هولندا: اليميني المتطرف غيرت فيلدرز يدعو خصومه السياسيين لإيجاد أرضية مشتركة لحكم البلاد
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
دعا الخميس، غيرت فيلدرز زعيم "حزب الحرية" اليميني المتطرف والفائز بالانتخابات التشريعية في هولندا خصومه السياسيين لإيجاد نهج مشترك لحكم البلاد.
هذا، وفاز "حزب الحرية" الذي يتزعمه بـ37 مقعدا في البرلمان، أي أكثر من ضعف حصته في الانتخابات السابقة ومتفوقا على معارضيه، وفق نتائج شبه مكتملة.
أما كتلة اليسار، فحلت خلفه بفارق كبير بحصولها على 25 مقعدا، في مقابل حصول حزب اليمين الوسط على 24 مقعدا، وهي نتيجة كارثية لحزب رئيس الوزراء المنتهية ولايته مارك روته.
وإلى ذلك تبقى أمام فيلدرز (60 عاما) حاليا مهمة شاقة تتمثل في محاولة تشكيل ائتلاف ناجح، واستمالة خصوم رفضوا بشكل قاطع الانضمام لحكومة بزعامة "حزب الحرية" قبل الانتخابات.
وخلال احتفاله بنتيجة الانتخابات قال إن "الناخبين قالوا كلمتهم. المقاعد حُددت. من المهم الآن أن نبحث عن الأشياء التي يمكن أن نتفق عليها".
وقوبل الفوز الساحق غير المتوقع بتهنئة من قادة اليمين المتطرف في فرنسا والمجر، لكن سيثير ذلك على الأرجح مخاوف في بروكسل، ففيلدرز مناهض لمؤسسات الاتحاد الأوروبي ويريد استفتاء على خروج هولندا من الكتلة.
وعلى الرغم من تخفيفه حدة خطابه المناهض للإسلام خلال الحملة الانتخابية، يتعهد برنامج حزب الحرية فرض حظر على القرآن والمساجد والحجاب، وقد سارع قادة المسلمين في هولندا إلى التعبير عن قلقهم.
إذ قال حبيب القدوري من "مؤسسة العمل المشترك للمغاربة في هولندا لوكالة الأنباء الفرنسية "استيقظت صباحا مع شعور بالانزعاج. وفي الحقيقة في صدمة". مضيفا "بعض الأشخاص خائفون، وآخرون قلقون بشأن مستقبلهم، وبشأن ما تعنيه نتيجة الانتخابات بالنسبة لجنسيتهم أو مكانتهم في المجتمع الهولندي".
ومن جهته، قال سائق سيارة الأجرة براك تجين (40 عاما) إنه لم يشارك في الانتخابات، لكن لو اقترع لأعطى صوته لفيلدرز، معلّلا ذلك "أعتقد أنه يستحق فرصة". وأضاف "بصراحة أعتقد أنه يسعى بدعايته المتعلقة بالمساجد والمسلمين لكسب الأصوات. لكن بخلاف ذلك كل ما يقوله عن الهولنديين والفقر صحيح".
وقف "تسوماني" طالبي اللجوءوصعّد فليدرز خطابه المناهض للهجرة وهو يخاطب أنصاره في لاهاي بعد إغلاق صناديق الاقتراع قائلا إن الهولنديين اقترعوا لاجتثاث "تسونامي" طالبي اللجوء.
كما شدّد على أن حزبه بات قوة "لم يعد ممكنا تجاهلها"، داعيا الأحزاب الأخرى إلى العمل معه لتشكيل ائتلاف حكومي. فيما لم يتضح بعد كيف سيجمع 76 مقعدا ضرورية لتشكيل أغلبية في البرلمان المؤلف من 150 مقعدا.
فقد استبعد فرانس تيمرمانز زعيم تحالف اليسار-البيئيين الذي حل في المرتبة الثانية، فكرة الانضمام إلى ائتلاف يقوده فيلدرز قائلا إن واجبهم الآن "الدفاع عن الديمقراطية" في هذا البلد.
ومن جهته، قال السياسي الشعبوي المناهض للفساد بيتر أومتسيغت، الذي حصل حزب "العقد الاجتماعي الجديد" بزعامته على 20 مقعدا، إنه "منفتح" على محادثات معترفا في الوقت نفسه بأنها لن تكون سهلة.
ترحيب أوربان بـ"رياح التغيير"... وتهنئة لوبان بـ"الأداء المذهل"ويأتي انعطاف هولندا نحو اليمين بعد انتخاب إيطاليا جورجيا ميلوني رئيسة للوزراء.
وسارع رئيس الوزراء المجري القومي فيكتور أوربان إلى الترحيب بـ"رياح التغيير" عقب صدور النتائج بعد إغلاق مراكز الاقتراع، فيما هنأت زعيمة حزب "التجمّع الوطني" الفرنسي مارين لوبان فيلدرز وحزبه على "أدائهما المذهل" في الانتخابات.
ويذكر أن فيلدرز سعى مؤخرا إلى تحسين صورته لدى الرأي العام في الداخل والخارج من خلال تعديل بعض مواقفه. إذ أكد السياسي المثير للجدل أن هناك مشاكل أكثر إلحاحا من خفض عدد طالبي اللجوء، كما خفف من حدة بعض مواقفه المعادية للإسلام، مؤكدا أنه في حال فوزه سيكون "رئيسا للوزراء لكل شخص في هولندا، بغض النظر عن الدين أو الأصل أو الجنس أو أي شيء آخر".
لكنّ شرعة حزب الحرية تنضح بكراهية الأجانب ومناهضة المهاجرين، وتقول "يتغذى طالبو اللجوء على بوفيهات لذيذة مجانية على متن السفن السياحية بينما يتعين على العائلات الهولندية تقليص مشترياتها من البقالة".
كما يقول برنامج الحزب أيضا "نريد نسبة أقل من الإسلام في هولندا وسنحقق ذلك من خلال: تقليص الهجرة غير الغربية ووقف عام للجوء".
وإلى ذلك، يعِد البرنامج بإجراء "استفتاء ملزم" على خروج هولندا من الاتحاد الأوروبي. ويدعو حزب الحرية أيضا إلى "وقف فوري" لمساعدات التنمية.
هذا، وخيَمت على وسائل الإعلام الهولندية حالة من الذهول من هامش فوز فيلدرز. إذ قالت صحيفة تراو اليومية "لم يتوقع أحد ذلك، ولا حتى الفائز نفسه". حتى هيئة الإذاعة العامة التي عادة ما تعتمد عبارات باهتة وصفت الفوز بأنه "انتصار هائل".
ومن جهتها، قالت صحيفة فينانسييله داغبلاد إن النتيجة "تقلب السياسة في لاهاي رأسا على عقب"، بينما وصفتها صحيفة إن سي آر اليومية بأنها "ثورة شعبوية يمينية ستهز بيننهوف من أساسه"، في إشارة إلى الحي الحكومي في لاهاي.
فرانس24/ أ ف ب
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج هولندا الهجرة لاجئون اليمين المتطرف انتخابات تشريعية إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل غزة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني حماس الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا حزب الحریة فی هولندا
إقرأ أيضاً:
ياماندو أورسي يفوز برئاسة أوروجواي ويتعهد بالحفاظ على سياسة البلاد المعتادة
أظهرت النتائج الرسمية فوز مرشح المعارضة من يسار الوسط ياماندو أورسي في الانتخابات الرئاسية في أوروجواي بعد فرز 97 بالمئة من الأصوات في جولة ثانية توقع خبراء استطلاعات الرأي أن تكون متقاربة.
ووفق لرويترز، أظهرت النتائج الرسمية أمس الأحد، أن ياماندو أورسي، المرشح الأوفر حظا قبل الانتخابات ببضع نقاط، حصل على 49.77% من الأصوات مقابل 45.94% للمحافظ ألفارو ديلجادو.
وقال أورسي في كلمة ألقاها أمام الآلاف من أنصار حزبه "الجبهة العريضة" في مونتيفيديو: "الأفق أصبح أكثر إشراقا.. لقد انتصرت بلاد الحرية والمساواة والأخوة مرة أخرى، فلنواصل السير على هذا الطريق".
واعترف رئيس أوروجواي لويس لاكالي بو، بالهزيمة في الانتخابات، وسارع بتهنئة أورسي.
وتمثل الانتخابات بين مرشحين معتدلين في هذه الدولة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها 3.4 مليون نسمة، والمعروفة بشواطئها وتقنينها للماريجوانا والاستقرار، ختام عام حافل بالانتخابات العالمية، والتي عانى العديد منها من انقسامات سياسية مريرة.
وعلى النقيض من الانقسامات الحادة بين اليمين واليسار في الانتخابات الأخيرة في الأرجنتين والبرازيل والمكسيك ، فإن الساحة السياسية في أوروجواي خالية من التوتر نسبيا، مع تداخل كبير بين التحالفات المحافظة والليبرالية المتنافسة على السلطة.
وتعد تكاليف المعيشة المرتفعة وعدم المساواة والجرائم العنيفة من بين أكبر مخاوف الأوروغوايانيين، لكن التضخم بدأ في التراجع في الفترة التي سبقت الانتخابات، وارتفعت معدلات التوظيف والرواتب الحقيقية.
رئيس أوروجواي الجديد لا يخطط لتغيير حاد في السياسة في الدولة المعتدلة تقليدياوتعهد أورسي، باتباع نهج سياسي "يساري حديث"، كما أنه يسعى لطمأنة الأوروجوايانيين بأنه لا يخطط لتغيير حاد في السياسة في الدولة المعتدلة تقليديا والثرية نسبيا.
ولم يحقق أي من الائتلافين الأغلبية المطلقة في مجلس النواب بعد الانتخابات التي جرت في أكتوبر، ولكن حزب الجبهة العريضة الذي يتزعمها أورسي فاز بستة عشر مقعداً من أصل ثلاثين مقعداً في مجلس الشيوخ، ويقول أورسي إن أغلبيته في مجلس الشيوخ تجعله في وضع أفضل لقيادة الحكومة المقبلة.
وأكدت نتائج يوم الأحد أن أوروغواي اتبعت اتجاهًا عالميًا يتمثل في خسارة الأحزاب القائمة لحصتها من الأصوات مقارنة بالانتخابات السابقة، حيث انتهى أكبر عام انتخابي في التاريخ، فلقد عاقب الناخبون المتضررون من التضخم الأحزاب الحاكمة، بما في ذلك في بريطانيا واليابان والولايات المتحدة.