( سلاح اليمن الإستراتيجي في غزة) فما هو….. ؟
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
لَمْ يُستخدم في السنين الثمان من العدوان الكوني على اليمن التوحش يوسّع دائرة الحظر
الثورة / تقرير / محمد الجبلي
تعرضنا لعدوان 17 دولة لمدة 9 سنوات ومع ذلك لم نلجأ إلى خيار معاقبة تلك الدول عبر باب المندب، رغم القدرة على ضرب أي هدف.
حاصرونا لأكثر من 9 سنوات وحرمونا من الغذاء والدواء والوقود وكان باستطاعتنا معاقبة تلك الدول لكننا فضلنا أن نتحمل ونعاني لنحافظ على الأمن البحري.
لكن مع غزة الأمر مختلف تماماً
– هنا بعض المحطات القاسية التي مرت بها اليمن والتي كانت كافية لتأديب كل دول العالم سواء المعتدية أم المساندة أو بالأدنى استخدام هذه الورقة لإيقاف الحصار وجرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب اليمني خلال هذه الفترة.
منذ مارس 2015م حتى قبل أقل من عام تقريباً واليمن يتصدى لأبشع عدوان على امتداد جغرافيته، أكثر من 50 جبهة مشتعلة وقصف جوي ضرب المدن والقرى والأسواق والطرقات والمستشفيات والمدارس والمطارات والموانئ وأجهز على معظم البنى التحتية للبلد في كل المحافظات ومن البحر قصفت البوارج محطات المياة والكهرباء وتدمير المنشآت وضرب المدن.
رافق هذا العدوان حصار خانق جوي وبحري، ولمدة ثمان سنوات واليمن يعاني من اسوأ الأزمات التي فرضها العدوان بحصاره البحري.
طوال هذه الفترة لا تدخل سفن الوقود إلا بالقطارة وبعد ضغط كبير، بحيث يتم احتجاز هذه السفن لعدة أشهر في البحر لمضاعفة الكلفة ضمن سياسة التركيع والتجويع.
سفن الوقود هذه للإحاطة ليست مساعدات من أي بلد، وإنما شراء عبر تجار محددين، ولا تبحر إلا من موانئ الإمارات وهي الدولة الثانية ذات الثقل الأكبر في العدوان على اليمن.
في بعض الأحيان تضطر القيادة مع اشتداد الحصار إلى تقديم تنازلات كبيرة من أجل إدخال سفينة وقود واحدة وهذا لا يعلمه الكثير.
على الرغم من المناشدات الدولية وحكومة صنعاء بتحييد الملف الإنساني عن الصراع إلا أن هذه المناشدات تقابل بتشديد الخناق ويراها العدو على أنها استسلام.
توقفت المستشفيات ومات الآلاف من المرضى وانتشرت الأوبئة بسبب انعدام الوقود.
اتخذ العدو من هذه الكارثة التي صنعها فسحة للتلذذ بالمعاناة والانتقام الجماعي من هذا الشعب.
في هذه الظروف كنا نشاهد السفن التجارية المحملة بالوقود والغذاء تمر بكل أريحية وسلام من أمام شواطئنا حتى في أشد مراحل التصعيد كانت هذه السفن تبحر ولم تتعرض لأي تهديد أو حتى توقف لبعض الوقت.
في المقابل قواتنا البحرية والدفاع الساحلي كانت لديها القدرة لإنهاء هذه الكارثة بضربة واحدة فقط.
خضنا أعنف المعارك على امتداد الشريط الساحلي من باب المندب وحتى الحديدة، تعرضت قواتنا لأعنف الغارات بالقنابل الفسفورية المحرمة في باب المندب في حرب غير متكافئة ومن البحر شاركت البوارج في العدوان وعليها نقلت الأسلحة وعبرها دخل المرتزقة إلى الساحل الغربي.
وحتى أن الزحف الكبير على مدينة الحديدة ومحطات التراجع لم تدفع القيادة إلى اتخاذ قرار مثل هذا القرار المدفوع بمجريات الأحداث في غزة والعدوان الوحشي على أطفالها والنساء بسلاح أمريكا ودول الغرب الكافر.
القيادة الحكيمة وفي أصعب الظروف واشتداد الحصار وتوحش العدوان بحق شعبنا اليمني لم تلجأ إلى هذا الخيار أو حتى لمجرد التلويح به . لأن هذا الخيار سيخلق أزمة عالمية وستكون الدول الفقيرة أكثر تضرراً في حال مهاجمة بعض الأهداف في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
– الأهمية الاستراتيجية
مضيق باب المندب هو ثالث أكبر الممرات العالمية، حيث أن 12% من التجارة العالمية تمر من باب المندب والبحر الأحمر.
يمرّ عبر باب المندب نحو 6.2 ملايين برميل نفط يومياً، مجمل التدفقات النفطية عبر هذا المضيق تمثّل نحو 9% من إجمالي النفط المنقول بحراً. وعبره أيضاً تتحرّك نحو 3.6 ملايين برميل يومياً شمالاً نحو أوروبا، بينما يتدفّق 2.6 مليون برميل يومياً في الاتجاه المعاكس بشكل رئيسي إلى الأسواق الآسيوية مثل سنغافورة والصين والهند.
تعبر المضيق سنوياً، أكثر من 21 ألف سفينة بحرية بمعدل 57 سفينة يومياً، تقدر بنحو 700 مليار سنويا من حجم التجارة العالمية، علماً بأن 98% من البضائع والسفن الداخلة التي تمر عبر السويس تمر أيضاً من خلال باب المندب.
وأهمية هذا المضيق أنه ممر إجباري لتقليص أكلاف شحن السلع والنفط. فهو الأقصر طريقاً بين منابع النفط ودول الاستهلاك.
الطريق الرديف عبر الرجاء الصالح سيزيد مسافة الرحلة من الفجيرة عند مخرج الخليج العربي، إلى هيوستن، بنحو 2660 ميلاً بحرياً، أو 28%. وستزيد المسافة نحو روتردام بهولندا بنحو 4800 ميل بحري، أو 78%، في حين أن المسافة نحو أوغوستا في إيطاليا ستكون أطول بثلاث مرات تقريباً، أي 10860 ميلاً بحرياً.
تستغرق الرحلة من المملكة العربية السعودية إلى روتردام نحو 22 يوماً عبر باب المندب وقناة السويس، مقارنة بـ 39 يوماً حول إفريقيا، بحسب البيانات التي جمعت من تتبع ناقلات بلومبرغ.
– يمثل مضيق باب المندب أهمية بالغة لمصر، لأن نحو 98 في المائة من البضائع والسفن الداخلة التي تمر عبر السويس تمر من خلال المضيق عبر البحر الأحمر.
السفن التجارية حتى وبعض السفن ذات الطابع العسكري كانت تمر وما زالت بسلام، وهناك تحاشي لبعض الأهداف حتى لا تتوقف حركة الملاحة في البحر الأحمر. وحرصت القيادة أن يكون هذا الممر خالٍ من التهديدات وأثبتت طوال هذه السنوات أنها جديرة بتأمين هذا الخط الدولي حتى في أسوأ الأحوال.
اليمن تحمّل الحصار وعايش أشد الأزمات سواء في أزمات الغاز أو الديزل والبنزين وما ترتب على ذلك من تبعات في تحمل التكلفة المظاعفة نتيجة القرصنة البحرية من قبل دول العدوان على السفن التي تحمل تصاريح الدخول إلى ميناء الحديدة من الأمم المتحدة بعد تفتيشها.
أكثر من ألف صنف من البضائع التي كانت تستورد قبل العدوان لم يسمح بدخولها إلى اليمن ناصفتها مواد أساسية، بينما سفن العالم محملة بجميع أصناف المواد التجارية كانت تبحر أمام أعين اليمنيين إلى كل دول العالم بما فيها السفن الصهيونية أيضاً.
هذه المعاناة التي عاشها شعبنا وما زالت إلى اليوم تحملها اليمنيون في سبيل الآخرين، لنتخيل.. لا غذاء ولا دواء ولا وقود وأنت تشاهد سفن العالم تعبر في مياهنا الإقليمية ولم تتعرض خلال هذه الفترة لأي مخاطر مع أنه كان بالاستطاعة معاقبة العالم أو بالحد الأدنى تلك الدول المشاركة في العدوان على اليمن، مع ذلك كانت القيادة تتمتع بنفس طويل وبحكمة في توقيت الخيارات.
العدوان على غزة هذه المرة تجاوز الخطوط الحمراء، وكان قائد الثورة قد كشف في كلمة بعد أيام من العدوان الصهيوني عن تنسيق مشترك بين محور المقاومة وأن هناك خطوط حمراء ستدفع اليمن إلى التدخل المباشر في المعركة في حال تجاوزها.
لأول مرة تتخذ القيادة قرار من هذا النوع وهو استهداف السفن التابعة لكيان العدو الإسرائيلي، مع الحرص الشديد على أن تبقى حركة الملاحة مستمرة وآمنة لكل الدول، وسبق هذا القرار تحذيرات وتحديدات، البحر الأحمر آمن ما عدى لسفن العدو الإسرائيلي والمرتبطة به بشكل مباشر أو غير مباشر.
القوات المسلحة اليمنية كانت واضحة وطمأنت الجميع وأكدت حرصها على سلامة الملاحة وأخذت تدابير حكيمة لتنفيذ عملياتها في البحر ضد السفن المحظورة بحيث لا يتضرر أحد.
اتُخذ هذا الخيار الاستراتيجي في وقت حساس للغاية واليمن في مرحلة خفض التصعيد، والقيادة تعي أن مثل هذا الخيار الاستراتيجي قد يؤثر على سير المفاوضات مع تحالف العدوان، خصوصاً وأن أمريكا هددت بإستئناف العدوان على اليمن في حال تدخلت اليمن بشكل مباشر في المعركة مع محور الجهاد والمقاومة ضد الكيان الإسرائيلي، كما أن مثل هذه الخطوة قد تسبب مشاكل كثيرة وأيضاً ردود أفعال عسكرية أو إعادة فرض الحصار كما كان قبل مرحلة خفض التصعيد.. كل هذه الأمور كانت بالحسبان..
وكل عوامل الضغط هذه لم ولن تؤثر في موقف اليمن، اتُخذت هذه الخطوة المعلنة لمعاقبة الكيان الصهيوني المجرم على جرائمه الوحشية في قطاع غزة، وتوُجت بإحتجاز سفينة إسرائيلية بعد الرصد والتعقب.
لا يستبعد أن تتجه الأمور إلى توسيع دائرة الحظر في حال استمر الغرب الكافر بمد الكيان الإسرائيلي بالأسلحة المحرمة أو استمرار التواطؤ والتغطية على تحركات الصهاينة أو لا سمح الله تورطت القوى المستكبرة في عدوان جديد على اليمن.
في كلمتة الأخيرة بمناسبة تدشين فعاليات ذكرى الشهيد والتضامن مع فلسطين.. أكد السيد القائد على أن كل الخيارات مطروحة والأعين مفتوحة للتنكيل بالصهاينة، وكشف عن حالة القلق التي ظهرت من خلال تعاملهم بجدية مع موقف اليمن فلجأ العدو إلى عمليات التفافية تمارسها السفن الصهيونية في البحر الأحمر مثل إطفاء أجهزة التعارف والتموية برفع أعلام دول أخرى حتى لا تقع في المصيدة، لكن القائد الشجاع أكد أنه ومع هذا السلوك المتخفي والجبان والضعف على أن اليمن ستضفر بسفن العدو، ومن نتائج هذا الخيار النوعي الضفر بسفينة إسرائيلية.
من هذه الخطوة الشجاعة التي بعثت روح الحمية لدى الشعوب العربية وكسرت الغطرسة الصهيونية، وهشّمت صورة الكيان الغاصب ومن خلفه الدول الغربية كانت رسالة اليمن واضحة لكل العالم مفادها “ سنتحمل التبعات ولا نكترث بالتهديدات فموقفنا الأخلاقي والديني لا يقبل بأن تصطف دول الغرب الكافر مع العدو الإسرائيلي المجرم وهو ظالم ونحن لا نعمل شيء مع الشعب الفلسطيني هو المظلوم “ .. فلسطين قضيتنا وهي بالنسبة لنا خط أحمر، هذه الخطوة رسمت موقف اليمن الواضح وخاطبت دول العالم بلغة واضحة..
إلى هنا ويكفي توحش وإجرام، من يهدد الأمن القومي العربي والملاحة البحرية العالمية هو الكيان المجرم وأمريكا، إذا كنتم حريصون على ألا يتمدد الصراع فعليكم بإقناع أمريكا بالتوقف فوراً عن الجرائم الوحشية بحق شعبنا في غزة وعن إرسال أسلحتها الفتاكة للعدو المجرم.
بالنسبة لنا فقد عرفتم سلوكنا خلال ثمان سنوات رغم جميع الاستفزازات والمعاناة التي تحملناها وكيف حافظنا على سلامة الملاحة، لكن حينما يتعلق الأمر بفلسطين فمن الآن يجب أن تعرفوا سلوكنا الذي لم تعهدوه.
ثمان سنوات واليمن محتفظ بسلاحه الأقوى والاستراتيجي رغم تعرضه لعدوان كوني وحصار خلف ركام هائل من الأزمات التي مازالت تداعياتها إلى اليوم مثل توقف الرواتب وتدني مستوى المعيشة وازدياد رقعة الفقر بسبب إنعدام الموارد وإغلاق ميناء الحديدة ونهب الثروة النفطية، وبما أن فلسطين هي قضية اليمن الأولى ومن أجلها تحملت اليمن ثمن موقفها بعدوان وحصار لهذه السنوات وقدمت مئات الآلاف من الشهداء فلن تقدم تنازلات عن كل هذه التضحيات، فلسطين هي العين، والعين مفتوحة والعمليات الصاروخية والعسكرية مستمرة.
ضجيج العالم والتهديدات تجاوزناها في بداية انطلاقة المشروع، لذلك لا جديد.. والجديد فقط هو فيما نقول ونفعل.. ( تقول اليمن ).
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: البحر الأحمر العدوان على هذا الخیار باب المندب هذه الخطوة على الیمن فی البحر أکثر من فی حال على أن
إقرأ أيضاً:
فشل العدوان على اليمن واستحالة تحقيق أهداف ترامب
يمانيون/ تقارير
تُشيرُ تقاريرُ إعلامية غربية، استناداً إلى مصادر مطلعة، إلى أن التكلفة المتصاعدة للعملية العسكرية الأميركية ضد اليمن بلغت أرقاماً قياسية غير مسبوقة في ظل محدودية الإنجاز وصعوبة تحقيق أيٍ من أهداف الرئيس الأمريكي ترامب الذي يُحاول في إطار حرب داخلية أمريكية أن يُثبت اختلاف استراتيجيته عن طريقة سلفه بايدن، لكن، وبعد مرور 20 يوما على بدء الحملة، تؤكد المعطيات الميدانية والمؤشرات العسكرية أن النتائج هي ذاتها التي حصل عليها بايدن والمخيبة لطموحات وأهداف الإدارات الامريكية،
في هذا السياق نقلت شبكة CNN نقلا عن مسؤولين أمريكيين في وزارة الحرب قولهم إن “التكلفة الإجمالية للعملية العسكرية الأميركية تقترب من مليار دولار في أقل من ثلاثة أسابيع”.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن هذه العملية العسكرية، التي بدأت في 15 مارس، شهدت استخدام كميات كبيرة من الذخائر، حيث استهلكت بالفعل “مئات الملايين من الدولارات من الذخائر، بما في ذلك صواريخ كروز بعيدة المدى من طراز JASSM، وقنابل JSOW، وهي قنابل انزلاقية موجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وصواريخ توماهوك”.
ونقلت CNN عن مسؤولين دفاعيين بأن “قاذفات بي-2 التي تنطلق من دييغو غارسيا تستخدم أيضاً في الحملة ضد اليمن، كما سيتم قريبا نقل حاملة طائرات إضافية فضلا عن العديد من أسراب المقاتلات وأنظمة الدفاع الجوي إلى منطقة القيادة المركزية”.
أشارت الشبكة إلى قلق بعض المسؤولين في القيادة الأميركية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ بشأن حجم الأسلحة بعيدة المدى المستخدمة في العملية ضد من تسميهم “الحوثيين”، لما قد يمثله ذلك من تأثير على جاهزية الجيش الأميركي في المحيط الهادئ، وهو ما قلل من أهميته مسؤول دفاعي آخر، مؤكداً على الاحتفاظ بصلاحية استخدام كامل القدرات العسكرية عند الحاجة.
على الرغم من هذا الإنفاق الكبير والجهود العسكرية المكثّفة، نقلت الشبكة عن مصادرها أن الهجمات كان لها تأثير محدود في تدمير قدرات الجيش اليمني، وأقر مسؤولون مطلعون بأن القوات المسلّحة اليمنية “لا تزال قادرة على تحصين مخابئها والاحتفاظ بمخزونات أسلحتها تحت الأرض، تمامًا كما فعلت خلال الضربات التي نفذتها إدارة بايدن لأكثر من عام”.
يقول المسؤولون للشبكة الإعلامية الأمريكية: “اليمن لا يزال قادراً على تحصين مخابئه والاحتفاظ بمخزونات أسلحته تحت الأرض”، تماماً كما حدث خلال ضربات بايدن التي استمرت عاماً كاملاً! حتى نائب الرئيس الأمريكي فانس يصف العملية بـ”خطأ”، لكن ترامب يُصر على تكراره.
حتى الطائرات الشبحية B-2 -التي تُكلِّف رحلة الواحدة منها ملايين الدولارات- فشلت في تحقيق أي هدف لترمب! CNN عن مصادرها تكشف أن أي من القادة اليمنيين المطلوبين لم يقتلوا، في ظل تزايد أعداد ضحايا العمليات الأمريكية في صفوف المدنيين.
مصدرٌ دفاعي آخر أشار إلى حاجة البنتاغون طلب تمويل إضافي من الكونغرس لمواصلة العملية، مع وجود انتقادات واسعة للعملية من أطراف مختلفة في واشنطن.
وبالرغم من الصلاحيات الواسعة التي منحتها الإدارة الأمريكية للقادة العسكريين من أجل تحقيق “تأثير استراتيجي”، إلا أن مدى العملية ومدتها غير واضحَين، في ظل استمرار إطلاق الصواريخ اليمنية، وتواصل عمليات إسقاط طائرات MQ-9 Reaper. ووفقاً لـ CNN
فمن الواضح أن ترمب الذي رفع السقف عالياً في حملته على اليمن يصطدم اليوم بالعجز عن تحقيق أي من أهدافه، الأمر الذي تعكسه تصريحاتُه المتناقضة بين فترة وأخرى، وهو فشل لا شك ينعكس على حملته الدعائية التي يخوضها داخلياً وتهدد بتداعيات على أركان حكمه، وتُسقط شعارات أهداف حملته الانتخابية والرئاسية.
تحد استراتيجي للبحرية الأمريكية
في السياق ذاته، ومع ارتفاع وتيرة العمليات اليمنية النوعية ضد القطع البحرية الامريكية، تزداد المخاوف من نتائج هذه العمليات، حيث اعتبر موقع “ناينتين فورتي فايف” الأمريكي المتخصص بشؤون الدفاع أن القوات اليمنية تواصل التصعيد وإجبار حاملة طائرات أخرى على دخول المواجهة، ما يمثل تحديًا استراتيجيًا للبحرية الأمريكية، وأكد أن اليمنيين يشكلون تهديدًا متزايدًا في البحر الأحمر.
ولفت الموقع إلى سيناريو غير مسبوق ومثير للقلق تضع معه البحرية الأمريكية في حساباتها احتمالًا لم يكن واردًا من قبل، وهو تعرض إحدى حاملات طائراتها لضربة صاروخية يمنية.
صحيفة جورازليم بوست الصهيونية أشارت إلى أنه بعد أسبوعين من بدء العدوان الأمريكي على اليمن، يواصل اليمنيون القتال دون بوادر استسلام، ويمسكون بزمام المواجهة واستهداف السفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر والتصعيد في عملياتهم ضد كيان العدو.
خطأ استراتيجييقرّ الإعلام الغربي بفشل واشنطن في التعاطي مع التحدي اليمني إلى درجة مُحرجة، مجلة “وورلد بوليتيكس ريفيو” الأمريكية اعتبرت قرار إدارة ترامب مهاجمة اليمن خطأً استراتيجيا، وأكدت أنه من غير المرجح أن تنجح في وقف العمليات اليمنية، ما سيضع إدارة ترامب في مأزق يكون فيه أمام خيارين: إما الانسحاب بشكل مهين أو التصعيد غير المجدي.
أوضحت المجلة أن المخاطر الناجمة عن قصف اليمن تفوق بشكل كبير أي فوائد مزعومة، ولفتت المجلة إلى أن تكلفة الحرب ضد اليمن باهظة، حيث تُستنزف القدرات العسكرية الأمريكية. وأشارت إلى أن بعض التقديرات تقول إن الولايات المتحدة أنفقت نحو خمسة مليارات دولار لمواجهة الهجمات اليمنية حتى أكتوبر الماضي.
موقع موندويس الأمريكي ذكر أن اليمن يتصرف بمسؤولية لوقف الإبادة الجماعية في فلسطين، ويتعرض لقصف أمريكي وحشي لضمان إفلات “تل ابيب” من العقاب والاستمرار في ارتكاب جرائمها الدولية.
موقع “ذا ماريتايم إكزكيوتيف” الأمريكي المتخصص في الملاحة البحرية شدد على أن ضربات ترامب لن تكون أفضل من ضربات بايدن، ولن تكون رادعا لوقف هجمات اليمنيين، فيما يثبت اليمنيون قدرتهم على الصمود.
وكانت وزارة الحرب الأمريكية أعلنت في وقت سابق أن وزير الحرب الأمريكي أمر بإرسال “أسراب إضافية وأصول جوية أخرى في المنطقة بهدف تعزيز قدرات الدفاعات الجوية”، ما يؤكد قصور الأصول العسكرية الأمريكية في البحر الأحمر أمام القدرات اليمنية، وفاعلية عمليات القوات المسلحة اليمنية.
نقلا عن موقع أنصار الله