أحمد بالهول: التعليم الأخضر في مواجهة قضايا البيئة والمناخ
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
دبي: محمد إبراهيم
أكد الدكتور أحمد بن عبد الله بالهول الفلاسي، وزير التربية والتعليم، أهمية دور التعليم الأخضر الذي يعد درعاً واقية في مواجهة قضايا المناخ والبيئة، مشدداً على أن الاستدامة من أهم القضايا ذات الأهمية الاستراتيجية التي تعكس قيم الإمارات الراسخة للحفاظ على البيئة والتقاليد المجتمعية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته وزارة التربية والتعليم في معهد إس أي أي، في مدينة دبي المستدامة، لإطلاق مركز التعليم الأخضر ويحمل عنوان «إرث من أرض زايد»، ولتسليط الضوء على أهمية التعليم في معالجة قضايا المناخ وضرورة إدراج التعليم ضمن أجندة المناقشات الرسمية التي سيستضيفها مؤتمر الأطراف المنعقد في مدينة إكسبو دبي في الفترة من 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري إلى 12 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
حضر المؤتمر الدكتور أحمد بن عبدالله بالهول الفلاسي وزير التربية والتعليم، والدكتورة آمنة الضحاك الشامسي الوكيل المساعد لقطاع الرعاية وبناء القدرات في وزارة التربية والتعليم، وممثلون عن مؤتمر الأطراف «COP28»، وقيادات من مختلف الجهات المحلية والدولية، ونخبة من الخبراء والمتخصصين وممثلي وسائل الإعلام المختلفة.
تحديات كثيرة
وقال الدكتور أحمد بن عبدالله بالهول الفلاسي، خلال كلمته أمام المؤتمر، إن دولة الإمارات تقع ضمن المنطقة المدارية الجافة، ويسودها المناخ الصحراوي الحار والقاسي، وإزاء هذه التحديات، تؤكد الدولة التزامها الراسخ بدعم جهود الحفاظ على الموارد البيئية واستدامتها، من خلال تطوير الحلول والبرامج المبتكرة.
وأوضح أن إطلاق «مركز التعليم الأخضر تحت عنوان إرث من أرض زايد»، يمثل ثمرة التعاون البناء والتنسيق المتواصل الذي امتد لشهور مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، وخطوة محورية وهامة في مسيرة التأكيد على الدور الرئيسي لقطاع التعليم في معالجة أزمة المناخ.
إرث لا يُمحى
وأضاف أن الإمارات تواصل السير على خطى الوالد المؤسس في تحقيق الإنجازات في مجال الحفاظ على البيئة وصون مواردها وضمان استمرارية التنمية المستدامة. وتمثل استضافة الدولة لمؤتمر الأطراف «COP 28» دليلاً آخر على مكانة الدولة الرائدة ومساعيها الحثيثة لإحداث أثر ملموس في ملف الحياد المناخي. ونستذكر اليوم إرث القائد المؤسس، ونؤكد حرصنا على المضي قدماً في نشر رؤيته الرامية لتعزيز جهود الاستدامة حول العالم.
وقال: «حريصون على أن يترك هذا المركز إرثاً لا يُمحى، وأن تواصل مؤتمرات الأطراف القادمة التركيز على أهمية التعليم المناخي، بما يساهم في ترك أثر إيجابي مستدام ينعكس على مستقبلنا جميعاً، لأننا مؤمنون بقدرة الأجيال القادمة على إحداث التغيير الحقيقي المطلوب لبناء غد أفضل، ما يتطلب منا تمكين القطاع التعليمي وتعزيز دوره البيئي».
خارطة طريق
من جانبها، قالت الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي: «أطلقت وزارة التربية والتعليم مع بداية هذا العام خارطة طريق شراكة التعليم الأخضر بالتعاون مع منظمتي اليونيسكو، واليونيسف، ضمن استعداداتنا للمشاركة في مؤتمر الأطراف «COP28»، وشملت أربعة محاور رئيسية تهدف بمجملها إلى تمكيننا من تحقيق مستهدفاتنا الاستراتيجية، وتتمثل هذه المحاور في المدارس الخضراء، والمناهج الخضراء، والقدرات الخضراء، والمجمعات الخضراء. وتشكل هذه المحاور الركيزة الرئيسية لأربعة من مناطق مركز التعليم الأخضر الست، في حين تركز المنطقة الخامسة على شراكة التعليم الأخضر وتشمل المنطقة السادسة المسرح الرئيسي (إرث زايد)».
وأضافت: «التعليم المناخي يعد أحد أهم أولوياتنا في وزارة التربية والتعليم، وقد بدأنا تطبيق العديد من المبادرات مثل مبادرة «صوت التربويين» ومبادرة «أبطال الحياد المناخي»، وكلنا ثقة بأن «مركز التعليم الأخضر - إرث من أرض زايد» سيترك إرثاً تستفيد منه الشعوب والأمم الأخرى في مؤتمرات الأطراف القادمة. ونحرص على أن يتيح المركز لضيوفنا مساحة لتنمية القدرات ورفع مستوى الوعي لتطبيق الممارسات المستدامة وتحقيق أثر إيجابي يتجاوز فترة مؤتمر الأطراف «COP 28» ويساهم في تجسيد التزام دائم بحماية البيئة».
مدارس وجامعات.
وأفادت بأن الوزارة رسمت خارطة طريق لمستهدفات بيئية ومناخية واضحة، إذ التزمت بأن تكون 50% من المدارس والجامعات في الدولة خضراء مع انطلاق القمة، وتدريب وتأهيل أكثر من 2,800 معلم، و1,400 مسؤول تربوي، وأطلقت مبادرة صوت الأطفال لتوفير التدريب المناسب والمساهمة في إعداد الأطفال وتفعيل مساهمتهم في عملية صناعة القرار المتعلق بمستقبلهم البيئي، ومبادرة صوت المعلمين التي تسلط الضوء على جهود الكوادر التعليمية في تعزيز الوعي ومواجهة التغيّر المناخي، والاستعداد لتأثيراته. وتساهم كلتا المبادرتين بإيصال أصوات أكثر من 70 معلماً وطفلاً، حول القضايا البيئية إلى صناع القرار والمجتمع عامة.
وسيتضمن «مركز التعليم الأخضر - إرث من أرض زايد»، الذي تستضيفه الوزارة ضمن الجناح التعليمي خلال فعاليات مؤتمر الأطراف «COP 28» على مدار 13 يوماً، أجندة عامرة بالرؤى والتحليلات، حيث سيتم عقد أكثر من 250 ورشة عمل، و127 جلسة حوارية عالمية، و151 جلسة نقاشية على المستوى الوطني. كما سيستضيف المركز ممثلين عن 38 دولة، ليقدم منصة عالمية تجمع القادة والخبراء والمتخصصين، حيث تلقّى المركز دعماً من 99 منظمة غير حكومية، و36 جهة محلية.
جلسات حوارية
وسيشهد المركز مشاركة 70 متحدثاً رسمياً من كل أنحاء العالم، ليثروا النقاشات بخبراتهم ومعرفتهم ورؤاهم، وستقوم وزارة التربية والتعليم بتنظيم 46 جلسة حوارية، كما تتعاون الوزارة من خلال مركز التعليم الأخضر مع 40 شريكاً عالمياً لتنظيم أكثر من 30 فعالية ومشروعاً حول قضايا التعليم والمناخ، ما سيساهم بالتأكيد في أن يحقق المركز الأهداف التي تم تأسيسه من أجلها.
وسيتمكن ضيوف المركز في منطقة شراكة التعليم الأخضر من المشاركة في الحلقات التوعوية التي تتناول موضوع دور التعليم في مواجهة أزمة المناخ، وموضوع دور السياسات وتنسيق الأدوار وإدارة الاستراتيجيات اللازمة عبر شراكة التعليم الأخضر. وفي منطقة المدارس الخضراء، سيطلع الضيوف على برامج البنى التحتية المستدامة، والنماذج والتصاميم الخاصة بالمدارس الصديقة للبيئة، كما سيتم تسليط الضوء على مجموعة من النماذج الناجحة للمدارس والجامعات التي تطبّق برامج صديقة للبيئة.
قدرات خضراء
ستركز منطقة القدرات الخضراء على التعريف بالطرق والوسائل التي تبرز كلاً من دور التعليم في تبنّي نهج شامل ومتكامل لتعزيز قدرات التكيف مع التغيّر المناخي، ودور المعلمين كعامل تغيير إيجابي للحد من هذه التداعيات. وستركز منطقة المناهج الخضراء على مواضيع دمج تغيّر المناخ والوعي البيئي والتنمية المستدامة ضمن المناهج الدراسية، وكيفية إشراك الطلاب في تجارب تعليمية حول الاستدامة بالاستفادة من منهجيات التدريس المبتكرة والموارد التعليمية والتقنيات الحديثة والتكنولوجيا.
أما منطقة المجتمعات الخضراء فستشكل منصة للتعرف إلى مبادرات مجتمعية تهدف إلى تعزيز الممارسات المستدامة في التعليم، وإدماج كل الجهات والأطراف ذات العلاقة، بما في ذلك أولياء الأمور والمنظمات غير الحكومية والشركات في إدارة وتنفيذ هذه المبادرات. وستقدم المنطقة أيضاً نماذج ناجحة لشراكات بين المدارس والمجتمعات والتي أتاحت مساحة للتواصل البناء بين الأطراف المعنية لمشاركة الخبرات والتعاون لمواجهة تحديات الاستدامة على مستوى المجتمع.
ومن المتوقع أن يستضيف المركز أكثر من 1000 زائر و500 طالب يومياً، ليتجاوز عدد الحضور المتوقع على مدار أيام المؤتمر 18,000 مشارك. الأمر الذي يؤكد حجم الاهتمام العالمي بدور التعليم في قضايا الاستدامة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات كوب 28 وزارة التربیة والتعلیم مؤتمر الأطراف دور التعلیم التعلیم فی أکثر من
إقرأ أيضاً:
وزيرة البيئة تشارك في جلسة الرئاسة الأذربيجانية لمؤتمر المناخ COP29
سلمت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، ونظيرها الأسترالي كريس بوين نتائج قيادتهما للمشاورات الخاصة بالوصول لهدف جمعي كمّي جديد لتمويل المناخ، في إطار تفويض الرئاسة الأذربيجانية لمؤتمر المناخ COP29 لهما بتولي هذه المهمة، وذلك خلال مشاركتها في جلسة الرئاسة الأذربيجانية لمؤتمر المناخ COP29 للتقييم للوقوف على نتائج قيادة الفرق الوزارية الثنائية لموضوعات المناخ الملحة، ضمن فعاليات الشق الوزاري لمؤتمر الأطراف التاسع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP29، المقام بالعاصمة الأذربيجانية باكو، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر 2024، تحت شعار "الاستثمار في كوكب صالح للعيش للجميع".
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد أنها منذ توليها مهمة القيادة المشتركة مع نظيرها الأسترالي لتسيير مشاورات الهدف الجمعي الكمي الجديد لتمويل المناخ، وخلال الأيام القليلة الماضية من المؤتمر، أدارا المشاورات الخاصة بالبنية الأساسية للمساهمات ورقم التمويل من خلال مجموعة من اللقاءات مع المجموعات والأطراف المختلفة، حيث تم الاستماع إلى مختلف الآراء والتي شهدت تباينا واضحا فيما يخص البنية الأساسية للتمويل، رغم اتفاق كل الأطراف على حشد قدر من تمويل المناخ بالفعل.
وقالت إن بعض الأطراف ترى أن الوصول إلى حجم التمويل بتريليونات الدولارات من جميع المصادر سيكون أكثر حكمة، وفيما يخص قاعدة المساهمين اتفقت جميع الأطراف على أن الهدف لا يتمثل في إعادة النظر أو تغيير المادة 9 من اتفاق باريس الخاصة بهذا الشأن وإعادة النظر في اتفاق باريس نفسه، وشددت كل المجموعات على أهمية المادة 9، في حين اقترحت بعض البلدان أن يكون هناك وضوح في النص بحيث لا يكون هناك تغيير في القدرة على تلقي التمويل.
وكان رئيس مؤتمر المناخ COP29 مختار باباييف، في إطار التزامه بتحقيق الشمول والشفافية، وقد دعا أزواجاً من الوزراء لقيادة المشاورات مع المجموعات والأطراف نيابة عنه بشأن القضايا العالقة في أجندة المناخ، لتعزيز المشاركة السياسية لجميع الأطراف لإيجاد طريقة متوازنة وشاملة للمضي قدماً.
وكانت وزيرة البيئة المصرية تم اختيارها من قبل الرئاسة الأذربيجانية لمؤتمر المناخ COP29، كممثلة عن الدول النامية للقيادة المشتركة مع نظيرها الأسترالي لمشاورات الوصول لهدف جمعي كمّي جديد لتمويل المناخ، الذي بدأت فكرة العمل عليه خلال مؤتمر المناخ COP21، انطلاقا من الحد الأدنى 100 مليار دولار أمريكي سنوياً، في حين تولى وزيرا أيرلندا وكوستاريكا مشاورات الهدف العالمي للتكيف، ووزيرا سنغافورة ونيوزلندا مشاورات المادة 6 من اتفاق باريس، ووزيرا النرويج وجنوب أفريقيا لمشاورات التخفيف، بينما تولى وزيرا البرازيل والمملكة المتحدة مشاورات الحزم المتوازنة من النتائج التفاوضية عالية الطموح في باكو.