في غزة.. عائلات «مُسحت» بأكملها في غارات للاحتلال
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
تجلس سحر عوض بين سريري عبود (12 عاما) ابن شقيقتها ومصعب (14 عاما) ابن شقيق زوجها، وهما من الأقارب القليلين الذين بقوا على قيد الحياة من عائلتها إثر استشهاد 80 منهم على الأقل في القصف الإسرائيلي.
في مدرسة في مدينة رفح تضم عشرات الجرحى الذين تم اجلاؤهم من مستشفيات مدينة غزة، تروي سحر كيف نزحت جنوبا من حي الشيخ رضوان في مدينة غزة.
ويوم الجمعة الماضي، «قصف المبنى المؤلف من ستة طوابق، استشهد أكثر من 80 شخصا من العائلة. مسحت عائلة عوض بالكامل».
وأضافت «بعد وقوع القصف، ذهبوا لاجلاء الشهداء والاصابات فقامت اسرائيل بقصفهم مرة ثانية».
وأضافت «لم ندفن سوى الجثث التي طارت من شدة القصف إلى الجوار»، مشيرة إلى أن كثيرين ما زالوا تحت الأنقاض.
وبترت ساق مصعب الذي غطت وجهه الكثير من الاصابات، وقتل شقيقه. وأشارت إلى عبود الذي يخرج من بطنه خرطوم بلاستيكي وهمست وهي تبكي «لا يعلم ان كل عائلته استشهدت، والدته وشقيقتاه وشقيقه وجدته».
ولم يتبق لعبود سوى والده لأنهما أصيبا معا في القصف قبلها بأيام.
وتابعت «أخي الكبير وعائلته استشهدوا، اختي نزحت لدينا من بيت حانون واستشهدت مع زوجها وأولادها، لم يبق سوى عبود. شقيق زوجي استشهد مع كل نسله، ابناؤه وبناته واحفاده، مسحوا جميعا ولم يبق منهم أحد».
وروت سحر أنها نزحت مع والدتها وابنها محمد من الشيخ رضوان باتجاه جنوب القطاع، وقالت إن نجلها الذي كان يدفع والدتها على كرسي متحرك احتجزه جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وتابعت «افرجوا عنه يوم الأربعاء، ولكنه في حالة يرثى لها. تعرض للتعذيب وجردوه من ملابسه. لم يتمكن من الحديث واخبارنا بكل ما حصل».
وقالت إنها بحثت عن مصعب وعبود اللذين كانا في المستشفى الاندونيسي لحين عثرت عليهما.
وبقي أفراد قليلون في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة، قالت سحر إنهم يرفضون النزوح جنوبا قبل إخراج جثث الاقارب من تحت الركام ودفنها.
وأشارت وهي تبكي «من ذهب ربنا يرحمه، لكني أشعر بالرعب على الباقين. لم يبق غيرهم».
وأنجبت فداء زايد (33 عاما) أول اطفالها عدي (20 عاما) وهي في الثالثة عشرة من عمرها. وقالت «كبرت معه ومع قصي (ابنها الثاني وعمره 19 عاما) وابنتي شهد (17 عاما)».
وقبل عدة أيام، كان عدي ووالدته أمام البيت في جباليا وهو أكبر مخيم للاجئين في قطاع غزة، وقالت «آخر ما قاله لي إنه ينتظر الهدنة على أحر من الجمر، وأن التهدئة ستكون في يوم الجمعة،وطلب مني ان أعد وليمة من الرز والدجاج».
وأضافت «وقع قصف قوي سقط فيه عشرات الشهداء، مشيت بنفسي على خمسين شخصًا بين شهيد وجريح، كنت ابحث عن عدي، كان الرماد والدخان يغطي المكان لم اتمكن من التعرف عليه الا من حزامه».
وأشارت بأسى «كنا نقف جميعا معاً، لكن ربنا اختاره من بيننا شهيدا».
وروت فداء كيف توجهت مع زوجها واولادها للمستشفى لتكفين ابنها، ثم دفنته العائلة بنفسها في المقبرة.
وتابعت «نزحنا لمدرسة في رفح في اليوم التالي، ولم أشعر اني مصابة في ظهري. الجرح في قلبي وصدري جعلني لا أشعر بجسدي، قلبي الذي ينزف وليس ظهري».
وعند وصولها إلى المستشفى في رفح، عالج الأطباء جرحها الملتهب واحتاجوا لتقطيبه إلى 17 غرزة.
كانت العائلة تستعد لتوديع عدي الذي حصل على تصريح إسرائيلي نادر للتوجه إلى الضفة الغربية المحتلة للانضمام إلى الاكاديمية العسكرية في أريحا.
وقالت أمه إن التصريح كان ليوم 12 من اكتوبر الماضي، ولكنه «سافر دون عودة ولمكان آخر».
وأضافت أن «غزة في ظلام دامس كالقبور، اتمنى ان اموت انا واولادي حتى لا نحزن على بعضنا ... الأحياء في هذه المدينة هم الأموات».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطاع غزة مدينة رفح مستشفيات غزة القصف الإسرائيلي
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: النظام الإيراني يشكل تهديدا وجوديا للبشرية بأكملها
إسرائيل – شبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو النظام الإيراني بـ “ألمانيا النازية”، محذرا من أنه “نظام إرهاب” يُشكل تهديدا وجوديا لمصير المجتمع البشري بأكمله.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية تصريحات نتنياهو في حفل افتتاحي بمناسبة ذكرى يوم الهولوكوست، جاء فيها: “الصراع بين إسرائيل وبين إيران سيُحدد مصير المجتمعات البشرية جمعاء”، وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أن “خسارة المعركة المصيرية أمام إيران ستضع دول الغرب في دائرة الاستهداف اللاحق لمخططاتها التوسعية”.
وأضاف: “لن يثنينا أي طرف عن محاسبة إيران على أفعالها المزعزعة للاستقرار في المنطقة، وإن لزم الأمر فنحن على استعداد تام للوقوف منفردين في وجه هذه التحديات لحماية أمننا ومصالحنا، ودرء الخطر عن حلفائنا في الغرب”.
وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في وقت سابق الأربعاء، أن المحاولات الإسرائيلية وما وصفهم بـ “جماعات المصالح الخاصة” يحاولون عرقلة المسارات الدبلوماسية بشتى الطرق.
وقال وزير الخارجية الإيراني الذي يجري زيارة إلى جمهورية الصين الشعبية: “من المتوقع أيضا أن يلجأ أولئك الذين يسعون للتلاعب بالرأي العام إلى ادعاءات وهمية وحجج مُضللة، مثل صور الأقمار الصناعية المُرعبة”.
وسبق أن نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول إسرائيلي ومصدرين آخرين أن إسرائيل لم تستبعد شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية “في الأشهر المقبلة” رغم تحذير ترامب من أنه غير مستعد لدعم مثل هذه الخطوة.
وفي سياق متصل، أكد ممثل روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف أن موقف واشنطن من طهران غير واضح، ودعا إلى تحديد هذا الموقف، فلا وقت للانتظار طويلا.
وبعد الجولة الثانية من المفاوضات مع الولايات المتحدة، كرر بزشكيان الموقف الذي أعلنه المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بأن طهران لا تنظر إلى المفاوضات بتشاؤم ولكنها أيضا لا تشعر بالتفاؤل. من جانبه، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تقييم إيجابي للمفاوضات مع إيران.
وعُقدت الجولة الثانية من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة بوساطة وزير الخارجية العُماني في روما يوم 19 أبريل الجاري. وصرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بعد انتهاء اجتماعه مع الوفد الأمريكي بأن الجولة الثانية من المحادثات جرت في أجواء “بناءة”.
ومن المقرر أن تعقد الجولة الثالثة يوم السبت المقبل 26 أبريل، وفقا لما ذكره المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي.
المصدر: RT