يثور اشمئزازي كلما ترددت على مسمعي مقولة إن الشعب الفلسطيني هو من يقرر مصيره في غزة.
فلا أعلم أحقا يملك الشعب مصيره بيده، يملك أن يقرر من يحكمه؟ أحقا بعد هذه السنوات من حكم الأمر الواقع الدكتاتوري لحركة حماس، وبعد كل هذه الحروب التي كان من الممكن تجنبها سياسياً، يخرج قادة الحركة في الدوحة وبيروت ليعلنوا بتبجح أن قرار الشعب الفلسطيني بيده؟ونفس السؤال يطرح، هل يملك الشعب العراقي قراره؟ وهل الشعب السوري يحدد مصيره؟ وهل اليمن يستطيع الخروج من أزماته؟ وهل لبنان قادر على أن ينتخب رئيسه؟
بالعودة إلى الشعب الفلسطيني الذي فُرضت عليه حرب من عدو همجي استغل أجندات محور مرتجف، وقوى غربية ضعيفة تبحث عن استقرار في الشرق الأوسط للتفرغ لعدوها الأزلي الكامن في أقصى شرق النصف الشمالي من المعمورة، الذي تنفس الصعداء وهو يرى تخبط هذه القوى ليعيد ترتيب معسكره وتحالفاته من جديد بناء على معطيات حرب غزة.
غزة استكمال لما جرى ويجري في أوكرانيا. انعكاس لعالم جديد يتمخض عن ضجيج سياسي وعسكري يصاحبه صخب المصالح. وإن كان في حرب غزة صخب المعسكر الروسي الصيني أقل في وجه الغرب، فهو لا يأتي إلا بسياق سياسي واحد فقط، الدفع بالولايات المتحدة وحلفائها إلى التورط أكثر في الشرق الأوسط دون العبث في مناطق النفوذ الأخرى.
عدم العبث في مناطق النفوذ الأخرى، أو عدم توسيع رقعة الحرب لتشمل جبهات أخرى، فتح شهية وانتهازية دول إقليمية لتمارس نفوذاً لها عبر دور أمني في غزة، لأن القطاع مقبل على فراغ سياسي واقتصادي وبالتأكيد أمني، حيث تتوفر به كل الشروط المناسبة ليبقى منطقة جغرافية لتحقيق النفوذ السياسي على الساحة الدولية.
كيف لا، وآفة الشرق الأوسط اليوم تكمن في الجماعات المسلحة التي أوجدتها إيران، حيث يستحوذ حزب الله، وجماعة الحوثي، على قرارات دولهم وشعوبهم بالحرب والسلم، تماما كما يتحكم الحشد الشعبي في العراق، وكما هو قمع نظام الأسد للسوريين، ليصب كل ذلك بما يخطط له الإيراني، ليكون رقما في معادلة العالم الجديد.
من زاوية أشمل، الدول ليست جمعيات خيرية لتتباكى على مصير شعوب أخرى قُتلت وسالت دماؤها في دهاليز السياسة. الحرب في غزة لم تضع أوزارها بعد، والجميع ينتظر ما سيسفر عنه واقع الحروب، ولايزال هناك متسع لجولات إضافية من العنف والدمار.
لن ينتهي الصراع وستبقى مجاري الدماء تروي مصالح الدول اللاهثة وراء مناطق نفوذ تحدد من سيجلس على طاولة مفاوضات العالم الجديد لاقتسام ثرواته على حساب الشعوب الأخرى.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
الجيش الأمريكي ينقل قاذفات "بي-2" النووية إلى المحيط الهندي
كشفت صور أقمار صناعية نقل الجيش الأمريكي ما لا يقل عن 4 قاذفات شبح بعيدة المدى من طراز "بي-2" إلى قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، البعيدة نسبياً عن مرمى صواريخ الحوثيين المدعومين من إيران، في خطوة لتجنب استخدام قواعد حلفائها في الشرق الأوسط.
وقالت التقارير، إن القاذفات شوهدت في القاعدة في المحيط الهندي، بالتزامن مع استمرار الولايات المتحدة في غاراتها الجوية على مواقع الحوثيين في اليمن، وفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" اليوم السبت.
وتشير إذاعة "كان" الإسرائيلية العامة إلى أن الطائرات الأمريكية رابضة على مسافة قريبة من إيران.
US moves at least 4 long-range stealth B-2 bombers to Indian Ocean base in striking distance of Iran, Yemen https://t.co/rMdXKM60la
— The Times of Israel (@TimesofIsrael) March 29, 2025وقاذفات بي-2 قادرة على حمل رؤوس نووية، وسبق أن استخدمتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن لضرب مواقع للحوثيين بقنابل تقليدية.
يذكر أن حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس هاري إس ترومان" شاركت في الهجمات على الحوثيين من البحر الأحمر. وتخطط القوات العسكرية الأمريكية لنقل حاملة الطائرات "يو إس إس كارل فينسون" أيضاً من آسيا إلى الشرق الأوسط.
هل تتحرك أمريكا وإسرائيل معاً لوقف البرنامج النووي الإيراني؟ - موقع 24على الرغم من العقبات الكبيرة، يواجه الخيار العسكري الإسرائيلي ضد إيران تحديات متزايدة بسبب تقدم البرنامج النووي الإيراني، وقد تضطر إسرائيل إلى تنفيذ ضربات ضد المنشآت النووية الإيرانية باستخدام الأسلحة المتاحة لها، حتى إذا لم تحصل على القنابل الخارقة للتحصينات من الولايات المتحدة.