(عدن الغد)متابعات.

دعت منظمة حقوقية يمنية إلى محاكمة دولية للقادة الحوثيين المتورطين في مقتل هشام الحكيمي الموظف في منظمة «إنقاذ الطفولة» في أحد سجون الجماعة، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وذلك بالتزامن مع تأكيدها أن مناطق التماس هي الأكثر استقطاباً لتجنيد الأطفال من قبل الجماعة الانقلابية.

وذكرت منظمة «ميون» لحقوق الإنسان أنها توصلت عبر مصادرها إلى أن القادة الحوثيين صقر الشامي وعلي نور الدين ومالك الشريف ومختار المؤيد وإبراهيم الفلاحي وبشير الرجيمي، تولوا التحقيق مع الحكيمي منذ اختطافه في 9 سبتمبر (أيلول) الماضي، وحتى إبلاغ عائلته بتسلم جثته في 25 أكتوبر الماضي.

وأضافت المنظمة، في بيان لها، أن القيادي محمد الوشلي المعين وكيلاً لجهاز الأمن والمخابرات الحوثي، تولى الإشراف على التحقيق، مطالبة بتضمين أسماء القادة المذكورين في تقرير فريق الخبراء المعني باليمن التابع للجنة العقوبات في مجلس الأمن الدولي، وإدانة المتهمين وملاحقتهم عبر القضاء المحلي والدولي وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.

وأدانت المنظمة تجاهل جماعة الحوثي جميع الدعوات الصادرة عن مكاتب الأمم المتحدة في اليمن والمنظمات الدولية العاملة في اليمن ومنظمات المجتمع المدني لإجراء تحقيق شفاف ومستقل للكشف عن ملابسات مقتل مسؤول الأمن والسلامة في منظمة إنقاذ الطفولة في أحد معتقلات الجماعة المسلحة في صنعاء في شهر أكتوبر الماضي.

ونوهت بأن رفض الجماعة الحوثية اتخاذ أي إجراءات تحقيق أو مساءلة للمتورطين في مقتل الحكيمي يشير إلى مسؤوليتها عن ارتكاب الجريمة.

واستنكرت «ميون» في الوقت ذاته إقدام جماعة الحوثي على اعتقال موظف من متطوعي الأمم المتحدة مع المفوضية السامية لحقوق الإنسان، عقب إصدار منسق مكتب الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة ديفيد غريسلي بياناً طالب فيه الجماعة بالكشف عن مصير 3 من موظفي الأمم المتحدة لا يزالون محتجزين لديها.

وقالت إن هذا التجاهل التام لسيادة القانون وبهذا الإصرار على اقتراف الانتهاكات بحق العاملين في المنظمات الدولية، بما في ذلك الإخفاء القسري؛ يستوجب موقفاً موحداً من مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في اليمن ومنظمات المجتمع المدني، للانتصار لقانون حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، ولكي لا تستمر معاناة الضحايا وعائلاتهم.

وعلمت «الشرق الأوسط» من ناشطين في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء أن أجهزة مخابرات الجماعة الحوثية كثفت أخيراً من أعمال الرقابة والتجسس على العاملين في المنظمات الدولية والمحلية، وتعتزم تشديد الإجراءات الخاصة بتنقلاتهم، خصوصاً إلى خارج مناطق سيطرة الجماعة، إلى جانب فرض المزيد من القيود على أنشطة المنظمات نفسها.

وعزا الناشطون هذا التصعيد إلى الاحتياطات التي تتخذها الجماعة خوفاً من نزوح الموظفين بعد حادثة مقتل الحكيمي واحتجاز موظفين آخرين يعملون لدى منظمات دولية وأممية أخرى، وتحسباً لاحتمالية نقل المنظمات أنشطتها إلى المناطق المحررة، وخفض أنشطتها في صنعاء ومناطق سيطرة الجماعة.

وتوقعوا استخدام جهاز مخابرات الجماعة عدداً من الملفات والوثائق والقضايا لابتزاز مسؤولي المنظمات والعاملين فيها، وإجبارهم على البقاء واستمرار أنشطة الجهات الدولية في مناطق سيطرتها.

وطبقاً لروايات عدد من الناشطين؛ فإن جهاز الأمن والمخابرات الحوثي اتهم الحكيمي بالتعاون مع الحكومة الشرعية وتسريب معلومات إليها، والمساهمة في تخصيص جزء كبير من أنشطة وتمويل المنظمة للمناطق المحررة، الأمر الذي تعده الجماعة «خيانة وعمالة».

وأوضح الناشطون أن الجماعة الحوثية حاولت من خلال جهاز الأمن والمخابرات التوصل إلى معلومات مفترضة عن تعاطي الحكيمي ومسؤولي منظمة «إنقاذ الطفولة» مع الحكومة الشرعية، والحصول على أسرار يمكن لها الاستفادة منها، إلى جانب الكشف عن المسؤولين والمتعاونين داخل المنظمة مع الحكومة.

وفيما يخص اليوم العالمي للطفل؛ أكدت منظمة «ميون» استمرار الجماعة الحوثية في تجنيد الأطفال للقتال في صفوفها في عدد من المحافظات، مشددة على مواصلتها رصد هذه الانتهاكات، والعمل على توثيقها في سبيل الوصول إلى موقف لإنهاء استخدام المدارس والبيئات التعليمية والمرافق العامة لاستقطاب وتجنيد الأطفال ونشر خطاب الكراهية والعنصرية.

وحثّت المنظمة المجتمع الدولي والأمم المتحدة على وضع اعتبار أن السلام المستدام هو ذلك السلام الذي يكون لمصلحة الضحايا من الأطفال والنساء، حيث يعد اليوم العالمي للطفل مناسبة مهمة للتذكير بما يتعرض له أطفال اليمن من انتهاكات جسيمة منذ سنوات دون أي مساءلة للجناة.

وقال المدير التنفيذي للمنظمة عبده الحذيفي لـ«الشرق الأوسط»: «تعدّ مناطق التماس من المناطق الأكثر استقطاباً للتجنيد واستخداماً للأطفال في الأعمال العسكرية، ولدينا مؤشرات حول أن الأطفال المجندين الذين ينتمون إلى محافظات محررة هم في الغالب من الأسر المقيمة، أو نازحة في مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي التي تستغل ظروف أسرهم الاقتصادية وتقوم بتجنيد أطفالهم».

 

ورصدت «ميون»، وفقاً للحذيفي، عمليات تجنيد للأطفال في مناطق التماس بنسب متفاوتة من منطقة إلى أخرى، لافتاً إلى صعوبة الرصد وتعقيداته في المناطق المغلقة التي لا تسمح للنشاط الحقوقي بالعمل، حيث عملت المنظمة على تطوير شبكة مصادر معلومات، وتدريب أفرادها بشكل مكثف.

واستخدمت المنظمة، بحسب الحذيفي، مصادر المعلومات المفتوحة، مثل الرصد الإعلامي، التي تتعامل معها بوصفها مؤشرات وبلاغات أولية يتم تتبعها والتحقق منها بشكل مستمر وفق معايير موثوقية عالية، إلى جانب استخدام كشوفات وبيانات رسمية وميدانية لتدقيق العمر، ثم الحصول على شهادات المتضررين أنفسهم.

 

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: المنظمات الدولیة الجماعة الحوثیة الأمم المتحدة فی مناطق

إقرأ أيضاً:

الحوثيون يختطفون مدنيين للانتقام من فضح سقوط صاروخهم في المحويت.. ومنظمات حقوقية تدين

يمن مونيتور/ قسم الأخبار

كشفت منظمة راصد للحقوق والحريات أن جماعة الحوثي شنّت حملة اختطافات تعسفية ضد مدنيين في محافظة المحويت، كرد فعل انتقامي بعد تداول مقطع فيديو يفضح سقوط صاروخ تابع لها في منطقة “ابن عبدالله”، والذي حاولت الجماعة التستر عليه بادعاء أنه نتيجة قصف أمريكي.

وأصدرت المنظمة بياناً أدانت فيه بأشد العبارات هذه الانتهاكات، مؤكدة أن الحوثيين اختطفوا العشرات من المدنيين لإجبارهم على مشاركة قسرية في وقفات سياسية، في انتهاك صارخ لـحرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي.

وطالبت المنظمة بالإفراج الفوري عن المختطفين دون قيد أو شرط، محمّلة الحوثيين كامل المسؤولية عن سلامتهم، ومعتبرة أن ما جرى يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وقوانين حقوق الإنسان.

الغارة التي أعلن عنها في جبل المحويت ،
من شكل الحطام ، تكون صاروخا حوثيا من نوع قدس pic.twitter.com/9XKLhjyKjY

محمد الحيدري Moh. Haidari ????.???? (@haidari700) April 21, 2025

وأشارت “راصد” إلى أن هذه الحملة ليست معزولة، بل تأتي ضمن موجة مداهمات واعتقالات شملت منازل ومرافق تجارية في عدد من المحافظات خلال الأسبوعين الماضيين، تحت ذرائع واهية مثل “العمالة” و”إرسال الإحداثيات”.

كم جانبها، أكدت منظمة “عين لحقوق الإنسان” في بيان لها، أن جماعة الحوثي، اعتقلت ستة مواطنين خلال اليومين الماضيين بسبب توثيقهم للحادثة، معتبرة ذلك “انتهاكاً صارخاً لحرية التعبير وتهديداً لأمن وسلامة المواطنين”.

وطالبت المنظمة بالإفراج الفوري عن المعتقلين، ووقف حملات الترهيب والملاحقة على خلفية النشر والتعبير، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات.

وذكرت منظمة “عين لحقوق الإنسان” أن هذه الحملة شملت ستة مواطنين حتى لحظة صدور بيانها في وقت متأخرى من مساء الأربعاء، وهم: عبدالعزيز محمد صغير نايف الأشـموري، محمد يحيى أحمد العبادي، نصار ناصر علي الأشـموري، ميثاق عبدالله الحرازي، عصام عبده عبدالله مظنون، أديب محمد محمد الصيراني.

وأكدت المنظمة أن هذه الاعتقالات جاءت عقب نشر مقاطع فيديو توثق سقوط صاروخ أطلقته الجماعة في منطقة “عزلة ابن عبدالله” بمحافظة المحويت، وهو ما أثار موجة غضب بين الأهالي.

ويرى مراقبون أن التصعيد الحوثي يعكس ارتباكًا داخليًا ومحاولة للسيطرة على حالة الغضب الشعبي المتصاعد في مناطق سيطرتهم، ضد سياساتهم القمعية.

 

مقالات مشابهة

  • منظمة العفو الدولية تدين القمع والاعتقالات بالجزائر
  • منظمة الصحة العالمية تدعو لتكثيف الجهود للقضاء على الملاريا
  • الحوثيون يختطفون مدنيين للانتقام من فضح سقوط صاروخهم في المحويت.. ومنظمات حقوقية تدين
  • بلا حدود تعلن تعليق أعمالها في مستشفى "خمر" بعمران بعد تهديدات أمنية
  • لبنان.. العفو الدولية تتهم إسرائيل بشن هجمات عشوائية على المدنيين
  • تكريم المهندس محمد البطاشي ضمن اجتماعات منظمة "إيدسمو" في المغرب
  • الصحة العالمية: خفض إدارة ترامب للمساعدات أجبرنا على إعادة هيكلة
  • المملكة والهند ترحبان في بيان مشترك بتوسيع مجلس الشراكة الإستراتيجية السعودي الهندي ويتفقان على أهمية تعزيز التعاون والتنسيق بينهما في المنظمات والمحافل الدولية
  • المملكة والهند ترحبان بتوسيع مجلس الشراكة الاستراتيجية السعودي الهندي والتنسيق بينهما في المنظمات والمحافل الدولية
  • خفض المساعدات الأميركية يجبر منظمة الصحة العالمية على تقليص الوظائف