خميس المزينة.. مشوار حافل بالعطاء في خدمة الأمن
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
دبي: سومية سعد
الأوفياء حاضرون على الرغم من موتهم وغيابهم الجسدي، واليوم نستحضر ذكرى رجل أمن، بعد مرور سبع سنوات على فراقه، في مثل هذا اليوم 24 نوفمبر، بعد مشوار حافل بخدمة الأمن، أحبّ وطنه بكل ما يملك من مشاعر، مترجماً هذا الحب بالعمل والإنجاز.
تحل اليوم، الذكرى السنوية السابعة لوفاة الفريق خميس مطر المزينة المهيري، القائد العام السابق لشرطة دبي، رحمه الله، الذي ظل وفياً لعمله حتى آخر دقيقة من حياته.
وتحيي «الخليج» في كل عام هذه الذكرى، تعبيراً منها عن امتنانها لرجال أخلصوا لوطنهم، فأعطاهم الكثير. وهنا لا نملك سوى بضع كلمات كي نوفيه حقه ولنعبر له عن احترامنا واعتزازنا.
ولد الفريق خميس مطر المزينة في دبي، وخدم وطنه على مدار عقود، تدرج خلالها في العمل الأمني بشرطة دبي، وثبّت ضابطاً بقسم المخدرات بالإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية عام 1993، وعرف عنه الإخلاص والتفاني البالغان.
وتدرج في العمل الشرطي بشكل لافت، فرقّي عام 1997، ليصبح مديراً لإدارة المباحث الجنائية، وفي عام 2004 مديراً للإدارة العامة للتحريات، وفي عام 2008 نائباً للقائد العام لشرطة دبي. وكان الفريق المزينة قد عمل مديراً للإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية بشرطة دبي منذ عام 2000 إلى أن أصبح قائدها العام.
في تاريخ 23-11-2013 أصدر صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مرسوماً يقضي بتعيين اللواء الخبير خميس مطر المزينة، قائداً عاماً لشرطة دبي. وفي 3-7- 2016 أصدر صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قراراً يقضي بترقية اللواء خميس مطر المزينة، إلى رتبة فريق.
بصمات خالدة
كان لخميس المزينة، بصمة خالدة في الشرطة وفي تطوير الأمن والحفاظ عليه، فالفقيد كان مع ربه يحمل نية طيبة، وفكره مستمد من مدرسة صاحب السموّ نائب رئيس الدولة، وكان مع الفريق ضاحي خلفان، قلباً وقالباً وطوع أوامره حتى آخر لحظة، فهو رجل شهد الناس بنزاهته وإخلاصه.
وأسّس قوة شرطية منظمة في دبي، وتضمن ذلك استحداث الكثير من أقسام الشرطة ومراكزها، بمختلف أنحاء الإمارة، فضلاً عن مراكز الشرطة الحدودية.
ترقية
وخدم المزينة وطنه على مدار عقود، تدرج خلالها في العمل الأمني بشرطة دبي، فقد كان، رحمه الله، على الرغم من معاناته الأزمات القلبية التي تلازمه، يسهر ليلاً ونهاراً على راحة الشعب وأمن البلد، فكان يسهر عندما ينام الناس، ويضحي بمصلحته الخاصة، عندما يقدّم الناس مصالحهم، لذلك استحق التكريم مرة تلو مرة، إلى أن رقّي من رتبة لواء إلى رتبة فريق.
إنجازات
إنجازات المزينة، لا تعد، فقد طرح أول تطبيق ذكي لدائرة حكومية، يوفر مختلف الخدمات الأمنية بضغطة زر، فضلاً عن جهوده في الحد من الحوادث المرورية القاتلة. كما حرص على إدهاش العالم بتدشين دوريات الشرطة الفارهة، التي أصبحت مادة أساسية لتقارير إخبارية في كل وسائل الإعلام في العالم.
ودشن المغفور أول مختبر جنائي عصري، فاق المختبرات العالمية، من حيث التصميم والتقنيات والتجهيزات التي يحتويها، إلى جانب المؤهلات العلمية التي ألحقت بالعمل فيه من أبناء الوطن والإدارات المستحدثة، في مجالات لم تكن موجودة من قبل.
وتمكنت شرطة دبي تحت قيادة المزينة، التي استمرت حتى وافته المنية في 24 نوفمبر 2016 من حصد المراكز الأولى في كل فئات الجوائز المحلية والعربية والعالمية، حتى باتت من أقوى الأجهزة الأمنية في العالم.
حل ألغاز القضايا
واستطاع حل ألغاز مئات القضايا بحرفية ومهنية، منها كشف لغز مقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم، عام 2008، وكشف لغز جريمة سرقة محل مجوهرات «غراف» في «وافي سنتر»، وإصراره على استمرارية المتابعة للجناة وملاحقتهم دولياً، حتى تم الإيقاع بهم في دول مختلفة. وكان لشرطة دبي الفضل في كشف عصابة «النمر الوردي»، وهي العصابة التي لم تستطع أية دولة في أوروبا الإيقاع بأفرادها، ونجح في جلب بعض المتهمين للمحاكمة أمام محاكم دبي.
كما نجح مع فرق البحث الجنائي ميدانياً، في كشف المتورطين في مقتل القيادي بحماس محمود المبحوح، في أحد فنادق دبي.
مجلس خميس المزينة
تخليداً لذكرى رجل خدم الدولة في كل لحظة من لحظات حياته، ولم يتوان في يوم عن بذل الغالي في سبيل نماء هذا البلد الآمن، أمرت القيادة العامة لشرطة دبي، بإطلاق اسم الفريق خميس مطر المزينة، على مسجد القيادة، حتى تبقى ذكراه في الأذهان، وتخليداً لرجل عمل بكل نكران ذات في سبيل نماء بلاده.
وأطلق اسم «مجلس خميس المزينة» على قاعة مركز شرطة بر دبي، تخليداً لذكراه وتثميناً لما قدمه من عطاء لشرطة دبي، والحرص على إخراجها بحلّة تراثية تعكس الهوية الوطنية لدولة الإمارات كما كان يحب.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات شرطة دبي لشرطة دبی
إقرأ أيضاً:
محمد بن راشد يطلق مشاريع استراتيجية لشرطة دبي بقيمة 2 مليار درهم
أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، مجموعة من المشاريع الاستراتيجية للقيادة العامة لشرطة دبي، بقيمة إجمالية 2 مليار درهم، هدفها تحقيق استراتيجية شرطة دبي في ترسيخ دعائم الأمن والأمان، بما يخدم في إسعاد أفراد المجتمع، والاستثمار في تأهيل وتطوير وتدريب الكوادر البشرية التخصصية في العمل الشرطي، وتحقيق سعادة الموظفين عبر مشاريع الإسكان التي تحقق لهم الاستقرار الأسري. جاء ذلك خلال زيارة سموّه إلى مقر نادي ضباط شرطة دبي، يرافقه سموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير المالية، وسموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، وسموّ الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي لأمن المنافذ والحدود، حيث كان في استقبال سموّه ومرافقيه، معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، ومعالي الفريق عبد الله خليفة المرّي، القائد العام لشرطة دبي، وعدد من كبار الضباط والقيادات الشرطية.
وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عن تقديره لجهود شرطة دبي وما تقوم به من مهام وما تتبناه من مشاريع ومبادرات هدفها راحة وسلامة وأمن كافة أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين وزوار، لتبقى دبي على الدوام واحدة من أكثر مدن العالم أمناً، ونموذجاً يحتذى به في تقديم خدمات نوعية عالية الكفاءة تراعي مصالح الناس، وتضمن لهم أمنهم وتصون عليهم حقوقهم وممتلكاتهم، بالاعتماد على أحدث التقنيات، وأكثرها فاعلية لضمان أعلى مستويات الأداء، وفق أفضل المعايير والممارسات العالمية.
وقال سموّه: «نثمّن جهود شرطة دبي وقيام كوادرها بواجباتهم على النحو الذي يراعي خدمة الناس بالسهر على راحتهم وسلامتهم.. وأدعوهم إلى الاستمرار بروح الابتكار والإبداع لتقديم إنجازات تخدم المجتمع وتصون عليه أمنه.. ونرجو لهم كل التوفيق في الوصول إلى مستويات أرقى من الأداء... فبسواعد أبناء الوطن وفكرهم وعطائهم نمضي بثبات نحو المستقبل.. ونحن واثقون في قدرة شرطة دبي على مواصلة الأداء الاحترافي رفيع المستوى لوضع معايير جديدة للتميز في مجال الخدمات الأمنية... وطننا وشعبنا وكل من يحلّ علينا زائراً ضيفاً مكرماً يستحقون أن نقدم لهم جميعاً الأفضل دائماً.. ولا ندخر جهداً في سبيل تحقيق هذا الهدف».
وتضمنت المشاريع الثمانية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مشروع المبنى الجديد لأكاديمية شرطة دبي في منطقة الروية الأولى المُقام على مساحة 155 هكتاراً، ويستوعب 2500 طالب وطالبة.
ويضم المُشروع أربع مناطق، أولاها المنطقة السكنية، وتستوعب 1200 طالب من المرشحين والمرشحات والمُستجدين، مع كافة المرافق الخدمية، وأماكن الإعاشة والاستراحات وميدان تدريب يومي، ومنطقة الفصول الدراسية والإدارة العامة للأكاديمية، ومباني الكليات، والقاعات، ومكاتب الطاقم الإداري والأكاديمي والإدارة العامة للتدريب، ومركز صحي ومسرح يتسع إلى 1000 شخص. كما يضم المبنى الجديد المنطقة الرياضية، وتشمل 17 مرفقاً رياضياً، منها صالة رياضية مغلقة، وحمام سباحة مغلق، وحمام سباحة مفتوح أولمبي، وملعب كرة قدم، ومدرجات رياضية، وملاعب خارجية في ألعاب البادل، والتنس الأرضي، والطائرة، وفندق سكني للفرق الرياضية مكون من 26 غرفة، أما المنطقة الرابعة، فتتمثل في الميدان الرئيسي للأكاديمية، ويستوعب 2500 من الحضور والجمهور إلى جانب مدينة تدريب للعمليات الشرطية.
ويحتوي المشروع على مسار للدراجات الهوائية والجري لمسافة ثلاثة ونصف كيلو متر، وتبلغ تكلفة المشروع مليار درهم، ومن المتوقع الانتهاء منه في عام 2027.
ويتمثل المشروع الثاني في مركز التدريب في أكاديمية شرطة دبي في حتّا، والمتوقع تشغيله العام المقبل، ويتكون من مبنى رئيسي وميدان رياضي، وميدان رماية وملعب رياضي، ويستوعب 180 طالباً وطالبة، بالإضافة إلى مبنى سكني، ومبنى فصول دراسية، وإدارية، وميدان تدريب فرعي، إلى جانب ميدان تدريب رئيسي يتسع مُدرجه إلى 300 زائر. واستمع صاحب السموّ نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، إلى شرح حول مشروع «المنطقة 56»، وهو عبارة عن «مركز موحّد لتحليل الأنظمة والبيانات الجنائية»، يضم أحدث الأنظمة الأمنية في مجال علوم البيانات وتحليلها، ويهدف إلى رفع كفاءة مكافحة الجرائم بكافة أنماطها، ورفع معدلات الأمن المروري من خلال استخدام أفضل الممارسات العالمية في العمل الشرطي القائم على التحليلات التنبؤية.
ويهدف مشروع المنطقة 56 الذي تبلغ تكلفته المالية 300 مليون درهم، إلى تعزيز القدرة التنافسية، وتحقيق التكامل الرقمي الاستراتيجي، وتفعيل العمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي، والتنبؤ بالأحداث، ورفع معدل تحليل البيانات الرقمي، وتعزيز الشعور بالأمان. كذلك تشمل المشروعات مشروع إسكان شرطة دبي في منطقة أم الدمن في مرحلته الثانية، ويُنتظر تشغيله في العام 2026، ويضم 6 مبانٍ، ومساحات خضراء، و246 شقة سكنية، تتسع لـ 246 عائلة بتكلفة إجمالية 300 مليون درهم.
كما يضم المشروع مُجمعاً تجارياً رياضياً، ومحال تجارية، ومركزين رياضيين للرجال والنساء، بالإضافة إلى ملاعب أطفال، وسوبر ماركت، ومقاهٍ، ومطاعم، وحمام سباحة، وملاعب.
كذلك تابع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم شرحاً حول مشروع المبنى الجديد للإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ في منطقة الروية الأولى، المتوقع تشغيله في عام 2026، بتكلفة تصل إلى 300 مليون درهم، وسيضم ميداناً تدريبياً، وقاعة محاضرات تتسع لـ 300 شخص، ومبنى سكنياً، ومركزين رياضيين واجتماعيين للسيدات وللرجال، ومبنى خدمات عامة، وملاعب، ومواقف تتسع لـ 400 سيارة ومركبة مُتخصصة في العمل الشرطي.
كذلك تتضمن المشاريع أعمال التوسعة الجديدة في مركز شرطة بر دبي بتكلفة نحو 91 مليون درهم، وتضم مركز شرطة ذكي SPS، وقسم مناوبة، وقسم مباحث، وقسم تسجيل مروري، وقسم تسجيل جنائي، وقسم شؤون إدارية، وقسم مكافحة المخدرات، وقسم توقيف، ومركز اتصال.
ويضم مبنى الطب الشرعي أحدث التخصصات العلمية، مثل التشريح الافتراضي وعلم الأنثروبولوجي، وطب الأسنان الجنائي، والبنك الحيوي (BIOBANK)، وتحليل ودراسة البيانات الطبية، ومركز أبحاث وغيرها، فيما سيعمل المبنى على مدار الساعة، وسيتوفر فيه مكتب لتخليص خدمات لحالات الوفاة، ومركز لحفظ الجثامين، ومواقف للمراجعين، والعديد من المرافق.وفي ختام الزيارة، اطّلع صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على مشروع «مركز الشرطة الذكي العائم» الأول من نوعه على مستوى العالم الذي يقدم خدماته وسط البحر في جزر العالم، ويتمتع بتصميم يلبي احتياجات رواد اليخوت والقوارب ومحبي الأنشطة الرياضية البحرية، ويقدم خدماته دون تدخل بشري وعلى مدار 24 ساعة.
وثمّن معالي الفريق عبدالله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي الدعم اللامحدود من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والمتابعة الحثيثة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، للقيادة العامة لشرطة دبي في العمل على تحقيق التميز والريادة الشرطية والأمنية على المستويين المحلي والعالمي، وبما يعكس الصورة العالمية المُشرقة لإمارة دبي، باعتبارها واحة الأمن والأمان، ووجهة اقتصادية واستثمارية وسياحية عالمية.