عبد العالي رحو يقول محمد سعيد العشماوي في تعريفه للثقافة هي ” تعني الحذق والفهم لكن معنى اللفظ تطـور لتضاف إليه معـان أساسيـة هي العلوم و المعارف و الفـنون التـي تتطلب الحذق إلى جانـب مجمـوع العـادات و الأوضـاع الاجتماعية و القيـم الذائعة في مجتمع معين ممـا يتصـل بحياة الناس “. مما سبق نحاول أن نسلط الضوء على موضوع الثقافات الشعبية وعلاقة الفرد بها وكيفية اتصالها بالحياة الاجتماعية أولا من حيث أنها هي المعبر عن كينونة الإنسان وتفكيره ، و هذه الثـقافة تعد مـن التراث العـربي وصنفها المختصون من التراث الشعبي و هي في زعم البعض من الأشياء الغير مهمة في الحياة الاجتماعية إلا أننا نخالها من الأشياء الأهم في الحياة الإنسانية ، من خلالها نتمكن من تحديد طبيعة تفكير الشعوب خاصة العوام منهم لنتوصل في الأخير إلى عمق الإنسانية و على هذا الأساس سأتناول في هذه الحلقة باب من أبواب الثقافة الشعبة ألا وهو الأدب الشعبي و نحاول الإجابة عن بعض الأسئلة التي عجز عن الإجابة عنها الكثير.
من بينها ماهية الأدب الشعبي ؟ وماهي مميزات هذا النوع ؟ وغيرها من الأسئلة … قد يصعب منذ الوهــلة الأولى الإجابة عن التساؤلات المطروحة إلا أننا نحاول قدرالمستطاع الإجابة عنها في هذه العجالة ،وقد نرجع ذلك إلى اختلاف المفاهيم وتعددها و تشابكها فعلى سبيل الذكر لا الحصر نورد تعريفا لأحد المختصين في هذا المجال الأستاذ عبد الله الركيبي يقول أن الأدب الشعبي لأي مجتمـع من المجتمـعات الإنسانية هو أدب عاميتها التقليدي الشفاهي المجهول المؤلف المتوارث جيل عن جيل ، وهو الرباط الوثيق لكل أمة يولد معها ويترعرع بجوارها ويتربى في تربتها ويرضع من ثديها ويجتر الحياة حلوها و مرها و يعبر عن آمالها وآلامها. من التعريف السابق دكره نستنتج أن الأدب الشعبي مرتبط ارتباط وثيق بالشعوب فهو المعبر عن خلجاتهم و اهتمامهم وعواطفهم وهذا راجع لبساطة لغته التي يفهمها كل فئات المجتمع.ولهذا الأدب مميزات تميزه عن الأدب الرسمي تجعله ينفرد بخصوصيات لاحصر لها وسنأتي على تبيان بعضها . -عراقة الأدب الشعبي : قد يتساءل البعض عن ما معنى عراقة الأدب الشعبي ؟ يقول جل المختصين في هذا المجال أن هذه العراقة هي التي تحفظ لنا ذخيرة وافية تستطيع من خلالها أن نتعرف عن الحياة الذهنية و الروحية لأجدادنا كذلك بواسطته نتمكن من تحديد تاريخ الأجيال. - واقعية الأدب الشعبي: كيف يكون واقعيا وهو يزخر حيا بالرموز الخيالية و العـجيبة و الطـقوس و الممارسات المتافيزقية و صور عن الواقع ،فأين تتمثل الواقعية ؟ -إن الأدب الشعبي مهما كان مستواه الفني ومهما كانت بنيته الدلالية فهو مرتبط شكلا ومضمونا بقضايا الشعب والواقع و ما تلك التحليقات الخيالية في عوالم الغرابة و العجائبية وما وراء الطبيعة إلا قراءة بطريقة شعبية لهذا الواقع المتنـاقض تـارة و المنسجم تارة أخرى،فالإبداع الشعبي يحلم بواقع هادئ و مريح و منسجم و بالتالي الواقع مفرح و مثالي. - جماعية الأدب الشعبي : -إنه اجتماعي وجماعي في شكله ومضمونه ,إن مبدعه الأول سرعان ما يذوب في الإبداع الجماعي وذاك لاقترانه بالقضايا الاجتماعية التي ينتمي إليها ,إن جماعية الإبداع تتمثل في صورته الشاملة لكل أحاسيس وألام وآمال أفراد الشعب فبمجرد أن ينتهي المبدع من عمله تحتضنه الجماعة وتتداوله بالزيادة والنقصان. - تداخل الأدب الشعبي مع الفنون الأخرى: يظل الأدب الشعبي وعاءا ثقافيا و فكريا يحتوى اللغة والدين والمعتقدات والتاريخ والفلسفة وغيرها من الألوان المعرفية الأخرى فهو يتقاطع مع كل المعارف يأخذ منها بل يحتويها في الوقت نفسه أن الذاكرة الشعبية تمتاز بالشمولية وبالتالي الإلمام الكلي والشامل للظاهرة وبالتحاور المطلق مع كل الألوان المعرفية والثقافية . ولا يفوتنا أن نذكر أن الأدب الشعبي يحتوي في مجمله الكثير من الأنواع الأدبية من حكاية شعبية وخرافة والأمثال والحكم والألغاز شعبية تصب مجملها في قضايا المجتمع وما يتعرض له الفرد في حياته اليومية ،وعلى سبيل الذكر لا الحصر نجد الأمثال و الحكم الشعبية قد أخدت قسطا متميزا من الاهتمام و العناية في الأوساط الشعبية وهدا راجع إلى خفتها في الوزن و سهلة للحفظ على عكس الحكاية أوالخرافة الشعبية التي في غالب الأحيان تكون مطولة وتتسم بالتعقيد في الأحداث ويغلب عليها طابع الخيال مما يجعل القارئ قد لا يفهم الكثير من أحداثها. و الأمثال الشعبية لا حصر لها ويصعب على أي باحث في هذا المجال أن يجمعها و نحاول في هذا العدد أن نسلط الضوء على البعض منها خاصة المشهورة في منطقة بشارو الجنوب الغربي للجزائر و المتداولة عند عامة الناس ونجد منها: لي دارها بيده يحلها بسنيه و هذا المثل يعادل في اللغة العربية المثل الشائع يداك اوكتا وفوك نفخا . كل نخلة تولد تمارها . المكسي بنتاع الناس عريان الطمع يخسر الطبع . العود لتحقره يعميك . قلة الشي ترشي . لي فيكر شو التبن يخاف من النار . لي ما عند فلوس كلام موسوس صام عام وفطر على جراده . المندبة كبيرة و الميت فار . النخالة ما تولي دقيق و العدو ما يولي صديق . الألغاز الشعبية : وهي تدل في مجملها عن عمق التفكير لدى الشعوب و تبين أن الحياة الشعبية لم تكن مبنية على العبطية و الهمجية و اللامبالاة وقد يصعب على أي إنسان أن يتمكن من حل هذه الألغاز خـاصة إذا لـم يكـن مطلعاً على خصوصيات المنطقة من عادات وتقاليد .
المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية:
فی هذا
إقرأ أيضاً:
طلاب المعهد العالي للدكتوراه في الجامعة اللبنانية: لن نقف مكتوفي الأيدي أمام أي قرار يستهدف حقوقنا
صدر عن طلاب المعهد العالي للدكتوراه في الجامعة اللبنانية البيان التالي:
نحن، طلاب المعهد العالي للدكتوراه في الجامعة اللبنانية، نتابع بقلق بالغ الأنباء المتداولة حول توجّه رئيس الحكومة المكلف إلى حصر ترشيحات المناصب الوزارية بخريجي الجامعة الأميركية في بيروت (AUB)، الجامعة اليسوعية (USJ)، أو الجامعات الغربية، واستبعاد خريجي الجامعة اللبنانية. وعلى الرغم من عدم تأكيد هذا القرار رسميًا، إلا أننا نعتبره، في حال صحته، تمييزًا غير مقبول، وانتهاكًا واضحًا لمبدأ تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية.
ونؤكد، أنّ الجامعة اللبنانية ليست مجرد جامعة وطنية، بل هي إحدى أرقى المؤسسات الأكاديمية في العالم العربي والدولي، وفقًا للتصنيفات العالمية، تعتبر الجامعة متفوقة على العديد من الجامعات الخاصة والمحلية وحتى الغربية. فهي تضم نخبة من الأساتذة والباحثين المرموقين، وتسهم في إنتاج أبحاث علمية متقدمة، فضلًا عن كونها الرافد الأساسي للكوادر الوطنية في مختلف المجالات.
إنّ الآلاف من خريجيها يشغلون مناصب قيادية داخل لبنان وخارجه، ما يثبت أن الجدارة لا تتحدد باسم الجامعة، بل بالكفاءة والخبرة العلمية والمهنية.
كما نؤكد، أنّ تهميش خريجيها بهذا الشكل غير المبرر يضر بمصداقية العملية الحكومية ويعزّز المحسوبيات بدلًا من الكفاءة.
وعليه، نطالب بـ:
1. توضيح رسمي وفوري من رئيس الحكومة المكلف حول صحة هذه الأنباء، لأن تجاهل الموضوع يفاقم المخاوف ويهز ثقة اللبنانيين بقرارات الحكومة.
2. إلزام الحكومة باعتماد معايير قائمة على الكفاءة، لا على الجامعة التي تخرج منها المرشحون، منعًا لأي تمييز تعليمي غير مبرر.
3. التأكيد على أن الجامعة اللبنانية ليست أقل شأنًا من أي جامعة أخرى، بل إنها تتفوق في كثير من المجالات، ولها الأولوية في تمثيل الدولة اللبنانية.
وختاماً، نؤكد أنّنا كطلاب المعهد العالي للدكتوراه في الجامعة اللبنانية، لن نقف مكتوفي الأيدي أمام أي قرار يستهدف حقوقنا ومستقبلنا الأكاديمي والمهني، لذلك، في حال عدم حصولنا على رد رسمي واضح يطمئن طلاب الجامعة اللبنانية وخريجيها، سنلجأ إلى كافة الوسائل المشروعة من تحركات احتجاجية واعتصامات، وصولًا إلى التصعيد القانوني، دفاعًا عن حقنا في المساواة والعدالة.
إنّ الجامعة اللبنانية ستبقى صرحًا وطنيًا وعلميًا رائدًا، وأي محاولة لتهميشها أو تقليل شأنها مرفوضة رفضًا قاطعًا، ولن تمر مرور الكرام.