أطفال تصدروا السوشيال ميديا في أحداث غزة.. آخرهم طفلة «يا روح الروح»
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
مشاهد إنسانية مختلفة عاشها أهالي غزة منذ بدأ حرب الإبادة الجماعية من قبل الاحتلال الإسرئيلي في السابع من أكتوبر الماضي، راح ضحيتها العديد من الأطفال الذين خطفوا قلوب جميع شعوب العالم، وأثاروا ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي كانت آخرهم الطفلة التي ودعها والدها بكلمات مؤثرة قائلًا: «ياروح الروح أنتي يابابا».
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لأب فليسطيني يودع طفلته التي استشهدت على أيدي الاحتلال، إذ كان يحفظ ملامحها البريئة ويحتضنها ليردد بشكل متكرر: «ياروح الروح»، وتعاطف الكثيرون مع مقطع الفيديو الذي انتشر بشكل واسع على السوشيال ميديا.
أفدي صبرَك وثباتَك يا جبل
بهذا الصبر واليقين بالله تنتصر أمتنا،
إن كثرت في أمتنا هذه النماذج فاعلم أن النصر الأعظم قد اقترب pic.twitter.com/rdOPbXp2Vc
لم يكن مقطع فيديو الطفلة هو الأول من نوعه، ولكن هناك العديد من المشاهد الإنسانية التي خطفت قلوب الجميع كان منها مقطع فيديو الطفلة التي كان والدها يودعها أثناء تواجدها داخل المستشفى بعد استشهادها ليقول: «كان بدك عروسة يابا والله يابا لأجيبهلك إياها بس بالأقصى والله قريبا»، الأمر الذي هز القلوب.
الطفل يوسفمن ضمن الأطفال الذين هزوا مواقع التواصل الاجتماعي بعد استشهادهم الطفل يوسف الذي تصدرت والدته السوشيال ميديا بعد انتشار فيديو كانت تبحث عنه داخل المستشفى بعدما تعرض منزلهم للقصف من قبل قوات الاحتلال: «يوسف شعره كيرلي وأيضاني وحلو»، إذ كانت صرختها لم تتوقف حينها.
الطفلة شامالطفلة شام حسن أبو شفقة التي خطفت قلب كل من رءاها، بعد تداول صورا لها على مواقع التوصل الاجتماعي، إذ ظن الكثيرون في البداية أن أهلها استشهدوا في القصف، لدرجة أن البعض طلب أن يتبناها ويتولى مسئوليها وجاءت التعليقات حينها كالتالي: «ياروحي ربنا يحفظك»، «ربنا يحميكي»، «الحمد لله على سلامتك يا جميلة».
طفلة الخبزأيضا من الأطفال الذين خطفوا القلوب خلال أحداث غزة الطفلة سوار طوطح التي عرفت بطفلة الخبز، وتصدرت صورتها مواقع التواصل الاجتماعي بعد تداولها عن تم قصف مستشفى المعمداني، إذ ظن الكثيرون أنها استشهد ولكن كانت كانت بخير.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أطفال غزة السوشيال ميديا مواقع التواصل الاجتماعي عزة مواقع التواصل الاجتماعی السوشیال میدیا
إقرأ أيضاً:
الطفلة اعتزاز حفظها الله
حين أكون في مناسبة أو لقاء، دائماً ما تشدّني بعض المواقف والمشاهدات، ولا أستطيع المرور عليها مرور الكرام، بل تستوقفني لأقرأ تفاصيل خاصة بها. وهكذا الحياة لنا فيها قراءات مختلفة منها الغثّ ومنها السمين، ولعلي هنا استعرض السمين منها حتى لا أغثّكم بالغثّ، علماً بأننا نحتاج استعراض كليهما إن استطعنا، علنا نترك أثراً يستفاد منه.
كنت في مناسبة عقد قران إبن أخي – وفقه الله وجميع شباب المسلمين- كانت ليلة جميلة وممتعة فشكراً لكل من كان حريصاً على أن تكون هذه الليلة ضمن ذاكرة الأيام السعيدة، وأطيب الأمنيات للعريس وعروسته بالتوفيق والسعادة والحياة المطمئنة الهانئة، ونفس الأمنيات لكل المقبلين على الزواج، ومن الصور الجميلة التي علقت في ذهني، صورة تلك الطفلة ذات العشر سنوات، اسمها إذا لم تخنِ الذاكرة ( اعتزاز ) في الصف السادس ابتدائي. كنا نجلس أنا وعائلتي ننتظر اكتمال العدد لندخل للصالة معاً، فجاءت الطفلة اعتزاز وسلمت علينا جميعاً ورحبت وقبلت رأس الكبار منا. لم يكن سلامها سلاماً مقصوداً، بل هي مرت من أمامنا وكان بإمكانها كأي طفله في سنها ألا تتوقف لكن توقفها وسلامها وتهذيبها الجمّ استوقفني جداً كطفلة في عمرها وفي زمننا هذا! أقول اعتزازاً بك يا اعتزاز (ما شاء الله بارك الله فيك وحفظك من كل سوء) اعتزاز لفتت انتباهي، فجرى حديث قصير بيني وبينها وأحببت التعرف على أمها لثقتي أن هذه الطفلة الحلوة، بسلوكها، وروحها الطفولية الراقية، هي نتاج توفيق الله عزّ وجلّ، ثم أم مدرسة حقيقية، وأب داعم ومساند مثلما قال شاعرنا الكبير حافظ إبراهيم رحمه الله في قصيدته (العلم والأخلاق) حيث يقول: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق بالفعل حين يعد الأطفال أخلاقياً وسلوكياً، فهو إعداد لشعب بالكامل، فالتربية أساس بناء الشخصية، ومن أساسيات التربية السليمة، حسن اختيار الأسماء ذات المدلولات الجميلة للمواليد.
لفتني اسم اعتزاز. أعتقد حين أسماها والداها، قصدا أن تكون معتزة بدينها ونفسها وأهلها ووطنها. أن يكون الاعتزاز معنى من معاني حياتها السعيدة بإذن الله. اعتزاز أرادت أن ترحب بي، أو تبادلني الإعجاب باللغة اليابانية. وحين سألتها عن ذلك، قالت: أنا أحب (الأنمي) وشدّني ذلك لمتابعة الأنمي، وتأثيره في الأجيال! أبنائي شباب وكلهم يعشقون هذا الأنمي، ولا أكتمكم تشوقت لمشاهدته لأعرف عنه أكثر، وما الذي يشدّ الصغار والكبار له. لماذا حرصت اعتزاز أن تخبرني أنها تحب الأنمي؟ أعرف عنه أقل القليل من المعلومات السطحية، وأنه ثقافة إعلامية يابانية تخاطب جميع فئات العمر بجنسيه، وهو نوع قصصي يعتمد الرسوم المتحركة الجذّابة، وكما ذكرت لي إحدى المهتمات به، أنه متفوق فنياً، ومتنوع قصصياً ما خرجت به أنه فن جاذب مؤثر يستحق الدراسة.
أنت رائعة يا صغيرتي الجميلة اعتزاز وعائلتك أيضاً لكم مني أجمل تحية. الطفلة هذه ذكرتني بأطفال قرية زوجي رحمه الله كنا حين نذهب للقرية ونحن نسير في طرقاتها لنصل للبيت، كل أطفال القرية الذين يقابلوننا يلقون التحية برجولة وكرم نادرين في أطفال المدن فهم يوجهون الدعوة ويرحبون بأساليب رجولية جميلة، وكانت هذه الصورة بارزة بين أطفال القرية ذكوراً وإناثاً، وهي من أجمل الصور التي كنت أراها في القرية.
الحقيقة أن الإعلام مسؤول عن تربية الأجيال وأصبح مؤثراً جداً وقد يتفوق تأثيره على تأثير الأهل، لذا فالإعلام المخاطب للأطفال يجب أن يركِّز على علاقات الأطفال بالناس، وتعليمهم الآداب العامة، وغرس القيَّم والسلوكيات الحسنة، والمطلوبة مع الآخرين، مع التأكيد على قيّمنا الرائعة مثل التواضع والكرم وحسن الاستقبال واحترام الكبار وتقديرهم وعدم تجاوزهم والمروءة، فالأدب يسبق العلم. ولنتذكر جميعاً رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. ونتذكر أنه قال عن نفسه: ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) فلتكن مكارم الأخلاق هي الهدف الذي نبني عليه تربيتنا، فالأبناء والبنات أمانة، والوالدان مسؤولان عن حسن تربيتهم وتأديبهم أمام الله، وهم زينة الحياة الدنيا حين يكون الوالدان صالحيْن مدركيْن لأهمية التربية، باذليْن أقصى الجهود ليكون أبناؤهم النعمة التي قدروها وشكروا الله عليها.
اللهم أصلح أبناءنا وأبناء المسلمين ووفق والديهم لحسن تربيتهم والمحافظة عليهم ودمتم.(اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً).
almethag@