أكد سامح شكرى، وزير الخارجية، ضرورة البناء على الهدنة الإنسانية فى قطاع غزة بوساطة مصرية قطرية أمريكية، من أجل التوصل لوقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار فى القطاع فى أقرب وقت، باعتباره المسار الوحيد لاحتواء الأوضاع الإنسانية الكارثية التى يعانى منها الفلسطينيون.

جاء ذلك خلال استقبال «شكرى» اليوم، فيليب لازارينى، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، للتشاور حول الأوضاع الإنسانية فى قطاع غزة وسبل دعم نشاط الأونروا وعملياتها داخل القطاع، وحرص خلاله مفوض «أونروا» على الاستماع للوزير شكرى للتعرف على نتائج الاتصالات والتحركات المصرية إزاء احتواء الأزمة فى غزة، وآليات تنفيذ اتفاق الهدنة الإنسانية، الذى تم التوصل إليه بوساطة مصرية قطرية أمريكية.

مفوض الأمم المتحدة: نقدر دور مصر الكبير فى التوصل لاتفاق الهدنة ومبادلة الأسرى والرهائن وحجم المساعدات الإنسانية والإغاثية لأهالى «غزة»

وقال السفير أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمى لوزارة الخارجية، إن «المفوض العام» أبدى تقديره الكبير لدور مصر فى التوصل لاتفاق الهدنة، ومبادلة الأسرى والرهائن، وبما يتيح زيادة حجم دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية لقطاع غزة خلال فترة الهدنة، منوهاً بفداحة الأوضاع الإنسانية الكارثية الراهنة فى غزة، والصعوبات الجمة التى تواجهها الوكالة للانتظام فى تقديم مهامها.

فيما أعرب «شكرى» عن تقدير مصر للدور الحيوى الذى تضطلع به الأونروا والأطقم العاملة فى مرافق الوكالة فى خضم هذه الأزمة، مؤكداً مواصلة الجانب المصرى تقديم كل أوجه الدعم اللازم لاستمرار عمل الوكالة فى المهام المنوطة بها لتقديم الخدمات الأساسية لأبناء الشعب الفلسطينى، كما استنكر «شكرى» عمليات القصف والاستهداف الإسرائيلى الذى يطال المدنيين والمنشآت المدنية، بما فى ذلك الأونروا، وأسفر عن سقوط العديد من الضحايا والمصابين، وبما يمثل انتهاكاً سافراً لكافة أحكام القانون الدولى والقانون الإنسانى، وعدم احترام كذلك وضعية المقرات الأممية.

وأشار «متحدث الخارجية» إلى أن المناقشات تناولت مشروع القرار الذى تعتزم المجموعتان العربية والإسلامية تقديمه لمجلس الأمن لمعالجة الخلل القائم فى نظام إدخال المساعدات الإنسانية إلى «غزة»، حيث أكد وزير الخارجية ضرورة اضطلاع الأطراف الدولية بمسئولياتها تجاه العمل على ضمان دخول المساعدات بالقدر الكافى والمستدام، والتخفيف من وطأة المعاناة الإنسانية التى يتعرض لها الأشقاء الفلسطينيون.

من جهة أخرى، أكد عدد من المسئولين والخبراء أنه من المقرر أن تبدأ الهدنة فى غزة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، من صباح اليوم الجمعة، بسبب «ترتيبات اللحظات الأخيرة»، بأسماء المحتجزين الإسرائيليين الذين سيتم تحريرهم، إضافة إلى قوائم الأسرى الفلسطينيين، وكيفية وتوقيت خروجهم.

«رشوان»: اتصالات مصرية مع كل الأطراف والتطبيق اليوم

وقال ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، فى بيان أمس، إن الاتصالات والمشاورات المصرية مستمرة مع كل الأطراف بخصوص الهدنة المتفق على سريانها فى قطاع غزة، موضحاً أن ما يجرى التشاور حوله حالياً هو الإجراءات التنفيذية التفصيلية المطلوب تطبيقها والالتزام بها من طرفى اتفاق الهدنة، وأنه من المتوقع وفقاً لمسار هذه الاتصالات والمشاورات المصرية، أن تدخل الهدنة بكل شروطها حيز التنفيذ اليوم الجمعة.

وقال مصدر مصرى مسئول لقناة «القاهرة الإخبارية»: إن تنفيذ الهدنة يبدأ اعتباراً من السابعة صباح اليوم بعد الاتفاق على إجراءات التنفيذ، لافتاً إلى أن مصر تسلمت قائمتى المحتجزين والأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم فى اليوم الأول من الاتفاق، مطالباً كافة الأطراف بالالتزام ببنود الهدنة وفق المخطط له.

«فهمى»: انقسام الداخل الإسرائيلى ينعكس على الهدنة وتفاصيلها

من جانبه، قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، إن الهدنة ستتم فى كل الأحوال وإنما التوقيت الزمنى مرتبط بعملية إجرائية وليست جوهرية، ومتوقع أن تتم قريباً وهو ليس تأجيلاً إنما أمر إجرائى عن طريقة التنفيذ وليس المبدأ منه، مشيراً إلى أن الوسطاء يتحركون بعمق، خصوصاً الجانب المصرى بالتوافق مع الجانبين القطرى والأمريكى.

وأشار أستاذ العلوم السياسية لـ«الوطن» إلى أهمية دور الوسطاء، وهم مصر وقطر وأمريكا لتسريع موعد الهدنة، مشيراً إلى أهمية ترقب الأحداث، خصوصاً لدى الطرف الإسرائيلى نظراً لحالة الانقسام الكبيرة فى الداخل الإسرائيلى المنعكس على الهدنة كلها وكل تفاصيلها.

«عاطف»: تخدم مصالح الطرفين

وقال على عاطف، الباحث بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن الهدنة مقررة بالفعل، ولا يمكن تأخيرها أكثر من هذا، إذ إنها ضرورة ملحة يستفيد منها الجانب الإسرائيلى والجانب الفلسطينى وتخدم مصالح الطرفين، ولكن الجانب المشرق لهذا التأخير هو إبراز أهمية المفاوضات المصرية القطرية الداعمة للهدنة المقررة خلال الساعات القادمة، التى تعد مؤشراً إيجابياً على حل الأزمة الحالية. وأشار «عاطف» لـ«الوطن» إلى أن الاتفاق المصرى القطرى الأمريكى والضغط الدولى من أجل الهدنة يعطى مؤشرات إيجابية بأنه قد يثمر خلال الفترة المقبلة عن التفاوض لوضع تسوية شاملة للقضية الفلسطينية عن طريق حل الدولتين، وإعلان دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967.

وكان قد جرى التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة إنسانية فى غزة، بواسطة مصرية قطرية أمريكية، كان من المفترض أن تسرى بداية من أمس الخميس، ولمدة 4 أيام، وتتضمن وقف إطلاق النار من الطرفين، ووقف الأعمال العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلى فى كل مناطق غزة، ووقف حركة آلياته العسكرية المتوغلة فى القطاع، وإطلاق سراح 50 من محتجزى جيش الاحتلال الإسرائيلى من النساء والأطفال دون سن 19 عاماً، مقابل الإفراج عن 150 من النساء والأطفال من الفلسطينيين من سجون الاحتلال دون سن 19 عاماً، وذلك كله حسب الأقدمية، كما تضمنت أيضاً أنه مقابل كل 10 محتجزين إضافيين يجرى إطلاق سراحهم من غزة سيجرى تمديد الهدنة ليوم آخر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: تحيا مصر السيسي فلسطين على الهدنة إلى أن فى غزة

إقرأ أيضاً:

المسرح الكبير كامل العدد في أولى عروض نيران الأناضول

شهد المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتورة لمياء زايد، إنطلاق عروض فرقة نيران الأناضول التركية والتي أهدتها إلى روح المخرج الدكتور عبد المنعم كامل رئيس الأوبرا الأسبق، وذلك برعاية وزارة الثقافة وتحت شعار كامل العدد.

وفي الليلة الأولى توهجت الفرقة بالعرض الجذاب الذى يحمل إسمها ( نيران الأناضول ) ليثير إعجاب الحضور بتكامل عناصره الفنية من إضاءة ، ملابس ، ديكور  إلى جانب براعة التصميم الحركى لـ ألبير إكسوى والإخراج لمديرها الفنى ومؤسسها مصطفى أردوغان ، وبين التابلوهات المتنوعة والتناغم الحركي للعارضين مع الموسيقى الحماسية أرتسمت ملامح من تراث الأناضول لتروى فصلين من الحكايات الأسطورية الساحرة وتجسد أحد أوجه الصراع الأبدى بين الخير والشر ، ومع رقصات مراسم النار، أنهار اللهيب ، رقصة النار، شجرة الحياة ، باندورا، جيش الظلام، أيام النور، رقصات الحرب ، إنتصار الشر، رقص شرقى ، النهضة ، الميلاد الجديد، رثاء، رقصة الأشباح، جيش النور ، الموزاييك، تلاطم الأمواج ، السلام ، رامو.

بالإضافة إلى شجرة تجديد الحياة، أكثر خصوبة وثراء، النداء تكشفت تفاصيل القصة التى بدأت يتصاعد لهيب النار فوق الجبل الخالد نمرود وسط مباركة جميع المخلوقات ، وفوق القمة المرتفعة إلى عنان السماء يجلب بروميثيوس - رمز الخير - للبشرية جذوة النار من الأناضول لتنتشر في أنحاء الأرض كنهر من النور وكعقاب من الآلهة على سرقة جذوة النار يرسل زيوس صندوق باندورا محملاً بكل الشرور وتصبح الأرض تحت سيطرة الشر بشكل تام وتتلاشى مظاهر الحياة ويتدفق البشر نحو أراضى الأناضول التى يسكنها الحزن وفجأة يظهر بروميثيوس من جديد ويدعو الجميع للمشاركة في رقصة "الدوامة السحرية" ويعيد إصلاح كل شئ حيث يحاصر جيش النور والخير أنصار الظلام والشر ويتحقق النصر ويعم السلام أنحاء الأناضول.

وفى نهاية العرض صعدت الدكتورة لمياء زايد إلى المسرح لتحيي الفرقة، وتقدم التهنئة لنجومها ولمديرها الفني ومؤسسها مصطفي أردوغان، الذي أعلن عن سعادته بالعودة إلي مصر وإقامة عروض على مسرح دار الأوبرا .

جدير بالذكر أن عروض نيران الأناضول تتواصل أيام الخميس والجمعة 30 و 31 يناير على المسرح الكبير، ومساء الإثنين 3 فبراير على المسرح الرومانى بمدينة شرم الشيخ.

مقالات مشابهة

  • المسرح الكبير كامل العدد في أولى عروض نيران الأناضول
  • «رئيس الوزراء»: مصر بذلت جهودا مضنية للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة
  • بري: يجب على الاحتلال وقف خرق اتفاق الهدنة فورا
  • كاتب صحفي: المرحلة الثانية لوقف إطلاق النار في غزة الأصعب.. ونجاحها ينهي الحرب
  • التايمز: تسريب معلومات سرية إلى حزب الله.. تعرض الهدنة للخطر
  • في اليوم الثاني لانتهاء الهدنة.. هذا ما جرى في بنت جبيل
  • وزير الخارجية: مصر ستعمل مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لتنفيذ وقف مستدام لإطلاق النار
  • وفد من حماس يصل القاهرة لبحث مراحل الهدنة وصفقة تبادل الأسرى
  • إصابات واعتقالات جراء استمرار العدو الصهيوني بخرق الهدنة في لبنان
  • مسيرات حاشدة في بروكسل للمطالبة بوقف دائم لإطلاق النار في غزة