رأي اليوم:
2025-03-10@17:23:14 GMT

عبد العالي رحو: الثقافة الشعبية مفاهيم وتصورات

تاريخ النشر: 11th, July 2023 GMT

عبد العالي رحو: الثقافة الشعبية مفاهيم وتصورات

عبد العالي رحو يقول محمد سعيد العشماوي في تعريفه للثقافة هي ” تعني الحذق والفهم لكن معنى اللفظ تطـور لتضاف إليه معـان أساسيـة هي العلوم و المعارف  و الفـنون التـي تتطلب الحذق إلى جانـب مجمـوع العـادات و الأوضـاع الاجتماعية و القيـم الذائعة في مجتمع معين ممـا يتصـل بحياة الناس “.  مما سبق  نحاول أن نسلط الضوء على  موضوع الثقافات الشعبية وعلاقة الفرد بها وكيفية اتصالها بالحياة  الاجتماعية  أولا من حيث أنها هي المعبر عن كينونة  الإنسان وتفكيره ،  و هذه الثـقافة   تعد مـن  التراث  العـربي وصنفها المختصون من التراث الشعبي و هي في زعم  البعض  من الأشياء الغير مهمة في الحياة الاجتماعية إلا أننا نخالها من الأشياء الأهم في الحياة الإنسانية ، من خلالها نتمكن  من تحديد طبيعة تفكير الشعوب خاصة العوام منهم لنتوصل في الأخير إلى عمق الإنسانية  و على هذا الأساس سأتناول في هذه الحلقة  باب من أبواب الثقافة الشعبة  ألا وهو الأدب الشعبي و نحاول الإجابة عن بعض الأسئلة التي عجز عن الإجابة عنها الكثير.

من بينها ماهية الأدب الشعبي ؟ وماهي مميزات هذا النوع ؟ وغيرها من الأسئلة … قد يصعب منذ الوهــلة  الأولى الإجابة عن  التساؤلات المطروحة إلا أننا نحاول قدرالمستطاع الإجابة عنها في هذه العجالة  ،وقد نرجع ذلك إلى اختلاف  المفاهيم وتعددها و تشابكها فعلى  سبيل  الذكر  لا  الحصر  نورد تعريفا  لأحد المختصين في هذا المجال الأستاذ عبد الله الركيبي يقول أن  الأدب الشعبي لأي مجتمـع من  المجتمـعات الإنسانية هو أدب عاميتها التقليدي الشفاهي المجهول المؤلف المتوارث جيل عن جيل ،  وهو الرباط الوثيق لكل أمة يولد معها ويترعرع  بجوارها ويتربى في تربتها ويرضع من ثديها ويجتر الحياة حلوها و مرها  و يعبر عن آمالها وآلامها. من  التعريف  السابق دكره نستنتج أن الأدب الشعبي مرتبط ارتباط وثيق بالشعوب فهو المعبر عن خلجاتهم و اهتمامهم وعواطفهم وهذا راجع لبساطة لغته التي يفهمها كل فئات المجتمع.ولهذا الأدب مميزات تميزه عن الأدب الرسمي تجعله ينفرد بخصوصيات لاحصر لها وسنأتي على تبيان بعضها . Œ-عراقة الأدب الشعبي : قد يتساءل البعض عن ما معنى عراقة الأدب الشعبي ؟ يقول جل المختصين في هذا المجال   أن هذه  العراقة  هي التي تحفظ لنا ذخيرة وافية تستطيع من خلالها أن نتعرف عن الحياة الذهنية و الروحية لأجدادنا كذلك بواسطته نتمكن من    تحديد   تاريخ   الأجيال. - واقعية الأدب الشعبي:  كيف يكون واقعيا وهو يزخر حيا بالرموز الخيالية و العـجيبة  و الطـقوس و الممارسات المتافيزقية و صور عن الواقع ،فأين تتمثل الواقعية ؟ -إن الأدب الشعبي مهما كان مستواه الفني ومهما كانت بنيته الدلالية فهو مرتبط شكلا ومضمونا بقضايا الشعب والواقع و  ما تلك  التحليقات الخيالية في عوالم الغرابة و العجائبية وما وراء الطبيعة إلا قراءة بطريقة شعبية لهذا الواقع  المتنـاقض     تـارة و المنسجم تارة أخرى،فالإبداع الشعبي يحلم  بواقع هادئ و مريح و منسجم و بالتالي  الواقع   مفرح و مثالي. Ž- جماعية الأدب الشعبي : -إنه اجتماعي وجماعي في شكله ومضمونه ,إن مبدعه الأول سرعان ما يذوب في الإبداع الجماعي وذاك لاقترانه بالقضايا الاجتماعية التي ينتمي إليها ,إن جماعية الإبداع تتمثل في صورته الشاملة لكل أحاسيس  وألام وآمال أفراد الشعب فبمجرد أن ينتهي المبدع من عمله تحتضنه الجماعة وتتداوله بالزيادة والنقصان.  - تداخل  الأدب الشعبي مع الفنون الأخرى:   يظل الأدب الشعبي وعاءا ثقافيا و فكريا يحتوى اللغة والدين والمعتقدات والتاريخ والفلسفة وغيرها من الألوان المعرفية الأخرى فهو يتقاطع مع كل المعارف يأخذ منها بل يحتويها في الوقت نفسه  أن الذاكرة الشعبية تمتاز بالشمولية وبالتالي الإلمام الكلي والشامل للظاهرة وبالتحاور المطلق مع كل الألوان المعرفية والثقافية . ولا يفوتنا أن نذكر أن الأدب الشعبي يحتوي في مجمله الكثير من الأنواع الأدبية من حكاية شعبية وخرافة والأمثال والحكم والألغاز  شعبية تصب مجملها في قضايا المجتمع وما يتعرض له الفرد في حياته اليومية ،وعلى سبيل الذكر لا الحصر نجد الأمثال و الحكم الشعبية قد أخدت قسطا متميزا من الاهتمام و العناية   في الأوساط الشعبية وهدا راجع إلى خفتها في الوزن و سهلة  للحفظ على عكس الحكاية أوالخرافة الشعبية  التي في  غالب   الأحيان تكون مطولة  وتتسم بالتعقيد في الأحداث ويغلب عليها طابع الخيال  مما يجعل القارئ قد لا يفهم الكثير من أحداثها. و الأمثال الشعبية لا حصر لها  ويصعب على أي باحث في هذا المجال أن يجمعها و نحاول في هذا العدد  أن نسلط الضوء على البعض منها خاصة المشهورة في منطقة بشارو الجنوب الغربي للجزائر  و المتداولة عند عامة الناس ونجد منها: لي دارها بيده يحلها بسنيه و هذا المثل يعادل في اللغة العربية المثل الشائع يداك اوكتا وفوك نفخا . كل نخلة تولد تمارها . المكسي بنتاع الناس عريان الطمع يخسر الطبع . العود لتحقره يعميك . قلة الشي ترشي . لي فيكر شو التبن يخاف من النار . لي ما عند فلوس كلام موسوس صام عام وفطر على جراده . المندبة كبيرة و الميت فار . النخالة ما تولي دقيق و العدو ما يولي صديق . الألغاز الشعبية : وهي تدل في مجملها عن عمق التفكير لدى الشعوب و تبين أن الحياة الشعبية لم تكن مبنية على العبطية و الهمجية و اللامبالاة وقد يصعب على أي إنسان أن يتمكن من حل هذه الألغاز خـاصة  إذا  لـم  يكـن مطلعاً على خصوصيات المنطقة من عادات وتقاليد .

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: فی هذا

إقرأ أيضاً:

العوادي: العراق لم يبلغ رسمياً بحل الحشد الشعبي أو بإنهاء الإعفاءات على إستيراد الغاز الإيراني

آخر تحديث: 9 مارس 2025 - 11:16 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- اعتبر المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي،الاحد، أن العلاقة بين بغداد وواشنطن “هادئة” في الوقت الراهن، مؤكدا العراق لم يبلغ لم يبلغ من الإدارة الأمريكية بإنهاء الاعفاءات الغازية المستوردة من إيران ولا بحل الحشد الشعبي. وقال العوادي في حوار متلفز، إن “العلاقة بين العراق وأمريكا في الوقت الراهن هادئة، والاتصال  بين رئيس الوزراء والرئيس الأمريكي ترامب كان موضوعياً ومهنياً ومبنياً على الاحترام المتبادل، وتحدث الطرفان به عن تطوير العلاقة بين بغداد وواشنطن واتفاقية الإطار الاستراتيجي وكيفية توثيق العلاقات”، مشيرا الى أنه “خلال اتصال رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأمريكي لم يتطرق الطرفان الى أي موضوع إقليمي يتعلق بإيران أو بغيرها والوصف الذي وضعته أمريكا في بيانها يمثل سياستها”. وأضاف، أنه “في عام 2028 من المفروض أن العراق يصل الى مرحلة الاكتفاء الذاتي بمسألة الطاقة ولن يحتاج الى استيراد الغاز من الخارج”، مؤكداً أنه: “لا توجد علينا ضغوطات أو تهديدات ولن يقبل العراق بهذا النمط من العلاقات مع أي دولة صغيرة كانت أو كبيرة ولكن هناك نقاشات في العديد من المجالات مع العديد من الدول منها الصين وروسيا وبريطانيا وأمريكا”. وأكد العوادي، أنه “لا توجد عقوبات أو ضغوطات تسلط على العراق بخصوص الفصائل أو الدولار أو شركة النفط “سومو” ولكن هناك نقاشات وتداولات وتبادل وجهات النظر، وأيضا الحديث بمستويات مختلفة مثل وزارة الخارجية أو السفارة أو الوفود وتطرح من قبلهم هكذا أمور لزيادة تحصين الوضع الأمني العراقي فقط”. وبين العوادي، أن “العراق لم يبلغ رسمياً بحل الحشد الشعبي ولا أي مؤسسة أمنية، وأيضا لم يبلغ بإنهاء الإعفاءات على الغاز الإيراني المستورد، لكن رئيس الوزراء وضع السيناريو الأسوأ في احتماليته وطلب الاستعداد في ملف الإعفاءات”. وبين، أن “الحديث الحكومي مع الفصائل المسلحة مستمر وموقف جميع الأطراف حتى في الأحداث السورية كان موقفاً عقلانياً متوازناً واستطعنا من خلاله تدارك الأزمة”، مبيناً أن “موضوع سحب سلاح الفصائل لم يطرح على العراق كما يوصف الان بالإعلام ولم تتلق الحكومة طلباً رسمياً بهذا الشأن وإنما برسائل خاصة معبرة عن وجهات نظر وكان الطلب باتجاه ضبط السلاح وليس سحبه والحكومة العراقية ماضية بهذا الاتجاه وهي قادرة”.  وأشار الى أنه “لا توجد لدينا قوات عسكرية أجنبية من خارج العراق والقوات الموجودة بطلب من الحكومة العراقية وفي معسكرات عراقية تخضع للإشراف العراقي بالكامل ولدينا اتفاق وجدول زمني حتى شهر أيلول عام 2025 المرحلة الأولى ثم أيلول 2026 المرحلة الثانية”، لافتا الى ان “الحكومة تسير بالاتجاه الصحيح الذي يضمن السيادة ولم يحصل أي تغيير على الجدول الزمني الذي وضعته اللجنة العسكرية العليا بين العراق والولايات المتحدة لانسحاب قوات التحالف من العراق، ولم تطلب الحكومة العراقية من التحالف الدولي أي تغيير”. وقال، “وفي حال حصل حدث كبير في المنطقة يجب على القيادة العراقية أن تدرس هذا الموضوع وأن تتخذ القرار المناسب بشأن التحالف الدولي”، منوها بأن “الطائرات الأمريكية التي حطت في مطار النجف الأشرف كانت بعلم الحكومة ووزارة الخارجية والعمليات المشتركة وجميع الجهات الرسمية العراقية، وهي جزء من زيارة رسمية للسفارة الأمريكية وحطت هذه الطائرات كلجنة استطلاعية لدراسة الطريق ومن ثم قامت بنقل الوفد الى مطار النجف الأشرف”.  وأوضح، أن “الحشد الشعبي، مؤسسة رسمية وطنية أسست وفق قرار رقم 40 عام 2017 ولن يسمح العراق لأي طرف إقليمي أو دولي بالتدخل بهذه المؤسسة الأمنية، ولم يطالب أي بلد من الحكومة العراقية بأي شيء يتعلق بمنظومة الحشد الشعبي”، مستدركاً أن “مجلس الوزراء قبل أسبوعين صوت على قانون جديد للحشد الشعبي شامل ومفصل بعمل هذه المؤسسة الأمنية وهو هيكلة متكاملة لهذه المؤسسة يحدد جميع التفاصيل التي تتعلق بالحشد ومن ضمنها منح الرتب العسكرية”.  ولفت العوادي الى أننا “نستورد من إيران 50 مليون قدم مكعب وتشكل ثلثاً من إنتاج الطاقة الإيرانية، والحكومة وضعت جميع السيناريوهات في حال تم تجديد الإعفاءات أو لم يتم التجديد، رئيس الوزراء تحدث مع نظير التركمانستاني، وإن تأخر وصول الغاز التركمانستاني، سببه الشركة الوسيطة وبكل تأكيد خلال الشهرين المقبلين ستكون هناك نتيجة واضحة لاستيراد 20  مقمق عبر الأنبوب الإيراني”، مختتماً قوله :إن “الخيار الثاني نتجه نحو منصات الغاز وهي عبارة عن سفن عائمة ويتم ربطها بأنبوب خاص مربوط بالمحطات الكهربائية في البصرة”.

مقالات مشابهة

  • شوقي ضيف.. المؤرخ الأدبي الذي أعاد كتابة تاريخ الأدب العربي
  • والي سوق أهراس يقرر تجميد المجلس الشعبي البلدي لبلدية الخضارة
  • ننشر حيثيات تخفيف الحكم الصادر ضد المطرب الشعبي سعد الصغير
  • التنافس على قيادة هيئة الحشد الشعبي يهدد وحدة الإطار التنسيقي
  • وزير الثقافة يشارك طلبة المعهد الوطني العالي للموسيقى وجبة الإفطار
  • طالب بن صقر يشيد باهتمام القيادة بالموروث الشعبي
  • العوادي: العراق لم يبلغ رسمياً بحل الحشد الشعبي أو بإنهاء الإعفاءات على إستيراد الغاز الإيراني
  • الليلة.. القومية للفنون الشعبية تحيي الليلة الثانية لـ "هل هلالك"
  • خفة النص التي احتملها الغذامي ولم يطقها البازعي!
  • معهد إيتاء المعرفة العالي للتدريب ينفذ مبادرة “تمكين 2” لتطوير القيادات الاجتماعية