غالبًا ما يعود هامش النجاح في الفورمولا 1 إلى قياسات صغيرة للوقت والمسافة. يعرف السائقون الخطوط الدقيقة التي يجب اتباعها عند المنعطفات لتحقيق أوقات الدورة المثالية. في بعض الأحيان، رغم ذلك، سيخرج المتسابقون خارج الحدود أثناء محاولتهم الحصول على ميزة. ولمساعدة المسؤولين على التحقق مما إذا كانت عجلات السيارة تعبر الخط الحدودي الأبيض بالكامل، ستقوم الفورمولا 1 باختبار نظام الذكاء الاصطناعي.

قال الاتحاد الدولي للسيارات (FIA)، الهيئة الحاكمة لرياضة السيارات، إنه سيستخدم تقنية رؤية الكمبيوتر في سباق جائزة أبو ظبي الكبرى الذي يختتم الموسم في نهاية هذا الأسبوع. يستخدم هذا الأسلوب تحليل الشكل لتحديد عدد وحدات البكسل التي تعبر الخط عند حافة المسار.

لا يخطط الاتحاد الدولي للسيارات لأتمتة مراجعات انتهاكات حدود المسار بشكل كامل في الوقت الحالي. وبدلاً من ذلك، فهي تريد تقليل عدد انتهاكات القواعد المحتملة التي يتم إرسالها إلى المسؤولين للمراجعة اليدوية بشكل كبير.

كما أشارت رويترز، شهد سباق الجائزة الكبرى النمساوي في يوليو الماضي اضطرار أربعة أشخاص إلى مراجعة حوالي 1200 انتهاك محتمل. بعد أن مرت بعض انتهاكات حدود المسار دون عقاب في سباق الجائزة الكبرى الأمريكي في أكتوبر، أقر المسؤولون بأنه سيتعين عليهم إيجاد نهج جديد. أدخل رؤية الكمبيوتر.

تم استخدام هذه التقنية في الطب للمساعدة في مراجعة البيانات من فحوصات السرطان. "إنهم لا يريدون استخدام الرؤية الحاسوبية لتشخيص السرطان، ما يريدون فعله هو استخدامها للتخلص من 80 بالمائة من الحالات التي لا يوجد فيها سرطان بشكل واضح من أجل منح الأشخاص المدربين جيدًا مزيدًا من الوقت لتشخيص المرض". وقال تيم ماليون، نائب مدير السباق ورئيس العمليات عن بعد في الاتحاد الدولي للسيارات: "انظر إلى الـ 20 بالمائة". "وهذا ما نستهدفه."

ويأمل الاتحاد الدولي للسيارات في تقليل عدد المخالفات المحتملة التي يراجعها المسؤولون يدويًا إلى حوالي 50 مخالفة لكل سباق. وقال ماليون إن الهدف هو "إزالة تلك التي من الواضح أنها لا تحتاج إلى مراجعة بشرية".

في حين أن الاتحاد الدولي للسيارات لن يعتمد بشكل كامل على الذكاء الاصطناعي لإجراء مكالمات السباق في أي وقت قريب، يتوقع ماليون أن يحدث ذلك في نهاية المطاف. "لقد قلت مرارًا وتكرارًا أن الإنسان يفوز في الوقت الحالي في مجالات معينة. قد يكون هذا هو الحال الآن ولكننا نشعر أن أنظمة الشرطة الآلية في الوقت الحقيقي هي الطريق للمضي قدمًا."

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاتحاد الدولی للسیارات

إقرأ أيضاً:

لطافتك تكلف الذكاء الاصطناعي الملايين!

في زمن تتسارع فيه علاقتنا بالتكنولوجيا، يبدو أن كلمات بسيطة مثل "من فضلك" و"شكرًا" قد تحمل ثمنًا غير متوقع. فقد أثار أحد مستخدمي منصة X  سؤالًا طريفًا لكنه عميق الدلالة، قال فيه:

كم أنفقت OpenAI على الكهرباء لأن الناس يقولون "من فضلك" و"شكرًا" لنماذج الذكاء الاصطناعي؟

وجاء الرد سريعًا من سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، مازحًا وبكل ثقة: "تلك الملايين كانت مُنفقة في مكانها الصحيح.. من يدري ما ستجلبه اللباقة!".

 

 

لكن خلف هذا التعليق، انطلقت تساؤلات جدّية: هل نُهدر الطاقة والموارد حين نخاطب الذكاء الاصطناعي بأدب؟ أم أن للّباقة مع الآلات قيمة تتجاوز الكلفة؟.



المجاملة ليست مجرد تكلفة… بل أسلوب تعامل



تشير تقديرات الخبراء إلى أن كل تفاعل مع روبوت دردشة يكلف الشركة مالًا وطاقة، وكل كلمة إضافية تُرسل كجزء من الطلب تستهلك المزيد من الموارد.

قال البروفيسور نيل جونسون من جامعة جورج واشنطن:"كل طلب موجه إلى روبوت مثل ChatGPT يتطلب حركة إلكترونات، وهذه الحركة تحتاج طاقة. والسؤال هو: من يدفع هذه الفاتورة؟".
ويشبّه جونسون الكلمات الإضافية بورق التغليف المستخدم لتغليف عطر، إذ تحتاج النماذج اللغوية إلى "اختراق" هذا التغليف للوصول إلى مضمون الطلب، مما يشكل عبئًا إضافيًا.

 

اقرأ أيضاً.. أول طالب ذكاء اصطناعي في مقاعد الدراسة الجامعية


لكن رغم هذا، يرى كثيرون أن اللطافة مع الذكاء الاصطناعي ليست فقط عادة بشرية أو مظهرًا من مظاهر "إضفاء الطابع الإنساني" على الآلة، بل إن لها تأثيرًا مباشرًا على جودة التفاعل.

أخبار ذات صلة الذكاء الاصطناعي يربك نقابة المحامين في كاليفورنيا حاسوب حراري جديد يفتح آفاقًا ثورية لتسريع الذكاء الاصطناعي

وأوضح كيرتيس بيفرز، مدير في فريق تصميم Microsoft Copilot، أن استخدام اللغة المهذبة يضبط نبرة الرد من قبل النموذج، فعندما يلتقط الذكاء الاصطناعي إشارات اللباقة، يكون أكثر ميلًا للرد بنفس الأسلوب.



هل المجاملة ضرورة ثقافية؟

حتى وإن لم تكن الآلة "تشعر"، فإن طريقة تعامل البشر معها قد تُشكّل انعكاسًا لطريقة تعاملهم مع بعضهم البعض لاحقًا.

 

وأشارت شيري توركل، أستاذة في معهد MIT، أن الذكاء الاصطناعي ليس "واعيًا" فعلًا، لكنه لا يزال "حيًا" ليبرّر إظهار المجاملة له.


وتشير إلى تجربة "تماغوتشي" في التسعينيات، حيث أصيب الأطفال بالحزن الحقيقي عند "وفاة" حيواناتهم الرقمية، مما يُظهر كيف يمكن للعلاقات بين البشر والكائنات غير الحية أن تؤثر نفسيًا.

 



اقرأ أيضاً.. حين يرى الذكاء الاصطناعي ما لا يراه الطبيب.. قفزة في تشخيص قصر النظر


اللباقة بدافع الخوف

أجريت دراسة في ديسمبر 2024 من قبل شركة Future أظهرت أن نسبة كبيرة من المستخدمين يتعاملون بلباقة مع الذكاء الاصطناعي:

67% من المستخدمين في الولايات المتحدة يستخدمون عبارات مجاملة،و71% من المستخدمين في المملكة المتحدة يفعلون الشيء ذاته.

لكن المفارقة أن 12% من المستخدمين يتحلون باللباقة بدافع الخوف من "العواقب المستقبلية" لسوء التعامل مع التكنولوجيا.



المجاملة... تكلفة مستحقة؟

بين التكاليف الكهربائية والبيئية، وبين الأبعاد الثقافية والإنسانية، يبدو أن المجاملة في التفاعل مع الذكاء الاصطناعي ليست مجرد تصرف عابر. بل إنها تحمل وزنًا أخلاقيًا وسلوكيًا، وقد تشكّل مستقبل العلاقة بين الإنسان والآلة.


إسلام العبادي(أبوظبي)

 

مقالات مشابهة

  • سليمان البوسعيدي يدخل سباق رئاسة "اتحاد القدم".. ورابطة اللاعبين تفتح باب الترشح
  • كيف خسرت آبل عرش الذكاء الاصطناعي لصالح ميتا؟
  • سليمان البوسعيدي يدخل سباق رئاسة اتحاد الكرة.. ورابطة اللاعبين تفتح باب الترشح
  • عسكرة الذكاء الاصطناعي .. كيف تتحول التكنولوجيا إلى أداة قتل عمياء؟
  • محمد الفيومي: منح العقار رقما قوميا يسهم في تجاوز التحديات التي تواجهها المنظومة
  • ورشة عمل حول "الإتيكيت والبروتوكول الدولي" بجامعة صحار
  • الرئيس الصيني: الذكاء الاصطناعي سيغير أسلوب الحياة البشرية بشكل جذري
  • «أبوظبي الدولي للكتاب».. «مجتمع المعرفة.. معرفة المجتمع»
  • لطافتك تكلف الذكاء الاصطناعي الملايين!
  • جهاز ذكي يساعد المكفوفين على التنقل باستخدام الذكاء الاصطناعي