تقرأ في عدد «الوطن» غدًا، موضوعات وقضايا جديدة من وجهات نظر مختلفة حول الشأنين المحلي والدولي، وإلى أبرز العناوين:

الصفحة الأولى

- «السيسي»: من تمسك بالوطن لن يضل

- الحكومة: 1.6 مليون مواطن حجزوا وحدات سكنية خلال 9 سنوات

-  «مدبولى» يطمئن على معدلات تنفيذ المتحف الكبير والعمل فى «مطار سفنكس»

- «الزراعة»: محصول القمح أولوية.

. وتشديد الرقابة على الأسمدة

-  «القصير»: 1600 جنيه للأردب سعر استرشادى.. والدولة ملتزمة بسعر السوق وقت الحصاد

الصفحة الثانية

- من مصر.. سلاماً يا غزة

- «السيسى»: تهجير الفلسطينيين خط أحمر.. و«محدش يقدر يزايد علينا»

 -  الرئيس فى احتفالية «تحيا مصر.. تضامناً مع فلسطين»: الدولة المصرية واجهت الموقف بمزيج من الحسم والمرونة فى التحرك والمتابعة الدقيقة للأمور

-  القضية الفلسطينية تواجه تصعيداً غير إنسانى لفرض سياسة الأمر الواقع.. وأمننا القومى مقدس وندافع عنه بمزيد من الجهد والدم متحلّين بقوة الحكمة وحكمة القوة

- أبناء فلسطين من القاهرة: نحب الحياة.. ونرفض التهجير.. ولن نترك أرضنا

-  المخرج محمد المصرى: «عرفنا فى غزة أنه لن يدخل علينا دعم إلا من مصر.. ولن ننسى مواقف شعبها وقيادتها».. والإعلامية دانا أبو شمسية: مصر تساندنا فى قضيتنا

- أضخم قافلة مساعدات لدعم غزة.. «التحالف» يطلق «كتفنا فى كتف فلسطين»

-  «بشرى»: تضم أكثر من 600 شاحنة وتُغيث 630 ألف جريح ومريض.. و«عزت»: كراتين مواد غذائية ومستلزمات طبية.. و«جمعة»: ٢٠٠ طن من «مصر الخير» لتوفير احتياجات الأشقاء

الصفحة الثالثة

- «شكرى»: يجب البناء على الهدنة للوصول إلى وقف كامل لإطلاق النار

-  مفوض الأمم المتحدة: نقدر دور مصر الكبير فى التوصل لاتفاق الهدنة ومبادلة الأسرى والرهائن وحجم المساعدات الإنسانية والإغاثية لأهالى «غزة»

-  «رشوان»: اتصالات مصرية مع كل الأطراف والتطبيق اليوم.. و«فهمى»: انقسام الداخل الإسرائيلى ينعكس على الهدنة وتفاصيلها.. و«عاطف»: تخدم مصالح الطرفين

- أحزاب وسياسيون: جهود مصر تجاه الأزمة الفلسطينية لا تقبل المزايدة

-  «حماة الوطن»: نجاح سياستنا الخارجية فرض على الاحتلال وقف إطلاق النار.. و«المصريين الأحرار»: الهدنة دليل على الثقل الدولى لمصر وقوة تأثيرها الدبلوماسى

-  «المؤتمر»: مصر بذلت جهوداً حثيثة منذ بداية أحداث «7 أكتوبر» لمساندة القضية الفلسطينية

- د. محمد الشلالدة: زوَّدنا المحكمة الجنائية الدولية بالمعلومات اللازمة عن انتهاكات الاحتلال لكنها متباطئة.. والمجتمع الدولى يكيل بمكيالين

- وزير العدل الفلسطينى: دعوة «السيسى» لتحقيق دولى بشأن الجرائم الإسرائيلية خطوة جريئة

-  النساء والأطفال يقبعون داخل السجون الإسرائيلية ولدينا أكثر من 400 جثمان فلسطينى محتجز.. وعملية إطلاق الرهائن تخضع لشروط المقاومة

الصفحة الرابعة

- السفير نبيل فهمى لـ«الوطن »: مطلوب وقف كامل لإطلاق النار.. وأتمنى ربط خطوة التهدئة بعمل سياسى متكامل يصل إلى الحل الشامل

- وزير الخارجية الأسبق: مصر لم تفرّط لحظة واحدة فى القضية الفلسطينية.. ورفضها للتهجير القسرى كان واضحاً وحاسماً

- اتفاق تبادل الأسرى لن يُنهى الحرب.. والهدنة خطوة أولى فى التعامل مع الجانب الإنسانى من معاناة «غزة».. وحكومة الاحتلال الحالية بغيضة.. و«واشنطن» رغم تأييدها المتكرر لحل الدولتين فإنها لا تمارس الردع السياسى المطلوب لتحقيق هذا الغرض

- مصر والأردن دولتا جوار لـ«إسرائيل» ودائماً ما تتصدران المواجهة السياسية معها

«نتنياهو» يمينى الطباع وتركيزه على مصالحه الشخصية.. وحالياً يركز على تأمين أوضاعه القانونية حتى

لا يتعرض للمساءلة.. والقضاء على حماس فى غزة ليس بالسهل عملياً.. لذلك ستستمر إسرائيل فى العنف الشرس

- موقف الولايات المتحدة

الصفحة الخامسة 

- «حملة السيسى»: مرشحنا عزز «حقوق الإنسان» بمفهومها الشامل بناء على منهج تشاركى واسع

-  «فوزى»: أصدر خلال 9 سنوات عدداً كبيراً من التشريعات الضامنة لتعزيزها خاصة المتعلقة بحقوق المرأة وذوى الهمم

-  استمرار الفعاليات والمؤتمرات الجماهيرية الداعمة والمؤيدة لـ«السيسى» بالمحافظات قبل انتخابات الرئاسة

-  أمانات الأحزاب بالمحافظات تواصل التوعية بأهمية المشاركة الإيجابية والفعالة فى الاستحقاق الرئاسى المقبل

- «مرشحو الرئاسة» يكثفون المؤتمرات الجماهيرية قبل انطلاق انتخابات الخارج

-  فريد زهران يدعو المواطنين للمشاركة.. وعبدالسند يمامة يستعد للقاء أبناء طنطا.. وحازم عمر يعرض برنامجه الانتخابى على «أهالى الإسكندرية»

- متحدث حملة «حازم عمر»: مؤتمر الإسكندرية هدفه التجاوب والوقوف على أرض صلبة تجاه المشكلات التى تواجه المواطنين

- محمد هلال: نشكر «المتحدة» على تخصيص 1000 دقيقة إعلانية لكل مرشح

- عضو حملة المرشح الرئاسى فريد زهران: لدينا مشروع متكامل يضع مصر على الطريق الصحيح

-  نطالب بقصر ملكية الدولة على الصناعات الاستراتيجية والحيوية التى تمس الأمن القومى والتى يعجز القطاع الخاص عن الدخول فيها

-  «الإخوان» تنظيم دولى إرهابى اعتاد هدم أى عملية سياسية فى البلاد.. ونعمل على عرض رؤيتنا على المواطنين

-  نعمل على استخدام الصلاحيات الدستورية فى العفو والإفراج عن المحبوسين على ذمة قضايا الرأى

الصفحة السادسة

- خالد منتصر يكتب: كيف نجعل العلم محبوباً وجذاباً؟

- د. محمود خليل يكتب: الظروف العنيدة

- أمينة خيري تكتب: اختلاف أولويات حرب غزة

- جمال حسين يكتب: إقرار الهدنة انتصار للجهود المصرية

- بلال الدوى يكتب : رفضنا «التهجير» وأشياء أخرى

الصفحة السابعة 

- «الوطن » تواصل الاحتفاء بلاعبى الفراعنة المحترفين بالخارج وتفتح ملف تألقهم عالمياً

- العميد الرحالة «كـوكــا»

- محطات ناجحة.. رحلة ابن الأهلى من عمر 18 سنة لمرحلة حصد الألقاب والبحث عن الأرقام المميزة داخل القارة العجوز

- الوصيف بنجاح

- «حسن» ثانى الهدافين المصريين داخل أوروبا متفوقاً على «ميدو وزيدان»

- «لا تَعٌد حتى تشرّف بلدك»

- رسالة الأب التى يذكرها اللاعب كل لحظة وتدفعه للاستمرار مهما رأى من ظلم

- متى يستيقظ العالم؟.. شهر كامل من التدوينات دفاعاً عن القضية الفلسطينية بـ 11 مليون مشاهدة

الصفحة الثامنة 

- داود عبد السيد صانع الفـرح

- رائد «الواقعية الجديدة» منذ السبعينات يصحح مسار السينما المصرية: قوية.. ذكية.. كاشفة

- أفلامه تكسر القاعدة: جماهيرية.. وتحصد الجوائز

- داود عبدالسيد.. رسايل حب

- «عشاء مع عائلتى الصغيرة».. احتفال مخرج الروائع بعيد ميلاده

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: عدد الوطن القضیة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

هل سويسرا محايدة حقا تجاه القضية الفلسطينية؟

في أعقاب الحروب النابليونية التي عصفت بأوروبا، اجتمع القادة الأوروبيون في مؤتمر كبير في فيينا عام 1815، وتقرر جعل سويسرا منطقة محايدة عازلة بين النمسا وفرنسا، ومن حينها عرفت البلد بحيادها تجاه القضايا الخارجية.

وحافظت سويسرا إلى حد كبير على سياسة الحياد خلال الكثير من الأحداث العالمية المعاصرة وخصوصا الحربين العالميتين بل دفعها حيادها إلى عدم الانخراط في التكتلات الأوروبية، فهي ليست حتى الساعة عضوا في الاتحاد الأوروبي ولا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) ولم تنضم للأمم المتحدة إلا في عام 2002.

لكن حياد سويسرا يتعرض دائما لاختبار حقيقي عندما يتعلق الأمر بإسرائيل والقضية الفلسطينية، بل إن هذا الحياد يكاد يصبح من الماضي إزاء الحرب العدوانية التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة.

فقد ارتبط اسم البلد مبكرا بالصراع في الشرق الأوسط، حيث احتضنت المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في بازل في أغسطس/آب 1897 والذي مثل النواة الأولى لعمليات تهجير اليهود إلى فلسطين تمهيدا لإقامة الكيان الإسرائيلي.

وبعد أسبوع من انعقاد ذلك المؤتمر، كتب صاحب مبادرة إنشاء المنظمة الصهيونية العالمية ورئيس المؤتمر ثيودور هرتزل "في بازل أسّستُ الدولة اليهودية".

لكن سويسرا، بحسب دراسة للباحثين إيف شتاينر وساشا زالا بعنوان "سويسرا والصراع العربي الإسرائيلي"، ظلت تعلن على مدى تاريخ هذا الصراع تمسكها بسياسة متوازنة تجمع بين الحياد والالتزام الإنساني ودعم قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بقضايا الشرق الأوسط. فهل كانت حقا محايدة تجاه القضية الفلسطينية؟

محطات تاريخية في علاقة سويسرا بالقضية الفلسطينية: في عام 1927 أنشأت سويسرا قنصلية لها في يافا التي كانت آنذاك مدينة فلسطينية ذات أغلبية عربية. بعد الحرب العالمية الثانية، ازدهرت العلاقات الاقتصادية والقنصلية بين سويسرا وفلسطين تحت الانتداب البريطاني مع إنشاء غرفة التجارة السويسرية الفلسطينية. بعد قرار الأمم المتحدة تقسيم فلسطين وإعلان قيام الكيان الإسرائيلي عام 1948 أرجأت الحكومة الفدرالية السويسرية اعترافها بالكيان الجديد، تجنّبا -حسب الدراسة المذكورة أعلاه- لتصنيفها منحازة إلى أحد طرفي الصراع. بعد توقيع اتفاقيات الهدنة التي أوقفت حرب 48 بين العرب والإسرائيليين، منحت سويسرا كلا من إسرائيل والأردن اعترافها الرسمي في يناير/كانون الثاني 1949. في عام 1956، تولت سويسرا نقل قوات حفظ السلام بواسطة الخطوط الجوية السويسرية إلى مصر وتحديدا منطقة قناة السويس وشبه جزيرة سيناء وقطاع غزة. في عام 1964، وقعت سويسرا وإسرائيل اتفاقية إلغاء التأشيرة وهذا مكّن من زيارة العديد من الشخصيات الإسرائيلية إلى سويسرا، وتطوير العلاقات التجارية بين الطرفين. بعد حرب 1967 دعمت سويسرا بعثة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة "إينيتسو"، فوفرت طائرات وساهمت في الإشراف على تبادل أسرى الحرب. بعد حرب 1973 تعرض حياد سويسرا لاختبار جديد حيث أبدت تعاطفها مع إسرائيل، وأوقفت دعمها المالي لليونسكو في أعقاب قرارات لتلك المنظمة الدولية أزعجت إسرائيل، لكن صحيفة تايم لاين السويسرية أرجعت ذلك الموقف إلى تأثر سويسرا حينها بهجمات نفذها مسلحون فلسطينيون على الأراضي السويسرية ضد أهداف إسرائيلية. ياسر عرفات أثناء مبادرة جنيف في سويسرا 2012 (الفرنسية) في نفس الفترة تحدثت مصادر صحيفة عن اتفاق سري بين سويسرا ومنظمة التحرير الفلسطينية وقعه بيير غرابر وفاروق القدومي يقضي بتقديم سويسرا الدعم الدبلوماسي للمنظمة مقابل ضمانات بعدم شنّ هجمات فلسطينية ضد المصالح الإسرائيلية على الأراضي السويسرية. في عام 1975، كان افتتاح مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في جنيف. في عام 1979 دعمت سويسرا قرارات الأمم المتحدة التي تعتبر أن المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما فيها القدس الشرقية ليست لها أي شرعية قانونية. تزامنا مع مفاوضات أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، كونت سويسرا مجموعة من الدبلوماسيين مختصة في الصراع في الشرق الأوسط. في أكتوبر/تشرين الثاني 2003 أطلقت سويسرا "مبادرة جنيف" التي أشرف عليها الدبلوماسي السويسري ألكسيس كيلر وتضمنت مقترح اتفاق سلام يتناول قضايا الصراع الرئيسة (القدس، واللاجئون الفلسطينيون، وترسيم الحدود)، وتم التوقيع عليه من قبل شخصيات أكاديمية إسرائيلية وفلسطينية لكنها لا تمثل الجهات الرسمية، ورغم الدعم الدولي، ظلت تلك المبادرة تراوح مكانها من دون أن تحقق خرقا في مواقف الأطراف. بعد فوز حماس بالانتخابات البرلمانية الفلسطينية في 2006، ظلت سويسرا على تواصل معها، حتى إن وفدا من حماس زار سويسرا عام 2012 لحضور جلسة للاتحاد البرلماني الدولي، ومقرّه جنيف، كما حضر الوفد مؤتمرا جامعيا حول غزة بعنوان "غزّة.. حتى لا ننسى". خلال الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة من 2008 إلى 2021، كان موقف سويسرا هو تقديم المساعدات الإنسانية والدعوة إلى وقف إطلاق النار، وامتنعت سويسرا تاريخيا عن تصنيف حماس منظمةً إرهابية. مشير المصري ترأس وفد حركة حماس الذي زار سويسرا  2012 لحضور جلسة للاتحاد البرلماني الدولي (الأناضول – أرشيف) 7 أكتوبر والتخلي عن الحياد

يعتبر الباحث فيليب بوجلين -في مقال في صحيفة "لي تامب" السويسرية- أن سويسرا تخلت منذ السابع من أكتوبر/تشرين الثاني 2023 عن حيادها وتقاليدها الإنسانية، إذ أعلنت نيتها حظر حماس وحجبت التمويل عن وكالة اللاجئين الفلسطينية (الأونروا).

ويرى الباحث أنه إن كان حصل شبه إجماع من الأطراف السياسية على إدانة هجوم حماس على إسرائيل والذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 إسرائيلي من بينهم اثنان يحملان الجنسية السويسرية، إلا أن هذا الإجماع النسبي تحطم بسرعة بسبب الرد الإسرائيلي الوحشي في غزة، والذي أسفر عن استشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين معظمهم من الأطفال والنساء.

وفي صحيفة سلات الفرنسية يتساءل الباحث ليو بيير هل ما زالت سويسرا محايدة حقا على الساحة الدولية؟ إذ يعتبر أن البلد تمكنت بحيادها من لعب دور رائد في العديد من قضايا العالم، مثل دورها في توقيع اتفاقيات إيفيان بين فرنسا والجزائر عام 1962، وفي عملية إطلاق سراح الرهائن الذين احتجزتهم القوات الثورية الكولومبية (فارك)، وفي الوساطة بين تركيا وأرمينيا، إلا أن حياد سويسرا فضحه الصراع الروسي الأوكراني وفضحه بشكل أكبر الصراع في الشرق الأوسط.

ففي الحرب الإسرائيلية على غزة، لم تستطع سويسرا الخروج عن المواقف الغربية المشتركة مثل تعليق المساعدات للأونروا، وعدم الاعتراف بفلسطين؛ فعندما أتيحت فرصة التصويت لصالح انضمام فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة في العاشر من مايو/أيار 2024، فضلت سويسرا الامتناع عن التصويت.

وفي وقت تتزايد فيه الدعوات لوقف تزويد إسرائيل بالأسلحة يستمر التعاون العسكري بين سويسرا وإسرائيل وتتبادلان بيع المعدات العسكرية بعضهما البعض، حسب الباحث لييو بيير.

وفي ذات السياق، يرى أستاذ القانون الدولي الإنساني السويسري إيف ساندوز في مقال له أنه يجب على سويسرا إعادة التوازن إلى موقفها تجاه الصراع في الشرق الأوسط وأن تتصرف بموضوعية ونزاهة في الدفاع عن حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، وأن تعمل على وقف الأعمال العدائية الجارية في غزة التي تسببت في معاناة لا توصف للسكان وانتهاك صارخ للقانون الدولي.

وأضاف ساندوز، أنه لا مراء في أن الهجوم الإسرائيلي على غزة يأتي في أعقاب هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الذي وصفه بـ"المدان"، لكن أستاذ القانون الدولي الإنساني يرى أنه من الخطأ النظر إلى العدوان الإسرائيلي من زاوية الدفاع عن النفس، بل يجب اعتباره حلقة دموية من صراع لم يتوقف قط، وإنما ينفجر بوحشية على فترات منتظمة مثل بركان خامد.

ويخلص ساندوز أنه حتى لو نظرنا من زاوية الدفاع عن النفس، فإن الهجوم الإسرائيلي الحالي على غزة يتجاوز كل الحدود التي وضعها القانون الدولي.

قانون حظر حماس

في سبتمبر/أيلول 2024، أقرت الحكومة السويسرية مشروع قانون يقضي بحظر حركة حماس ويعتبرها منظمة إرهابية، كما يحظر القانون كل المنظمات والجماعات التي تعمل نيابة عن حماس أو باسمها.

ويأتي إقرار القانون استجابة لعريضة وقعها برلمانيون ورؤساء أحزاب ومنظمات سويسرية موالية لإسرائيل تطالب بتصنيف حماس منظمة إرهابية، وتعتبر أن احتفاظ سويسرا باتصالات مع منظمة تهدف إلى تدمير "دولة ذات سيادة" أمر مزعج إلى أقصى حد ويضر بالسياسة الخارجية لسويسرا.

ورأت هذه الشخصيات السويسرية أن إلقاء نظرة على ميثاق حماس يكفي للتأكيد على أن أهدافها تتطابق من حيث المبدأ مع أهداف تنظيم الدولة الإسلامية "الله مرتكزها، والنبي قدوتها، والقرآن دستورها، والجهاد سبيلها والموت في سبيل الله أغلى أمانيها".

وتضيف هذه الشخصيات أن حماس صنفها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى -بما فيها حتى دول عربية وإسلامية- على أنها "جماعة إرهابية، فكيف لا تفعلها سويسرا؟".

ووفقا للقانون الجديد الذي نشرت الصحف السويسرية بعض فقراته، فإن حركة حماس هي منظمة فلسطينية إسلامية تتألف من جناح سياسي وجناح مسلح تأسست بعد اندلاع الانتفاضة عام 1987 على يد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وحصلت حماس على أغلبية أصوات الفلسطينيين في الانتخابات التي أجريت في مناطق الحكم الذاتي عام 2006.

وفسر القانون ذلك النجاح بتنامي "التطرف" نتيجة استمرار الصراع في الشرق الأوسط لعقود من الزمن من دون حل، إضافة إلى ما وصفه بالالتزام الاجتماعي الذي ميز حماس في مقابل الفساد المستشري في حركة فتح.

وزعم القانون الجديد أن الميثاق التأسيسي لحركة حماس يدعو إلى قتل اليهود وتدمير دولة إسرائيل، كما ترفض حماس اتفاقات أوسلو وتعتبرها خيانة.

وإن كان القانون أشار إلى أن حماس عدلت ميثاقها عام 2017 بأن خففت موقفها تجاه إسرائيل، وتحدثت عن قبولها فكرة إقامة الدولة الفلسطينية في حدود 1967، إلا أنه أوضح أن حماس ما تزال ترفض الاعتراف بإسرائيل وما زال قادتها يدعون إلى تدمير دولة إسرائيل.

والغريب أن القانون الذي يحظر حماس يؤكد أنه لا يحتمل في الوقت الحالي القيام بأي عمل إرهابي مخطط له من قبل حماس في سويسرا، وأنه ليس لدى جهاز المخابرات الفدرالية السويسرية أي معلومات تشير إلى أن حماس تمتلك الوسائل العملياتية لتنفيذ هجمات في سويسرا ولا في أوروبا كلها.

لكنه يضيف أن الوضع قد يتطور اعتمادا على الصراع، كما أن نقل أحداث الحرب الجارية عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي في سويسرا، قد يؤدي إلى ما وصفه القانون بزيادة الأعمال المعادية للسامية في البلاد.

وكانت وزيرة العدل السويسرية إليزابيت شنايدر أوضحت في تصريح سابق أن إقرار قانون حظر أنشطة حركة حماس من شأنه أن يسهّل طرد من وصفتهم بالأشخاص "الخطرين" ويسرع الإجراءات الجنائية ضد "الإرهابيين المحتملين".

كاسيس أثار غضب الفلسطينيين عام 2018 بإعلانه أن وكالة الأونروا تشكل عقبة أمام السلام في الشرق الأوسط (غيتي)

وأضافت شنايدر أن الحكومة السويسرية تدرك أن حظر حركة ما يشكل اعتداء كبيرا على الحقوق الأساسية ويمكن أن يؤثر على مجال المناورة المتاح لسويسرا في السياسة الخارجية، غير أن الحكومة تعتبر مصالح الأمن الداخلي وضرورة مكافحة "تمويل الإرهاب" تعلو فوق الاعتبارات الأخرى.

اعتبر باحثون سويسريون أن حظر حماس خطأ كبير فهي لا تخضع لعقوبات من مجلس الأمن الدولي يمكن لسويسرا أن تستند إليها كما هو الحال مع تنظيمي القاعدة و"داعش".

ونقلت صحيفة "لا ليبرتي" السويسرية عن البروفيسور في المعهد العالي للدراسات الدولية والتنموية في جنيف والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط ريكاردو بوكو أن سويسرا ترتكب "خطأ كبيرا وفادحا" بتصنيفها حركة حماس كمنظمة إرهابية، مضيفا أن مثل هذا الحظر سيقطع الحوار مع الفلسطينيين.

واعتبر بوكو أنه لا يفهم سبب رغبة سويسرا في اتخاذ موقف لصالح إسرائيل بعد أن كانت سويسرا الدولة المحايدة التي تعمل من أجل السلام في أحلك الظروف، مثلها في ذلك مثل النرويج التي ما تزال ترفض تصنيف حماس على قائمة الإرهاب.

ونقلت الصحيفة عن محللين سويسريين آخرين انتقادهم لسياسات وزير الخارجية الحالي إينياتسيو كاسيس، الذي يعتبرونه جزءا من مجموعة مؤثرة مؤيدة لإسرائيل، ويذكرون أنه كان قد أثار غضب الفلسطينيين عام 2018 بإعلانه أن وكالة الأونروا تشكل عقبة أمام السلام في الشرق الأوسط.

أخيرا يتفق أغلب الباحثين أن المواقف الجديدة لسويسرا المنحازة لإسرائيل مدفوعة بالتأثير المتنامي للاتجاه اليميني في البلاد، وأن هذه المواقف ستؤدي إلى تآكل القوة الناعمة لسويسرا في المنطقة والعالم ككل، تلك القوة التي كانت تعتمد على سياسة الحياد وتمكنت من خلالها من لعب أدوار مختلفة على الساحة الدولية.

مقالات مشابهة

  • اقرأ في عدد «الوطن» غدا.. السيسي: نشجع القطاع الخاص الأجنبي على الاستثمار في مصر
  • حدث في 8 ساعات| السيسي يشيد بموقف إسبانيا إزاء القضية الفلسطينية.. والعمل تعلن عن 3 آلاف فرصة بـ8 محافظات
  • اقرأ في عدد «الوطن» غدا.. 27 جامعة مصرية بتصنيف «تايمز» العالمي للتخصصات البينية
  • الرئيس السيسي يشيد بموقف إسبانيا العادل إزاء القضية الفلسطينية
  • هل سويسرا محايدة حقا تجاه القضية الفلسطينية؟
  • السيسي يشيد بموقف إسبانيا العادل إزاء القضية الفلسطينية
  • عاجل.. الرئيس السيسي يشيد بموقف إسبانيا العادل إزاء القضية الفلسطينية
  • الرئيس السيسي يشيد بموقف إسبانيا العادل تجاه القضية الفلسطينية
  • اقرأ في عدد «الوطن» غدا.. السيسي: مستمرون في بناء قدرات القوى الشاملة لحماية الوطن
  • سولاف فواخرجي: مهرجان القاهرة دعم جميع قضايا الوطن العربي بدورته الـ45