يتوقع خبراء عسكريون ومحللون أن تؤدي صفقة تبادل الأسرى التي ستبدأ غدا الجمعة إلى صفقات أخرى لتبادل الأسرى، لأن السقف النهائي للمقاومة الفلسطينية هو تبييض السجون الإسرائيلية من الفلسطينيين، بالإضافة إلى أن المجتمع الإسرائيلي سيطالب حكومته بالإفراج عن بقية المحتجزين لدى المقاومة في قطاع غزة.

وأكد الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري أن هناك عملية تبادل مجزأة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، وأن ما تم خلال الهدنة التي تم التوصل إليها حاليا هي المرحلة الأولى، لكن السقف النهائي الذي وضعته المقاومة هو تببييض السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين.

ورجّح الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى أن تزداد الضغوط الداخلية في إسرائيل على حكومة بنيامين نتنياهو إذا نجحت صفقة التبادل الحالية، وسيطالب المجتمع الإسرائيلي بعقد صفقة أخرى للإفراج عن بقية المحتجزين لدى المقاومة، وعددهم يتراوح بين 190 و200، باعتبار أن الحديث حاليا هو عن 50 فقط.

وكما أشار مهند مصطفى -في حديثه ضمن الوقفة التحليلية اليومية على قناة الجزيرة "غزة.. ماذا بعد؟"- إلى أن السلطات الإسرائيلية نفسها متخوفة مما سماه سيناريو تراكم الهدن الإنسانية وهدن تبادل الأسرى، باعتبار أن هذه الهدن ستزيد الضغوط الداخلية عليها وستؤدي إلى إطالة أمد الحرب، وبالتالي تآكل الأهداف العسكرية التي وضعتها.

وأوضح أن إسرائيل تريد في الوقت الحالي إتمام صفقات تتعلق بالمدنيين الإسرائيليين، ثم تأتي المرحلة الأصعب والخاصة بمحاولة التوصل إلى صفقة لتبادل العسكريين، مشيرا إلى أن إسرائيل تعلم أنه مقابل الإفراج عن هؤلاء، ستطالب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بتبييض السجون الإسرائيلية والإفراج عن فلسطينيين ذوي أحكام عالية، وتوقع أن يبدأ النقاش الكبير والانقسام داخل إسرائيل.

وقال أيضا إن إسرائيل خضعت لصفقة التبادل الحالية تحت الضغط الداخلي والإخفاق العسكري في قطاع غزة.

استمرار الحرب

ومن جهة أخرى، اتفق الخبيران على أن الاحتلال الإسرائيلي سيواصل خلال الساعات الأخيرة قبيل بدء الهدنة التصعيد في عملياته العسكرية داخل قطاع غزة.

وقال الدويري إن التركيز الأساسي للاحتلال سيكون محاولة إحداث اختراقات في مسافات بينية ضيقة، وسيسعى إلى تعزيز الإمدادات والقوات استعدادا لاندلاع القتال مجددا بعد الهدنة المؤقتة.

كما أن الإسرائيليين يخشون -بحسب الدويري- أن تعيد المقاومة الفلسطينية تنظيم صفوفها، وقال إنه لا يمكن إنكار أن المقاومة تلقت ضربات مؤلمة خلال الحرب على غزة، وبالتالي ستقوم بتطوير خطتها القتالية لتتلاءم مع التحديات التالية.

ومن جهته، توقع الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن تستمر إسرائيل قبل الهدنة وبعدها في عملياتها العسكرية على غزة، مؤكدا أن المجتمع الإسرائيلي مجند لصالح الحرب وداعم لاستمرارها، لكنه قد يغير موقفه بسبب الثمن الذي سيدفعه جراءها.

المساعدات لصمود أهل غزة

وبشأن موقف أهل قطاع غزة من الهدنة التي تم التوصل إليها بوساطة قطرية ومصرية، قال المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش إن أهل القطاع ينتظرون فتح المعابر لتتدفق المساعدات والوقود لتشغيل المستشفيات.

وشدد على أن المواطنين في غزة يحتاجون إلى إغاثة عاجلة لتعزيز صمودهم على الأرض بعد أن أصبحوا لاجئين في مراكز الإيواء والأماكن العامة وبعد هجرة الناس من شمال القطاع إلى جنوبه.

وأكد منير البرش -الذي كان يتحدث ضمن الوقفة التحليلية "غزة.. ماذا بعد؟" من داخل المستشفى الإندونيسي- على ضرورة تشغيل المستشفيات لتعزيز صمود الناس، خاصة وأن الاحتلال يعمل على قتل المقومات الأساسية في القطاع لتحقيق هدفه.

وأعلنت وزارة الخارجية القطرية في وقت سابق اليوم الخميس أن الهدنة في قطاع غزة ستبدأ غدا الجمعة الساعة 7 صباحا بالتوقيت المحلي، وقد نشرت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بنود الاتفاق في وقت أعلن فيه وزير إسرائيلي استعداد تل أبيب لزيادة مدة الهدنة إلى 10 أيام.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

باحث سياسي: مفاوضات إنهاء الحرب خارج قاموس الحكومة الإسرائيلية المتطرفة

قال الدكتور بشير عبد الفتاح، الكاتب والباحث السياسي، إنّ مفاوضات إنهاء الحرب خارج قاموس الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، مشيرًا إلى أنّ الحديث عن الأمل بالتوصل إلى صفقة وقرب وقف إطلاق النار قديم جديد بات ممجوجا إلى حد كبير.

وأضاف عبد الفتاح، في تصريحات مع الإعلامي رعد عبد المجيد، عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّه على مدار 400 يوم، يتم تمرير هذه الادعاءات والمزاعم، وأن المنطقة قاب قوسين أو أدنى من وقف إطلاق النار وأن المبعوثين الأمريكيين سيُحدثون تقدما، ومع ذلك لا يحدث أي شيء من هذا القبيل.

وتابع: «يجب ألا نقف بجدية أو نأخذ بمحمل الجدهذه التصريحات، لأنها ليست بالأمر المستحدث، أما بالنسبة إلى استمرار العدوان والقتل وجرائم الحرب التي يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإن هذا الواقع، فقد دأب الاحتلال على الإمعان في ارتكاب أبشع الجرائم بحق الفلسطينيين واللبنانيين في مسعى لاستعادة الردع المفقود الذي فقده جيش الاحتلال بعد 7 أكتوبر 2023 علاوة على ممارسة سياسة الأرض المحروقة لرفع كلفة الدعم الشعبي للمقاومة، سواء في فلسطين أو لبنان، ورغبة نتنياهو في فرض أمر واقع جديد من خلال القوة في غزة وجنوب لبنان تتقبله الإدارة الأمريكية الجديدة وتقره بمجرد تسلمها مهام منصبها في 20 يناير المقبل».

مقالات مشابهة

  • يونيسف: لا يزال هناك خسائر كبيرة في صفوف أطفال غزة بسبب الحرب الإسرائيلية
  • يونيسف يعلن وجود خسائر كبيرة في صفوف أطفال غزة بسبب الحرب الإسرائيلية
  • موهبة أفريقية.. إبرام أغلى صفقة في تاريخ الدوري الأمريكي
  • الصحة اللبنانية: استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على أراضينا
  • ميليشيا حشدوية:سنقاتل إسرائيل حتى الموت من أجل الدفاع عن إيران
  • باحث سياسي: مفاوضات إنهاء الحرب خارج قاموس الحكومة الإسرائيلية المتطرفة
  • الحية: اتصالات لتحريك المفاوضات ولا صفقة دون وقف الحرب على غزة
  • بالفيديو.. جنود الاحتلال يفرّون أمام مقاتلي المقاومة الفلسطينية في شمال غزة
  • جشي: إسرائيل تسعى لزعزعة البيئة المقاومة بمجازرها
  • عمرو خليل: "البث الإسرائيلية" كشفت عن مخطط جيش الاحتلال لفصل شمال غزة عن القطاع