العفو الدولية تراقب معاناة المدنيين في دارفور
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
رصد – نبض السودان
وصف الناجون والشهود من سلسلة من الهجمات ذات الدوافع العرقية التي شنتها قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها في أردمتا، غرب دارفور، في وقت سابق من هذا الشهر، والتي أسفرت عن مقتل وجرح مئات المدنيين، مشاهد مروعة لمنظمة العفو الدولية.
وبدأت الهجمات في 1 نوفمبر تقريبًا عندما بدأت قوات الدعم السريع مهاجمة القاعدة العسكرية للقوات المسلحة السودانية في بلدة أرداتا، ثم تكثفت عندما استولت على المعسكر في 4 نوفمبر/تشرين الثاني.
وتم استهداف الرجال والنساء والأطفال الذين ينتمون في الغالب إلى مجتمع المساليت، بالإضافة إلى بعض أفراد القبائل غير العربية الأخرى.
ووصف شهود كيف تم إعدام المدنيين في منازلهم وفي الشوارع وأثناء محاولتهم الفرار.
ووفقاً لتيقير تشاغوتا، المدير الإقليمي لمنظمة العفو الدولية لشرق وجنوب أفريقيا، فإن المدنيين في غرب دارفور يعانون من رعب لا يمكن تصوره كل يوم، ويدفعون الثمن مرة أخرى في هذا التصعيد الأخير للعنف الشديد.
وأضاف: “المدنيون عالقون في دورات لا تنتهي من الألم، مع استمرار وقوع الهجمات ذات الأهداف العرقية، مما يثير شبح حملة الأرض المحروقة وجرائم الحرب التي ارتكبت في العقود الماضية”.
وقال طبيب كان يدعم الضحايا في أردمتا، إنه أحصى مع زملائه مجموعه 95 جثة في أردمتا في 6 نوفمبر.
واضاف “كان من بينهم رجال ونساء وأطفال ، و رضيعاً يبلغ من العمر 18 يوماً عثرنا على جثته بجانب والدته وأربع نساء أخريات داخل أحد المنازل السكنية”.
واوضح انه شاهد جنود الدعم السريع وهم يعدمون الشباب في أردمتا .وتابع “أسوأ مشهد مخيف أتذكره هو قيام جنود قوات الدعم السريع بإعدام أربعة رجال أمامي ورؤية جثثهم بعد ثوانٍ”.
ويستضيف أردمتا مخيمًا للنازحين داخليًا، الذين أجبروا الآن على الفرار مرة أخرى في أعقاب هذه الهجمات الأخيرة.
وقال عشرة ممن أجريت معهم مقابلات، بينهم شاهدان، لمنظمة العفو الدولية إن قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها قامت أيضًا بنهب وإحراق ممتلكات المدنيين في أردمتا.
وقالت قريبة للضحايا تبلغ من العمر 25 عامًا، إن جنودًا مسلحين من قوات الدعم السريع قتلوا في 4 نوفمبر عمتها البالغة من العمر 70 عامًا وابنها البالغ من العمر 25 عامًا داخل منزلها في أردمتا.
وأفادت الأمم المتحدة أن النساء والفتيات تعرضن للعنف الجنسي في مخيم أردمتا للنازحين داخلياً وكذلك في منازلهم.
وتابع “إن استمرار انعدام المساءلة عن جرائم الماضي هو أحد الأسباب الجذرية لتجدد العنف ،يجب محاسبة المسؤولين عن الجرائم ضد المدنيين”.
وطالب الأمم المتحدة بالسماح للجهات الإنسانية بتقديم المساعدات دون عوائق إلى غرب دارفور ، ويجب على جميع الدول أيضًا أن تحترم بشكل كامل حظر الأسلحة الذي فرضه مجلس الأمن الدولي على دارفور والامتناع عن إرسال الأسلحة والذخائر إلى الجهات المسلحة في دارفور.
خلفية:
تصاعد أعمال العنف في أبريل 2023 بعد أسابيع من التوترات بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية بشأن إصلاح قوات الأمن خلال المفاوضات لتشكيل حكومة انتقالية جديدة.
وأبلغ الأشخاص الفارون إلى تشاد عن تصاعد جديد في عمليات القتل العرقي في غرب دارفور، حيث استهدفت قوات الدعم السريع النازحين داخليًا من أصل عرقي مساليت في بلدة أردمتا.
وفي الفترة من 7 إلى 20 نوفمبر، أجرت منظمة العفو الدولية مقابلات مع عشرة أشخاص، من بينهم شاهدان من أردمتا وثلاثة من اقارب الضحايا، وراجعت العديد من مقاطع الفيديو والصور الفوتوغرافية وتقارير الأمم المتحدة وغيرها من تقارير وسائل الإعلام.
وفي تقرير نُشر في أغسطس بعنوان “الموت طرق بابنا”: جرائم الحرب ومعاناة المدنيين في السودان، وثقت منظمة العفو الدولية جرائم حرب واسعة النطاق ارتكبتها القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في النزاع.
وقال العديد من أفراد قبيلة المساليت الذين فروا إلى تشاد من غرب دارفور لمنظمة العفو الدولية إن مدنهم تعرضت للهجوم من قبل قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المدججة بالسلاح في أعمال عنف ذات دوافع عرقية.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: الدولية العفو تراقب معاناة قوات الدعم السریع المدنیین فی غرب دارفور فی أردمتا من العمر
إقرأ أيضاً:
البرهان: لا يمكن العودة لأوضاع ما قبل الحرب مع الدعم السريع
شدد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء، على أنه "لا يمكن أن تعود الأوضاع كما كانت عليه" قبل الحرب مع قوات الدعم السريع، وأبدى استعداده في ذات الوقت "للانخراط في أي مبادرة حقيقية تنهي الحرب وتضمن العودة الآمنة للمواطنين".
جاء ذلك في خطاب للبرهان بثه تلفزيون السودان الرسمي بمناسبة الذكرى 69 لاستقلال البلاد عن الاحتلال الإنجليزي (1 كانون الثاني/ يناير 1956).
وقال البرهان: "ونحن نعد العدة لحسم المعركة لصالح الشعب السوداني لا يمنعنا ذلك من الانخراط في أي مبادرة حقيقية تنهي الحرب وتضمن عودة آمنة للمواطنين إلى مواطنهم وانتفاء ما يهدد حياتهم مرة أخرى".
وأضاف: "تعددت المبادرات والمنابر الداعية لوقف الحرب، فكان طريقنا واضحا وهو طريق الشعب، وأنه لا يمكن أن تعود الأوضاع كما كانت عليه قبل 15 نيسان/ أبريل 2023، ولا يمكن القبول بوجود هؤلاء القتلة والمجرمين وداعميهم وسط الشعب السوداني مرة أخرى".
ومنذ منتصف نيسان/ أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
واندلعت حرب السودان قبل انتهاء عملية سياسية بناء على "الاتفاق الإطاري" الذي وقعه في 5 كانون الأول/ ديسمبر 2022، المكون العسكري في السلطة الانتقالية آنذاك وقوى مدنية أبرزها "الحرية والتغيير ـ المجلس المركزي" وفشلت فيها الأطراف بحل مسألة دمج "الدعم السريع" داخل المؤسسة العسكرية.
وكان بين حميدتي والبرهان، خلافات أبرزها بشأن المدى الزمني لتنفيذ مقترح لدمج "الدعم السريع" في الجيش، وهو بند رئيسي في "الاتفاق الإطاري" لإعادة السلطة في المرحلة الانتقالية إلى المدنيين.
وفي خطابه، أشار البرهان إلى أن "الشعب السوداني يتعرض في كثير من ربوع البلاد لتقتيل وتشريد وتجويع وإفقار وانتهاك للحرمات على يد مليشيا الدعم السريع والمتعاونين معها والداعمين لها".
وأوضح أن "التلاحم الشعبي غير المسبوق والتدافع الوطني الوثاب مكننا جمعيا من السير على طريق النصر الحاسم"، مشددا على أن "ساعة النصر قد اقتربت ووقت الحسم قد أزف".
وذكر أنه "رغم استمرار الحرب وتداعياتها، استجابت الحكومة لكل مطلوبات العمل الإنساني وإيصال المساعدات للمحتاجين وستظل الحكومة ملتزمة بهذا الأمر".
وتابع: "تبذل الحكومة جهودا مقدرة لتيسير حياة الناس وأمنهم ودعم صيانة البنى التحتية والخدمات الصحية والتعليمية والزراعية".
ولفت إلى أن "ما يشاع عن المجاعة محض افتراء وقصد منه التدخل في الشأن السوداني".
وأعرب البرهان عن شكر حكومة وشعب السودان "لكل من وقف إلى جانبهم سنداً ودعما من دول شقيقة وصديقة ومنظمات طوعية والأمم المتحدة ووكالاتها".
وفي 24 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، نشرت لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي تقريرها عن السودان، وهذه اللجنة بمثابة مرصد عالمي للجوع يضم وكالات الأمم المتحدة وشركاء إقليميين ومنظمات إغاثة.
وأشار التقرير إلى أن السودان يشهد أزمة مجاعة غير مسبوقة وأن 24.6 مليون شخص (ما يقرب من نصف السكان) يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.