الجزيرة:
2025-03-10@16:44:30 GMT

4 آلاف شهيدة.. نساء غزة عواتك ورياحين في مواجهة اللهب

تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT

4 آلاف شهيدة.. نساء غزة عواتك ورياحين في مواجهة اللهب

تقف بين الركام تندب حظها العاثر، وتنادي أسماء بنيها الذي أنهى اللهب الإسرائيلي حياتهم على حين فجأة، وحولهم إلى أسماء طافحة بالحزن والألم، هنا يرتفع الصوت المبحوح مفعما بالنشيج؛ محمود، معتز، براء، آيات.

يتردد النداء قبل أن تكرر: "بدي أشوفهم" ولات حين لقاء، فقد تراكم البيت المعمور على سكانه وتلاقت أطنان الأسمنت والحديد على قاطنيه، ليكتب اللهب قصة أخرى لأم ثكلت أبناءها في لحظة.

وليست تلك الأم المكلومة إلا وجها من آلاف الأوجه الناطقة بمأساة المرأة الغزية، نكبة وترملا وثكلا، وصمودا ومقاومة، ورحلة حياة منجبة للأبطال والمقاومين.

وإذ بكت تلك الأم أبناءها الذين درجوا أمامها في البيت سنين عددا، فإن السيدة وفاء العرجة، تبكي هي الأخرى جنينها الذي انضاف إلى لائحة الشهداء وهو في شهره السابع، بعد أن أرغمتها القنابل والنزوح على السير عدة كيلومترات انتهت بإجهاضٍ عبر عملية قاسية، أنقذت حياتها لكنها ألحقت الجنين بمن سبقه من البراعم الموءودة جراء القصف والتدمير الإسرائيلي في غزة.

"الله يرضى عليك ويسهل عليك".. وداع مؤثر من أم لابنها الشهيد بقصف إسرائيلي على غزة "رحت عند الأغلى من أهلك" pic.twitter.com/qj03VrcB0E

— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) November 15, 2023

ولا تبدو الخيارات كثيرة أمام حوامل غزة، فمن نجت بروحها من القصف قل أن تنجو من الولادة المبكرة أو الإجهاض الذي قد يقود الأم والجنين إلى الشهادة في آن واحد.

ومن بين قرابة 2.2 مليون من سكان مدينة غزة، فإن 49% منهم نساء، وأغلبهن ما زلن في سن الشباب والإنجاب، مما يفاقم من أوضاعهن الصحية والنفسية جراء القصف والتشريد ويوميات الموت المسافر بين الأزقة والركام.

وتبدو قصص الحوامل واحدة من أفظع عناوين المأساة التي تعيشها الغزيات، حيث يقدر صندوق الأمم المتحدة للسكان عدد الحوامل بأكثر من 50 ألفا، بتن معرضات أكثر من غيرهن للموت أو الإجهاض وما يترتب عليه من مآس صحية متعددة، وتزداد المأساة ألما، حينما تتحول المستشفيات إلى مقانص للموت يتناثر الموتى بين ممراتها وفي غرفها، بدون أن تحميها ظروفها الإنسانية.

وفي النزوح كما في الإقامة تتعدد مهام النساء فهن مرضعات الصبية حليب المقاومة والصمود، في دورة زمنية لا تعرف لها بداية، حيث لا يمكن أن يميز هؤلاء ظلام الليل عن النهار بسبب الحمم والدخان والفزع الذي لا يدع للاجئين سِنة ولا نوما، ومع ذلك فإن المئات من السيدات النازحات تحولن إلى فريق إنقاذ إنساني، حيث يشرفن ويقمن بإعداد وجبات الطعام لمئات الآلاف من النازحين في تضامن إنساني عريق في غزة.

العواتك المقاومات.. أغاريد الشهادة وألحان الصمود

لم تكن جميلة الشنطي أولى شهيدات غزة، وإن كانت أرفعهن منصبا في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تقود المقاومة في غزة، حيث قضت النائبة والوزيرة السابقة في حكومة القطاع، وأول سيدة تدخل المكتب السياسي لحماس، قبل أن ينهار عليها بيتها إثر قصف إسرائيلي، لتحلق في مدارج الشهادة بعد عمر من النضال والمقاومة.

تنتمي الشنطي إلى جيل نسائي مقاوم، دفع من عواتكه لحد الآن أكثر من 3920 شهيدة وفق آخر تحديث لحصيلة لأعداد الشهداء أصدرها المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

ويزداد عدّاد الشهادة كل يوم بأسماء جديدة من نساء وفتيات غزة، ومن كل قطاعات المجتمع وتخصصاته المهنية.

ومن بين قصص المأساة النسائية تبرز الصحفية الفلسطينية آيات خضورة التي وثقت آخر أوقات حياتها عبر مقطع فيديو، متوقعة أن يكون وقد كان، لتتحدث عن الموت المرتقب جراء القنابل الفوسفورية التي يلقيها الاحتلال على مشروع بيت لاهيا وعلى مختلف مناطق غزة.

وفي يوميات الثكل النازف، تقود الأمهات الفلسطينيات المقاومة ويشاركن في التصدي العسكري للاحتلال. وتظهر المقاطع المتداولة أكثر من حالة لنساء فلسطينيات يحتفين بالنصر أو غنم سلاح جندي إسرائيلي، أو أخريات يتحدثن عن العودة المأمولة.

ويظهر مقطع فيديو متداول سيدة نازحة تثبت ابنتها الصغيرة وتؤكد لها أن العودة حلم قريب "جدك يبلغ من العمر 80 عاما، وقد نزح مرتين، وأنت تبلغين من العمر 8 أعوام، وقد نزحت مرة واحدة.. الله معنا، ونحن أقوياء، وسننتصر ونعود إلى ديارنا، إن شاء الله، ورغم كل الشهداء والأسرى والجرحى والصعاب، ولن نستسلم أبدا".

تحليل نفسي عظيم لـ أم وابنتها من غزة وهم يخرجون مهجرين من ارضهم وبيوتهم ❗️????????

ماشاء الله على الايمان والقوة والوعي والتربية واليقين ❤️‍????

والله أنا عيني دمّعت ???? pic.twitter.com/GV4VLuiaNu

— Dina ????????⚜️ دينا (@Dina_2096) November 21, 2023

وتضيف المرأة نحن نازحون صحيح؛ ولكن هناك شعور في داخلي، أنني سأعود إلى بلدي ويقيني في الله كبير".

وخلال الأيام الماضية نقلت وسائل التواصل الاجتماعي الكثير من اللقطات المؤثرة والصور المعبرة من أرجاء غزة، من بينها صور تلك الأم الغزية التي نزحت من شمال القطاع إلى جنوبه تحمل حقيبتين على ظهرها وتجر طفليها سيرا على الأقدام لمدة 5 ساعات وفي أجواء بالغة الخطورة.

غزة..
توثيق؛ نازحة من حي الصبرة: "طبّعوا أكثر.. إحنا إلنا الله" #فيديو pic.twitter.com/0yjoOpFdBV

— موقع عرب 48 (@arab48website) November 9, 2023

 

ومثلها آلاف الأمهات والفتيات اللائي طردهن الاحتلال وأجبرهن على مغادرة بيوتهن حاملين القليل من الأمتعة والكثير من الألم، هذا على افتراض بقائهن على قيد الحياة ونجاتهن من الموت المحقق تحت موجات القصف التي لا تتوقف ليلا ولا نهار.

وقد توقف الكثيرون أمام حالة الحاجة إنعام، تلك التسعينية الغزية التي عاشت النكبة الأولى طردا وتهجيرا وهي في عز شبابها، في العام 1948، ثم عاشت "فصولها" مرة أخرى في العدوان الحالي وقد احدودب ظهرها وبلغت من الكبر عتيا، ومع ذلك اضطرت للسير مشيا على الأقدام لمسافات طويلة.

عمرها أكبر من كيانهم ومنذ عام 1948 ما زالت تلاحقها النكبات..
الحاجة أنعام????❤️ pic.twitter.com/IR6riHabBn

— زينب عواضة (@Zeinab__Awada) November 10, 2023

مناجم البطولة

يرى كثير من الفلسطينيين أن العواتك الغزيات يمثلن منجم البطولة والفداء، فأغلبهن يلتقين أخبار استشهاد فلذات أكبادهن بالحمد والزغاريد، ويغرسن قيم المقاومة في الأجيال منذ نعومة الأظافر التي تحفر الصخر وتواجه اللهب.

وعلى تعاقب الأجيال، ظلت النساء في فلسطين عنصرا خالدا من المقاومة، يخلد التاريخ والأدب أدوارهن وفق ما يروي الشاعر الفلسطيني توفيق زيَّاد في ديوانه الأم:

لا تعذُلي! لولا حليبك في دمي… ما شرف القيد الملوث معصمي

لولاه ما ضج الطغاة ولا شكا… ليل العبيد توثبي وتقحمي

ولأن ليل العبيد -كما يقول قادة المقاومة وأنصارها- يتمزق أمام سطوة المقاومة، والطغيان الإسرائيلي يتخرق بين الحين والآخر بأيدي المقاومين والعواتك الصابرات، ستظل نساء غزة شجرة زيتون لا تسقط إلا لتنبت من جديد، وواحة ليمون مقاوم، وكل ليمونة ستنجب طفلا، ومحال أن ينتهي الليمون.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: pic twitter com أکثر من فی غزة

إقرأ أيضاً:

الشيخ نعيم قاسم: المقاومة بخير ومستمرّة

الثورة نت|

أكد الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أن “مشاركة الناس في تشييع سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله وصفيه الهاشمي السيد هاشم صفي الدين كانت استثنائية كأنهم يقولون إننا مستمرون وإنّا على العهد يا نصر الله”، وأضاف “أحسست في هذه الفترة أن هؤلاء الناس يعشقهم الإنسان، والآن فهمت علاقة العشق المتبادلة بين السيد الشهيد والناس”.

وفي مقابلة على قناة المنار، أضاف الشيخ قاسم “أدعو الناس كما كنتم دائمًا رافعين رؤوسكم إبقوا هكذا فأنتم أبناء السيد نصر الله”، وتابع “أنتم أبناء السيد حسن والمقاومة والشهداء وهذه المسيرة”، وأوضح متحدثًا عن جمهور المقاومة “هؤلاء جميعهم استشهاديون”.

ولفت إلى أن “التشييع ليس لشخصيْن رحلا بل للمستقبل وهذه صلة بين الأمينيْن العاميْن وبين المستقبل الذي سنتابع فيه مع الناس”، وأضاف “التشييع إعلان للانتصار على شاكلة ما نؤمن به بأننا استمرّينا وثبتنا الى آخر لحظة حتى جرى الاتفاق”، مؤكدًا أن “المقاومة فكرة تسري في العقول وهي متجذّرة ومتأصّلة وجمهورها صلب وصادق مستعدّ للوقوف في الملمّات”، ومشددًا على أن ” الأعداء يحلمون بأن يهزموا هذا الشعب لأنه موجود بالميدان وسابق للجميع”.

ولفت الشيخ قاسم إلى أنه “بعد شهادة السيد حسن نصر الله كان هناك تواصل مع السيد هاشم صفي الدين بخصوص يوم الدفن لكن الظروف كانت معقّدة وقررنا تأجيل الدفن بسبب الخطر على الناس”. وأضاف “تبيّن أن هذا التأجيل أتاح لنا فرصة أن نجد قطعة أرض على طريق المطار وأن يكون لنا فرصة لدعوة الناس للمشاركة”.

وحيّا سماحته “الشعب العراقي والمرجعية العراقية والعلماء والحشد والعتبات المقدسة الذين لديهم الاستعداد ليقدّموا، والشعب الايراني الذي كان حضوره بارزًا على الرغم من أن الطرق سُدّت في وجههم”. وشكر الفلسطينيين واليمنيين والتونسيين وكل الأفرقاء على مشاركتهم في التشييع.

وحول تواصله الأخير مع سيد شهداء الأمة، تابع سماحته “آخر مرة كنتُ في لقاء مباشر مع سماحة السيد بحضور عدد من أعضاء الشورى كان في 18 أيلول”، وأضاف “آخر اتصال مع سماحة السيد حصل في 21 أيلول اتصل بي وقال لي الحاج ابراهيم عقيل استشهد وطلب مني أن أصلّي في تشييعه وأتحدث بالمناسبة”.

وأردف الشيخ قاسم “بعد اغتيال سماحة السيد اتصلتُ بالسيد هاشم صفي الدين، وتحدّثنا عن موضوع الدفن، وتطرقنا إلى موضوع الأمانة العامة قبل الدفن كعنصر وعامل قوّة وطلبتُ أن يكون هو الأمين العام”، ولفت إلى أنه “استشهد السيد هاشم صفي الدين قبل أن يتمّ الإعلان عن انتخابه”.

وأضاف “تحدّثتُ في 30 أيلول أول كلمة مُتلفزة بصفتي نائب أمين عام بينما كان يتابع السيد هاشم صفي الدين مهام الأمين العام لحزب الله”.

وأوضح سماحته أنه “مع شهادة السيد هاشم شعرتُ بزلزال حصل وقلتُ انقلبت حياتي رأسًا على عقب، ولكن واقعًا لم أشعر لا بقلق أو توتّر بل شعرتُ بالتسديد الإلهي”، وأضاف “بعد شهادة السيد هاشم صفي الدين اتصلتُ بقيادة المقاومة العسكرية وطلبتُ منها إبلاغي ماذا بقي وليس ماذا ذهب”.

وأكد الأمين العام لحزب الله أنه “ابتداء من تاريخ 8 تشرين الأول تغيّرت الصورة لصالح المقاومة”، وأضاف “استعدنا السيطرة بعد 10 أيام من العدوان”، وشدد على أن “الصمود الإسطوري للشباب والإمكانات التي كانت ما زالت متوفرة، وقدرتنا على ضرب “تل أبيب” والوصول إلى بيت نتنياهو وغيرها جعلت “الاسرائيلي” يذهب إلى الاتفاق”، ولفت إلى أنه “عندما توقّفنا يوم اتفاق وقف إطلاق النار توقّفنا مع قدرة موجودة”.

وأشار إلى أنه “لم نحاور عن ضعف”، وأضاف “نحن قلنا أن هذه المعركة لا نريدها وإذا أتى الوقت يريد “الاسرائيلي” التوقف تحت سقف قرار 1701 فنحن لم يكن لدينا المانع”.

وأكد أن المقاومة كانت “تستطيع قصف أي مكان في الكيان، لكن قرارنا كان قصف الأماكن العسكرية، لأنه إذا قصفنا الأماكن المدنية كنّا قدمنا ذريعة للعدو للاستهداف بشكل عشوائي”.

وفيما أكد أن “المقاومة بخير ومستمرّة لكن جُرحت وتأذّت وبذلت تضحيات”، أضاف “نُجري تحقيقًا لأخذ الدروس والعِبر والمحاسبة وأجرينا تغييرات في قلب المعركة”.

وحول اتفاق وقف اطلاق النار، قال سماحته “لا يوجد اتفاق سري ولا بنود تحت الطاولة، وفي هذا الاتفاق هناك كلمة جنوب نهر الليطاني خمس مرات”، وأضاف “هذا الاتفاق جزء من 1701 لانهاء العدوان وعلى “اسرائيل” أن تنسحب وكل العدوان المرتكب خروقات”.

وبما يتعلق بالنوايا التوسعية للعدو، قال الشيخ قاسم “”الاسرائيلي” صاحب نظرة توسعية، وإدخال الحاخامات على موقع العباد أكبر دليل على أننا أمام مشروع “اسرائيلي” كبير من المحيط الى الخليج”، وأضاف “إذا استمر الاحتلال لا بد من مواجهته بالجيش والشعب والمقاومة”، وتابع “المقاومة وشعبها لن يسمحا لـ “الإسرائيلي” بالاستمرار في العدوان”.

وتوجه الشيخ نعيم قاسم للعدو بالقول: “حتى لو بقيتم في النقاط الخمس كم ستبقون؟”، وأضاف “هذه المقاومة لن تدعكم تستمرون”.

وردًا على سؤال بالنسبة للحديث الأخير لوزير الخارجية اللبناني، قال سماحته  “هو من يُعطي الذريعة لـ”اسرائيل””، وأضاف “2000 خرق “اسرائيلي” حتى الآن وعلى وزير الخارجية اللبناني أن يتحدث عن الخروقات الصهيونية”.

 

 

مقالات مشابهة

  • لبنان في مركز مُتقدّم.. إليكم ترتيب الدول العربية التي لديها نساء متعلمات أكثر من رجالها
  • كلام مؤثر عن الأم المتوفية في عيد الأم
  • قاسم يكشف عن موعد آخر لقاء واتصّال مع نصرالله!
  • الشيخ نعيم قاسم: المقاومة بخير ومستمرّة
  • أرقام صادمة لمعاناة نساء غزة.. 12 ألف شهيدة (إنفوغراف)
  • الوزير الشيباني: نرحب بدعم دول الجوار لسوريا في مواجهة التحديات التي تتعرض لها
  • دعاء للحامل في عيد الأم
  • لذلك حَقَّت المهلة!
  • تعلموا من أنصار الله.. ترامب لن ينفعكم يا عرب
  • البروفيسور هاني نجم يروي تفاصيل العملية الجراحية النادرة التي أجراها لطفل داخل بطن أمه.. فيديو