عائلات مُسحت بالكامل.. فلسطينيون من غزة يروون ألم فقدان أحبائهم ومعاناة النزوح
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
بين ألم الفقد ومعاناة النزوح، تشهد العائلات الفلسطينية في قطاع غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة بعد 48 يوما من العدوان المتواصل الذي أسفر عن ارتقاء عشرات آلاف الشهداء والمصابين بنيران آلة الحرب والموت التابعة لجيش الاحتلال.
وفي أحد مشاهد الألم التي خلفها الاحتلال، تجلس سحر عوض بين سريري عبود (12 عاما) ابن شقيقتها ومصعب (14 عاما) ابن شقيق زوجها، وهما من الأقارب القليلين الذين بقوا على قيد الحياة من عائلتها إثر استشهاد 80 منهم على الأقل في العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
في مدرسة بمدينة رفح تضم عشرات الجرحى الذين تم إجلاؤهم من مستشفيات مدينة غزة، تروي سحر كيف نزحت جنوبا من حي الشيخ رضوان في مدينة غزة.
والجمعة الماضي، قصف الاحتلال المبنى المؤلف من ستة طوابق، ما أسفر عن استشهد أكثر من 80 شخصا من عائلة عوض التي مسحت بالكامل.
وقالت: "بعد وقوع القصف، ذهبوا لإجلاء الشهداء والإصابات فقامت طيران الاحتلال بقصفهم مرة ثانية، وأضافت: "لم ندفن سوى الجثث التي طارت من شدة القصف إلى الجوار"، مشيرة إلى أن كثيرين ما زالوا تحت الأنقاض، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وبترت ساق مصعب الذي غطت وجهه الكثير من الإصابات، واستشهد شقيقه. وأشارت سحر إلى عبود الذي يخرج من بطنه خرطوم بلاستيكي وهمست وهي تبكي "لا يعلم أن كل عائلته استشهدت، والدته وشقيقتاه وشقيقه وجدته".
ولم يتبق لعبود سوى والده لأنهما أصيبا معا في القصف قبلها بأيام.
وأردفت: "أخي الكبير وعائلته استشهدوا، اختي نزحت لدينا من بيت حانون واستشهدت مع زوجها وأولادها، لم يبق سوى عبود. شقيق زوجي استشهد مع كل نسله، أبناؤه وبناته وأحفاده، مسحوا جميعا ولم يبق منهم أحد".
وروت سحر، لوكالة الأنباء الفرنسية، أنها نزحت مع والدتها وابنها محمد من الشيخ رضوان باتجاه جنوب القطاع، مضيفة أن نجلها الذي كان يدفع والدتها على كرسي متحرك احتجزه جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وتابعت خلال حديثها: "افرجوا عنه بالأمس، ولكنه في حالة يرثى لها. تعرض للتعذيب وجردوه من ملابسه. لم يتمكن من الحديث وإخبارنا بكل ما حصل".
وقالت إنها بحثت عن مصعب وعبود اللذين كانا في المستشفى الإندونيسي في بلدة بيت لاهيا شمال غزة، لحين عثرت عليهما.
وبقي أفراد قليلون في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة، قالت سحر إنهم يرفضون النزوح جنوبا قبل إخراج جثث الأقارب من تحت الركام ودفنها. وأشارت وهي تبكي "من ذهب ربنا يرحمه، لكني أشعر بالرعب على الباقين. لم يبق غيرهم".
وبينما يترقب المواطنون توقف القصف لو لساعات للملمة جراحهم، يواصل الاحتلال مجازره، ويكثف قصفه على مخيمات اللاجئين ومراكز الإيواء ومنازل المواطنين.
فداء زايد (33 عاما) أنجبت ابنها البكر عدي (20 عاما) وهي في الثالثة عشرة من عمرها. وقالت "كبرت معه ومع قصي (ابنها الثاني وعمره 19 عاما) وابنتي شهد (17 عاما)".
وقبل عدة أيام، كان عدي ووالدته أمام البيت في جباليا وهو أكبر مخيم للاجئين في قطاع غزة، وقالت "آخر ما قاله لي إنه ينتظر الهدنة على أحر من الجمر، وأن التهدئة ستكون في يوم الجمعة، وطلب مني أن أعد وليمة من الأرز والدجاج".
وأضافت "وقع قصف قوي سقط فيه عشرات الشهداء، مشيت بنفسي على خمسين شخصا بين شهيد وجريح، كنت أبحث عن عدي، كان الرماد والدخان يغطي المكان لم أتمكن من التعرف عليه إلا من حزامه".
وتابعت بأسى "كنا نقف جميعا معا، لكن ربنا اختاره من بيننا شهيدا".
وروت فداء كيف توجهت مع زوجها وأولادها للمستشفى لتكفين ابنها، ثم دفنته العائلة بنفسها في المقبرة.
وتابعت: "نزحنا لمدرسة في رفح في اليوم التالي، ولم أشعر أني مصابة في ظهري. الجرح في قلبي وصدري جعلني لا أشعر بجسدي، قلبي الذي ينزف وليس ظهري".
ولليوم الـ48 على التوالي، يواصل الاحتلال عدوانه على غزة، ما أسفر عن ارتقاء أكثر من 14532 شهيدا، بينهم نحو 6 آلاف طفل و 4آلاف امرأة، فضلا عن إصابة ما يزيد على 35 ألفا آخرين بجروح مختلفة جلهم من الأطفال والنساء، وفقا لأحدث أرقام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه كل من وزارة الخارجية القطرية و"كتائب القسام" عن بدء سريان الهدنة الإنسانية بين المقاومة والاحتلال، غدا الجمعة في الساعة 7 صباحا بالتوقيت المحلي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الفلسطينية غزة الاحتلال الإسرائيلي فلسطين غزة الاحتلال الإسرائيلي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الإسرائيلي يستهدف قاع القرين وخربة العدس بغزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال يوسف أبو كويك، مراسل قناة «القاهرة الإخبارية» من خان يونس، إنّ الاحتلال الإسرائيلي استهدف منذ قليل مجموعة من المواطنين في منطقة قاع القرين الواقعة في الجنوب الشرقي بمدينة خان يونس، موضحا أنّ القصف أسفر عن استشهاد 4 مواطنين وإصابة آخرين وجرى نقلهم إلى مستشفى غزة الأوروبي.
وأضاف «أبو كويك»، خلال رسالة على الهواء، أنّ هناك ارتقاء لشهيدين فلسطينيين إثر غارة إسرائيلية استهدفت مجموعة من المواطنين في منطقة خربة العدس بمدينة رفح الفلسطينية، مشيرا إلى أنّ هناك حديثا من قبل طواقم الإسعاف عن وجود 5 شهداء في منطقة حي جنينة، لكن لا تستطيع الطواقم الوصول إلى هناك وانتشال جثامين الشهداء بسبب خطورة المنطقة واستمرار القصف المدفعي وإطلاق النار من قبل مسيرات الاحتلال الإسرائيلي.
وتابع: «الطائرات المروحية الإسرائيلية استهدفت قبل قليل خيمة في منطقة دير البلح وسط قطاع غزة، مما ألحق أضرارا جسيمة بمجموعة من الخيام، لكن دون وقوع إصابات».