أكتب هذا المقال ومن المفترض أن تكون الهدنة في المرحلة الأخيرة بالاتفاق عليها.. لذا؛ فالحديث لا يشملها وغير معني بها حتى تصبح أمرًا واقعًا لا جدال فيه..!
أكثر سؤال يوجّه لي ولغيري بالتأكيد: أين ستنتهي الأمور؟ السائل لا يريد منك إجابة تحليلية وتفصيلية.. هو يريدك في الغالب أن تطمئنه أننا منتصرون.. يريدك أن تقول له أن المقاومة بألف خير وأن عدد قتلى العدو بالعشرات والمئات كل يوم.
من حقّ الناس أن تسأل.. ومن حقّها أن تبحث عن إجابات تطمئنها.. وفي الحرب تصبح بيئة الإشاعات خصبة وولّادة.. وغالبًا الخبر الكاذب (بخيره وشرّه) هو الذي يتصدّر الأحاديث والتصديق.. والمشكلة في هذا الخبر أن الناس تبني عليه.. وحين يثبت كذبه تنهار الحكاية وينهار معها الناس..!
المعركة مؤلمة على كل ما فيها من بطولة.. العدو ينتقم بشلالات دم.. والكلفة عالية وأعلى من المتوقّع.. ولكن؛ لا أحد يقبل بالتراجع والاستسلام..ويمكن أن يكون هناك مجرّد تفكير بإيجاد حلول إنهائية أو إقصائية للمقاومة بعد كل هذا.. وفي حالة المقاومة الفلسطينية الآن ينطبق عليها المقولة المنسوبة لعمر المختار: نحن قوم لا نستسلم؛ ننتصر أو نموت..!
ليس إلّا الانتصار أو الموت . خصوصًا بعد تأكيد أبناء الدولة اللقيطة أن جميع رجال المقاومة سيقتلون سواء الذي باللباس العسكري أو بالبدلة المدنية؛ وسواء الذي بداخل فلسطين أو في أي مكان خارجها..!
إني أسأل كما تسألون.. ولا أنجرف خلف الاشاعات.. وأمحّص الخبر من أكثر من مصدر.. ولا آخذ به حتى أراه قد استقرّ حقيقةً من فم قائله أو من شهود على قائله..!
المقاومة بخير.. وستنتصر ولن تموت.
(الدستور الأردنية)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية فلسطين غزة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
هل انتصرت غزة؟
سالم بن نجيم البادي
هل انتصرت غزة؟ وهل للفرح ما يُبرره بعد الاتفاق على وقف الحرب؟
سوف نترك الإجابة على هذا السؤال لأهل غزة وحدهم، ولا داعي للجدل الحاصل حول تسمية ما حصل على أنه "نصر" أم "هزيمة". كل ما يُهم الآن هو أن تتوقف الحرب، وقد آن الأوان ليرتاح أهل غزة من ويلات الحرب التي استمرت 15 شهرًا، وحين نبتهج بقرب نهاية حرب غزة؛ فذلك من أجل الناس في غزة الذين أرهقتهم هذه الحرب المجنونة، ونتمنى توقف الحرب من أجلهم ونتضامن مع سكان غزة لأنهم بشر أبرياء وحسب.
نريد أن تتوقف الحرب في غزة الآن ولن نخوض في جدل عقيم هل انتصرت غزة أم لم تنتصر؟ وهل كان الثمن الذي دفعه الناس في غزة غاليًا جدًا مقابل المكاسب الزهيدة التي حصلوا عليها بعد طوفان الأقصى وتوقف الحرب؟!
ولا يجب أن نخوض في الحديث عن حماس التي نفذت طوفان الأقصى وأن ما قامت به كان تهورًا، ومغامرة دون التفكير في رد فعل إسرائيل والعواقب الكارثية التي سوف تحدث ووصف حماس وفصائل المقاومة بأبشع الأوصاف، وتحميلها كامل المسؤولية عن ما حدث في غزة، لأنَّ ذلك حديث لا جدوى منه، وليس هذا وقته، وكلما كتبت عن حرب غزة يظهر لي من يجلد حماس والمقاومة، وكنت لا أذكر حماس لا مؤيدًا ولا معارضًا، إذ إن همّي هو الإنسان في غزة؛ سواء أخطأت حماس أم أصابت، فإنني أترك الحكم عليها لله، ثم لسكان غزة وللعارفين ببواطن الأمور وللتاريخ.
الحديث في هذا الوقت يجب أن يكون كله عن وقف الإبادة الجماعية وأن يحصل الناس على الغذاء والعلاج والسكن والأمان والسلام والعودة إلى مناطقهم التي هجروا منها. وقد ظهرت بعض الأصوات التي تسخر من اعتبار ما حدث نصرًا لغزة، وتُنكر على الناس فرحهم وتتحدث عن أحوال غزة قبل وبعد طوفان الأقصى وعن حسابات الربح والخسارة. ومع الاعتراف بأن الحرب خلَّفت عشرات الآلاف من الضحايا والجرحى والمفقودين واليتامى والأرامل مع دمار شامل للبنية التحتية والمشافي والمدارس والمساجد، وأن الخسائر فادحة والتضحيات جسمية.
الحرب وحشية وقاسية وبربرية، وارتكبت فيها إسرائيل كل الجرائم مثل الإبادة الجماعية والتهجير القسري واستخدام الجوع كسلاح حرب وتعذيب المعتقلين.
التزام إسرائيل بالاتفاق هو محل شك ورفع الحصار الذي كان مفروضًا على غزة قبل الحرب غير مؤكد، وحتى السجناء الذين سوف يتم إطلاق سراحهم لا أحد يضمن أن إسرائيل لن تعيد اعتقالهم، وقد تعود إسرائيل إلى الحرب بعد إطلاق سراح الأسرى من غزة.
ومع كل ذلك فإن من حق أهل غزة أن يفرحوا وأن يعتبروا أن اتفاق وقف الحرب هو نصر حقيقي لهم؛ فهم من دفع ثمن هذا النصر وهم من يقررون ما إذا كانوا قد انتصروا، لأنهم الذين أذهلوا العالم بصمودهم الأسطوري والبطولي وتضحياتهم التي تفوق الخيال، حتى نالوا إشادات الشعوب التي هبت للتضامن معهم والمطالبة بوقف الحرب ضدهم.
الناس في غزة يستحقون الحياة الكريمة والحرية والفرح رغم أنف عدوهم.. لذلك اتركوهم يفرحوا بتوقف الحرب، لا شأن لكم بذلك، هُم وحدهم من يقيِّمون أعمال حماس وفصائل المقاومة.
سلام على أهل غزة.
رابط مختصر