تحليل أمريكي يتناول تأثير حرب غزة على واشنطن في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
شفق نيوز / تناول تحليل لمعهد "أتلانتيك" التأثير الذي خلّفته هجمات حماس في السابع من أكتوبر والرد الإسرائيلي المستمر في غزة، على استراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وجاء في التحليل، أن الصراع المتجدد بين غزة وإسرائيل أدى إلى زيادة الإلحاح على الولايات المتحدة للانخراط أكثر في المنطقة، وهو من هذا المنظور "مجرد تطور من بين العديد من التطورات التي تتطلب قيادة أميركية متجددة" في المنطقة.
وبحسب ذات التحليل، يُمثّل مقال الرأي الذي كتبه الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأسبوع الماضي، والذي نُشر في صحيفة "واشنطن بوست" واجهة لسياسة واشنطن المرتقبة في المنطقة.
وفي مقاله، كتب بايدن قائلا إن "الولايات المتحدة لن تتراجع عن تحدي بوتين وحماس".
كما استشهد التحليل بمداخلة منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط، بريت ماكغورك، في حوار المنامة 2023 في البحرين، السبت الماضي.
وتناولت تصريحات ماكغورك، عموما، المضي في مسعى تأمين وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة والإفراج عن جزء من الرهائن المحتجزين لدى حماس، وهي الصفقة التي تم الإعلان عنها في النهاية، الثلاثاء، والتي ستشمل أيضًا إطلاق إسرائيل سراح عشرات السجناء الفلسطينيين.
في نظر التحليل، تقوم سياسة بايدن في الشرق الأوسط على خمسة محاور أساسية وهي: الشراكة، والردع، والدبلوماسية، والتكامل، والقيم المشتركة. وهذه النقاط الخمس، تتّبع المبادئ التوجيهية الخمسة التي قدمها ماكغورك باعتبارها "مبدأ بايدن" للشرق الأوسط وقال كاتب التحليل، دانيال موتون، بالخصوص "تجّلت هذه السياسة في رحلة بايدن عام 2022 إلى المنطقة وفي نهج استراتيجية الأمن القومي لعام 2022 تجاه الشرق الأوسط".
وتتضمن هذه العناصر خمس خطوات فيما يخص قطاع غزة، وهي: عدم التهجير القسري للفلسطينيين، وعدم إعادة احتلال إسرائيل لغزة مجددا، وعدم تقليص أراضي غزة، بالإضافة إلى عدم استخدام غزة لمهاجمة إسرائيل مرة أخرى، وعدم حصار السكان المدنيين.
يترتب عما سبق، وفق التحليل، خمس خطوات رئيسية، لتحقيق حل دائم للأزمة وهي : أن يكون الشعب الفلسطيني في مركز غزة بعد هذه الحرب، وأن تعود الضفة الغربية وغزة إلى حكم موحد، وأن تكون إسرائيل آمنة، إلى جانب تحسين نوعية العيش لسكان غزة، وإيجاد آلية لإعادة إعمار القطاع بشكل يجعله قابلا للحياة.
ويقول "لكن يجب أن يتم ذلك جنبا إلى جنب مع مجموعة أوسع من الإجراءات الأميركية، بما في ذلك، التعبير عن التزام الولايات المتحدة تجاه المنطقة، خصوصا بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان عام 2021، ومواجهة التوسع الصيني، من جهة، والغزو الروسي لأوكرانيا، من جهة أخرى، إلى جانب التصدي للتوسع الإقليمي الإيراني، وتعزيز التوافق بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
وحتى الآن، نجحت الولايات المتحدة في تخفيف المخاطر العسكرية المباشرة المرتبطة بهجوم حماس في أكتوبر الماضي، والتوسع الإقليمي الكبير للصراع.
ولا الكاتب، النظر إلى الصراع بمعزل عما يجري على الساحة الدولية، ويرى أن الحاجة الأكثر إلحاحاً الآن تتلخص في حل الصراع بين إسرائيل وحماس، وإعادة تأسيس قوة الردع الإسرائيلية، والتقدم نحو حل الدولتين.
ورغم أن الصراع بين إسرائيل وحماس لم ينته بعد، فإن وقف إطلاق النار المؤقت المعلن والإفراج الجزئي عن الرهائن المرتقب هذا الجمعة، سيفتحان المجال أمام المساعدات الإنسانية وتوسيع نطاق الدبلوماسية.
ومن الممكن أن تساعد هذه الجهود الأخيرة في تخفيف التوتر، في ظل هدف إسرائيل المتمثل في القضاء على حماس وما يترتب على ذلك من خسائر في صفوف المدنيين وتدهور الأوضاع الإنسانية.
يقول التحليل في الصدد "من خلال المساعدة في تحقيق هذا التقدم، من الواضح أن البيت الأبيض يفهم أن المتطلبات الأمنية لإسرائيل على المدى الطويل مرتبطة بحماية أرواح المدنيين وعدم تصرفها كقوة احتلال في غزة".
وبشكل عام، يرى التحليل أن تحقيق أمن طويل الأمد في الشرق الأوسط، مرتبط بـ"القدرة على الحفاظ على نظام ردع إقليمي دائم ضد إيران ووكلائها".
ويرى أن هذا النظام الإقليمي سيعتمد على ضغط الولايات المتحدة نحو حل الدولتين "هذا التقدم سيسمح بدوره لإسرائيل بتطبيع علاقتها مع المملكة العربية السعودية والاندماج بشكل أكثر شمولاً في المنطقة" يؤكد التحليل.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي واشنطن الشرق الاوسط غزة أمريكا حرب غزة الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
ترامب وحقبة الشرق الأوسط الجديد
تتردد شائعات حول انسحاب الولايات المتحدة من سوريا منذ سنوات في أجندة الرأي العام الدولي. وفي فبراير الماضي، كشفت تقارير استخباراتية أن واشنطن تعمل هذه المرة على تسريع العملية بشكل جاد. ورغم أن الانسحاب يتم بشكل تدريجي بحجة مخاوف أمنية تتعلق بقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، إلا أن السبب الحقيقي مرتبط مباشرة بالمخاطر والضغوط التي يمارسها الكيان الصهيوني واللوبي اليهودي في أمريكا. فالكيان الصهيوني يخشى من التزام قسد بالاتفاقيات مع حكومة دمشق، ويشعر بقلق بالغ من تزايد نفوذ تركيا، التي تُعتبر الفاعل الوحيد القادر على تحقيق الاستقرار في سوريا.
أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان على دراية بالخطط القذرة، فقد كان مصمما على عدم الانجراف لهذه اللعبة. فاللوبي الصهيوني يسعى إلى تحريك مسلحي «داعش» والميليشيات الشيعية، وتنظيم وحدات حماية الشعب (YPG) والأقليات الدرزية، أو العلوية في المنطقة، لتحويل سوريا إلى «لبنان جديدة»، ثم جر القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) إلى هذه الفوضى. لكن يبدو أن إدارة ترامب تقاوم هذا السيناريو بقوة.
حصل ترامب على الفرصة لتنفيذ خطته الاستراتيجية للانسحاب ليس كـ»تراجع»، بل كإعادة تموضع
فعندما أراد ترامب الانسحاب من سوريا في 2019 خلال ولايته الرئاسية الأولى، تمت إعاقة هذه الخطوة من قبل المحافظين الجدد الموالين للكيان الصهيوني، واللوبي اليهودي المؤثرين في الدولة العميقة الأمريكية. وشملت الضغوط على ترامب حججا عدة مفادها، أن الانسحاب سيعود بالنفع على إيران وروسيا، ويعرض أمن الكيان الصهيوني للخطر، بالإضافة إلى مخاطر تدخل تركيا، ضد أي «دولة إرهاب» قد تقام في المناطق الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب. في ذلك الوقت، لم يكن ترامب يتمتع بالقوة الكافية لمواجهة هذه الضغوط، فلم يستطع تنفيذ استراتيجية الانسحاب، لكن اليوم، اختفت معظم المبررات التي حالت دون الانسحاب، فقد تم احتواء تهديد «داعش»، وأقامت تركيا توازنا جديدا على الأرض عبر عملياتها العسكرية، كما أصبحت مكاسب إيران وروسيا في سوريا قابلة للتوقع، ولم يتبق سوى عامل واحد، وهو استراتيجيات الكيان الصهيوني المعطلة. حتى الآن، تشكلت خطة «الخروج من سوريا» لصالح ترامب سياسيا داخليا وخارجيا، وقد أضعف ترامب بشكل كبير نفوذ المحافظين الجدد، واللوبي الصهيوني مقارنة بفترته الأولى. كما أن مطالب الكيان الصهيوني المفرطة، يتم تحييدها بفضل الدور المتوازن الذي يلعبه الرئيس أردوغان.
وهكذا، حصل ترامب على الفرصة لتنفيذ خطته الاستراتيجية للانسحاب ليس كـ»تراجع»، بل كإعادة تموضع تتماشى مع الاستراتيجية العالمية الجديدة للولايات المتحدة. لأن «الاستراتيجية الكبرى» لأمريكا تغيرت: فالشرق الأوسط والكيان الصهيوني فقدا أهميتهما السابقة. يعتمد ترامب في سياسة الشرق الأوسط للعصر الجديد على نهج متعدد الأقطاب، لا يقتصر على الكيان الصهيوني فقط، بل يشمل دولا مثل تركيا والسعودية وقطر والإمارات ومصر وحتى إيران. وهذا النهج يمثل مؤشرا واضحا على تراجع تأثير اللوبي اليهودي، الذي ظل يوجه السياسة الخارجية الأمريكية لسنوات طويلة. وإلا، لكانت الولايات المتحدة قد تخلت عن فكرة الانسحاب من سوريا، وعززت وجودها على الأرض لصالح الكيان الصهيوني، ما كان سيؤدي إلى تقسيم البلاد وتفتيتها إلى خمس دويلات فيدرالية على الأقل. لكن ترامب، خلال الاجتماع الذي عُقد في البيت الأبيض في 7 أبريل بحضور رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو، أعلن للعالم أجمع أن تركيا والرئيس أردوغان هما فقط الطرفان المعتمدان في سوريا. كانت هذه الرسالة الواضحة بمثابة رسم لحدود للكيان الصهيوني واللوبي الصهيوني في أمريكا.
ينبغي عدم الاستهانة بخطوات ترامب، ليس فقط في ما يتعلق بالانسحاب من سوريا، بل أيضا في تحسين العلاقات مع إيران بالتنسيق مع تركيا وروسيا. هذه الخطوات حاسمة، وقد تم اتخاذها، رغم الضغوط الشديدة من اللوبي اليهودي الذي لا يزال مؤثرا في السياسة الأمريكية. ولهذا السبب، يتعرض ترامب اليوم لانتقادات حادة من الأوساط الصهيونية والمحافظين الجدد، سواء داخل أمريكا أو خارجها.
المصدر: القدس العربي