موقع 24:
2025-02-08@21:59:48 GMT

مناطق النفوذ: غزة لمن أراد

تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT

مناطق النفوذ: غزة لمن أراد

يثور اشمئزازي كلما ترددت على مسمعي مقولة إن الشعب الفلسطيني هو من يقرر مصيره في غزة.

فلا أعلم أحقا يملك الشعب مصيره بيده، يملك أن يقرر من يحكمه؟ أحقا بعد هذه السنوات من حكم الأمر الواقع الدكتاتوري لحركة حماس، وبعد كل هذه الحروب التي كان من الممكن تجنبها سياسياً، يخرج قادة الحركة في الدوحة وبيروت ليعلنوا بتبجح أن قرار الشعب الفلسطيني بيده؟
ونفس السؤال يطرح، هل يملك الشعب العراقي قراره؟ وهل الشعب السوري يحدد مصيره؟ وهل اليمن يستطيع الخروج من أزماته؟ وهل لبنان قادر على أن ينتخب رئيسه؟
بالعودة إلى الشعب الفلسطيني الذي فُرضت عليه حرب من عدو همجي استغل أجندات محور مرتجف، وقوى غربية ضعيفة تبحث عن استقرار في الشرق الأوسط للتفرغ لعدوها الأزلي الكامن في أقصى شرق النصف الشمالي من المعمورة، الذي تنفس الصعداء وهو يرى تخبط هذه القوى ليعيد ترتيب معسكره وتحالفاته من جديد بناء على معطيات حرب غزة.


غزة استكمال لما جرى ويجري في أوكرانيا. انعكاس لعالم جديد يتمخض عن ضجيج سياسي وعسكري يصاحبه صخب المصالح. وإن كان في حرب غزة صخب المعسكر الروسي الصيني أقل في وجه الغرب، فهو لا يأتي إلا بسياق سياسي واحد فقط، الدفع بالولايات المتحدة وحلفائها إلى التورط أكثر في الشرق الأوسط دون العبث في مناطق النفوذ الأخرى.

عدم العبث في مناطق النفوذ الأخرى، أو عدم توسيع رقعة الحرب لتشمل جبهات أخرى، فتح شهية وانتهازية دول إقليمية لتمارس نفوذاً لها عبر دور أمني في غزة، لأن القطاع مقبل على فراغ سياسي واقتصادي وبالتأكيد أمني، حيث تتوفر به كل الشروط المناسبة ليبقى منطقة جغرافية لتحقيق النفوذ السياسي على الساحة الدولية.
كيف لا، وآفة الشرق الأوسط اليوم تكمن في الجماعات المسلحة التي أوجدتها إيران، حيث يستحوذ حزب الله، وجماعة الحوثي، على قرارات دولهم وشعوبهم بالحرب والسلم، تماما كما يتحكم الحشد الشعبي في العراق، وكما هو قمع نظام الأسد للسوريين، ليصب كل ذلك بما يخطط له الإيراني، ليكون رقما في معادلة العالم الجديد.
من زاوية أشمل، الدول ليست جمعيات خيرية لتتباكى على مصير شعوب أخرى قُتلت وسالت دماؤها في دهاليز السياسة. الحرب في غزة لم تضع أوزارها بعد، والجميع ينتظر ما سيسفر عنه واقع الحروب، ولايزال هناك متسع لجولات إضافية من العنف والدمار.
لن ينتهي الصراع وستبقى مجاري الدماء تروي مصالح الدول اللاهثة وراء مناطق نفوذ تحدد من سيجلس على طاولة مفاوضات العالم الجديد لاقتسام ثرواته على حساب الشعوب الأخرى.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

ترامب يصدم العالم برغبة أمريكية في الاستيلاء على غزة

فاجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العالم بتصريح صادم كشف عن رغبته في الاستيلاء على قطاع غزة مع التأكيد مجدداً على ضرورة تهجير الفلسطينيين منه وإعادة توطينهم في أماكن أخرى، دون الإشارة إلى السند القانوني الذي يقوم عليه طرحه.
وبدعوى أن قطاع غزة لم يعد صالحاً للعيش فيه، أكد ترامب ضرورة تهجير سكانه والسيطرة عليه، وتحدث عن «ملكية أمريكية طويلة الأمد» لإعادة إعمار القطاع وخلق العديد من فرص العمل به، وتحويله إلى «ريفيرا الشرق الأوسط». ولم يستبعد ترامب، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض فجر أمس الأربعاء، نشر قوات أمريكية في القطاع. ورداً على سؤال بهذا الشأن، قال ترامب: «سنفعل ما هو ضروري. إذا كان ذلك ضرورياً، سنفعل». وفي ما يخص الضفة الغربية، أوضح ترامب أنه لم يحدد بعد، موقفه بشأن سيادة إسرائيل على الضفة الغربية، وقال إنه «سيعلن قراره خلال الأسابيع الأربعة المقبلة». وأضاف: «نحن نناقش القضية، لكن لم نتخذ قراراً نهائياً بعد».
وقال الرئيس الأمريكي إن الولايات المتحدة ستسيطر على قطاع غزة وتحوله إلى «ريفيرا الشرق الأوسط» بعد «إعادة توطين» الفلسطينيين في أماكن أخرى ليضرب بذلك عرض الحائط بسياسة أمريكية متبعة منذ عقود حيال الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وقال ترامب في أول إعلان كبير يتعلق بسياسة بلاده في الشرق الأوسط إنه يتصور بناء منتجع تعيش فيه مختلف الجنسيات في وئام. والعام الماضي وصف جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره السابق، قطاع غزة بأنه واجهة بحرية عقارية «قيمة».
واعتبر نتنياهو أن خطة ترامب بشأن غزة «قد تغير التاريخ. ترامب يرى مستقبلاً مختلفاً لغزة». وأشاد بالرئيس الأمريكي، ووصفه بأنه «أعظم صديق لإسرائيل على الإطلاق».
ولم يتطرق ترامب ونتنياهو إلى تفاصيل المرحلة الثانية من صفقة التبادل، واكتفيا بالحديث عن رغبة مشتركة في إطلاق سراح من تبقى من الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، فيما كان عنوان «الاستيلاء على غزة»، بكبريات الصحف والمجلات الأمريكية، ووصفت مجلة «تايم» طرح ترامب بالغريب، وركزت على أنه يأتي في لحظة حساسة بالنسبة لاتفاق وقف إطلاق النار.
ورأت المجلة الأمريكية أن ترامب تجاهل تاريخ الصراع على ملكية الأرض في هذه البقعة من العالم، مشيرة إلى أن ملكية الأرض جزء أساسي من صراع الشرق الأوسط. وربطت قناة «سي إن بي سي» الأمريكية طرح ترامب بمجموعة من القرارات المماثلة التي طالع بها العالم خلال الأيام المعدودة التي أمضاها في البيت الأبيض بعد تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة للمرة الثانية، مشيرة إلى أن تصوره يأتي في أعقاب كشفه عن رغبة في الاستيلاء على غرينلاند من الدنمارك، وأن تصبح كندا الولاية الحادية والخمسين للولايات المتحدة، وأن تستعيد الولايات المتحدة السيطرة على قناة بنما.
ووصفت شبكة «سي إن إن» تصريحات ترامب بشأن الاستيلاء على غزة بأنها «تأكيد لافت من رئيس أمريكي في منصبه، لاسيما أنه رئيس صعد إلى السلطة السياسية في الولايات المتحدة من خلال انتقاده للحروب الأمريكية الأطول في الشرق الأوسط وتعهده بإعادة الاستثمارات الأمريكية إلى مواطنيها.
ووصفت صحيفة «جيروزاليم بوست» المؤتمر الصحفي المشترك بين نتنياهو وترامب ب«القنبلة». وبعد أن تبادل ترامب ونتنياهو بينهما الإطراء، خلط الرئيس الأمريكي الأوراق وخرج بقرارات مفاجئة للكثيرين، فبينما كانت الأنظار تترقب ما ستتمخض عنه محادثات ترامب ونتنياهو بشأن مصير اتفاق وقف إطلاق النار وسبل المضي قدماً في تنفيذ ما تبقى من مراحله وتذليل العقبات أمامها، جاءت تصريحات ترامب لتضع الاتفاق برمته على المحك.
ولا يزال من غير الواضح كيف توصل ترامب إلى فكرة سيطرة الولايات المتحدة على غزة، لكن مصادر قريبة منه ذكرت أنه كان يفكر في الأمر منذ فترة. وأشار مسؤول أمريكي إلى أن ترامب تأثر بحجم الدمار في غزة وأدرك أن إعادة إعمارها قد تستغرق 15 عاماً، مما دفعه إلى تقديم مقترح جديد. ونقل موقع «أكسيوس» عن مصدر أمريكي أن المقترح، الذي فاجأ المستشارين في البيت الأبيض، كان فكرة خاصة لترامب وأمضى في إعدادها ما لا يقل عن شهرين.
وقال مسؤول أمريكي إن ترامب «قدم مقترحه لأنه لم يجد أفكاراً أخرى جديدة بشأن غزة». وأضاف أنه «قدم خطته لأنه توصل إلى استنتاج مفاده أن لا أحد آخر لديه أفكار جديدة لغزة».
وقد جاءت خطة ترامب في وقت حساس يتزامن مع وقف إطلاق النار في غزة وصفقة تبادل الأسرى. ويرى مراقبون أن هذا الطرح قد يشجع أطراف النزاع، خاصة نتنياهو، على استئناف الحرب بدلاً من التوصل إلى حلول سياسية.
ويرى ترامب أن غزة تمثل «عقاراً رئيسياً» يمكن أن يكون محور صفقة إقليمية تشمل إسرائيل والسعودية ودولاً أخرى، لكن خطته تتجاهل الصدمة التاريخية العميقة التي عانى منها الفلسطينيون بسبب التهجير. وقال مصدر مقرب منه: «إنه شخص مشاغب، أراد تحدي الخطاب السائد». ومن المحتمل أن تشكل خطة ترامب عقبة أمام تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حيث بدأت الأطراف المعنية في تنفيذ المرحلة الأولى والتفاوض على المرحلة الثانية.
في ظل هذه التطورات، يترقب العالم زيارة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى واشنطن الأسبوع المقبل، تليها زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للقاء ترامب. ومن المتوقع أن تشهد هذه الاجتماعات نقاشات حادة حول التصريحات الأخيرة التي أثارت قلقاً واسعاً في المنطقة. (وكالات)

مقالات مشابهة

  • برج ترامب في غزة
  • «ديب سيك».. ثورة جديدة في الأمن السيبراني بالشرق الأوسط
  • ريفييرا ترامب أم جحيم الشرق الأوسط؟
  • مسؤول الشرق الأوسط بإدارة بايدن مُعرّض للتحقيق بسبب سياساته الفاشلة
  • هل يدمر ترامب السلام في الشرق الأوسط؟
  • الشاطئ السبب.. هكذا وصل ترامب إلى فكرة الاستيلاء على غزة
  • قبل ترامب.. بيريز أراد تحويل غزة إلى سنغافورة الشرق الأوسط
  • إسرائيليون يسخرون من خطة "ريفييرا الشرق الأوسط"
  • "ريفييرا الشرق الأوسط".. كيف أحيا ترامب حلم صهره في غزة؟
  • ترامب يصدم العالم برغبة أمريكية في الاستيلاء على غزة