الجديد برس:

تأخذ مبادرة المحامي الفرنسي، جيل ديفير، تقديم دعوى ضد “إسرائيل” بارتكاب إبادة جماعية في غزة، أبعاداً استثنائية، مع انضمام أكثر من 600 محامٍ و150 منظمة حقوقية وعشرات الشخصيات القانونية، كأساتذة القانون الدولي والنقابات، إلى هذه المبادرة.

المحامي الفرنسي يرد، في هذه المقابلة التي أجرتها معه قناة “الميادين”، على من يَعُدّ أن عناصر الإبادة الجماعية غير مكتملة في العدوان على غزة، مستنداً إلى القانون الدولي الذي اعترف به الجميع عام 1945، ويؤكد أنّ محاكمة المسؤولين الإسرائيليين عن هذه الجرائم ستتمّ، وأن الهدف هو إصدار مذكرات توقيف قادة إسرائيليين مسؤولين عن هذه الإبادة ومحاكمتهم، ولا سيما كل من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير أمنه يوآف غالانت.

سؤال: هل عناصر الاتهام بارتكاب إبادة جماعية في غزة مكتملة وموجودة؟ 

السيد جيل ديفير: ما نسمعه عن عدم وجود عناصر الإبادة الجماعية في غزة هو أمر خاطئ، فهناك نوعان من الإبادة الجماعية. الأول ما حدث لليهود على أيد النازيين في الحرب العاليمة الثانية، والنوع الآخر ينطبق على ما يجري في غزة، فهي إبادة قائمة على تدمير المقومات الاجتماعية لشعب معين، وهذا ليس اختراعاً من عندي، بل هو منصوص عليه في القوانين الدولية منذ عام 1945، ومعترف به تماماً كالنوع الأول، وهذا ما تم تطبيقه في حالة الروهينغا (في كانون الثاني/يناير 2020، اعتمدت محكمة الجنايات الدولية قراراً يقضي بحماية المسلمين الروهينغا، الذين بقوا في ميانمار من الإبادة الجماعية). 

في حالة النوع الثاني، فإن مصطلح الإبادة ينطبق على التدابير التالية: قطع الكهرباء، قطع إمدادت الطاقة، قطع المياه، منع وصول الغذاء إلى الشعب المحاصر، منع الحصول على الرعاية الصحية، تدمير المنازل والتهجير القسري، والأهم، استهداف المدنيين بالقصف المستمر مع معرفة مسبّقة بأن لا مكان للجوء إليه، فما يجري في غزة لم نرَ مثيلاً له من قبل، بحيث يستهدف 98% من المدنيين.

إبادة جماعية وليس جريمة حرب فقط

كل هذه العناصر التي بين أيدينا يمكن التعامل معها، بصورة فردية، على أنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لكن موضوعنا لا يتعلق بجرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية، لأنه عند هذه الحالة سيقولون حسناً فلنفتح تحقيقاً يستمر أعواماً طويلة وسندخل في التفاصيل، كالبحث مثلاً عن هوية الجندي الذي أطلق النار على هذا الهدف أو ذاك، أو عن الطيار الذي قصف هذا المبنى أو ذاك. يجب التحرك انطلاقاً من رؤية شاملة ، هي الإبادة الجماعية، وسنبلغ المدعي العام الذي سنلتقيه قريبا (الأربعاء 22 تشرين الثاني/نوفمبر) أن عناصر القضية واضحة وموجودة، ونحن نستند الى اعترافات المجرم ذاته. فهم يقولون إنهم يريدون قطع الكهرباء ويقطعونها، ويقولون نريد أن تخلوا منازلكم لأننا سنقصفها، فتخلى المنازل. ويقولون إنهم يريدون قصف المستشفيات وإقفالها فتقصف المستشفيات وتقفل. هذه اعترافات واضحة، لذلك ما بين أيدينا اليوم هو عناصر مرتبطة بتهمة الإبادة الجماعية، مع نية ارتكاب الإبادة الجماعية. 

سؤال: هل يمكن الوثوق بمحكمة الجنايات الدولية، وخصوصا عندما يهمل المدعي العام القضية الفلسطينية؟

السيد جيل ديفير: السؤال الذي يجب طرحه بداية، هو بشأن دور مجلس الأمن الدولي المتواطئ في هذه الجريمة، نظراً إلى رفضه الدائم وقف إطلاق النار، وبشأن موقف الدول الغربية التي تُمضي وقتها على إعطاء دروس للعالم عن حقوق الإنسان، ورأيناها تُمضي أياماً طويلة في الحديث عن حقوق الإنسان في أوكرانيا. وعندما يأتي دور فلسطين، فإنهم يصمتون جميعا.

نحن لا نطلب من المدعي العام أن يحل محل كل هذه الهيئات، نقول له أنه يجب أن يكون على مستوى التحديات التي يفرضها موقع هذه المحكمة ودورها المفصلي في العالم، وهذه المحكمة لديها القدرة للقيام بما يلزم.

وجهة نظرنا تكتسب الزخم والقوة ونحن جاهزون لنقول: كفى، هناك حقوق للفلسطينيين يجب احترامها من قبل الجميع، وعلى المدعي العام أن يقيس خيبة الأمل الهائلة التي يمكن أن تنتج عن عدم اتخاذ القرار الصحيح، فالعالم لن يفهم كيف تم اتخاذ قرار خلال أيام قليلة بسجن غباغبو (رئيس ساحل العاج السابق الذي اتهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وسجن في مقر المحكمة في لاهاي من العام 2011 حتى العام 2019)، كما أنه لن يفهم كيف صدرت في خلال أيام ايضا، مذكرة توقيف بحق أحد أبناء القذافي، ومذكرة أخرى بحق الرئيس بوتين بظرف اسابيع قليلة، بسبب ادعاءات بالتجارة بالأطفال، لكن عندما يتعلق الأمر بقتل نحو 5 آلاف طفل فلسطيني واصابة 1,2 مليون طفل في غزة بالصدمة النفسية مدى الحياة، لا أحد يتحرك.

5 دول ترفع دعاوى ممثالة

ما حصل الاسبوع الماضي، عندما أعلنت خمس دول هي افريقيا الجنوبة وبوليفيا وجيبوتي وبنغلادش ودولة الكومور، رفع دعوى مماثلة ضد اسرائيل هو أمر مهم جدا ويعطي دفعا هائلا لتحركنا، ودعوى هذه الدول تقول إن اسرائيل ارتكبت إبادة جماعية بقصد الإبادة الجماعية، ويجب ان يجري تحقيق على كافة المستويات، وأرى بعض الجديد في موقف المدعي العام منذ يوم السبت الماضي عندما أعلن بشكل رسمي أنه بصدد فح تحقيق في حرب غزة، وهذا لم يحصل سابقا، ولكن من الواضح أن هناك ضغط كبير تمارسه الولايات المتحدة الاميركية، التي هي ليست عضوا بالمحكمة، لكنها تعد أكبر مثيري الشغب في العالم ولها الدور الاساسي في هذا العدوان وسنرى كيف سيتصرف المدعي العام مع هذه الضغوطات.

مذكرات توقيف بحق نتنياهو وغالانت؟

اعتقد أنه مع هذا التحرك الذي بدأنا به قبل اسبوع، استطيع القول اننا حققنا أول نجاح من خلال وضع ما يجري في غزة في خانة الإبادة الجماعية، والتحقيقات المنتظرة ستجري تحت هذا العنوان، واليوم الجميع يتحدث عن هذه التوصيف.

إن ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية بات واقعاً وفي حال قرر المدعي العام اصدار مذكرة توقيف بحق نتانياهو وغالنت فهذا سيكون أمرا جيدا، علما اننا نعلم أن أمر توقيفهما لن يكون سهلا، وبكل الحالات فإن الحرب ستتوقف يوما من الايام، وسيكون هناك بالتأكيد محاكمة أمام هذه المحكمة وأمام محاكم وطنية وهيئات قضائية أخرى، ولن يفلت هؤلاء من واقع انهم ارتبكوا إبادة جماعية ولن يفلتوا من دون محاسبة، لأن ذلك سيشجع أي دولة في العالم على احتلال أرض دولة أخرى وتهجير السكان وتدمير منازلهم وبنهاية الأمر يمكن أن تفلت بلا محاسبة! نحن أمام معادلة اساسية للسلام العالمي وستكون مسؤوليتنا كمحامين أن نقوم بدورنا الكامل مهما طال الزمن.

المصدر: الميادين نت

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: الإبادة الجماعیة إبادة جماعیة المدعی العام فی غزة

إقرأ أيضاً:

نهيان بن مبارك يكرم خريجي برنامج “مستقبلي” الذي نظمه صندوق الوطن

 قال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، إن تمكين ودعم شباب الإمارات أحد أهم أولويات صندوق الوطن وفق رؤية الشاملة التي تحمل شعار “هوية وطنية قوية ومستدامة.. دعائمها التمكين والإنتاجية والمسؤولية”، من أجل تأهيلهم لاقتحام مجال ريادة الأعمال، وتحقيق أهدافهم بامتلاك مشاريعهم الخاصة القابلة للتطور والاستمرارية.

وأضاف معاليه، أن الصندوق وفر للمشاركين بالبرنامج على مدى حوالي 6 أشهر التدريب العملي والنظري على أيدي خبراء عالميين، والدعم الإشراف، ثم الدعم والمتابعة الضامنة للنجاح المشاريع على أرض الواقع، مؤكدا أن أبناء وبنات الإمارات يحظون برعاية ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، باعتبارهم حاضر ومستقبل هذا الوطن الغالي.

جاء ذلك عقب تكريم معاليه، لعدد من أبناء وبنات الإمارات الذين اجتازوا البرنامج التدريبي ” مستقبلي” وانطلقوا لتنفيذ مشروعاتهم، على أرض الواقع، بعدما وفر لهم الصندوق الاستشارات الفنية والمالية، إضافة إلى المتابعة المجانية من جانب خبراء الصندوق المتخصصين في مجال ريادة الأعمال، وذلك في إطار جهود صندوق الوطن المستمرة لتمكين أبناء وبنات الإمارات وتعزيز قدراتهم لاقتحام ريادة الأعمال.

حضر التكريم معالي سارة عوض عيسى مسلم وزير دولة للتعليم المبكر، رئيس الهيئة الاتحادية للتعليم المبكر، رئيس دائرة التعليم والمعرفة – أبوظبي، وسعادة الدكتور خليفة الظاهري مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية.

وأوضح معاليه، أن البرنامج التدريبي “مستقبلي”، الذي ينظمه صندوق الوطن ويشرف عليه عدد من الخبراء العرب والأجانب، ممن يتمتعون بخبرات واسعة في هذا المجال، يعد أحد أهم أدوات صندوق الوطن في إطار جهوده المستمرة لدعم ورعاية أبناء الإمارات وفق الرؤية الحكيمة لحكومتنا الرشيدة، مؤكدا أن الخريجين الذين تم تكريمهم اليوم، اجتازوا بالفعل المحاور الثلاثة للبرنامج، حيث حصلوا على تدريب يتضمن تعريفهم بأهم الطرق المعمول بها عالميا لتحويل الأفكار والمبادرات لدى الشباب إلى مشروع أو شركة تستطيع العمل وتتعدد فرص نجاحها، وفق أفضل الممارسات، ثم تم عرض كافة الأفكار التي طرحها المتدربون عقب إتمام المرحلة الأولى من البرنامج على لجنة متخصصة لاختيار أفضل المشاريع، والتي كرم صندوق الوطن أصحابها، حيث قام صندوق الوطن بدعم المشروعات التي رشحتها اللجنة المتخصصة، إضافة إلى توفير سبل الإرشاد العملي والتوجيه المستمر لأصحاب هذه المشاريع، مشيرا إلى أن هناك مشروعات بدأت فعليا وحققت نجاحات ومن ضمنهما المكرمون لهذا اليوم.

ووجه معالي الشيخ نهيان بن مبارك، خبراء الصندوق، بأهمية متابعة ودعم كافة الشباب الذين اجتازوا التدريب وتم اختيار مشروعاتهم كمرحلة أخيرة تضمن تحقيق النجاحات المأمولة لهم، كما شدد معاليه على أهمية توفير نظام شامل للإشراف من خلال الخبرات العالمية والمحلية التي يوفرها الصندوق، لمتابعة تلك المشروعات خلال مرحلة ما بعد الانطلاق، إضافة إلى توفير نظام حماية لكافة أبناء وبنات الإمارات الذين يثبتون جديتهم ورغبتهم في اقتحام مجال ريادة الأعمال من خلال برنامج “مستقبلي”.

ومن جانبه، أكد ياسر القرقاوي، أن مجلس إدارة صندوق الوطن برئاسة معالي الشيخ نهيان بن مبارك، حريص كل الحرص على تقديم الدعم والمساندة لكافة أبناء وبنات الإمارات لتأهيلهم لسوق العمل أو دعمهم لاقتحام مجال ريادة الاعمال، إضافة إلى دوره الحيوي في تعزيز الهوية الوطنية وفق شعار “هوية وطنية قوية ومستدامة.. دعائمها التمكين والإنتاجية والمسؤولية”، مؤكدا أن هدف صندوق الوطن من تنظيم برنامج مستقبلي هو الالتزام بدعم قدرة أبناء وبنات الوطن في مجال ريادة الأعمال، وإنشاء الشركات الجديدة، ودعم كافة الجهود الهادفة إلى تحويل الأفكار النافعة لدى أبناء الوطن إلى تطبيقات عملية وتجارية ناجحة، سواء تعلق الأمر بتوفير مصادر التمويل اللازمة لها، أو سبل التدريب والتوجيه والمشورة، منوها إلى أن الصندوق يقوم بهذا الدور لتشجيع أصحاب المبادرات ومساعدهم وتوفير فرص النجاح لهم، والعمل معهم على تقوية التواصل مع أقرانهم في داخل الدولة وخارجها، ما يجعل من برنامج “مستقبلي” تجسيدا عمليا لتوجهات مجلس إدارة صندوق الوطن.

من جانبهم، قال خريجو البرنامج إنهم محظوظون للغاية لمشاركتهم في البرنامج التدريبي مستقبلي، الذي أطلقه صندوق الوطن، لأنهم استطاعوا من خلال البرنامج الحصول على كم كبير من الخبرات والتعرف على سوق العمل عن قرب، إضافة إلى لقائهم بخبراء في مجال ريادة الاعمال، والذين أسهموا كثيرا في ترتيب أفكارهم وتعريفهم ببيئة العمل والمنافسة المتوقعة، وكيفية مواجهة التحديدات، بل والاستعداد لتقبلها، والعمل على تجاوزها.

وأكد خريجو “مستقبلي”، أن توافر الفرصة صندوق الوطن الفرصة لهم للحوار مع الخبراء وأصحاب التجارب النجاحة أضاف لهم الكثير من الخبرات والمعارف، خاصة بعد الانطلاقة الأولى لمشروعاتهم، مثمنين جهود ودعم معالي الشيخ نهيان بن مبارك لتمكينهم وتأهيلهم، من خلال صندوق الوطن وما يقدمه من خدمات ومتابعة، حيث استطاعوا تحويل أفكارهم إلى مشاريع على الأرض يمكنهم أن يحققوا من خلالها ربحا ويوفروا فرص عمل للآخرين، بل ويمكنهم أن يتطوروا في المستقبل ليغطوا دائرة أوسع لأنشطتهم، مشيدين بدعم الصندوق ودور خبرائه في تعريفهم بالأسس التي يمكنهم من خلالها اطلاق مشروعاتهم بأسلوب صحيح.


مقالات مشابهة

  • “السلاح الإسرائيلي” الذي أظهرته القسام أثناء تسليمها رهينة بجباليا..!
  • الأمم المتحدة : العدو الصهيوني خلف دمارًا بغزة لم نشهده منذ الحرب العالمية الثانية
  • مقرر أممي: إسرائيل خلفت دمارا بغزة لم نره منذ الحرب العالمية الثانية
  • الرئيس الكولومبي يرد على ترامب: سأعتذر لو كنت مشاركا في الإبادة الجماعية بغزة
  • نهيان بن مبارك يكرم خريجي برنامج “مستقبلي” الذي نظمه صندوق الوطن
  • النزاع في السودان: إبادة “بلا جناة”
  • المدعي العام للجنائية الدولية: "جحيم" حرب دارفور الأهلية يتكرر بعد 20 عاما  
  • الأردن يطلق جسرا جويا “مكثفا” إلى قطاع غزة
  • الجنائية الدولية تسعى لإصدار مذكرات توقيف ضد متهمين بارتكاب الجرائم في غرب دارفور
  • المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية يدعو مجلس الأمن إلى التصدي للفظائع في دارفور ويطالب بتسليم الرئيس البشير وغيره من كبار المسؤولين المتهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية