تصعيد حوثي في جبهات مأرب وتعز وسط حراك إقليمي ودولي لإنجاح خريطة السلام
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
خلال الأسابيع الماضية، صعدت جماعة الحوثي من أعمالها العدائية في جبهات محافظتي مأرب (شرق) وتعز (جنوب غرب)، مستغلة أحداث غزة في محاولة لتعزيز أجندتها السياسية، وسط حراك إقليمي ودولي مستمر لإنجاح خارطة السلام في البلاد.
وشنت الجماعة المسلحة المدعومة من إيران، عدة هجمات على مواقع للجيش اليمني في مناطق مختلقة لجبهتي مأرب وتعز، وأدى ذلك إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، كما تعرض رئيس أركان الجيش اليمني لمحاولة اغتيال بسيارة مفخخة، اتهم الحوثيون بالوقوف ورائها.
تلك الهجمات، جاءت بعد سلسلة استعراضات عسكرية نظمتها الجماعة المسلحة في المناطق التي تسيطر عليها، باسم “الدفاع عن الأقصى”، وإعلان الجماعة تنفيذ عمليات عسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي، رداً على جرائمه التي يرتكبها في قطاع غزة.
تصعيد الحوثيين، دفع رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، رشاد العليمي إلى مطالبة الجماعة، بإنهاء حصار المدن اليمنية، وعدم استثمار مأساة الشعب الفلسطيني بتصعيدها المتزامن على كافة الجبهات.
وقال العليمي خلال القمة العربية الإسلامية التي انعقدت في جدة: “ندعو المليشيات الحوثية إلى إثبات جديتها إزاء مساعي السلام، وعدم استثمار مأساة الشعب الفلسطيني بتصعيدها المتزامن على كافة الجبهات مع المحافظات المحررة، وإنهاء حصار المدن، والتوقف عن زرع الألغام المحرمة دوليا، او استمرار استهداف المدنيين بالصواريخ، والطائرات الانتحارية”.
وحض العليمي الحوثيين، على “التعاطي المسؤول مع خارطة الطريق المطروحة من السعودية، لوقف إطلاق النار، وإحياء العملية السياسية الشاملة التي تحفظ لليمن هويته ومكانته، وتعيده الى محيطه العربي، والاسلامي أكثر قوة في دعم قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وتعزيز الامن والاستقرار للمنطقة، والعالم”.
حراك إقليمي ودولي مستمر
في سياق متصل، كشف مصدر يمني رفيع أن التحركات الأخيرة في جهود السلام التي تقودها السعودية تتمحور حول خريطة السلام الأولى التي قُدمت في رمضان الماضي، بعد إجراء تعديلات وملاحظات عليها من الشرعية اليمنية والحوثيين.
وأكد المصدر لصحيفة “الشرق الأوسط “السعودية، أن مجلس القيادة الرئاسي اليمني اطَّلع قبل نحو شهر على مسودة خريطة السلام، وأجرى عليها بعض التعديلات والملاحظات، وأضاف المصدر –رافضاً الإفصاح عن هويته: «ما تتم مناقشته اليوم هو نفس خريطة السلام التي قدمها الأشقاء السعوديون في رمضان الماضي، حصل تقدُّم وعُرضت قبل شهر على مجلس القيادة لكنه رفض الصيغة المقدمة، وجرى التعديل عليها وأُرسلت الملاحظات”.
في المقابل، اكتفى مصدر خليجي قريب من المداولات بالإجابة على سؤال حول اتفاق وشيك بالإشارة إلى أنه لا شيء تم حتى اللحظة.
ووفقاً للمصدر اليمني، فإن هنالك “رداً حوثياً، وهناك تعديلات قبلوا بها حول مسألة آلية الضرائب والجمارك في ميناء الحديدة وصرف الرواتب في الصيغة الأساسية الأولى لخريطة السلام”.
وأفاد المصدر بأن مجلس القيادة الرئاسي اليمني سوف يجتمع الأربعاء أو الخميس، لمناقشة الرد الحوثي والأفكار المطروحة للمضي قدماً في عملية السلام، مشدداً على أن الشرعية اليمنية حريصة جداً على السلام لا سيما مع تأكيد الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة، خلال القمة العربية الإسلامية الأخيرة، أهمية استغلال الحوثيين فرصة السلام الحالية.
وكان وزير الخارجية اليمني الدكتور أحمد عوض بن مبارك، التقى الثلاثاء، المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، وناقش معه جهود السلام الأخيرة، فيما أعلنت الخارجية الأميركية، الثلاثاء، عن توجه المبعوث الخاص لليمن تيم ليندركينغ، إلى الخليج لدفع جهود السلام في البلاد.
وتشمل خريطة السلام الأساسية، وفق المصدر للصحيفة، تغيير الحكومة اليمنية أو إجراء تعديل وزاري حسبما يجري التوافق عليه، وأضاف: “الموضوع يشمل فيما بعد تغيير الحكومة، وهناك طرح حول مسألة تعديلات وزارية، كلا الأمرين مطروح ويحظى بنفس الدعم، وهو جزء من خريطة السلام”.
وعن المتوقع خلال الأيام المقبلة، وما إذا كان هناك إعلان مرتقب لاتفاق سلام وهدنة طويلة، أشار المصدر القريب من الملف إلى أن ذلك يعتمد على المناقشات وطبيعة الرد الحوثي بشأن خريطة السلام وبنودها.
وأضاف: “الأمر يعتمد على الاجتماعات المقبلة، ورد الحوثيين… الدولة جاهزة وقدمت ملاحظاتها على الصيغة التي قُدمت، والأمل أن يكون هناك تجاوب حوثي، ولا أعتقد أن الحوثيين سيوافقون على كل ما طرح، ربما يقدمون تنازلات في بعض المواضيع ويرفضون أخرى”.
في حال التوافق على الأمور كافة يقول المصدر: “سيجري التوقيع على خريطة السلام لوقف الحرب في البلاد بحضور وفد الحوثيين، إلا أن ذلك “قد يحتاج إلى بعض الوقت”، على حد تعبيره. وتابع: “مجلس القيادة الرئاسي سوف يجتمع، وقد وصل بالفعل معظم أعضائه إلى الرياض”.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الحرب الحوثيون السلام اليمن تعز مأرب مجلس القیادة الرئاسی خریطة السلام
إقرأ أيضاً:
العراق.. استعدادات واسعة لإنجاح مشروع بغداد عاصمة السياحة العربية
الاقتصاد نيوز _ بغداد
تستعد وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية، لتنفيذ وإنجاز العديد من المشاريع السياحية، مع التركيز على تطوير البنية التحتية والفنادق، الأمر الذي يأتي ضمن الاستعدادات الجارية لإنجاح مشروع بغداد عاصمة للسياحة العربية 2025.
وقال المتحدث باسم وزارة الثقافة، أحمد العلياوي: إن الوزارة وضعت خطة إستراتيجية طويلة الأمد لتطوير القطاع السياحي، تشمل في أبرز جوانبها تحسين البنية التحتية وإنشاء فنادق جديدة في بغداد والمحافظات.
وأوضح العلياوي، أن “الخطة تشمل بناء الفنادق وتوفير الفرص الاستثمارية، مع متابعة الفنادق الخاصة لضمان تقديم خدمات وفقاً للمعايير الدولية، وهناك دائرة مختصة بمراقبة المرافق السياحية والفنادق لضمان الجودة” .
وأكد أن الوزارة مستمرة في تنفيذ هذه الخطط، التي من المتوقع أن تُسهم في تعزيز السياحة البيئية والثقافية، خاصة أن العراق يزخر بتنوع سياحي فريد.
وأضاف العلياوي، أن هذه المبادرات ساعدت في تحسين صورة العراق عالميا، إذ حصل على جوائز دولية في مهرجانات سياحية أبرزها الجائزة الأولى في معرض السياحة في لندن. وتابع: “العراق يعكس للعالم أنه بلد آمن ومستقر، وأنه يمتلك تراثا ثقافيا متنوعاً، وهو ما أسهم في جذب الأنظار إليه في عدة مناسبات دولية.”
وصوت أعضاء المنظمة العربية للسياحة، الأربعاء الماضي، على اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية لعام 2025، وذلك خلال اجتماع الدورة الـ35 للمجلس الوزاري العربي للسياحة الذي عُقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة. ويأتي هذا الاختيار تقديراً لتلبية بغداد المعايير المعتمدة لاختيار عاصمة السياحة العربية، التي تشمل الإدارة السياحية، والبنية التحتية، والموارد السياحية، والأنشطة السياحية المتنوعة، والحفاظ على البيئة، والسلامة الصحية، والأمن والاستقرار السياحي.
من جانبه، صرح نقيب السياحيين العراقيين، محمد عودة العبيدي، بأن النقابة تعمل على تطوير الملاكات البشرية في القطاع السياحي، عبر تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية متخصصة. وقال لـ”الصباح”: إن “النقابة تلعب دورا كبيرا في تقديم مقترحات وأفكار لتطوير السياحة، فضلاً عن تنظيم فعاليات سياحية دولية، مثل المهرجانات التي تستقطب شخصيات عربية ودولية، مما يسهم في تعزيز صورة العراق كوجهة سياحية آمنة”.
وأشار إلى أن إقبال السياح الأجانب في 2024 شهد زيادة ملحوظة، إذ وصل العدد إلى 400 ألف سائح مقارنة بـ150 ألف سائح في السنوات الماضية.
وأكد العبيدي، أن هذا التقدم يعد مؤشرا على نجاح الخطط الحالية، ومن المتوقع أن يرتفع العدد في السنوات المقبلة، مع استكمال المشاريع السياحية والترويج لها عالميا. كما أكد العبيدي أن السياحة ستسهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد العراقي، وخلق فرص عمل كثيرة للشباب.
وفي السياق نفسه، أوضح أحمد عودة، خبير في مجال السياحة والآثار، أن القطاع السياحي في العراق ازدهر بشكل ملحوظ بعد الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس في 2021، التي كانت بمثابة دفعة قوية لإبراز العراق كوجهة سياحية آمنة ذات إرث حضاري عميق.
وأضاف عودة أن “تسريع إجراءات الفيزا من خلال تسهيل الحصول عليها لـ72 دولة، ساعد على جذب أعداد أكبر من السياح.” وذكر أن هذه الإجراءات شجعت العديد من السياح على زيارة العراق، إذ سجل العام الحالي رقما غير مسبوق مقارنة بالأعوام السابقة.
وأكد عودة الحاجة لخطة تسويقية شاملة تستعرض إرث العراق السياحي والتاريخي والديني والطبيعي، إضافة إلى تنظيم عملية الإرشاد السياحي.