رأي اليوم:
2024-11-22@11:09:33 GMT

عبد العالي رحو: الثقافة الشعبية مفاهيم وتصورات

تاريخ النشر: 11th, July 2023 GMT

عبد العالي رحو: الثقافة الشعبية مفاهيم وتصورات

عبد العالي رحو يقول محمد سعيد العشماوي في تعريفه للثقافة هي ” تعني الحذق والفهم لكن معنى اللفظ تطـور لتضاف إليه معـان أساسيـة هي العلوم و المعارف  و الفـنون التـي تتطلب الحذق إلى جانـب مجمـوع العـادات و الأوضـاع الاجتماعية و القيـم الذائعة في مجتمع معين ممـا يتصـل بحياة الناس “.  مما سبق  نحاول أن نسلط الضوء على  موضوع الثقافات الشعبية وعلاقة الفرد بها وكيفية اتصالها بالحياة  الاجتماعية  أولا من حيث أنها هي المعبر عن كينونة  الإنسان وتفكيره ،  و هذه الثـقافة   تعد مـن  التراث  العـربي وصنفها المختصون من التراث الشعبي و هي في زعم  البعض  من الأشياء الغير مهمة في الحياة الاجتماعية إلا أننا نخالها من الأشياء الأهم في الحياة الإنسانية ، من خلالها نتمكن  من تحديد طبيعة تفكير الشعوب خاصة العوام منهم لنتوصل في الأخير إلى عمق الإنسانية  و على هذا الأساس سأتناول في هذه الحلقة  باب من أبواب الثقافة الشعبة  ألا وهو الأدب الشعبي و نحاول الإجابة عن بعض الأسئلة التي عجز عن الإجابة عنها الكثير.

من بينها ماهية الأدب الشعبي ؟ وماهي مميزات هذا النوع ؟ وغيرها من الأسئلة … قد يصعب منذ الوهــلة  الأولى الإجابة عن  التساؤلات المطروحة إلا أننا نحاول قدرالمستطاع الإجابة عنها في هذه العجالة  ،وقد نرجع ذلك إلى اختلاف  المفاهيم وتعددها و تشابكها فعلى  سبيل  الذكر  لا  الحصر  نورد تعريفا  لأحد المختصين في هذا المجال الأستاذ عبد الله الركيبي يقول أن  الأدب الشعبي لأي مجتمـع من  المجتمـعات الإنسانية هو أدب عاميتها التقليدي الشفاهي المجهول المؤلف المتوارث جيل عن جيل ،  وهو الرباط الوثيق لكل أمة يولد معها ويترعرع  بجوارها ويتربى في تربتها ويرضع من ثديها ويجتر الحياة حلوها و مرها  و يعبر عن آمالها وآلامها. من  التعريف  السابق دكره نستنتج أن الأدب الشعبي مرتبط ارتباط وثيق بالشعوب فهو المعبر عن خلجاتهم و اهتمامهم وعواطفهم وهذا راجع لبساطة لغته التي يفهمها كل فئات المجتمع.ولهذا الأدب مميزات تميزه عن الأدب الرسمي تجعله ينفرد بخصوصيات لاحصر لها وسنأتي على تبيان بعضها . Œ-عراقة الأدب الشعبي : قد يتساءل البعض عن ما معنى عراقة الأدب الشعبي ؟ يقول جل المختصين في هذا المجال   أن هذه  العراقة  هي التي تحفظ لنا ذخيرة وافية تستطيع من خلالها أن نتعرف عن الحياة الذهنية و الروحية لأجدادنا كذلك بواسطته نتمكن من    تحديد   تاريخ   الأجيال. - واقعية الأدب الشعبي:  كيف يكون واقعيا وهو يزخر حيا بالرموز الخيالية و العـجيبة  و الطـقوس و الممارسات المتافيزقية و صور عن الواقع ،فأين تتمثل الواقعية ؟ -إن الأدب الشعبي مهما كان مستواه الفني ومهما كانت بنيته الدلالية فهو مرتبط شكلا ومضمونا بقضايا الشعب والواقع و  ما تلك  التحليقات الخيالية في عوالم الغرابة و العجائبية وما وراء الطبيعة إلا قراءة بطريقة شعبية لهذا الواقع  المتنـاقض     تـارة و المنسجم تارة أخرى،فالإبداع الشعبي يحلم  بواقع هادئ و مريح و منسجم و بالتالي  الواقع   مفرح و مثالي. Ž- جماعية الأدب الشعبي : -إنه اجتماعي وجماعي في شكله ومضمونه ,إن مبدعه الأول سرعان ما يذوب في الإبداع الجماعي وذاك لاقترانه بالقضايا الاجتماعية التي ينتمي إليها ,إن جماعية الإبداع تتمثل في صورته الشاملة لكل أحاسيس  وألام وآمال أفراد الشعب فبمجرد أن ينتهي المبدع من عمله تحتضنه الجماعة وتتداوله بالزيادة والنقصان.  - تداخل  الأدب الشعبي مع الفنون الأخرى:   يظل الأدب الشعبي وعاءا ثقافيا و فكريا يحتوى اللغة والدين والمعتقدات والتاريخ والفلسفة وغيرها من الألوان المعرفية الأخرى فهو يتقاطع مع كل المعارف يأخذ منها بل يحتويها في الوقت نفسه  أن الذاكرة الشعبية تمتاز بالشمولية وبالتالي الإلمام الكلي والشامل للظاهرة وبالتحاور المطلق مع كل الألوان المعرفية والثقافية . ولا يفوتنا أن نذكر أن الأدب الشعبي يحتوي في مجمله الكثير من الأنواع الأدبية من حكاية شعبية وخرافة والأمثال والحكم والألغاز  شعبية تصب مجملها في قضايا المجتمع وما يتعرض له الفرد في حياته اليومية ،وعلى سبيل الذكر لا الحصر نجد الأمثال و الحكم الشعبية قد أخدت قسطا متميزا من الاهتمام و العناية   في الأوساط الشعبية وهدا راجع إلى خفتها في الوزن و سهلة  للحفظ على عكس الحكاية أوالخرافة الشعبية  التي في  غالب   الأحيان تكون مطولة  وتتسم بالتعقيد في الأحداث ويغلب عليها طابع الخيال  مما يجعل القارئ قد لا يفهم الكثير من أحداثها. و الأمثال الشعبية لا حصر لها  ويصعب على أي باحث في هذا المجال أن يجمعها و نحاول في هذا العدد  أن نسلط الضوء على البعض منها خاصة المشهورة في منطقة بشارو الجنوب الغربي للجزائر  و المتداولة عند عامة الناس ونجد منها: لي دارها بيده يحلها بسنيه و هذا المثل يعادل في اللغة العربية المثل الشائع يداك اوكتا وفوك نفخا . كل نخلة تولد تمارها . المكسي بنتاع الناس عريان الطمع يخسر الطبع . العود لتحقره يعميك . قلة الشي ترشي . لي فيكر شو التبن يخاف من النار . لي ما عند فلوس كلام موسوس صام عام وفطر على جراده . المندبة كبيرة و الميت فار . النخالة ما تولي دقيق و العدو ما يولي صديق . الألغاز الشعبية : وهي تدل في مجملها عن عمق التفكير لدى الشعوب و تبين أن الحياة الشعبية لم تكن مبنية على العبطية و الهمجية و اللامبالاة وقد يصعب على أي إنسان أن يتمكن من حل هذه الألغاز خـاصة  إذا  لـم  يكـن مطلعاً على خصوصيات المنطقة من عادات وتقاليد .

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: فی هذا

إقرأ أيضاً:

العوادي:السوداني منع إسرائيل من استهداف الحشد الشعبي

آخر تحديث: 21 نونبر 2024 - 10:12 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي،الخميس، أن قرار السلم والحرب من اختصاص الحكومة شرعياً ودستورياً وقانونياً.وقال العوادي في تصريح للإعلام الرسمي ، إن “جهود رئيس الوزراء خلال الـ 13 شهرا الماضية حققت نجاحا باهرا بحماية الحشد الشعبي من أن يكون هدفا عسكريا رغم التهديدات السابقة المتقطعة والتي ازدادت نوعا وكما خلال الفترة الأخيرة”، مشيرا إلى، أن “قيام رئيس حكومة الكيان بإظهار العراق ضمن المنطقة السوداء والمعنون بمحور اللعنة كان واضحا في خطابه أمام الجمعية العمومية كإشارة على أن يضع استهداف العراق ضمن برنامج أولوياته”.وأضاف العوادي، أن “رسالة وزير خارجية الكيان الصهيوني إلى الأمم المتحدة وهي تتذرع بالمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة للدفاع عن النفس، ماهي سوى إعلان عن هجمات مباشرة قريبة”، موضحا، أنه “لولا مناورات الحكومة العراقية وخطواتها الدبلوماسية والسياسية لنفذت إسرائيل تهديداتها منذ أشهر”.وأكد، “رفض العراق لهذه الشكوى وعدها مجرد ذرائع تهدف إلى تبرير عدوان مخطط له يهدف إلى توسيع رقعة الصراع، ويوكّد التزامه الكامل بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.وتابع المتحدث باسم الحكومة العراقية، أن “قرار السلم والحرب من اختصاص الحكومة العراقية وحدها شرعيا ودستوريا وقانونيا، والحكومة مستمرة بإجراءاتها وستضاعفها وتعززها لمنع استخدام الأراضي العراقية لشن هجمات يستخدمها الكيان الصهيوني كذرائع ويرفع فيها مذكرات دولية ويطالب على أساسها بأن يمنحه المجتمع الدولي الضوء الأخضر وحق الدفاع عن النفس وفق البند 51 من ميثاق الأمم المتحدة”.

مقالات مشابهة

  • وزير الثقافة: ليس دفاعاً عن وليد جنبلاط بقدر ما هو دفاعٌ عن لبنان من الفتن التي تحاك
  • مصر أكتوبر: قانون لجوء الأجانب خطوة نحو تعزيز مفاهيم حقوق الإنسان الشاملة
  • جامعة الحدود الشمالية تستحدت برنامج الماجستير في الأدب والمحاسبة
  • الأحساء.. إعادة إحياء "سوق الأحد" الشعبي وطرحه للاستثمار
  • العوادي:السوداني منع إسرائيل من استهداف الحشد الشعبي
  • مش هنخرج عن الأدب.. شوبير يوجه رسالة عن مبادئ الأهلي
  • “بيغ باد وولف 2024” يعود إلى دبي بأكثر من مليوني كتاب
  • سلمى لاغرلوف أول امرأة حاصلة على نوبل .. لماذا اهتمت بالقدس؟
  • وفاة لاعب أربعيني لكرة القدم الشعبية أثناء مباراة في واسط
  • ندوة في ثقافي أبو رمانة عن الأدب المقاوم بعد عملية طوفان الأقصى