بوابة الوفد:
2024-11-19@22:24:17 GMT

أم الحضارات!

تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT

قدم الإنسان المصرى حضارة عريقة من إبداعه سبقت حضارات شعوب العالم.. حضارة رائدة فى ابتكاراتها وعمائرها وفنونها، وأصبح معها تاريخ مصر هو تاريخ الحضارة الإنسانية متصلة الحلقات تفاعل معها الإنسان المصرى وتركت فى عقله ووجدانه بصماتها.

لقد كانت مصر أول دولة فى العالم القديم عرفت مبادئ الكتابة وابتدعت الحروف والعلامات الهيروغليفية، وكان المصريون القدماء حريصين على تدوين وتسجيل تاريخهم والأحداث التى صنعوها وعاشوها، وبهذه الخطوة الحضارية العظيمة انتقلت مصر من عصور ما قبل التاريخ وأصبحت أول دولة فى العالم لها تاريخ مكتوب، ولها نظم ثابتة ولذلك اعتبرت بكافة المعايير أمًّا للحضارات الإنسانية.

إن لمصر دورها الحضارى والتاريخى والدينى، حيث كانت المكان الذى احتضن الأنبياء، والأرض التى سارت خطواتهم عليها، فجاء إليها أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام وتزوج من السيدة هاجر، وجاء إليها يوسف عليه السلام وأصبح فيها وزيرًا وتبعه إليها أبوه يعقوب، ودار أعظم حوار بين الله عز وجل وموسى عليه السلام على أرضها، وإلى مصر لجأت العائلة المقدسة السيدة مريم العذراء والسيد المسيح طفلا ويوسف النجار، وقاموا برحلة تاريخية مباركة فى أرضها، وقد اختار الله سبحانه وتعالى مصر بالذات لتكون الملجأ الحصين الذى شاءت السماء أن يكون واحة السلام والأمان على الدوام وملتقى الأديان السماوية، لقد تتابعت على أرض مصر حضارات متعددة فكانت مصر مهد الحضارة الفرعونية، وحاضنة للحضارة الإغريقية والرومانية ومنارة للحضارة القبطية، وحامية للحضارة الإسلامية.

لقد اتسم شعب مصر على طول التاريخ بالحب والتسامح والود والكرم الذى تميز به هذا الشعب حيث امتزج أبناء مصر فى نسيج واحد متين.

تطورت الحضارة المصرية وتبلورت مبادئ الحكومة المركزية، وشهد عصر الدولة نهضة شاملة فى شتى نواحى الحياة، حيث توصل المصريون إلى الكتابة الهيروغليفية، واهتم الملوك بتأمين حدود البلاد ونشطت حركة التجارة بين مصر والسودان، واستقبلت مصر عصرا مجيدا فى تاريخها عرف باسم عصر بناة الأهرامات، وشهد هذا العصر بناء أول هرم «هرم سقارة»، ومع تطور الزراعة والصناعة استخدم المصريون أول أسطول نهرى لنقل منتجاتهم، وبلغت الملاحة البحرية شأنًا عظيمًا وأصبحت حرفة منظمة كغيرها من الحرف الراسخة التى اشتهرت بها مصر القديمة.

واهتم ملوك الدولة الوسطى بالمشروعات الأكثر نفعًا للشعب كما ازدهرت الزراعة وتطورت المصنوعات اليدوية، وترك الفنانون المصريون والمهندسون تراثا رائعا انتشر فى الأقصر والفيوم وعين شمس، كذلك ازدهر الفن والأدب فى هذا العصر ولكن نهاية حكم هذه الدولة شهد غزو الهكسوس واحتلالهم لمصر.

بعد أن تم للملك أحمس الأول القضاء على الهكسوس وطردهم خارج مصر الشرقية عاد الأمن والاستقرار إلى ربوع البلاد، وبدأت مصر عهدا جديدا هو عهد الدولة الحديثة، وأدركت مصر أهمية القوة العسكرية لحماية البلاد، فتم إنشاء جيش قوى لتكوين إمبراطورية عظيمة امتدت من نهر الفرات شرقا إلى الشلال الرابع على نهر النيل جنوبا، وأصبحت مصر قوى عظمى، وصارت بذلك إمبراطورية عظيمة مترامية الأطراف وأقدم إمبراطورية فى التاريخ.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية وطن الانسان المصري حضارة عريقة

إقرأ أيضاً:

وكيل «الدعوة الإسلامية»: الحوار فطرة إنسانية وحاجة بشرية

ألقى الدكتور محمد رمضان أبو بكر، وكيل كلية الدعوة الإسلامية لشؤون التعليم، كلمة افتتاح المؤتمر الدولي الرابع لكلية الدعوة الإسلامية، والذي ينعقد بمركز الأزهر الدولي للمؤتمرات تحت عنوان: «الدعوة الإسلامية والحوار الحضاري..رؤية واقعية استشرافية»، بحضور الدكتور محمد الضوينى، وكيل الأزهر، والدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور سلامة داوود، رئيس جامعة الأزهر، ولفيف من قيادات جامعة الأزهر.

الحوار فطرة إنسانية وحاجة بشرية

وأوضح وكيل كلية الدعوة الإسلامية، أن الحوار فطرة إنسانية وحاجة بشرية، حيث خلق الله- تعالى- البشر مختلفين في ألوانهم وألسنتهم وأفكارهم وثقافاتهم، مبينا أن هذا الاختلاف مقصود منه أن يتعارفوا ويتعاونوا لإعمار الأرض، وتوفير سبل الحياة الكريمة فيها، والوصول بالإنسان إلى السعادة والرفاهية من خلال تطبيق منهج الله تعالى- وعبادته وتوحيده.

وأضاف وكيل كلية الدعوة الإسلامية، أن هذا التعارف والتعاون يستحيل أن يتحقق دون وجود حوار بين الناس على مستوى الأفراد والمجتمعات بل على مستوى الحضارات أيضا، مؤكدا أن الحضارات الإنسانية لابد أن تفيد بعضها وتنقل عنها وتأخذ من آثارها ، بحيث يكون التبادل المعرفي والتلاقح الفكري والتفاعل الثقافي هو السائد والغالب بين الحضارات، وأن هذا كله لا يتم إلا من خلال الحوار والنقل والأخذ والرد بين تلك الحضارات والمجتمعات.

فتح آفاق واسعة من التواصل البناء

وشدد وكيل كلية الدعوة الإسلامية على أهمية الحوار في ظل عالم أحوج ما يكون أن يسكت صوت القنابل والرصاص بالتواصل والحوار، وليس أي حوار وإنما حوار حضاري منطلق من المصلحة الإنسانية العامة والمشتركة للجنس البشري، حوار حضاري يثمر تعايشا سلميا بين جميع الأديان والعرقيات والإثنيات، ويستثمر الخلاف للوصول إلى نقاط مشتركة، وفتح آفاق واسعة من التواصل البناء.

 

مقالات مشابهة

  • مؤشر السلام العالمي.. اليمن الدولة الأقل سلاماً في المنطقة والكويت الأكثر سلمية
  • المصريون يهنئون الرئيس السيسي بعيد ميلاده السبعين
  • الرئيس العليمي للسفير الإماراتي: شراكتنا ركيزة لاستعادة الدولة اليمنية وتحقيق السلام
  • ألواح طين وكتب خيزران.. كيف كان شكل التعليم في الحضارات القديمة؟
  • "المصريون بالخارج": مبادرة جديدة للاستثمار الزراعي بالدولار
  • نائب أمير منطقة حائل يستقبل رئيس نادي أثر لاستكشاف الحضارات والآثار
  • وزير الأوقاف: لا بد أن يكون حوار الحضارات بديلا عن تصادمها
  • وزير الأوقاف: لا بد أن يكون حوار الحضارات بديلًا عن تصادمها
  • وكيل «الدعوة الإسلامية»: الحوار فطرة إنسانية وحاجة بشرية
  • أسئلة الحرب وإجابات السلام