تبدأ صباح غد الجمعة الهدنة في قطاع غزة، بعد أكثر من 40 يوما من العدوان الإسرائيلي الذي خلف أكثر من 14 شهيدا فلسطينيا، منذ بدأت الحرب في السابع من أكتوبر الماضي إثر إطلاق المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى ضد مستوطنات غلاف غزة.

وخلال الأيام التي أعقبت السابع من أكتوبر، استهدفت إسرائيل الفلسطينيين في شمال قطاع غزة، وأمعنت في تهجيرهم وإجبارهم على النزوح إلى جنوب القطاع القريب من الحدود المصرية، في محاولة لتنفيذ المخطط الرامي إلى تهجير الفلسطينيين إلى شمال سيناء، وتصفية القضية الفلسطينية، وهو المخطط الذي وقفت له مصر بالمرصاد حتى الآن.

النكبة الثانية.. الاحتلال يجبر الغزيين على النزوح

ومع استمرار القصف الإسرائيلي والتوغل البري في شمال القطاع اضطر عدد كبير من الفلسطينيين للنزوح جنوبا، والتي وصفت بأنها النكبة الثانية، في إشارة إلى تهجير الشعب الفلسطيني لأول مرة في عام 1948.

 وبعد إعلان بدء الهدنة في قطاع غزة، غدا الجمعة أثيرت الأحاديث بشأن إمكانية عودة هؤلاء النازحين من الجنوب إلى ديارهم في الشمال مجددا على الرغم من هدم إسرائيل لأحياء بالكامل.

وأكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، اليوم الخميس، إن مليون نازح من شمال قطاع غزة إلى جنوبه.

وطالب جيش الاحتلال الإسرائيلي على لسان المتحدث بإسمه أفيخاي أدرعي، اليوم الخميس من الفلسطينين في شمال غزة، وتحديداً الشجاعية وجباليا، إخلاء مناطق سكنهم فوراً.

وسجلت وتيرة النزوح من مدينة غزة وشمالها انخفاضا قياسيا بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة اليوم الخميس، وأظهرت تقديرات رصد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن 250 شخصاً انتقلوا إلى جنوب قطاع غزة، وهو أقل عدد من الأشخاص تم توثيقه منذ إعلان الجيش الإسرائيلي فتح الممر.

الاحتلال: لا حديث عن عودة من الجنوب للشمال

بينما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس أنه لا حديث الآن عن عودة الغزيين من الجنوب إلى الشمال، مضيفا أنه لا يتوقع أي حركة من شمال قطاع غزة إلى الجنوب خلال فترة الهدنة.

فيما لم تذكر وزارة الخارجية القطرية في إفادتها بشأن تفاصيل الهدنة في غزة، أي إشارة حول عودة النازحين الفلسطينيين من الجنوب إلى الشمال.

كيف سيكون الوضع في شمال غزة ؟

وفقا لبنود الهدنة فإن طيران الاحتلال الإسرائيلي، سيتوقف عن التحليق في جنوب غزة بشكل كامل طوال الأيام الأربعة، بينما في شمال القطاع سيتوقف الطيران المعادي عن التحليق لمدة 6 ساعات يومياً من الساعة الـ 10 صباحاً وحتى الــ 4 مساء في مدينة غزة والشمال.

عائلات فلسطينية تعلن العودة إلى الشمال

وتزامنا مع إعلان الأطراف المختلفة عن تفاصيل الهدنة في قطاع غزة، أكدت عائلات فلسطينية نزحت إلى شمال القطاع استعدادها العودة إلى مدينة غزة، غداً الساعة 1 بعد صلاة الجمعة بحسب ما ذكرت وكالة شهاب الفلسطينية. 

وقال المواطن الفلسطيني ميسرة الصباغ، النازح إلى الجنوب في مستشفى ناصر الذي يأوي نحو 35 ألف نازح، إن الإنجاز الحقيقي للهدنة هو العودة إلى شمال غزة، مشيرا في حديث لوكالة "فرانس برس": "هدنة لإدخال بعض المساعدات لا نريدها، نريد العودة إلى بيوتنا"، وأضاف "أنا أرفض الهدنة"، متسائلا "عن أي هدنة يتحدثون؟ شهداء، جرحى، وبيوت مدمرة".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: النكبة الثانية شمال غزة الهدنة في قطاع غزة العدوان الإسرائيلي المقاومة الفلسطينية طوفان الأقصى مستوطنات غلاف غزة الحدود المصرية تصفية القضية الفلسطينية تهجير الشعب الفلسطيني آفيخاي آدرعي جيش الاحتلال الإسرائيلي أونروا الیوم الخمیس العودة إلى من الجنوب الهدنة فی قطاع غزة إلى شمال شمال غزة فی شمال

إقرأ أيضاً:

رصاص الفراشة الحديدية المتفجر.. كيف أصبح سلاحا للاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين؟

نشر موقع "فلسطين كرونيكل" تقريرًا، يسلّط الضوء على استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي المتزايد للرصاص المتفجر، المعروف بـ"الفراشة الحديدية"، ضد الفلسطينيين، على الرغم من حظره دوليًا؛ مشيرًا إلى تسبب هذا النوع من الرصاص بأضرار بالغة للجسم، قد تؤدي إلى الموت في العديد من الحالات.

وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن محمد حوشية، البالغ من العمر 12 سنة، كان متوجهًا إلى الملعب المجاور لمنزله في مدينة رام الله، عندما فوجئ بآليات عسكرية للاحتلال الإسرائيلي تقتحم حي أم الشرايط في وضح النهار في 14 حزيران/ يونيو.

حاول محمد التراجع قليلًا، لكن جنديًا إسرائيليًا أطلق عليه رصاصة متفجرة استقرت في بطنه فسقط على الأرض، وبدلاً من إسعافه منعت الآليات العسكرية أي شخص من مساعدته.

وقد بدأت دولة الاحتلال الإسرائيلي تكثّف من استخدام هذا النوع من الرصاص، المحظور دوليًا، بسبب الأضرار الجسيمة التي يسببها في الجسم، إذ يؤدّي إلى إصابات خطيرة وإلى الوفاة في كثير من الحالات.

ويُعرف هذا النوع من الرصاص بين الفلسطينيين باسم "الفراشة الحديدية" لأن الرصاصة تدخل إلى الجسم ثم تنفتح داخله فتتسبب أجنحتها الحديدية بأضرار بالغة في كل ما تلمسه.

أجنحة الدمار الحديدية
ونقل الموقع عن حنين حوشية، والدة محمد، أن ابنها ظل ملقى على الأرض لأكثر من 40 دقيقة قبل أن يتمكن أحد الجيران من نقله إلى المستشفى، بسبب تواجد جيش الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة.

وقالت: "لم أتمكن من الذهاب إلى المستشفى للاطمئنان عليه بسبب استمرار الاقتحامات الإسرائيلية، وعلمت من والده أنه أصيب برصاصة في بطنه، كنت مطمئنة بعض الشيء، ولم أكن أعلم أنها رصاصة متفجرة ستدمر جسده".

في الساعة السابعة مساءً، خضع محمد لعملية جراحية، تلقى خلالها عشر وحدات دم بسبب النزيف الحاد، انتهت العملية في منتصف الليل، في الوقت الذي تمكنت فيه والدته من الوصول إلى المستشفى.

خرج الطبيب وأخبر والديه أنه في حالة حرجة، وأن الرصاصة أتلفت البنكرياس والطحال والكبد والشريان الرئيسي للقلب، والذي حاول الأطباء إصلاحها لكن دون جدوى.

ما يلفت النظر هو أن محمد لم ينزف على الإطلاق بعد سقوطه على الأرض. فيما أوضح الطبيب أن هذه الرصاصة تُحدث ثقبًا صغيرًا جدًا حين تدخل، ثم تفتح شفراتها الحديدية الحادة لتدمر كل ما أمامها، وإذا خرجت من الجسم، فإنها تحدث ثقبًا كبيرًا.

إلى ذلك، أمضى محمد ثمانية أيام في العناية المركزة قبل أن يتوفى متأثرًا بجراحه، مودعًا طفولته وعائلته.

وأضاف الموقع أن هذا النوع من الرصاصات يسبب أيضًا ضررًا وتفتتًا في العظام، وإصابات في الشرايين والعضلات في نفس منطقة الكسر، وقد تحتاج العظام إلى مدة تصل إلى ثلاثة أشهر للشفاء في حالة عدم وجود مضاعفات.


ضرر لا يمكن تصوره
أوضح الموقع أنه يوجد نوعان من الرصاص المتفجر: "توتو" الذي يُطلق من بندقية خاصة تسمى روجر، و"دمدم"، وينفجر كلاهما عندما يصطدمان بالجسم، ويتحولان إلى شظايا في الداخل، مما يتسبب في إصابات بالغة.

ووفقًا لمنظمة بتسيلم الحقوقية الإسرائيلية، فإن رصاص "توتو" يُستخدم من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي على نطاق واسع لتفريق المتظاهرين الفلسطينيين، وقد أعربت المنظمة في أحد تقاريرها عن استهتار دولة الاحتلال الإسرائيلي الصارخ بحياة الفلسطينيين وأجسادهم وسلامتهم.

ولا يزال عبد الرحمن حسن يعاني من إصابة برصاصة متفجرة أصيب بها قبل 20 سنة؛ حيث كان يبلغ من العمر 16 سنة، وكان مع أصدقائه بالقرب من المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم عندما أطلق جندي إسرائيلي النار عليه وأصابه في رأسه.

وتسبّبت الرصاصة بنزيف حاد نُقل على إثره إلى المستشفى، حيث أصيب بتهتك في منطقة الصدغ الحساسة.

وقال حسن إنه مكث في المستشفى لمدة شهر كامل حتى بدأ يتعافى، وأنه لا زال يعاني من آلام في مكان الإصابة في البرد؛ حيث يضطر لارتداء قبعة طوال اليوم في الشتاء لحماية مكان الإصابة من الألم.

وأفاد الموقع أن الرصاصة المتفجرة التي أصابت حسن، بحسب وصف الأطباء، كانت ضعف حجم الرصاصة العادية وعادة ما تحتوي على قنبلة متفجرة صغيرة بداخلها تخترق الجسم ثم تنفجر.

أيضا، تكمن خطورة هذا النوع من الرصاصات في أنها تمزق الأنسجة والأوردة والعضلات، ما يتسبب في بتر العضو الذي تصيبه.

وقال الطبيب لحسن إنه كان محظوظًا جدًا لأن الإصابة في الرأس بمثل هذه الرصاصة يعني الموت على الفور عادةً.

ويركز القناصة الإسرائيليون على الجوانب العلوية عند استهداف الفلسطينيين خلال المظاهرات بهذا النوع من الرصاص، كما أنهم يضيفون إليها اليورانيوم المنضب لجعل الرصاصة أكثر فتكًا وضررًا.

وحشية بلا عقاب
ونقل الموقع عن مدير مركز شمس لحقوق الإنسان، عمر رحال، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد جرّب أنواعًا مختلفة من الأسلحة على الفلسطينيين على مدار العقدين الماضيين؛ حيث استخدم في البداية الرصاص المطاطي، ثم الرصاص البلاستيكي، والآن الرصاص المتفجر.

وأفاد رحال أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تُواصل تجاهل القانون الدولي الذي يحظر استخدام مثل هذه الأسلحة، وذلك بفضل حماية الولايات المتحدة التي تستخدم باستمرار حق النقض في مجلس الأمن الدولي.


وأضاف أن المجتمع الدولي لم يصل إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يسمح بفرض عقوبات مثل التدابير الاقتصادية والتجارية؛ حيث استندت جميع قرارات مجلس الأمن إلى الفصل السادس، الذي ينص على التوصيات فقط.

وأكد أن عدم ملاحقة الضباط والجنود والسياسيين أمام المحاكم الجنائية الدولية أو القضاء الدولي هو أحد أسباب استخدام دولة الاحتلال الإسرائيلي لهذا السلاح المحرم دوليًا.

مقالات مشابهة

  • الصحفيين الفلسطينيين: منظومة الاحتلال الإسرائيلي تواصل منهجيتها في استهداف الصحفيين
  • أمجد الشوا: الاحتلال الإسرائيلي يواصل إخلاء شمال غزة وفرض واقع كارثي
  • الشوا: الاحتلال الإسرائيلي يواصل جهوده لإخلاء شمال غزة وفرض واقع كارثي
  • رصاص الفراشة الحديدية المتفجر.. كيف أصبح سلاحا للاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين؟
  • استشهاد عدد من الفلسطينيين في قصف العدو على قطاع غزة
  • تفاصيل خطة الكنيست الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين من شمال غزة
  • 5 دبابات.. القسام توجه ضربة قاصمة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة
  • باحث: الاحتلال الإسرائيلي يضغط على الفلسطينيين لإسقاط حماس
  • 4 شهداء فلسطينيين إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا جنوب مدينة غزة
  • بالفيديو: مجزرة بمواصي خان يونس - عشرات الشهداء والإصابات اليوم في قطاع غزة