كتب محمد شقير في" الشرق الاوسط": حط وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان في بيروت في زيارة ثانية للبنان منذ العملية التي قامت بها «حماس» في 7 تشرين الأول وذلك بهدف تمرير رسالة بأن طهران شريكة في اتفاق التهدئة وتدعمه وتطلب من حلفائها بدءاً بـ«حزب الله» وحركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» التقيُّد به لعله يتمدد نحو التوصُّل لوقف إطلاق نار شامل يفتح الباب أمام البحث عن تسوية سياسية تنهي الحرب الدائرة في قطاع غزة.



فعبداللهيان حمل في لقاءاته مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، وأمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، وممثلين عن حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، رسالة واضحة توخى منها التأكيد على شراكة طهران في التسوية التي تهدف إلى تبادل الأسرى بين «حماس» وتل أبيب، داعياً إلى التقيد بها على قاعدة انسحاب الهدنة في غزة على الجبهة الشمالية في جنوب لبنان، مع «إبقاء اليد على الزناد»، تحسُّباً لقيام رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، في الوقت الفاصل عن سريان التهدئة، بعملية عسكرية خاطفة يتطلع من خلالها إلى تحقيق انتصار خاطف ضد «حزب الله».

وكشف مصدر سياسي لبناني، مواكب للأجواء التي سادت الاجتماعات التي عقدها عبداللهيان في بيروت قبل أن يتوجّه إلى قطر لمواكبة بدء تنفيذ تبادل الأسرى، عن أنه يراهن على تمديدها لاستكمال عملية الإفراج عنهم، مع تأكيده بأنها لن تشمل في المدى المنظور الإفراج عن الأسرى العسكريين لدى «حماس» لارتباطه بالتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، خصوصاً أن توغل الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة لم يؤد حتى الساعة للكشف عن مصيرهم.
ولفت إلى أن عبداللهيان يتناغم في موقفه هذا، ولو بطريقة غير مباشرة، مع قول مصادر أميركية في بيروت لعدد من المسؤولين اللبنانيين بأن واشنطن تأمل بأن تمتد الهدنة لوقت أطول، آخذةً بعين الاعتبار الهدف من الزيارة الخاطفة التي قام بها مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكستين لتل أبيب، والتي تزامنت مع وضع اللمسات الأخيرة على الخطة الخاصة بتبادل الأسرى بين «حماس» وإسرائيل.
وأكد المصدر نفسه لـ«الشرق الأوسط» أن الموفد الأميركي سعى لخفض منسوب التوتر على الجبهة الشمالية الذي يُفترض أن يترافق مع التهدئة في قطاع غزة لقطع الطريق على انزلاق المواجهة بين «حزب الله» وإسرائيل على نحو تصعب السيطرة عليه، ويمكن أن تؤدي إلى تعطيل تبادل الأسرى.
وأضاف المصدر أن عبداللهيان، وإن كان ضد توسع الحرب على نطاق واسع بحيث تشمل الجبهة الشمالية، فإنه شدد في المقابل على إسقاط الذرائع التي يمكن أن تستخدمها إسرائيل للانقلاب على اتفاق تبادل الأسرى.
ورأى عبداللهيان، بحسب المصدر نفسه، أن تبادل الأسرى أدى للاعتراف بمشروعية «حماس»، وأن إسرائيل عجزت عن شطبها من المعادلة، وإلا لم يكن ميسّراً للاتفاق أن يرى النور الذي جاء خلاصة للقاءات التي عقدتها قطر ومصر مع قيادة «حماس» في الخارج، وحظيت بتأييد أميركي وموافقة إسرائيلية. وإن كان نتنياهو يتعامل مع عملية التبادل وكأنها مؤقتة، وأن مجرد انتهاء مفاعيلها سيتيح له الاستمرار في حربه ضد «حماس».
لكن المصدر لم يُسقط من حسابه الدور الوسيط الذي لعبته مصر وقطر بين واشنطن وطهران، وكان وراء التوصل إلى وضع جدول زمني لبدء الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى «حماس»، من دون العسكريين الذين تُبقي عليهم كورقة ضغط، رغم أن طهران تؤكد عدم ضلوعها في التحضير لعملية «طوفان الأقصى» التي كانت وراء اجتياح «حماس» للمستوطنات الإسرائيلية الواقعة ضمن غلاف غزة.
وتتردد أخبار في بيروت على لسان مسؤول في «محور الممانعة» أن إسرائيل تستعد للقيام بحرب استباقية ضد «حزب الله»؛ لئلا يبادر الأخير إلى اختيار الوقت المناسب لتكرار ما قامت به «حماس» ضد المستوطنات في غلاف غزة، وهذا ما يكمن وراء إصرار الحزب على إبقاء يده «على الزناد»؛ لدرء الأخطار المترتبة على قيام نتنياهو بمغامرة عسكرية يحصرها بالحدود مع لبنان.
لذا يتحسّب الحزب، بحسب المسؤول نفسه، لكل الاحتمالات، مع احتفاظه بحق الرد في حال أن تل أبيب لم تلتزم كما يجب بالتهدئة في غزة إلى الجبهة الشمالية.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الجبهة الشمالیة تبادل الأسرى فی بیروت حزب الله

إقرأ أيضاً:

غالانت يكشف كواليس رفض نتنياهو عقد صفقة تبادل الأسرى بغزة

قال وزير الدفاع المقال يوآف غالانت إنه كان بالإمكان عقد صفقة تبادل أسرى ووقف العمليات العسكرية ومغادرة محور فيلادلفيا بقطاع غزة، حسب ما نقلته عنه صحيفة يديعوت أحرونوت، بعد يومين من إقالته.

وأوضح غالانت -في لقاء له مع مجموعة من عائلات الأسرى المحتجزين بغزة- أنه لا يوجد سبب لعدم التوصل إلى صفقة تبادل أسرى، وأن اعتبارات رفضها ليست سياسية ولا عسكرية.

وأضاف أن المقترحات التي طرحها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي تشمل نفي قادة حركة حماس ودفع أموال مقابل الإفراج عن المحتجزين، خيارات غير واقعية، مشيرا إلى أن رئيس المكتب السياسي لحماس الذي استشهد، يحيى السنوار، رفض أيضا الصفقة مقابل نفيه.

وأشار غالانت إلى أنه كان بالإمكان الخروج من محور فيلادلفيا لمدة 42 يوما لعقد صفقة أسرى، ثم العودة ثانية إلى هناك.

وقال الوزير المقال إنه ورئيس الأركان هرتسي هاليفي أكدا أنه لا يوجد أي اعتبار أمني للبقاء في محور فيلادلفيا، كما أكد أنه لا توجد أي أهمية سياسية لذلك، خلافا لنتنياهو الذي يصر على أهمية المحور.

وكشف غالانت عن أن موقفه وموقف المؤسسة العسكرية لا يحظى بدعم مجلس الوزراء.

وأكد أنه "لم يتبق لنا شيء لفعله في غزة، وحققنا كل الإنجازات الكبرى"، حسب وصفه، وأضاف أنه يخشى أن يكون البقاء في غزة لأن هناك رغبة في البقاء، حسب ما نقلته عنه القناة الإسرائيلية الـ12، وذلك في إشارة إلى رغبة نتنياهو وشركائه في الاستيطان.

وحث غالانت عائلات الأسرى على تعزيز علاقاتهم مع نتنياهو، لأنه "يقرر كل شيء بنفسه"، والدفع باتجاه تنفيذ الاتفاق الذي تمت مناقشته مطلع يوليو/تموز.

وقال لهم إن "عدم عودة الأسرى سيكون وصمة عار على جبين إسرائيل"، حسب تعبيره.

وكان نتنياهو قد أعلن، مساء الثلاثاء الماضي، إقالة غالانت قائلا إنه لا يثق بإدارته العمليات العسكرية الجارية، وإن "أزمة الثقة التي حلت بينهما جعلت من غير الممكن استمرار إدارة الحرب بهذه الطريقة".

وقال غالانت إن قرار إقالته جاء نتيجة خلافات بشأن 3 قضايا، أولاها تتعلق بقضية التجنيد، فهو يرى أن كل من هو في سن التجنيد يجب أن يلتحق بالجيش، وثانيها تتعلق بإصراره على إعادة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة بأسرع ما يمكن، والثالثة تتعلق بإصراره على وجوب تشكيل هيئة تحقيق رسمية في ما حدث بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

مقالات مشابهة

  • غالانت يكشف كواليس رفض نتنياهو عقد صفقة تبادل الأسرى بغزة
  • خبير: تفاؤل بوقف إطلاق النار في غزة عقب فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية
  • مظاهرة حاشدة قرب منزل نتنياهو طلباً لإبرام صفقة تبادل للأسرى مع حماس
  • أمين عام "حزب الله" يحدد شرطين لمفاوضات وقف إطلاق النار مع إسرائيل
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو يعطل إبرام صفقة تبادل أسرى
  • ذوو الأسرى الإسرائيليين يقطعون طريقا رئيسيا في تل أبيب للمطالبة بإبرام صفقة
  • إبراهيم عيسى: مصر الدولة الوحيدة التي أنقذت فلسطين ووقفت ضد تصفية القضية
  • هاليفي: يجب التحلي بالشجاعة لإبرام صفقة تبادل.. تشاؤم لدى الموساد
  • بلينكن: حماس ترفض إطلاق أسرى مقابل وقف النار
  • الرئيس الإيراني يربط الهجوم المحتمل بوقف إطلاق النار.. "ردنا قاس"