رأي اليوم:
2025-03-15@03:55:59 GMT

عبد العالي رحو: الثقافة الشعبية مفاهيم وتصورات

تاريخ النشر: 11th, July 2023 GMT

عبد العالي رحو: الثقافة الشعبية مفاهيم وتصورات

عبد العالي رحو يقول محمد سعيد العشماوي في تعريفه للثقافة هي ” تعني الحذق والفهم لكن معنى اللفظ تطـور لتضاف إليه معـان أساسيـة هي العلوم و المعارف  و الفـنون التـي تتطلب الحذق إلى جانـب مجمـوع العـادات و الأوضـاع الاجتماعية و القيـم الذائعة في مجتمع معين ممـا يتصـل بحياة الناس “.  مما سبق  نحاول أن نسلط الضوء على  موضوع الثقافات الشعبية وعلاقة الفرد بها وكيفية اتصالها بالحياة  الاجتماعية  أولا من حيث أنها هي المعبر عن كينونة  الإنسان وتفكيره ،  و هذه الثـقافة   تعد مـن  التراث  العـربي وصنفها المختصون من التراث الشعبي و هي في زعم  البعض  من الأشياء الغير مهمة في الحياة الاجتماعية إلا أننا نخالها من الأشياء الأهم في الحياة الإنسانية ، من خلالها نتمكن  من تحديد طبيعة تفكير الشعوب خاصة العوام منهم لنتوصل في الأخير إلى عمق الإنسانية  و على هذا الأساس سأتناول في هذه الحلقة  باب من أبواب الثقافة الشعبة  ألا وهو الأدب الشعبي و نحاول الإجابة عن بعض الأسئلة التي عجز عن الإجابة عنها الكثير.

من بينها ماهية الأدب الشعبي ؟ وماهي مميزات هذا النوع ؟ وغيرها من الأسئلة … قد يصعب منذ الوهــلة  الأولى الإجابة عن  التساؤلات المطروحة إلا أننا نحاول قدرالمستطاع الإجابة عنها في هذه العجالة  ،وقد نرجع ذلك إلى اختلاف  المفاهيم وتعددها و تشابكها فعلى  سبيل  الذكر  لا  الحصر  نورد تعريفا  لأحد المختصين في هذا المجال الأستاذ عبد الله الركيبي يقول أن  الأدب الشعبي لأي مجتمـع من  المجتمـعات الإنسانية هو أدب عاميتها التقليدي الشفاهي المجهول المؤلف المتوارث جيل عن جيل ،  وهو الرباط الوثيق لكل أمة يولد معها ويترعرع  بجوارها ويتربى في تربتها ويرضع من ثديها ويجتر الحياة حلوها و مرها  و يعبر عن آمالها وآلامها. من  التعريف  السابق دكره نستنتج أن الأدب الشعبي مرتبط ارتباط وثيق بالشعوب فهو المعبر عن خلجاتهم و اهتمامهم وعواطفهم وهذا راجع لبساطة لغته التي يفهمها كل فئات المجتمع.ولهذا الأدب مميزات تميزه عن الأدب الرسمي تجعله ينفرد بخصوصيات لاحصر لها وسنأتي على تبيان بعضها . Œ-عراقة الأدب الشعبي : قد يتساءل البعض عن ما معنى عراقة الأدب الشعبي ؟ يقول جل المختصين في هذا المجال   أن هذه  العراقة  هي التي تحفظ لنا ذخيرة وافية تستطيع من خلالها أن نتعرف عن الحياة الذهنية و الروحية لأجدادنا كذلك بواسطته نتمكن من    تحديد   تاريخ   الأجيال. - واقعية الأدب الشعبي:  كيف يكون واقعيا وهو يزخر حيا بالرموز الخيالية و العـجيبة  و الطـقوس و الممارسات المتافيزقية و صور عن الواقع ،فأين تتمثل الواقعية ؟ -إن الأدب الشعبي مهما كان مستواه الفني ومهما كانت بنيته الدلالية فهو مرتبط شكلا ومضمونا بقضايا الشعب والواقع و  ما تلك  التحليقات الخيالية في عوالم الغرابة و العجائبية وما وراء الطبيعة إلا قراءة بطريقة شعبية لهذا الواقع  المتنـاقض     تـارة و المنسجم تارة أخرى،فالإبداع الشعبي يحلم  بواقع هادئ و مريح و منسجم و بالتالي  الواقع   مفرح و مثالي. Ž- جماعية الأدب الشعبي : -إنه اجتماعي وجماعي في شكله ومضمونه ,إن مبدعه الأول سرعان ما يذوب في الإبداع الجماعي وذاك لاقترانه بالقضايا الاجتماعية التي ينتمي إليها ,إن جماعية الإبداع تتمثل في صورته الشاملة لكل أحاسيس  وألام وآمال أفراد الشعب فبمجرد أن ينتهي المبدع من عمله تحتضنه الجماعة وتتداوله بالزيادة والنقصان.  - تداخل  الأدب الشعبي مع الفنون الأخرى:   يظل الأدب الشعبي وعاءا ثقافيا و فكريا يحتوى اللغة والدين والمعتقدات والتاريخ والفلسفة وغيرها من الألوان المعرفية الأخرى فهو يتقاطع مع كل المعارف يأخذ منها بل يحتويها في الوقت نفسه  أن الذاكرة الشعبية تمتاز بالشمولية وبالتالي الإلمام الكلي والشامل للظاهرة وبالتحاور المطلق مع كل الألوان المعرفية والثقافية . ولا يفوتنا أن نذكر أن الأدب الشعبي يحتوي في مجمله الكثير من الأنواع الأدبية من حكاية شعبية وخرافة والأمثال والحكم والألغاز  شعبية تصب مجملها في قضايا المجتمع وما يتعرض له الفرد في حياته اليومية ،وعلى سبيل الذكر لا الحصر نجد الأمثال و الحكم الشعبية قد أخدت قسطا متميزا من الاهتمام و العناية   في الأوساط الشعبية وهدا راجع إلى خفتها في الوزن و سهلة  للحفظ على عكس الحكاية أوالخرافة الشعبية  التي في  غالب   الأحيان تكون مطولة  وتتسم بالتعقيد في الأحداث ويغلب عليها طابع الخيال  مما يجعل القارئ قد لا يفهم الكثير من أحداثها. و الأمثال الشعبية لا حصر لها  ويصعب على أي باحث في هذا المجال أن يجمعها و نحاول في هذا العدد  أن نسلط الضوء على البعض منها خاصة المشهورة في منطقة بشارو الجنوب الغربي للجزائر  و المتداولة عند عامة الناس ونجد منها: لي دارها بيده يحلها بسنيه و هذا المثل يعادل في اللغة العربية المثل الشائع يداك اوكتا وفوك نفخا . كل نخلة تولد تمارها . المكسي بنتاع الناس عريان الطمع يخسر الطبع . العود لتحقره يعميك . قلة الشي ترشي . لي فيكر شو التبن يخاف من النار . لي ما عند فلوس كلام موسوس صام عام وفطر على جراده . المندبة كبيرة و الميت فار . النخالة ما تولي دقيق و العدو ما يولي صديق . الألغاز الشعبية : وهي تدل في مجملها عن عمق التفكير لدى الشعوب و تبين أن الحياة الشعبية لم تكن مبنية على العبطية و الهمجية و اللامبالاة وقد يصعب على أي إنسان أن يتمكن من حل هذه الألغاز خـاصة  إذا  لـم  يكـن مطلعاً على خصوصيات المنطقة من عادات وتقاليد .

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: فی هذا

إقرأ أيضاً:

جمعية "الناشرين الإماراتيين" ترسخ حضور النشر المحلي في "لندن للكتاب"

 تشارك جمعية الناشرين الإماراتيين في معرض لندن للكتاب الذي يُعَدُّ أحد أبرز المنصات العالمية للتفاوض على الحقوق وبيع وتوزيع المحتوى بمختلف أشكاله

، ويشارك وفد الجمعية هذا العام بتمثيل يضم 7 ناشرين إماراتيين، من بينهم ناشرتين من خريجيّ صندوق الشارقة لاستدامة النشر "انشر"، وذلك في خطوة تعكس التزام الجمعية بدعم قطاع النشر المحلي وتعزيز حضوره في الأسواق الدولية.
وتشارك في المعرض كل من "مجموعة كلمات" التي بدأت مشوارها في عام 2007 بالتركيز على أدب الأطفال قبل أن تتوسع إلى 5 علامات نشر متخصصة تغطي مختلف الفئات العمرية والأنواع الأدبية، ودار "الفكر الجديد" المتخصّصة في تقديم كتب الحقائب التدريبية وموارد تنمية رأس المال البشري مع التركيز على الجوانب التربوية والإدارية، ساعيةً إلى توفير تجربة عملية وفعّالة تلبّي احتياجات المهتمين بعالم الإدارة والأعمال.
وتشارك دار "سدرة للنشر والتوزيع" التي تُعنى بترجمة الكتب العالمية إلى العربية في مجالات متعددة، مثل الأدب والفلسفة والفنون، بهدف تعزيز المحتوى الثقافي العربي، ودار "ثقافة للنشر والتوزيع" التي تسعى منذ تأسيسها في عام 2008 إلى إثراء المشهد الثقافي العربي من خلال إصدارات نوعية تلبي مختلف الاهتمامات، إلى جانب دار "أوغاريت للنشر" المتخصّصة بتعليم الطفولة المبكرة عبر توفير برامج تعليمية متطورة تعزز مهارات التفكير النقدي والإبداع.
كما تشارك الفائزتان قي مسار الإطلاق لمبادرة "انشر"؛ شذى ناصر من دار "كايروس للنشر" التي تكرّس جهودها لترجمة الكلاسيكيات الأدبية العالمية إلى العربية، ومريم ثاني الفلاسي من دار "غيم للنشر" التي تسعى إلى ريادة الأدب المترجم من اللغات الآسيوية وإثراء الأدب العربي بقصص متنوعة وملهمة.
وصرح المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين، راشد الكوس: "يعكس الحضور الإماراتي في المحافل الدولية، مثل معرض لندن للكتاب، مدى التطور الذي يشهده قطاع النشر في الإمارات. نحن نؤمن بأن بناء علاقات دولية مع الناشرين من مختلف أنحاء العالم يفتح آفاقاً جديدة للتعاون، ويسهم في تعزيز فرص تبادل المعرفة والثقافة بين الشعوب. ومن خلال هذه المشاركة، نهدف إلى تمكين الناشرين الإماراتيين من توسيع نطاق أعمالهم والوصول إلى أسواق جديدة، بما يدعم استدامة صناعة النشر في الإمارات والمنطقة".
وقال: "نحرص على إبراز الإبداع الإماراتي في صناعة الكتاب، ودعم مبادرات الترجمة والتبادل الثقافي، ما يسهم في تعزيز الحوار الثقافي بين الحضارات. إن تمكين الناشرين الشباب، وخاصة خريجي صندوق "انشر"، يعكس التزامنا برعاية المواهب الجديدة وخلق بيئة مستدامة تدعم ازدهار النشر محلياً وعالمياً".

مقالات مشابهة

  • التداول في عام 2025: ثورة التكنولوجيا وتغيير مفاهيم الاستثمار
  • مفاهيم مغلوطة عن الأطعمة المُعالجة.. 7 أطعمة مفيدة رغم تصنيفها الخاطئ
  • في أمسية رمضانية.. الثقافة والفنون بجدة تبرز الموروث الثقافي في ظل التحولات الاجتماعية المعاصرة
  • "الشارقة للصحافة" يناقش الثقافة والتراث في الأدب
  • شوية مفاهيم .. “يوم المرأة العالمي”
  • حفريات في الأدب والنفس
  • فرقة أسوان للفنون الشعبية تشارك فى إحياء برنامج ليالى رمضان الثقافية
  • في ذكرى وفاته.. كيف كانت وظائف عباس العقاد سجنًا له؟
  • بين ضفتين فندق الصمت
  • جمعية "الناشرين الإماراتيين" ترسخ حضور النشر المحلي في "لندن للكتاب"