلّ بالشرق الأوسط المعقد، بأفكار بسيطة"، حل الرئيس ماكرون بالشرق الأوسط الذي ازداد تعقيدًا بأفكار غير واضحة، ومضطربة، وغير مثمرة.

المهم ليس محاسبة الرئيس الفرنسي فيما هو فشَلٌ بيّن، ولكن ربما هو استخلاص لسياسة عربية لفرنسا، من رحِم بنية الدولة، أو الاستبلشمت، تكون في مستوى تاريخها وما تروم من دور طلائعي في عالم قيْد التشكل. يمكن لفرنسا أن تؤثر في مجريات الأمور، وتزِن بثقلها، ولكن وفق رُؤى جديدة، وأسلوب جديد؛ لمصلحتها أولًا، ولمصلحة الفلسطينيين ثانيًا، وللمنطقة ثالثًا. ولِمَ لا للعالم أجمع!

French President Emmanuel Macron speaks to the media during the summit between European Union leaders and leaders of the CELAC group of Latin American and Caribbean states, in Brussels, Belgium July 18, 2023. REUTERS/Johanna Geron

لفرنسا رصيد من سياستها العربية، يمكن نعتها بالمتوازنة، بل الإيجابية على العموم، منها: موقف فرنسا من حرب 67، وجملة ديغول المأثورة عن إسرائيل، التي لم يغفرها له الإسرائيليون، والتي يصعب ترجمتها إلى العربية: "هذا الشعب المُعتد بنفسه، والمتسلط"، إلى احتضان فرنسا ياسر عرفات حين نطق بجملته الشهيرة، عن ميثاق المنظمة – بالفرنسية- في معهد العالم العربي بباريس (1990)، وصولاً إلى موقف الرئيس شيراك من حرب 2003 على العراق، وقبلها خطاب وزير الخارجية الفرنسية حينها دومينك فيلبان في مجلس الأمن.

كان ذلك – ربما- العهد الذهبي للسياسة العربية لفرنسا. مشروع الاتحاد من أجل البحر الأبيض المتوسط – الذي أطلقه نيكولا ساركوزي- وُلد ميتًا، فلم تعد لفرنسا إلا سياسة ثنائية، مع شركاء، أو لبيع السلاح، أو العطور، أو الاستثمار، أو فارنشيز السوربون واللوفر، في بعض دول الخليج، مع تذبذب سياستها في المنطقة المغاربية.

يمكن أن يكون لفرنسا دور غير الدور الأميركي، ربما لكي تضطلع بدور على مسرح الأحداث في عالم قيد التشكل. لكي تستعيد فرنسا ثقلها في موازين العالم الجديد، ينبغي أن تكون لها سياسة متوازنة في الشرق الأوسط، وذلك هو المدخل لكي يكون لها دور في العالم

ما طبع السياسة العربية لفرنسا مع الرئيس ماكرون، ليس انعدام الرؤية فحسب، ولكن اضطراب أسلوب كذلك، في تصريحات متضاربة ومُستفزة، من القول: "إن الإسلام في أزمة"، والمسارعة في حوار مع قناة "الجزيرة" لتدارك هفوته، ومن القول بضرورة المصالحة التاريخية مع الجزائر، والتصريح لطلبة من أصول جزائرية استقبلهم في الإليزيه، إلى السؤال عن أن وجود أمة جزائرية خليق أن يُطرح، وفي حلوله عقب انفجار ميناء بيروت (أغسطس 2021)، وحديثه إلى سكان بيروت من غير تواجد سلطات البلد، إلى خطابه المباشر إلى الشعب المغربي عقب زلزال الحوز.

أسلوب ماكرون- وهو كما نعتته مجلة لوبوان، الفرنسية- مضطرب. قد يكون للرجل نوايا حسنة، ولكن، كما يقول التعبير الفرنسي: "إن الجحيم مرصوف بالنوايا الحسنة".

ينبغي إنقاذ الدبلوماسية الفرنسية، وأول ما يتوجب إنقاذه منها هو تصريحات جزافية، لا تصدر عن تحليل عميق من لدن الخبراء والمختصين والعارفين. بل يجب تجنب التصريحات، لشيء يرتبط بالعمل الدبلوماسي وهو السرية إلى أن يتهيأ إنضاج مسار، أو توجه.

ومن دون شكّ، إن لرئيس الدولة دورًا في وضع التوجهات الخارجية لبلد وفي رسم دبلوماسيتها، ولكن السياسة الخارجية في الدول الديمقراطية، تخضع كذلك لتوجهات، تحرص عليها البنيات العامة، من دفاع، ومخابرات خارجية ووزارة خارجية.. في المركز وعبر تمثيلياتها في العالم.

الغاية من هذا المقال ليست المشاركة في حوار "فرنسي فرنسي" حول دور فرنسا في الشرق الأوسط، يجري من خلال ما يرشح منه على أعمدة بعض الصحف ذات التوجه اليميني كما لوبوان ولوفيغارو، ولكن يهمني هنا أن تقوم سياسة عربية لفرنسا، كي لا يبقى المجال لفاعل، ندرك اليوم نتائجه بعد أن تولى رعاية "مسلسل السلام"، منذ مؤتمر مدريد 1991.

لم تقم الولايات المتحدة- كما قدّمت نفسها- بدور "الوسيط النزيه" ولا احترمت مقتضى "الأرض مقابل السلام"، وإنما المرجعية للإدارة الأميركية التي تجُبّ ما قبلها هي اتفاقية أبراهام، مع تصريحات لخدمة الشفاه حول "حل الدولتين"، وتحويل النزاع إلى مجرد نزاع عقاري، يحقق فيه الفلسطينيون صفقة، ويقتضون منها ثمنًا "مجزيًا" في شكل مؤدب للترانسفير؛ تعويلًا منها على أن الزمن، والتعب، و"الواقعية" ستدفع الفلسطينيين إلى "الارعواء" ويغادرون فلسطين أو ما تبقى منها، عن طيب خاطر، مع دعم "الأشقاء" المادي والمعنوي.

هذا هو إطار السياسة الأميركية لـ "حل" القضية الفلسطينية، ليس بمعنى إيجاد حل لها، ولكن القضاء عليها وإفراغها كما تُحَلُّ شركة أو حزب باسم الواقعية. "طوفان الأقصى" عصف بذلك كله، وأضعف دور الولايات المتحدة، وبالأخص بعد اصطفافها التام مع المعتدي.

يمكن أن يكون لفرنسا دور غير الدور الأميركي، ربما لكي تضطلع بدور على مسرح الأحداث في عالم قيد التشكل. لكي تستعيد فرنسا ثقلها في موازين العالم الجديد، ينبغي أن تكون لها سياسة متوازنة في الشرق الأوسط، وذلك هو المدخل لكي يكون لها دور في العالم.

طبعًا المسألة أكثر من إعلان نوايا، ولكن في رسم سياسة متأنية، تُحلّل أكثر وتُصرّح أقل، وتعتمد إنضاج مسارات، من خلال الاستماع إلى المعنيين والتنسيق مع الفاعلين الإقليميين. فرنسا هي الدولة الغربية التي من شأنها -أقول من شأنها- أن تكون لها سياسة عربية متوازنة. أرى أنه من العبث البحث عنها في واشنطن، أو لندن أو برلين، لأسباب معروفة، واتضحت بجلاء في الآونة الأخيرة.

لا ينبغي إيصاد الباب أمام فرنسا، فهي البلد الوحيد في الغرب- (نسيت إسبانيا، ولكن ليس لإسبانيا مقعد في مجلس الأمن، ولو أن لها رصيدًا تاريخيًا وجغرافيًا) – الذي يمكن أن يحمل هواجس الفلسطينيين، من أجل حل عادل ودائم وشامل.

لكن رصيد فرنسا التاريخي لا يكفي ما لم تُعِدْ فرنسا النظر في صحيفتها الداخلية، أو ورقة اختبارها كما يقول التعبير الفرنسي. السياسة الخارجية هي استمرارية للسياسة الداخلية، ولا يمكن لفرنسا أن تضطلع بدور في الشرق الأوسط والعالم العربي، بل العالم الإسلامي، بسياسة داخلية تفتيشية- (من محاكم التفتيش) – حيال مواطنيها المسلمين، تتعقب لباسهم، وطعامهم، وحريتهم.

دور فعال لفرنسا في الشرق الأوسط مهم لفرنسا، ومهم للفلسطينيين، وللعرب. لا يمكن لفرنسا أن تجد عمقًا إستراتيجيًا إلا في العالم العربي وأفريقيا.

بين فرنسا والولايات المتحدة شرخ من عدم الثقة؛ فما إن استقلت الولايات المتحدة عن بريطانيا بدعم من الثوار الفرنسيين، وأفكار فلسفة الأنوار، حتى عاد الابن العاق لحضن الوطن الأم، وأصبح من يحمل عنها ميراثها. تمثل فرنسا بالنسبة للأميركيين ما يمُجُّه كل قوي، الاعتراف بالدَّيْن. هل تنتهز فرنسا فرصة تاريخية قد لا يجود التاريخ بمثلها كي تكون وفيّة لتراثها وقيمها وتاريخها لتضطلع بدور في الشرق الوسط وفق مقتضيات العدالة والإنصاف!

الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (غيتي)

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی الشرق الأوسط تضطلع بدور فی العالم العالم ا دور فی

إقرأ أيضاً:

أول رد من حزب الله بعد اتهامه بالوقوف وراء ما يجري بسوريا

سرايا - في أول رد له، علق حزب الله اللبناني على الاتهامات التي تم تداولها إعلامياً حول تدخله في الأحداث الدامية التي يشهدها الساحل السوري.

ونفى الحزب في بيان صادر عن العلاقات الإعلامية السبت، علاقته بالأحداث التي تجري في سوريا، داعيا وسائل الإعلام إلى توخي الدقة في نقل الأخبار.

وقال إنه "تدأب بعض الجهات على الزجّ باسم حزب الله فيما يجري من أحداث في سوريا واتهامه بأنه طرف في الصراع القائم هناك".

وأضاف: "ينفي حزب الله بشكل واضح وقاطع هذه الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة ويدعو وسائل الإعلام إلى توخّي الدقة في نقل الأخبار وعدم الانجرار وراء حملات التضليل التي تخدم أهدافًا سياسية وأجندات خارجية مشبوهة".

وكانت اشتباكات قد اندلعت يوم الخميس الماضي بين القوات السورية ومجموعات مسلحة في مناطق الساحل السوري، وأسفرت عن مقتل وجرح العديد من الأشخاص.

إقرأ أيضاً : شركة كهرباء غزة: انقطاع التيار لأكثر من 519 يومًا يشكل كارثة إنسانية غير مسبوقةإقرأ أيضاً : زيلينسكي: أوكرانيا "ملتزمة تماما" بالحوار البناء مع أميركاإقرأ أيضاً : الدفاع السورية تعلن السيطرة الكاملة على منطقة الساحل



تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #سوريا#الصحة#الله#الدفاع#غزة#أوكرانيا#القوات



طباعة المشاهدات: 607  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 08-03-2025 08:59 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
إعلام هندي: اغتصاب سائحة (إسرائيلية) جماعيًا ومقتل مرافقها في الهند مصر .. كلب يبث الرعب في إحدى القرى ويعقر 16 شخصا عاصفة قوية تضرب أستراليا .. انقطاع واسع النطاق للكهرباء مصر .. قرار للنيابة بحق "سوزي الأردنية" بتهمة الانضمام لجماعة إرهابية توقيف قاصرين تسببا بحرق طالب في مدرسة بالرصيفة في... بالفيديو .. أول كلمة للشرع حول الأحداث الأخيرة في... ماهر الأسد ورئيف قوتلي غادرا العراق الأربعاء متجهين... زلزال هز "إسرائيل" .. أمريكا تفتح... لحظة مؤثرة .. صديق الطفل المحروق في مدرسة الرصيفة... شركة كهرباء غزة: انقطاع التيار لأكثر من 519 يومًا...زيلينسكي: أوكرانيا "ملتزمة تماما" بالحوار...الدفاع السورية تعلن السيطرة الكاملة على منطقة الساحلحماس: مؤشرات إيجابية بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار...حماس ترحب بتأكيد "الوزاري الإسلامي" رفض...أسرى إسرائيليون مفرج عنهم يطالبون نتنياهو بتنفيذ...ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 48,453صحف عالمية: ترامب يرضي اليمين الإسرائيلي وحكم غزة...فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا تدعم الخطة... بالفيديو .. بعد غياب دام 20 عاما لقاء مؤثر بين... حسن البلام يعتذر من جورج وسوف بعد السخرية من مرضه لميس الحديدي تشن هجوماً شرساً على مسلسلات رمضان حسين فهمي يكشف سبب عدم عمله مع ميرفت أمين بعد الطلاق سبب وفاة الممثل الأميركي جين هاكمان وزوجته بفيروسات... بطولة ألمانيا: بايرن وليفركوزن يسقطان على أرضيهما قبل قمتهما القارية مسؤول إسباني ينصح يامال بالابتعاد عن والده شباب الأردن ينهي عقد محترفه بالتراضي إعلان قائمة النشامى لمواجهتي فلسطين وكوريا الجنوبية بتصفيات كأس العالم المنتخب الوطني يقترب من تحقيق حلم بلوغ المونديال دراسة تحذر من غرق مدينة الإسكندرية في مصر بسبب الزواج .. المرأة تخسر خمس دخلها فنانة تركية ترسم لوحات مدهشة من رماد جثة .. ما القصة مقتل رجل في باكستان بعد حذفه عضوا من مجموعة واتساب 10 قتلى جراء أمطار غزيرة تضرب مدينة "باهيا بلانكا" في الأرجنتين "الحجاج" لفيكتور فاسنيتسوف تعرض في مزاد علني في موسكو مقابل 1.5 مليون دولار لحماية الأراضي الأمريكية .. حث المواطنين على صيد وأكل قوارض شبيهة بالجرذان! ترك اسم زوجته وخالتها في رسالة ثم انتحر .. ما القصة؟ صاعقة برق تقتل مصرية وتصيب أخرى إعدام سجين أميركي بطريقة لم تستخدم منذ 15 عامًا

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • أبي أوصى بالحج عنه ولكن التكاليف مرتفعة فماذا أفعل؟.. الإفتاء تجيب
  • أفكار شريرة يمكن استخدامها فيما بعد.. انتقادات لتعنيف النساء في الدراما العربية
  • حكم من أخرج الزكاة لشخص وتبين فيما بعد أنه غير محتاج
  • ما حكم نقل الدم أثناء الصيام؟.. الإفتاء: يجوز ولكن بشرط
  • انتشار للجيش ومداهمات.. ماذا يجري في طرابلس؟
  • أول رد من حزب الله بعد اتهامه بالوقوف وراء ما يجري بسوريا
  • سلوى عثمان: المسرح له هيبته ولكن التلفزيون جذبني أكثر
  • زياد السيسي يحصد برونزية كأس العالم لسلاح السيف بإيطاليا
  • انطلاق اليوم الثاني لكأس العالم لسلاح الشيش بالعاصمة الإدارية الجديدة
  • ما الذي يجري في سوريا؟