موقع النيلين:
2024-09-17@09:23:15 GMT

الطبقة السياسية .. ملوك البوربون !!

تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT

الطبقة السياسية .. ملوك البوربون !!


منذ أسبوع، أكملت الحرب في السودان شهرها السابع، وخلال هذه المدة امتدت رقعتها المباشرة إلى خارج ولاية #الخرطوم لتشمل كل ولايات دارفور الخمس فضلاً عن ولايات كردفان الثلاث، واضطرت #القوات_المسلحة للإنسحاب من أغلب الحاميات في تلك الولايات، وخرج الحديث الذي كان يدور عن مخطط تقسيم السودان وفصل #دارفور، من نطاق التنظير إلى أرض الواقع، بل أصبح مطلباً لقطاع معتبر من عامة السودانيين من أبناء الوسط والشمال !!
يحدث هذا كله، وحال الطبقة السياسية كما لو أن الدولة لا تعيش حرباً تستهدف أصل وجودها، وأن زلزالاً سياسياً واجتماعياً ضرب البلاد وما تزال هزاته الإرتدادية تتوالى، وأن هناك الملايين تشردوا بين نازح ولاجئ، وأن الآلاف يموتون والمئات يستشهدون، وعشرات الآلاف يُصابون، وتترمل الآلاف من النساء ويصبح عشرات الآلاف من الأطفال يتامى، وتتفشى ثقافة القتل على الهوية والنهب والسلب والتغنيم، باسم الديمقراطية !!

قد يبدو هذا حكماً قاسياً، أو مُعمماً، لكني على كل حال لا أطلقه جزافاً، وشاهدي في هذا هو أنه حتى الآن لم تتجاوز القوى السياسية بمختلف توجهاتها، محطة الإتفاق الإطاري بكثير !!
مشكلة #الاتفاق_الإطاري الرئيسية هي أن مَن صمموه قصدوا أن يحتكروا القرار السياسي في السودان لصالح قوى سياسية بعينها يكون بيدها سلطة “الحل والعقد”، وأن تظل بقية القوى السياسية والإجتماعية إما معزولة ومُقصاة عمداً، أو مشاركة على قاعدة الرضا بما يجود به أهل الحل والعقد الذين بدأوا في هندسة الأوضاع في البلاد بما يضمن لهم حكمها حكماً مطلقاً دون إنتخابات، الأمر الذي كان سبباً مباشراً في إشعال حرب أبريل ٢٠٢٣م.

لقد كان من المفترض أن تدرك الطبقة السياسية خطورة الأوضاع التي آلت إليها البلاد في ضوء اندلاع الخرب، وتتناسى صراعاتها البينية وطموحاتها القديمة، وتوحد صفوفها لتقف في وجه الهجمة البربرية التي اجتاحت البلاد، حتى يزول الخطر الذي يتهدد الوطن، لكنها بدلاً من ذلك جعلت كل كتلة سياسية من نفسها “مركزية” تريد للآخرين أن يتجمعوا حولها هي، وكأننا يا بدر لا رحنا ولا جينا !!

الآن، وبعد مضي الأشهر السبعة، يؤسف المرء أن يقول إن الطبقة السياسية، مثلها مثل ملوك البوربون، لا يبدو أنها تعلمت شيئاً ذا بال، أو نسيت صراعاتها القديمة، فبدلاً من أن تستجمع التكتلات السياسية أطرافها وتتقارب لترسم ملامح المستقبل لما بعد الحرب نجدها تتشظى وتنقسم، وحين تحاول البحث عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء ذلك تكتشف أن داخل عقل كل فصيل سياسي “عقل شمولي” يعتقد أن فصيله هذا أحق بالملك من الآخرين الذين لم يؤتوا سعة من المال!!

لا شك عندي أن وعياً سياسياً واجتماعياً جديداً يتخلّق في رحم المجتمع السوداني مؤدّاه أن ما بعد الخامس عشر من أبريل لن يكون كما قبله، وما لم تعِ الطبقة السياسية ذلك بشكل جيد، وتبدأ في استخلاص العِبر من دروس التجربة المريرة التي عاشها السودانيون، وتُعدّل من أساليب تعاطيها مع الواقع، فإن ذهابها إلى متحف التأريخ سيكون مسألة وقت ليس إلاّ.. ألا هل بلغت .

العبيد أحمد مروح

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الطبقة السیاسیة

إقرأ أيضاً:

الفزعة السياسية الدولية؛ اسقاط الجنين (الدعم السريع) للحفاظ على الام (قحت) !

الفزعة السياسية الدولية؛ اسقاط الجنين ( الدعم السريع ) للحفاظ على الام ( قحت ) !
فشلت كل المخططات والسيناريوهات التي تم رسمها للسيارة على السودان؛ كلها دونما استثناء.
وذلك بسبب موقف الجيش السوداني والخركات المسلحة والمستنفرين اولا ، لكن والحق يقال فقد ساعد على ذلك ظروف دولية معقدة وهي :
– الحرب الاوكرانية
– المقاومة في فلسطين
– المقاومة في لبنان وسوريا
– التهديد الإيراني
– الرعب الحوثي
– التغيرات الساسية والدمغرافية في غرب افريقيا
– تهتك القرن الافريقي
لولا هذه الظروف لكان وضع السودان حرجا جدا.

– حاولوا بشتى السبل ان يوقفوا القتال في السودان لانه يسير لمصلحة الجيش ، ففتحو اكثر من منبر في افريقيا وأوروبا لذلك.
– حاولوا ان يستغلوا منظمات الأمم المتحدة ، فاعلنوا المجاعة ثم الكوارث ثم الاوبئة ، ليس لمساعدة السودانيين بل ، بل لإيقاف حرب لا تسير وفق ما يرجون.
– حاولوا اسقاط الفاشر لإعلان حكومة موازية في دارفور على غرار حفتر وليبيا. لكن صمود الفاشر العظيم حطم امالهم.

الان ..
بعد أن فشلت كل المخططات ، يحاولون الخروج بأقل الخسائر ( قحت وحمدوك ) ، انهم يحاولون التخلص من الدعم السريع يحاولون اسقاط الجنين ( الدعم السريع) لإنقاذ الام ( قحت ).

خليك صاااحي يا جيش.
ماف حاجة اسمها قحت، ولا بنعرف زول اسمه حمدوك .

الان خرج المخطط الرئيسي لما يحدث في السودان إلى العلن ( الحكومة البرطانية ) ولن اقول بريطانيا ففي داخلها من يعترض على تصرفات حكومتهم، يجب البحث عن هولاء والتخالف معهم .

وليد محمدالمبارك احمد
وليد محمد المبارك
إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • اكتشاف هياكل غامضة تحت سطح المريخ
  • العملة الرقمية وقطط العملية السياسية
  • الرئيس السيسي يكرِّم الدكتور شوقي علام بوسام العلوم
  • قرقاش: الإمارات تدعم الجهود السياسية لحل قضايا المنطقة
  • خبير: التعرض المباشر للأشعة فوق البنفسجية يصيب بالسرطان والعمى
  • الاهتمام بطبقة الأوزون: الأهمية العالمية والتعافي المتوقع
  • الفزعة السياسية الدولية؛ اسقاط الجنين (الدعم السريع) للحفاظ على الام (قحت) !
  • طبيب سوداني يروي قصة مبادرة “إيواء وغذاء” التي تدعم الآلاف
  • الدخول في عملية سياسية تشمل القوى السياسية الوطنية عدا المؤتمر الوطني وواجهاته!
  • حزب الله: الحرب الشاملة ستكون "كارثية" على لبنان وإسرائيل