خلال عام سنقضي عليهم جميعا... أغنية لأطفال إسرائيليين تدعو إلى إبادة غزة تثير الجدل
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
نشرت حركة "الجبهة المدنية" في إسرائيل الأحد 19 نوفمبر/تشرين الثاني، مقطع فيديو كليب لأطفال إسرائيليين تم إجلاؤهم من البلدات المحاذية لغزة، ينشدون أغنية تحث الجيش على "إبادة كل شيء" في القطاع الفلسطيني المحاصر، ما أثار جدلا وانتقادات واسعة.
"نسخة محدثة من تحفة غوري"موقع "ذا جويش برس" ومقره نيويورك، قال إن الأغنية عبارة عن "نسخة محدثة من تحفة غوري، وقد غنّاها أطفال تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عاما، تم إجلاؤهم من البلدات المحيطة بغزة".
ووفق موقع "ميدل إيست آي" ومقره لندن، فقد ألّف الأغنية التي أثارت انتقادات وجدلا كبيرين، عوفر روزنباوم رئيس "الجبهة المدنية"، وهي حركة أنشئت بهدف "استعادة ثقة المواطنين في أجهزة الأمن".
اقرأ أيضااليونيسف: غزة باتت "المكان الأخطر في العالم بالنسبة إلى الأطفال"
كما قال موقع "آي24 نيوز" إن هذه هي النسخة الجديدة من قصيدة "حريوت" التي ألّفها حاييم غوري ولحّنها ساشا أرغوف بعد عام من اندلاع الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، وأن شولاميت ستوليرو شارك في كتابة القصيدة الحالية.
تعقيبا، قالت صحيفة ليبيراسيون الفرنسية إن مجموعة مؤيدة للفلسطينيين تدعى "الانتفاضة الإلكترونية" قامت بترجمة الفيديو ومدته 3 دقائق، من اللغة العبرية إلى الإنكليزية. وقالت الصحيفة أن هذه المجموعة قد "شارك في تأسيسها الناشط الفلسطيني-الأمريكي علي أبو نعمة، الذي لطالما قارن دولة إسرائيل بألمانيا النازية".
الإعلام الرسمي في إسرائيل يحذف الفيديووفي حسابه على منصة إكس، قال علي أبو نعمة إن موقع "سنوبس دوت كوم" ومقره واشنطن، قد "تحقق من ترجمة موقع الانتفاضة لأغنية الأطفال الإسرائيلية للإبادة الجماعية وتقريرنا عنها. وبالطبع خلصوا إلى أننا دقيقون تماما. هذا ما نفعله نحن".
.@snopes did a fact check on @intifada's translation of this genocidal Israeli children's song and our report on it. And of course they concluded that we are completely accurate. That's what we do. https://t.co/ow0RFz9KOv https://t.co/8ozPrBEFuS
— Ali Abunimah (@AliAbunimah) November 21, 2023وأوضح موقع سنوبس دوت كوم في تقرير نشره الإثنين، بأن "الفيديو المعنون "أغنية الصداقة"، يظهر مجموعة من الأطفال يؤدون في إعادة تسجيل أغنية قديمة كتبها الشاعر الإسرائيلي حاييم غوري بعد حرب 1948 التي أفرزت تأسيس دولة إسرائيل، لكن مع تغيير في الكلمات التي باتت تشير إلى غزة. قام ديفيد شين، مخرج وكاتب مستقل، بترجمة هذه الكلمات الجديدة إلى اللغة الإنكليزية من العبرية لفائدة الانتفاضة الإلكترونية (الموقع الإلكتروني)".
وتابع نفس المصدر، بأن الفيديو هو حقيقي فعلا وقد أنشأته مجموعة المناصرة الإسرائيلية "الجبهة المدنية"، التي تقوم غالبا بحملات عامة لدعم القوات الإسرائيلية. يرتدي الأطفال في الفيديو قمصانا سوداء تحمل نفس الشعار الأزرق الموجود على صفحة الجبهة المدنية على يوتيوب".
ووفق موقع "ذا إلكترونيك انتفاضة دوت نت" فقد نشرت القناة الوطنية الإسرائيلية "KAN" هذه الأغنية على حسابها في منصة إكس، قبل أن تقوم بحذفها لاحقا "بعد وقت قصير بعد احتجاجات من المستخدمين الإسرائيليين وغيرهم"، مشيرا إلى أنه لا يزال بالإمكان العثور على نسخة مؤرشفة من التغريدة المحذوفة وأيضا صفحة من موقعها الإلكتروني.
هذا، وقال موقع "الانتفاضة الإلكترونية" في تقريره، إن ظهور هذه الوجوه البريئة للأطفال مع الأغنية التي تدعو إلى "الإبادة الجماعية" فيما يشن الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية ضد الفلسطينيين في غزة، هو "غير مناسب". ونقل الموقع عن بعض المستخدمين "قلقهم من أن ذلك سيساعد دعاية حماس.. فيما شعر آخرون بالاشمئزاز فعلا من رسائل الفيديو العنيفة والإبادة الجماعية" وتساءل عن سبب حذف المنشور لاحقا.
????WATCH: Israeli children sing, "We will annihilate everyone" in Gaza, against a background of destruction.
Disturbing video was posted, then deleted by Israeli national broadcaster @kann_news.
We captured it and added English subtitles
FULL STORY: https://t.co/fzS5bu2NBx pic.twitter.com/pKut1WYixi
وعن أسباب حذف قناة Kan 11 لمقطع الفيديو، أوضح موقع "ذا جويش برس" بأن الهيئة المملوكة للدولة في إسرائيل، قد أزالت "مقطع الفيديو بعد أن وجد أحد الأشخاص في القناة بأن المشاعر القاسية التي عبّرت عنها الفتيات الست في الفيديو غير قابلة للعرض".
كما أوضح موقع "ميدل إيست آي" أنه و"بعد اتهامات بالترويج للإبادة الجماعية، تم حذف الفيديو من الإنترنت وحسابات منصات التواصل بدون شرح".
"خلال عام سنقضي عليهم جميعا"نشرت قناة الجزيرة القطرية ترجمة للأغنية التي تقول بعض كلماتها: "ليل الخريف يهطل على ساحل غزة. الطائرات تقصف دمارا دمارا. هنا الجيش الإسرائيلي يعبر الخط. للقضاء على حاملي الصليب المعقوف. عام آخر لن يكون هناك شيء. وسنعود بالسلامة إلى وطننا. خلال عام، سنقضي عليهم جميعا. ثم نعود لحراثة حقولنا. وسنتذكر جميعا. جمال الكريستال ونقاءه......".
ونقلت القناة تصريحات مؤلف الأغنية الجديدة عوفر روزنباوم لوسائل إعلام عبرية تحدث فيها عن أن "أطفال الكليب هم جيل النصر، هؤلاء الأطفال يقفون أقوياء، فخورين، ويحبون وطنهم، وليس لديهم سوى طلب واحد، لن يتكرر مرة أخرى: دولة إسرائيل مدينة لهم ولأسرهم ولجميع المواطنين بالأمن، ولن نحقق هذا الأمن إلا من خلال تحقيق نصر كامل في غزة بدون أي تنازلات".
"حاييم غوري نفسه لكان استاء من الأغنية"وفي سياق ردود الفعل الداخلية في إسرائيل، يلحظ موقع "ذا تايمز أو إسرائيل" بأن الأغنية قد تمت مشاركتها من قبل المؤيدين للفلسطينيين على منصات التواصل مرفقة بتعليقات مثل: "الأطفال الإسرائيليون يهتفون أغنية إبادة جماعية في غزة" وأيضا: "أهكذا يربون أطفالهم؟".
ويوضح الموقع بأن الأغنية التي لاقت ترحيبا من أشخاص اعتبروها "مؤثرة" وأنها تهز المشاعر و"تقشعر لها الأبدان"، أثارت أيضا ردود فعل سلبية.
وينقل الموقع الإسرائيلي عن بعض المستخدمين قولهم مثلا: "الغثيان. هل أنتم قادرون على القيام بشيء آخر عدا عن تدنيس الأصلية (الأغنية)، والإضرار بالعلاقات العامة لإسرائيل؟".
كما نقل "ذا تايمز أو إسرائيل" عن مستخدمين آخرين وصفهم الفيديو بأنه "جنون" وأنه "قمة الذوق السيء"، وقال الموقع إن حاييم غوري نفسه "الذي لطالما كان مناضلا يساريا، لكان بكل تأكيد استاء من الكلمات الجديدة للأغنية".
كما أضاف نفس المصدر تغريدة لأحد مستخدمي منصة إكس في إسرائيل، والذي علّق على هذا الفيديو بقوله: "أتمنى فعلا أن الورثة […] سوف يلاحقونكم في العدالة وأن تكونوا مجبرين على سحب هذا الشيء".
"لماذا يعلمون أولادهم الكراهية؟"كما علّق مستخدمون كثر على منصة إكس من العالم والمنطقة العربية على هذا الفيديو. منهم الصحافي المقيم في الولايات المتحدة دان كوهين صاحب الفيلم الوثائقي "قتل غزة"، والذي نشر تغريدة قال فيها: "أطفال إسرائيليون يغنون: سنبيد الجميع في غزة. تم تحميل وحذف هذا الفيديو من قبل التلفزيون الحكومي. لماذا يعلمون أولادهم الكراهية؟".
Israeli children sing, "We will annihilate everyone" in Gaza.
This video was uploaded and deleted by state broadcaster @kann_news.
Why do they teach their children to hate?pic.twitter.com/9Olz5YSLNP
من جانبه، قال باتريك هيننغسن وهو كاتب ومحلل أخبار لدى مؤسسة "ذا يوكا كولومن" الإخبارية البريطانية، في تغريدة على حسابه في منصة إكس: "يحتاج الأمريكيون إلى فهم أن الصهيونية هي أيديولوجية عنصرية وإبادة جماعية، تماما مثل أي حركة أو طائفة للتفوق العربي".
Americans need to understand that Zionism is a racist and genocidal ideology, just like any other ethno supremacy movement or cult… https://t.co/ZYjf5oSsU0
— Patrick Henningsen (@21WIRE) November 20, 2023وقالت ليما وهي تعرف نفسها على حسابها في منصة إكس، على أنها مناضلة فلسطينية: "يجري تلقين الأطفال على طرق الحرب، وتعليمهم إعطاء الأولوية للتدمير والقتل، وتربيتهم على تأييد الحرب والإبادة الجماعية!".
Children being instructed in the ways of war, taught to prioritize destruction, killings, and educated to endorse warfare and genocide! https://t.co/H2GpD5xuQX
— Lema (@Lemapal) November 19, 2023 "هدية في يوم الطفل العالمي"من جهته، كتب وسام العامري على منصة إكس: "أغنية لأطفال إسرائيل يدعون فيها لقتل أطفال غزة وإبادة كل سكانها.! هذه هدية أطفال اليهود لأطفال المسلمين في يوم الطفل العالمي ثم يحدثونك بعدها عن المدنيين والسلام وحقوق الطفولة وهذا الهراء الطويل. إذا تحدث الغرب عن حقوق الطفولة فالمقصود هنا أطفالهم وليس أطفالنا".
أغنية لأطفال #إسرائيل يدعون فيها لقتل أطفال #غزة وإبادة كل سكانها.!
هذه هدية أطفال اليهود لأطفال المسلمين في #يوم_الطفل_العالمي ثم يحدثونك بعدها عن المدنيين والسلام وحقوق الطفولة وهذا الهراء الطويل.
إذا تحدث الغرب عن حقوق الطفولة فالمقصود هنا أطفالهم وليس أطفالنا.#يوم_الطفل pic.twitter.com/mTUkhytRZN
وتزامن نشر الأغنية المثيرة للجدل مع إحياء اليوم العالمي للطفل الإثنين، وأيضا مع الدعوات التي أطلقتها أكثر من جهة لإنقاذ الأطفال في القطاع الفلسطيني المحاصر.
فقد وصفت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) غزة الأربعاء بأنه "أخطر مكان في العالم بالنسبة للأطفال". وقالت كاثرين راسل أمام مجلس الأمن إن ما يزيد على 5300 طفل فلسطيني قتلوا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.
اقرأ أيضاماكرون يبدي استعداد بلاده لاستقبال أطفال جرحى من غزة "في حال كان ذلك مفيدا وضروريا"
ونشرت اليونيسف تقريرا تحت عنوان: "إسرائيل-فلسطين: مأساة الأطفال" يسلط الضوء على المعاناة التي يتكبدها أطفال غزة بسبب الحرب.
ومنذ شن حماس هجومها المباغت "طوفان الأقصى"، ترد الدولة العبرية بقصف مدمر على القطاع أوقع 14854 قتيلا بينهم 6150 طفلا، وفق آخر إحصاء للسلطات الصحية التابعة للحركة الفلسطينية.
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج إسرائيل أطفال غزة الحرب بين حماس وإسرائيل إبادة جماعية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني غناء للمزيد فلسطينيون إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل غزة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني حماس الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا الجبهة المدنیة فی إسرائیل یوم الطفل منصة إکس فی غزة
إقرأ أيضاً:
صورة مروعة لمارادونا بعد وفاته تثير الجدل وتتصدر التريند
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في الأرجنتين موجة واسعة من الجدل بعد تداول صورة صادمة للأسطورة الأرجنتينية دييجو مارادونا عقب وفاته، حيث بدا بطنه منتفخًا بشكل أثار الدهشة والذهول.
الصورة التي كشف عنها محامي عائلة مارادونا جاءت في إطار الجدل المستمر حول ظروف وفاته، ما دفع الجماهير إلى التعبير عن صدمتهم واستيائهم عبر وسم "#Maradona_foto" على منصة "إكس".
اتهامات بالإهمال الطبي
جاء هذا الحدث بالتزامن مع انطلاق المحاكمة التي طال انتظارها للفريق الطبي المسؤول عن رعاية مارادونا في أيامه الأخيرة، حيث تُجرى المحاكمة في العاصمة بوينس آيرس، وسط اهتمام شعبي وإعلامي كبير، خاصة أن النجم الراحل لا يزال يحظى بمكانة خاصة لدى الأرجنتينيين باعتباره قائدًا للمنتخب الذي أحرز كأس العالم عام 1986.
ويواجه الفريق الطبي، الذي يتألف من ثمانية أشخاص، من بينهم ممرضات مارادونا، وجراح المخ، وطبيب نفسي، تهمًا تتعلق بـ"القتل بسبب الإهمال".
وفي حال إدانتهم، قد يواجهون أحكامًا بالسجن تتراوح بين ثمانية أعوام و25 عامًا، وهو ما يعكس خطورة التهم الموجهة إليهم، لكن المتهمين نفوا التهم الموجهة إليهم، مؤكدين أنهم لم يتعمدوا إيذاء النجم الأرجنتيني.
خارج محكمة استئناف سان إيسيدرو، تجمع عدد كبير من عشاق مارادونا رافعين لافتات كتب عليها "العدالة لدييغو 10"، في إشارة إلى الرقم الذي اشتهر به نجم بوكا جونيورز ونابولي السابق. ويطالب محبوه بمحاسبة المسؤولين عن تدهور حالته الصحية، معتبرين أن الإهمال الطبي كان أحد الأسباب الرئيسية لوفاته.
توفي مارادونا في نوفمبر 2020، عن عمر ناهز 60 عامًا، بسبب أزمة قلبية أثناء فترة تعافيه من جراحة لإزالة جلطة دموية في الدماغ، واعتُبر رحيله صدمة وطنية في الأرجنتين، حيث خرج الآلاف إلى الشوارع حدادًا على نجمهم الذي طالما اعتبروه رمزًا قوميًا.
لكن وفاته لم تكن مجرد حدث مأساوي، بل تحولت إلى قضية قانونية معقدة، بعدما صنّف المحققون في عام 2021 القضية على أنها "جريمة قتل خطأ"، أي شبيهة بالقتل غير العمد، بسبب ما اعتبروه فشلًا في توفير الرعاية الطبية اللازمة له رغم علم الفريق الطبي بخطورة حالته.
https://x.com/NacionNortena/status/1899566319588057387ما زالت محاكمة الفريق الطبي لمارادونا تشغل الرأي العام الأرجنتيني، وسط مطالبات بتحقيق العدالة لنجمهم الراحل. وبينما تستمر المحاكمة، يظل الجدل محتدمًا حول ما إذا كانت وفاة مارادونا نتيجة إهمال طبي جسيم، أم أنها مجرد نهاية مأساوية لأسطورة كروية لا تتكرر.