إنترسبت: دعم أمريكا الراسخ لإسرائيل بحرب غزة يوحد محور المقاومة المدعومة من إيران
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
اعتبر موقع ذا إنترسبت الأمريكي، أن الدعم الأمريكي الراسخ لإسرائيل خلال حربها على غزة المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم، والتي أودت بأكثر من 14 ألف شهيد فلسطيني حتى الآن، وحد محور المقاومة المدعومة من إيران، الذي يضم جماعات سنية وشيعية.
واستشهد الموقع بتخصيص الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، جزءاً كبيراً من خطابه بمناسبة احتفال الحزب بـ"يوم الشهيد" الذي يصادف 11 نوفمبر/تشرين الثاني؛ للإشادة بمقاتلي محور المقاومة في سوريا واليمن والعراق.
واختص نصر الله مقاتلي المقاومة بالعراق بعد شنهم هجمات على مواقع أمريكية قائلا: إن هذه التصرفات تعكس شجاعة كبيرة، بالنظر إلى أن الأمريكيين الذين يقاتلونهم تملأ أساطيلهم وحاملات طائراتهم وقواعدهم المنطقة”.
وشدد نصر الله "إذا كنتم أيها الأمريكيون تريدون أن تتوقف هذه العمليات.. وإذا كنتم لا تريدون حرباً إقليمية، عليكم أن توقفوا العدوان والحرب على غزة".
وأشار الموقع إلى أن خطاب نصر الله يعكس تزايد الوحدة بين محور المقاومة المدعومة من إيران في الشرق الأوسط والذي يضم حركة حماس في فلسطين وحزب الله في لبنان والحكومة السورية والحوثيين في اليمن والجماعات المسلحة في العراق وسوريا.
وبحسب الموقع فإن على الرغم من أن هذه الوحدة والهجمات المتزايدة ضد المواقع الأمريكية لم تتطور بعد إلى عمل عسكري كبير لكنها في الوقت ذاته تمثل رد الفعل الأكثر أهمية خلال السنوات الأخيرة بالنسبة للوجود الأمريكي في المنطقة.
وأوضح أن رواية المقاومة (غالبيتها منظمات تدرجها واشنطن بقوائم الإرهاب) حظيت بقبول من خارج للمحور، بل وحتى في داخل الدوائر التي كانت تعد أكثر اعتدالا.
وأوضح الموقع أن الدعم الأمريكي غير المحدود لإسرائيل، في أعقاب هجوم طوفان الأقصى الذي شنته كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين أول، كان سببا في تعزيز المشاعر المناهضة لأمريكا في المنطقة.
ولفت الموقع أن العديد من سكان المنطقة اعتبروا أن القصف الإسرائيل المتواصل على غزة امتداد لعقود من السياسات غير العادلة التي تنفذها الولايات المتحدة في المنطقة.
وأشار إلى أن الصور المتداولة لضحايا القصف الإسرائيلي لغزة، أعادت ذكريات الصراعات الدموية التي خاضتها أمريكا في العراق واليمن، في ظل إحجام الغرب عن إدانة إسرائيل بسبب الخسائر البشرية الفادحة في صفوف الفلسطينيين، وهو ما يذكر العرب والمسلمين بمدى ضآلة تأثير حياتهم في عملية صنع السياسات الغربية.
وعلى صعيد أخر، سمح الرد الباهت من قبل الدول العربية إزاء التصعيد الإسرائيلي على غزة، للجماعات المسلحة بالاستفادة من الغضب الشعبي وتعزيز أوراق اعتمادها في المقاومة من خلال وضع نفسها على أنها الوحيدة المستعدة للوقوف في وجه إسرائيل وداعميها.
وفي العراق، أدت حرب غزة إلى إعادة تنشيط الفصائل المسلحة التي تشكلت في أعقاب الحرب الأمريكية عام 2003، وفي الـ 24 ساعة الماضية فقط، كانت هناك عدة اشتباكات بين المسلحين العراقيين والقوات الأمريكية
وفي تصريحات أدلي بها من مكتبه في بغداد، قال المتحدث العسكري باسم كتائب حزب الله جعفر الحسيني تعليقا على حرب غزة " هذه معركة واضحة.. فلسطين هي القضية الأساسية"
وذكر الموقع أن قرار وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الأخير بنشر حاملات طائرات وأفراد في الشرق الأوسط اعتبر على نطاق واسع في المنطقة؛ دليلاً على التدخل الأمريكي المباشر في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وفي هذه الصدد، قال الحسيني: أمريكا شريك لإسرائيل في هذه المعركة وفي قتل الفلسطينيين، ولذلك عليهم أن يدفعوا الثمن.. ما يحدث الآن من استهداف القواعد الأمريكية هو رد طبيعي من المقاومين".
وأوضح الموقع أن فصائل المقاومة في العراق نحت خصوماتها وخلافاتها جانبا، وأعلنت مسؤوليتها المشتركة - عبر قناة حديثة تم انشائها على منصة تليجرام -عن عشرات الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار على القوات الأمريكية المتمركزة في العراق وسوريا لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن الهجمات أدت عدة إصابات طفيفة.
وعقب الموقع أن تلك التأثيرات المتتابعة كانت جزءاً من حسابات حماس الرامية إلى لتحطيم تعتبره وضعاً راهناً لا يمكن الدفاع عنه في الأراضي المحتلة.
اقرأ أيضاً
جماعات "المقاومة العراقية".. هل تفتح جبهة جديدة للحرب مع إسرائيل؟
وتمثل ذلك الوضع في تضاؤل احتمالات التوصل إلى حل سياسي في السنوات الأخيرة وتزايد أعمال العنف والطرد من جانب الإسرائيليين، وخاصة في الضفة الغربية، تحت إشراف الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.
وعلق عضو المكتب السياسي لحركة حماس أسامة حمدان في تصريحات من بيروت للموقع قائلا "قدمت الإدارة الأمريكية الغطاء الكامل لحكومة نتنياهو للعمل على تهويد القدس والاعتداء على المسجد الأقصى وتوسيع الاستيطان ومواصلة الحصار على غزة وإنهاء القضية الفلسطينية”.
ورأى الموقع أن حماس نجحت عبر هجومها المفاجئ على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين أول في إعادة القضية الفلسطينية إلى الطاولة الجيوسياسية، كما عملت على توليد قدر أعظم من الوحدة بين الحلفاء في منطقة مستقطبة بفعل عقود من الصراعات والنزاعات العرقية والطائفية.
وقال حمدان: "ليس هناك شك في أن هناك تطوراً في العلاقات وسط هذه المواجهة"، مضيفاً أنها ساعدت في جسر الانقسام الطائفي بين السنة والشيعة.
ومع تصاعد العمليات الإسرائيلية على غزة، بدأ حزب الله اللبناني في توجيه ضربات محسوبة بعناية على أهداف إسرائيلية لتشتيت تركيز إسرائيل لكن مع تجنب نشوب حرب واسعة النطاق.
وأشار الموقع أن تصور حزب الله لجبهة موحدة كان مصحوبا بمستوى معين من التنسيق العملياتي في جنوب لبنان، مع السماح لحماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني باستخدام مناطق سيطرة حزب الله لمهاجمة إسرائيل وسط تقارير عن إنشاء غرفة عمليات لهذا الغرض.
وفي هذا الصدد قال الأمين العام السابق للجماعة الإسلامية في لبنان، عزام الأيوبي: هذا جزء من تكتيك حزب الله القتالي، وهو يوصل رسائل لإسرائيل مفادها أن فتح الجبهة ممكن في أي لحظة.
وشهدت حرب إسرائيل على غزة انضمام الجناح العسكري للجماعة الإسلامية في لبنان إلى المعركة، إذ أعلن مسؤوليته عن عدة هجمات على إسرائيل.
وقال الأيوبي إن العلاقات بين حزب الله الشيعي والجماعات السنية مثل الجماعة الإسلامية وحماس توترت خلال الحرب السورية، حيث كان يُنظر إلى حزب الله على أنه متواطئ في عمليات القتل الجماعي للسنة لأنه قاتل إلى جانب الرئيس بشار الأسد.
لكن بعد حرب غزة تم وضع هذه الخلافات جانباً مؤقتاً على الأقل فيما يفسره البعض على أنه علامة على التقارب الطائفي.
وقال الأيوبي: يمكن القول إننا الآن على الأقل إلى حد ما إلى جانب حزب الله.. فهو الذي يواجه إسرائيل، ونحن لدينا هذا الدافع أيضا”.
وذكر الموقع أن الأحداث الأخيرة في المنطقة أنهت فترة من الهدوء النسبي حظيت بها الولايات المتحدة التي كانت تأمل في إعادة توجيه اهتمامها ومواردها إلى أجزاء أخرى من العالم، وخاصة الصين.
وتهدد الاضطرابات الجديدة في غزة وتداعياتها في مناطق أخرى بتقويض سنوات من الجهود الدبلوماسية لإصلاح العلاقات المتوترة بين أمريكا ودول عربية مثل العراق، إضافة لعرقلة تطبيع العلاقات الإسرائيلية العربية.
وتمثل العمليات في العراق نهاية هدنة أحادية الجانب توقفت خلالها الفصائل عن مهاجمة القوات الأمريكية في العراق للسماح للحكومة، التي جلبها أتباعها السياسيون إلى السلطة، بإدارة العلاقة من خلال الدبلوماسية.
وكجزء من هذه الانتكاسة الأخيرة في العلاقات بين الولايات المتحدة والعراق، تجددت المطالبات بتنفيذ التصويت البرلماني في كانون الثاني/يناير 2020 لطرد القوات الأجنبية.
وأكد الحسيني أن “هذه العمليات لن تتوقف حتى إخراج آخر جندي أمريكي”.
اقرأ أيضاً
استهداف جديد لقاعدة أمريكية في أربيل العراقية بطائرة مسيرة
المصدر | ذا إنترسبت- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حرب غزة دعم أمريكا لإسرائيل حزب الله اللبناني حزب الله العراقي حركة حماس محور المقاومة فی المنطقة فی العراق الموقع أن حزب الله نصر الله على غزة حرب غزة
إقرأ أيضاً:
إنترسبت: هل ينكر مسؤولو أوروبا جرائم الحرب في غزة رغم الوثائق؟
قال موقع إنترسبت الأميركي إن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي رفضوا دعوة لإنهاء مبيعات الأسلحة لإسرائيل الشهر الماضي، رغم الأدلة المتزايدة التي قدمت إليهم في تقييم داخلي، على جرائم الحرب وربما الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة.
وأوضح الموقع -في تقرير بقلم آرثر نيسلين- أن محتويات التقييم المكون من 35 صفحة، والذي لم يكن معروفا من قبل، قد تؤثر على محاكمات جرائم الحرب المستقبلية لسياسيين من الاتحاد الأوروبي بتهمة التواطؤ في هجوم إسرائيل على غزة، حسب رأي محامين وخبراء وزعماء سياسيين.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: الهند تشوه الحقيقة وهذا ما يحدث فعلا للهندوس ببنغلاديشlist 2 of 2واشنطن بوست: السوريون ابتكروا لغة مشفرة لتفادي مخابرات الأسدend of listوكان الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان أولوف سكوغ قد كتب التقييم وأرسله إلى وزراء الاتحاد قبل اجتماعه يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني، ضمن اقتراح قدمه رئيس السياسة الخارجية للاتحاد بتعليق الحوار السياسي مع إسرائيل، وقد رفضه مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وعرض تحليل سكوغ أدلة من مصادر الأمم المتحدة على جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأشار إلى تقديرها أن حوالي 45 ألف شخص قتلتهم إسرائيل في غزة منذ ذلك الحين، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال.
إعلان لغة قويةورغم أن التقييم لم يبرئ حماس وحزب الله، فإن لغته القوية كانت مخصصة للقوات الإسرائيلية، يقول التقرير "للحرب قواعد، ونظرا للمستوى المرتفع من الضحايا المدنيين والمعاناة الإنسانية، تركز الادعاءات على عدم تمييز القوات الإسرائيلية بين المدنيين والمقاتلين، وعدم اتخاذ الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين والأهداف المدنية من آثار الهجمات، في انتهاك للمبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني".
ويشير سكوغ إلى زيادة استخدام "اللغة المهينة" من قبل القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، مما قد "يساهم في إثبات النية" لارتكاب الإبادة الجماعية، ويقول التقرير إن "التحريض على التمييز أو العداء أو العنف، مثل ما ورد في تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، يشكل انتهاكا خطيرا لقانون حقوق الإنسان الدولي وقد يرقى إلى الجريمة الدولية المتمثلة في التحريض على الإبادة الجماعية".
التذرع بالجهلومن جانبه، نبه يانيس فاروفاكيس، وزير المالية اليوناني السابق والأمين العام لحركة الديمقراطية في أوروبا 2025، إلى العواقب المترتبة على كبار المسؤولين من الدول التي تصدر الأسلحة إلى إسرائيل، كألمانيا وإيطاليا وفرنسا، وقال إن المحكمة الجنائية الدولية إذا وجدت مسؤولين إسرائيليين مذنبين بارتكاب جرائم حرب، فإن توزيع التقرير على وزراء الاتحاد الأوروبي يحمل أهمية كبيرة، لأن الأوروبيين لن يتمكنوا من التذرع بالجهل.
وأضاف فاروفاكيس "لا يمكنهم أن ينكروا بشكل معقول أنهم كانوا مطلعين على الحقائق بالنظر إلى محتويات تقرير الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي الذي كان عليهم واجب أخذه بعين الاعتبار. والآن يعرف العالم أنهم كانوا يدركون أنهم انتهكوا القانون الدولي، وسوف يحكم عليهم التاريخ بقسوة، وربما تفعل المحكمة الجنائية الدولية الشيء نفسه".
تواطؤ إجراميودعا سكوغ دول الاتحاد الأوروبي إلى "رفض ترخيص التصدير للأسلحة إذا كان هناك خطر واضح من أن التكنولوجيا أو المعدات العسكرية التي سيتم تصديرها قد تُستخدم في ارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي".
إعلانوفي أعقاب التقييم، قال المحامي طيب علي إن بعض الساسة في الاتحاد الأوروبي معرضون لخطر التواطؤ إذا ثبت أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب، وأكد أن "المحامين في جميع أنحاء أوروبا يراقبون هذا الأمر عن كثب ورجح أن يبادروا بإنشاء آليات مساءلة محلية ودولية"، واستغرب أن تفكر فرنسا وألمانيا في حماية مجرمَي الحرب، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت.
وقالت أنييس برتراند سانز، الخبيرة الإنسانية في منظمة أوكسفام، إن التقييم يعزز قضية تواطؤ الحكومات الأوربية مع جرائم إسرائيل في غزة، وأضافت أن أولئك الذين استمروا في تصدير الأسلحة إلى إسرائيل -في تحد لنصيحة التقرير الواضحة- متورطون في حالة صارخة من التواطؤ الإجرامي.