هويدا الحسن (العين)

أخبار ذات صلة افتتاح معرض «فن الحين 2023» في متحف اللوفر أبوظبي «الكلمة المغناة» تضيء على مسيرة الشاعرة «مطلع الشمس»

في إطار حرص مهرجان العين للكتاب على دعم المواهب الإماراتية الشابة، يستضيف ركن الفنون بالمعرض خمسة فنانين إماراتيين بركن الفنون بالمقر الرئيسي للمهرجان باستاد هزاع، ويعرض الفنانون الخمسة أعمالهم الفنية ويقدمون ورشاً فنية لرواد المهرجان من كافة الأعمار.


«الاتحاد» التقت الفنانين الخمسة للحديث عن مشاركتهم في المهرجان وعن أعمالهم الفنية. وفي البداية أعربت الفنانة وداد الكندي عن سعادتها للمشاركة في مهرجان العين للكتاب للمرة الأولى، وتعرض الكندي مجموعة مختلفة من اللوحات التي استخدمت فيها تقنيات متعددة، حيث أشارت إلى حرصها على تجريب وتعلم تقنيات مختلفة للرسم، فعلى رغم كونها تفضل الرسم بقلم الرصاص إلا أنها تقدم أعمالاً أخرى استخدمت فيها الحبر الجاف والأكريليك بالإضافة إلى تقنية الحرق على الخشب. وتعرض الكندي كذلك مجموعة من اللوحات التي استخدمت فيها الألوان المائية لرسم النباتات بطريقة شفافة ليشبه الشيفون وهي تقنية يابانية تتيح للفنان استخدام الألوان ودمجها بشكل حر لتخفيف التوتر، وتقدم الكندي ورشتي رسم خلال أيام المهرجان هما ورشة حبر الكحول، وورشة التلوين العلاجية التي تساعد على تخفيف وعلاج التوتر. وقد شاركت في عدد من المعارض أبرزها «دبي آرت» ومعرض «إشراقات» مع خولة للفن والثقافة ومعرض الصيد والفروسية. وعن المهرجان ترى وداد الكندي أنه جميل وعليه إقبال كبير من الجمهور الحريص على الاستفسار عن اللوحات والتقنيات المختلفة المستخدمة فيها.
أما إبراهيم المزروعي فقال، إن هذه هي مشاركته الأولى بالمهرجان ويعرض عدداً من اللوحات المرسومة بقلم الرصاص والفحم والألوان الزيتية، ويرى أن الأقبال كبير من الجمهور وخاصة على الورش الفنية. وعن بداياته قال: بدأت الرسم منذ 12 عاماً حين كنت في الصف السابع الابتدائي وحصلت على جائزة الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد في الإبداع، ثم انضممت إلى مركز القطارة للفنون بمدينة العين وحضرت العديد من الورش الفنية.
وقد أقام المزروعي معرضين لأعماله الفنية، الأول كان في عام 2016 في المسرح الوطني بأبوظبي، والثاني في 2017 بقصر الإمارات. وأضاف أن هناك دعماً كبيراً من الدولة للمواهب الشابة، وهو ما يؤهلنا للمشاركة في الفعاليات المختلفة والتعرف على فنانين من مختلف الجنسيات والثقافات. 
أما موزة الظاهري فقد تحدثت عن بداياتها الفنية قائلة: كانت بداياتي بسيطة حيث شغفت برسم الوجوه والاهتمام بتفاصيلها وتعرضت لانتقادات سلبية في البداية، ولكن تلك الانتقادات مثلت تحدياً بالنسبة لي، فحرصت على التعلم أكثر حتى أرسم على أسس علمية، فالتحقت بعدد من الدورات في الرسم الزيتي والفحم وشاركت بمعرض الصيد والفروسية لثلاث سنوات متتالية. وترى الظاهري أن أصعب شيء في الرسم هو الإلمام بالتفاصيل، وعن الورش التي تقدمها بالمعرض قالت إنها ستقدم ورشتين، الأولى ورشة أكريليك والثانية الرسم على الحجر.

فرصة رائعة
قالت سلوى الوحشي: تلقيت دعوة للمشاركة بالمهرجان وسعدت بها جداً، فالمهرجان فرصة رائعة للقاء الجمهور والتعرف على الفنانين الآخرين المشاركين، وأنا في الأصل مدربة فنون وأقوم بتقديم دورات فنية في أماكن مختلفة كجامعة الإمارات، ودرست الفن التشكيلي بمعهد الفنون بالشارقة، وقد ساعدتني الدراسة كثيراً في تطوير مهاراتي.

الاستدامة
قالت علياء الشمسي: أشارك بأعمال ترتبط بموضوع الاستدامة باعتبار أن هذا العام عام الاستدامة، حيث أقدم مجموعة من الأعمال التي تعتمد الرسم على الأصداف والمحار، إلى جانب مجموعة من اللوحات الرقمية، حيث وجدت في المشاركة بالمهرجان فرصة لتعريف الجمهور على تقنية الرسم الرقمي، وأقدم خلال المهرجان ورشتين الأولى للرسم على الأكواب الورقية والثانية للرسم الرقمي.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات العين للكتاب مهرجان العين للكتاب العين من اللوحات

إقرأ أيضاً:

إبادة فلسطين والمقاومة الثقافية والأكاديمية

كانت جامعة الكلمة فـي بيت لحم، حيث ولد السلام، مميزة فـي استجابتها لحرب الإبادة فـي فلسطين، عندما طرحت والحرب ما زالت مستمرة مساقا جديدا لطلبة الماجستير: دراسات متقدمة فـي الثقافة والفنون: الإبادة الثقافـية - رؤية تحليلية معاصرة».

تذكرت معلم التاريخ د. محمد أسعد حينما كان يكرر بيت أبي الطيب على مسمعنا فـي الحصة:

كلما أنبت الزمان قناة ركب المرء فـي القناة سنانا

لعله ما استخلصه المتنبي فـي قصيدته التي مطلعها: صحب الناس قبلنا ذا الزمان، كأن الزمان يعيد نفسه، لكن لعل من قال : إن «التاريخ يعيد نفسه أولا كمأساة ثم كمهزلة»، جانب الصواب، حيث إن المأساة تضاعفت مع تطور تكنولوجيا القتل.

الجريمة الأولى، كانت على يد ابن آدم، فهل لذلك قيل اللهم اكفنا شر بني ادم!

تتبع حياة الإنسان أفرادا وقبائل وجماعات ودولا، تجعلنا نتأمل ونتفهم ظهور القوانين بعد الجرائم التي حدثت فـي الحروب بشكل خاص. لكن للأسف بالرغم من اتفاقيات حماية المدنيين أثناء الحروب، فإن الدول الكبرى، والتي كانت من الدول التي أقرت هذه الاتفاقيات هي من تنتهك حقوق الإنسان، وهي اليوم من تمدّ مثلا منتهك حقوق المدنيين فـي فلسطين.

الإبادة!

ترى من أين بدأ تاريخ المصطلح؟

ظهر مصطلح (genocide) أو كما يتداول باللغة العربية «الإبادة الجماعية»، عام 1944، أي خلال الحرب العالمية الثانية و«الهولوكوست»، وقد صاغه المحامي البولندي، رافائيل ليمكين، لوصف الجرائم التي ارتكبها النظام النازي فـي ألمانيا آنذاك بيهود أوروبا.

كان رافائيل ليمكين قوة مهمة فـي إدخال مصطلح «الإبادة الجماعية» أمام منظمة الأمم المتحدة المنشأة حديثا فـي ذلك الوقت، حيث كانت الوفود من أرجاء العالم تناقش مصطلحات لقانون دولي حول الإبادة الجماعية. وفـي 8 ديسمبر 1948، تم تبني النص النهائي بالإجماع. وقد أصبحت اتفاقية الأمم المتحدة بشأن منع ومعاقبة الإبادة الجماعية سارية المفعول فـي 12 يناير 1951، بعد تصديق أكثر من 20 بلدًا حول العالم عليها.

المفارقة المدهشة أن الولايات المتحدة لم تصادق على الاتفاقية المذكورة، إلا زمن الرئيس رونالد ريجن، فـي 5 نوفمبر من عام 1988.

حين قمت «بجوجلة المصطلح، لم أجد شيئا عما تعرض له شعب فلسطين من «إبادات قديمة وحديثة»، لمت السيد جوجول وعاتبته، كونه يمدني دوما بالمعلومات وتوثيقها.

لكن لماذا لم تذكر فلسطين يا جوجول؟

فـي التاريخ العام، يمكن تقصي ما تعرض له البشر من ويلات على أيدي الدول القديمة والحديثة، التتار مثلا فـي مناطق مختلفة حتى وصل بلادنا. إن تاريخ الحضارة هو تاريخ الحروب، وتاريخ المآسي، لذلك يحرص البشر على الاستفادة منه لأخذ العبرة، لكن حكومات وأحزابًا وأفرادًا لا يحبون عظة الزمان، وما آل له مآل القتلة.

لكن للأسف حصدت الحروب وصولا للقرن العشرين والحادي والعشرين أرواح أبرياء كثرا، فعندما قرأنا عن القتل فـي التاريخ حسبنا أنه سيتوقف، لكننا عشنا بما جعلنا نشهد ونشاهد: حرب لبنان 1982، الحرب على العراق التي تكررت بدءا بعام 1991، الانتفاضة الثانية فـي فلسطين، والحروب على غزة وآخرها حرب الإبادة 2023-2025 التي تم بثها بثا حيا ومباشرا!

كنت طالبا جامعيا حين تابعنا حرب الإبادة فـي البوسنة؛ ففـي إحدى المدن الصغيرة، سيربيرنيتشا، قتل 7800 من الرجال والشباب البوسنيين على يد القوات الصربية. كنت أكبر قليلا فـي عام 1994، حين تابعنا الإبادة الجماعية فـي رواندا، فـيما بين أبريل ويوليو، قتل ما يصل إلى 800.000 شخص أغلبهم ينتمون إلى مجموعة التوتسي التي تمثل جماعة أقلية فـي رواندا. ثم تابعنا القتل فـي السودان، كذلك فـي سوريا.

مساق جديد لطلبة الماجستير فـي جامعة دار الكلمة: دراسات متقدمة فـي الثقافة والفنون: الإبادة الثقافـية - رؤية تحليلية معاصرة»

قرأنا: «استحدثت كلية الدراسات العليا والبحث العلمي فـي جامعة دار الكلمة مساقًا جديدًا لطلبة برنامجي ماجستير إدارة المؤسسات الثقافـية والفنون بعنوان «دراسات متقدمة فـي الثقافة والفنون: الإبادة الثقافـية - رؤية تحليلية معاصرة»، وقد عمل على تصميم المساق وتدريسه الدكتور إيهاب بسيسو اعتبارًا من الفصل الدراسي الثاني من العام الأكاديمي 2024/ 2025.

يناقش المساق قضية الإبادة الثقافـية عبر التاريخ وتأثيراتها على مكونات التراث الثقافـي والتاريخي والإنساني، وأنماط العنف الاستعماري فـي ارتكاب الإبادات الثقافـية والبشرية، كما يناقش دور المؤسسات الثقافـية ودور الفنون الأدائية والبصرية فـي توثيق ومواجهة مختلف أشكال الإبادة، وذلك بتحليل أنماط الإنتاج الثقافـي لقضية الإبادة بأبعادها وتأثيراتها الإنسانية، إضافة إلى ذلك يسعى المساق إلى إلقاء الضوء على استخدامات التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي فـي قضايا الإبادة المعاصرة.

يأتي تدريس هذا المساق فـي سياق سعي «جامعة دار الكلمة بشكل مستمر إلى تطوير برامجها الأكاديمية ومواكبة التطورات والأحداث المحلية والدولية حرصاً على الإسهام فـي معرفة أكاديمية فعالية، تتميز بالقدرة على تفكيك البنية المعرفـية للاستعمار من أجل تعزيز حضور هُوية التحرر الإنساني والعدالة فـي الفعل الثقافـي الفلسطيني بامتداداته العربية والدولية»، حيث نشر مؤخرا رئيس الجامعة المفكر الفلسطيني بروفيسور متري الراهب كتابا بعنوان «تفكيك الكولونيالية فـي فلسطين».

ويأتي المساق أيضا فـيما أجرمه الغزاة من تدمير ممنهج للممتلكات الثقافـية بجميع أنواعها، من كتب ومخطوطات وعمران وآثار.

بقي أن أتحدث عن كتابي الذي حمل عنوان: «فنون جميلة وجدار قبيح: مقاومة الفن لجدار الضم والتوسع والحواجز فـي فلسطين»، قبل 12 عاما. أي عام 2012، والذي واكبت فـيه بقلمي ما قامت به الفنون الجميلة فـي مناهضة الجدار العنصري والحواجز فـي فلسطين، حيث تناولتها نقديًا فـي سياقها التوثيقي، سواء أكان مصدرها الفنانون فـي فلسطين أو الفنانون الزائرون والأجانب المتضامنون معنا. كي تكون من جهة أخرى، مصدر معلومات للمهتمين بالفنون المقارنة كما هو الحال فـي الأدب المقارن، فمادة الكتاب معرفة نوعية فـي رصد ونقد مناهضة الفنون للجدار لمن يودّ مقارنة الفنون التي تناولت جدار الضم والتوسع والحواجز العسكرية والاستيطان فـي فلسطين، مع تلك الفنون التي تناولت الجدران والحواجز والتفرقة فـي بلاد أخرى. فكما لدينا الأدب المقاوم، أصبح هناك الفن المقاوم. كان من السهل التعبير الفني باستخدام التصوير الفوتوغرافـي أو الكتابة بسبب يسر الصناعة، لذلك كان التصوير الفوتوغرافـي أكثر الألوان الفنية بشكل خاص، وتبعه الفـيلم الوثائقي، فـي حين تأخرت صناعة المسرحيات واللوحات التشكيلية كونها تحتاج إلى وقت حتى ينضج التناول الإبداعي معها، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإن تقنية المسرح وصعوبة العمل فـيه، أخّرت ظهور مسرحيات تعالج الجدار، حيث إن إنتاج مسرحية يكلف وقتًا وجهدًا.

وأختتم بوصف الكاتب والشاعر عبد الحكيم أبو جاموس الذي قام بتحرير الكتاب ومراجعته، «بأن الكتاب يسعى إلى التأكيد على دور الفن فـي مناهضة جدار الضم والتوسع، لما للفن من قدرة على جذب الجماهير، كونه وسيلة اتصال جماهيرية عميقة التأثير فـي نفوس المتلقين. معتبرا الكتاب تقديرا لكل الفنانين المشاركين فـي مناهضة الجدار وجميع أشكال الحواجز، داعيًا الفنانين فـي فلسطين والعالم إلى تركيز جهدهم الفني والإنساني لمناهضة الاحتلال وما خلقه من حواجز وجدران. والكتاب يوفّر اليوم مادة للفنانين أنفسهم، ليروا تجارب زملائهم، ليفكّروا بإبداعاتهم الجديدة، فـي الوقت نفسه، فإن الفرصة ما زالت أمام الفنانين والأدباء ليبدعوا فـي جميع الأشكال والأجناس الفنية والأدبية، للتأثير على الرأي العام العالمي بأسلوب جمالي.

ولعلي أهدي نسخة منه لطلبة المساق، والدكتور إيهاب بسيسو، المشرف على المساق.

مقالات مشابهة

  • "غايته العين 2025" ينطلق الإثنين.. احتفالاً بعيد الفطر
  • رئيس الوزراء الكندي: واشنطن لم تعد شريكًا موثوقًا به
  • أصداء إيجابية لبطولة انتقاء مواهب «الليجا» في الإمارات
  • المطرب محمود الخطيب: تتر «ظلم المصطبة» تجربة فنية متكاملة وتفاعل الجمهور أسعدني
  • محمود الخطيب: تتر ظلم المصطبة تجربة فنية متكاملة وتفاعل الجمهور أسعدني
  • إبادة فلسطين والمقاومة الثقافية والأكاديمية
  • 10 عروض تنافس على جوائز الدورة الرابعة مهرجان المسرح العالمي بالإسكندرية
  • «عبر بالفطرة».. معرض فني يبرز مواهب الأطفال بالمنوفية
  • مهرجان لمه عل بحر يعقد فعالياته في منطقة الظفرة
  • المسرح في دبي.. حكايات إبداع يرويها «أبو الفنون»