بعد هدنة غزة.. هل تنجح المقاومة في إبرام صفقة لتبييض سجون الاحتلال؟
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
يتوقع خبراء عسكريون ومحللون أن تؤدي صفقة تبادل الأسرى التي ستبدأ غدا الجمعة إلى صفقات أخرى لتبادل الأسرى، لأن السقف النهائي للمقاومة الفلسطينية هو تبييض السجون الإسرائيلية من الفلسطينيين، بالإضافة إلى أن المجتمع الإسرائيلي سيطالب حكومته بالإفراج عن بقية المحتجزين لدى المقاومة في قطاع غزة.
وأكد الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري أن هناك عملية تبادل مجزأة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، وأن ما تم خلال الهدنة التي تم التوصل إليها حاليا هي المرحلة الأولى، لكن السقف النهائي الذي وضعته المقاومة هو تببييض السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين.
ورجّح الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى أن تزداد الضغوط الداخلية في إسرائيل على حكومة بنيامين نتنياهو إذا نجحت صفقة التبادل الحالية، وسيطالب المجتمع الإسرائيلي بعقد صفقة أخرى للإفراج عن بقية المحتجزين لدى المقاومة، وعددهم يتراوح بين 190 و200، باعتبار أن الحديث حاليا هو عن 50 فقط.
وكما أشار مهند مصطفى -في حديثه ضمن الوقفة التحليلية اليومية على قناة الجزيرة "غزة.. ماذا بعد؟"- إلى أن السلطات الإسرائيلية نفسها متخوفة مما سماه سيناريو تراكم الهدن الإنسانية وهدن تبادل الأسرى، باعتبار أن هذه الهدن ستزيد الضغوط الداخلية عليها وستؤدي إلى إطالة أمد الحرب، وبالتالي تآكل الأهداف العسكرية التي وضعتها.
وأوضح أن إسرائيل تريد في الوقت الحالي إتمام صفقات تتعلق بالمدنيين الإسرائيليين، ثم تأتي المرحلة الأصعب والخاصة بمحاولة التوصل إلى صفقة لتبادل العسكريين، مشيرا إلى أن إسرائيل تعلم أنه مقابل الإفراج عن هؤلاء، ستطالب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بتبييض السجون الإسرائيلية والإفراج عن فلسطينيين ذوي أحكام عالية، وتوقع أن يبدأ النقاش الكبير والانقسام داخل إسرائيل.
وقال أيضا إن إسرائيل خضعت لصفقة التبادل الحالية تحت الضغط الداخلي والإخفاق العسكري في قطاع غزة.
استمرار الحربومن جهة أخرى، اتفق الخبيران على أن الاحتلال الإسرائيلي سيواصل خلال الساعات الأخيرة قبيل بدء الهدنة التصعيد في عملياته العسكرية داخل قطاع غزة.
وقال الدويري إن التركيز الأساسي للاحتلال سيكون محاولة إحداث اختراقات في مسافات بينية ضيقة، وسيسعى إلى تعزيز الإمدادات والقوات استعدادا لاندلاع القتال مجددا بعد الهدنة المؤقتة.
كما أن الإسرائيليين يخشون -بحسب الدويري- أن تعيد المقاومة الفلسطينية تنظيم صفوفها، وقال إنه لا يمكن إنكار أن المقاومة تلقت ضربات مؤلمة خلال الحرب على غزة، وبالتالي ستقوم بتطوير خطتها القتالية لتتلاءم مع التحديات التالية.
ومن جهته، توقع الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن تستمر إسرائيل قبل الهدنة وبعدها في عملياتها العسكرية على غزة، مؤكدا أن المجتمع الإسرائيلي مجند لصالح الحرب وداعم لاستمرارها، لكنه قد يغير موقفه بسبب الثمن الذي سيدفعه جراءها.
المساعدات لصمود أهل غزةوبشأن موقف أهل قطاع غزة من الهدنة التي تم التوصل إليها بوساطة قطرية ومصرية، قال المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش إن أهل القطاع ينتظرون فتح المعابر لتتدفق المساعدات والوقود لتشغيل المستشفيات.
وشدد على أن المواطنين في غزة يحتاجون إلى إغاثة عاجلة لتعزيز صمودهم على الأرض بعد أن أصبحوا لاجئين في مراكز الإيواء والأماكن العامة وبعد هجرة الناس من شمال القطاع إلى جنوبه.
وأكد منير البرش -الذي كان يتحدث ضمن الوقفة التحليلية "غزة.. ماذا بعد؟" من داخل المستشفى الإندونيسي- على ضرورة تشغيل المستشفيات لتعزيز صمود الناس، خاصة وأن الاحتلال يعمل على قتل المقومات الأساسية في القطاع لتحقيق هدفه.
وأعلنت وزارة الخارجية القطرية في وقت سابق اليوم الخميس أن الهدنة في قطاع غزة ستبدأ غدا الجمعة الساعة 7 صباحا بالتوقيت المحلي، وقد نشرت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بنود الاتفاق في وقت أعلن فيه وزير إسرائيلي استعداد تل أبيب لزيادة مدة الهدنة إلى 10 أيام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
المقاومة بالسكاكين.. الفصائل الفلسطينية تفاجئ الاحتلال بعمليات نوعية مؤلمة
◄ قتل جندي طعنا بالسكين والاستيلاء على سلاحه وإلقاء قنابل يدوية داخل دبابة
◄ طعن ضابط إسرائيلي و3 جنود واغتنام أسلحتهم
◄ الإجهاز على قناص ومساعده من المسافة صفر
◄ تنفيذ أول "عملية استشهادية" في غزة منذ 20 عامًا
الرؤية- غرفة الأخبار
بعد 442 يوماً من الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة، لا تزال فصائل المُقاومة الفلسطينية تلقن الاحتلال دروسًا قاسية عبر تنفيذ العديد من العمليات النوعية والكمائن المركبة التي توقع جنود الاحتلال بين قتيل وجريح وتدمر آلياته العسكرية.
يأتي ذلك في الوقت الذي تشن فيه إسرائيل حملة عسكرية مُوسعة على شمال القطاع منذ أكتوبر الماضي، دمرت فيه كل ما تبقى من مظاهر الحياة، وفرضت حصارا مشددا لإجبار السكان على النزوح، كما استهدفت المستشفيات ومراكز الإيواء.
ولقد فاجأت الفصائل الفلسطينية إسرائيل في الأيام الأخيرة بتنفيذ عمليات نوعية مركبة أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من جنود وضباط الاحتلال الإسرائيلي.
وفي الثامن عشر من ديسمبر الجاري، أعلنت كتائب القسام أن أحد مُقاتليها تمكن من الإجهاز على جندي إسرائيلي بجوار دبابة "ميركافا" والاستيلاء على سلاحه، وإلقاء قنبلتين يدويتين داخل الدبابة، وذلك غرب مدينة بيت لاهيا بشمال قطاع غزة.
وفي اليوم التالي، تمكن أحد مقاتلي كتائب القسام من طعن ضابط إسرائيلي و3 جنود من نقطة الصفر والإجهاز عليهم واغتنام أسلحتهم الشخصية في مُخيم جباليا في شمال غزة.
وفي يوم 20 ديسمبر، نفذت الكتائب عملية أمنية معقدة، إذ تمكن عدد مقاتل من القسام من الإجهاز على قناص صهيوني ومساعده من مسافة صفر في مخيم جباليا شمال القطاع، وبعد ساعة من الحدث، تنكر القساميّ مرتدياً لباس جنود الاحتلال، واستطاع الوصول لقوة إسرائيلية مكونة من 6 جنود وتفجير نفسه فيهم بحزام ناسف وإيقاعهم بين قتيل وجريح.
وبالأمس، قالت كتائب القسام: "في عملية مركبة، تمكن مجاهدو القسام من الإجهاز على 3 جنود صهاينة طعناً بالسكاكين واغتنموا سلاحهم الشخصي، ثم اقتحموا منزلاً تحصنت به قوة راجلة وأجهزوا على جنديين من أفرادها عند بوابة المنزل، واشتبكوا مع الآخرين من مسافة صفر وسط مخيم جباليا شمال القطاع".
وفي نفس اليوم، تمكن عدد من مقاتلي القسام من إلقاء قنابل يدولية إسرائيلية الصنع صوب جنود بجوار ناقلة جند، مؤكدة: "أوقعناهم بين قتيل وجريح وسط مخيم جباليا".
وتعليقاً على هذه العمليات، قال المحلل الفلسطيني سعيد زياد، إن الأيام الماضية شهدت تنفيذ أول عملية استشهادية في قطاع غزة بحزام ناسف منذ منذ عشرين عاما، مضيفا: "هذه العملية لها دلالات عظيمة، أولها حالة الاستبسال منقطعة النظير، والالتحام غير المسبوق بين العدو والمقاتلين".
وأوضح في تصريحات تليفزيونية: "توقيت العملية مهم جدا، لأنها جاءت في خضم السياق التفاوضي، وتكتيكها الذي يعيدنا إلى زمن عمليات يحيى عياش، والوسيلة المتمثلة بالحزام الناسف، كلها سيكون لها تأثيرات كبيرة على السياق التفاوضي وشكل الحرب ونهايتها، بل سيمتد تأثيرها إلى شكل الصراع بأسره".
وفي سياق آخر، طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة بإنهاء الحرب على قطاع غزة، مطالبة حكومة الاحتلال بالتوصل لاتفاق الآن يضمن الإفراج عن جميع الأسرى.
وقالوا في بيان: "علينا إنهاء الحرب من أجل ضمان عودة المختطفين الآن، إنهاء الحرب ليس إخفاقا وليس ثمنا والأهم عودة أبنائنا المختطفين، كما نطالب الرئيس ترمب بالضغط لإبرام صفقة شاملة فالأسرى لن يصمدوا حتى الشهر المقبل.. ونتنياهو وزمرته ضللوا الشعب من أجل إحباط الصفقة، كفى ضغطا عسكرياً يقتل المختطفين بدلا من إعادتهم".