القوة والثبات فى مواجهة التحديات
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
لقد حثنا ديننا الحنيف على الأخذ بكل أسباب القوة، حيث يقول الحق سبحانه: «وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ».
والقوة مفهوم عام يشمل مناحى وجوانب عديدة منها القوة العسكرية، والقوة الاقتصادية، والقوة الاجتماعية التى تعنى مدى تماسك أفراد المجتمع، والقوة الثقافية أو القوى الناعمة بما فيها القوة الدبلوماسية وقوة المؤسسات الدينية وحيويتها، وأهم مصادر القوة أمران: قوة العزيمة والإرادة، ووحدة الصف، سواء على المستوى الوطنى، أم على المستوى القومى، وهذان العنصران هما أهم ما يميز الموقف المصرى فى مواجهة التحديات الراهنة، إرادة سياسية قوية وصلبة وعظيمة، والتفاف الشعب حول قائده سيادة الرئيس/ عبد الفتاح السيسى وتأييده المطلق لمواقفه العظيمة فى الحفاظ على أمننا القومى، لا للتهجير، لا لتصفية القضية الفلسطينية، سيناء خط أحمر، لا تفريط فى شبر واحد من تراب مصر، لا حل على حساب القضية الفلسطينية، ولا حل على الإطلاق على حساب مصر.
ويعد الإيمان بالله (عز وجل) والثقة به مع الأخذ بالأسباب أهم مصادر القوة، فالمؤمن الحقيقى قوى ثابت لا تزعزعه المحن، فثقته فى الله (عز وجل) ثم فى نفسه كبيرة ؛ لأن له إحدى الحسنيين أو كلتيهما: إما تحقيق ما يصبو إليه فى الدنيا، وإما تحقيق ما يريده مدخرًا عند الله (عز وجل) يوم القيامة، أو الأمرين كليهما.
والمؤمن يدرك أن الحياة قائمة على الامتحان والابتلاء، حيث يقول الحق سبحانه: «أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ»، ويقول سبحانه: «أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ»، ويقول سبحانه: «أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ»، ويقول سبحانه: «الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ».
وقد قال أحد الحكماء الصالحين: من طلب الراحة فى الدنيا - يعنى الراحة التامة الكاملة الدائمة المطلقة - طلب ما لم يُخلق، ومات ولم يُرزق؛ لأن الله (عز وجل) يقول: «لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِى كَبَدٍ»، فتحديات الحياة وتحديات الدول قد تتغير لكنها لا تنتهى، وعلينا دائمًا أن نوطن أنفسنا على القوة والثبات والعطاء لديننا ووطننا واثقين فى فضل الله (عز وجل) ونصره لعباده المؤمنين، حيث يقول سبحانه: «وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ»، شريطة أن نعمل على ذلك، وأن نأخذ بأسباب القوة والثبات على الحق والمبدأ.
على أن القوة والثبات يحتاجان إلى أقصى درجات الأخذ بالأسباب، والاجتهاد فى العمل وإتقانه، كل فى مجاله وميدانه، العامل فى مصنعه، والفلاح فى حقله، والطبيب فى مشفاه، والمعلم فى مدرسته، مع إعلاء روح التعاون والتراحم والإيثار والبعد عن كل الأدواء المدمرة للمجتمعات ولمن يقعون فيها كالغش، والاحتكار والاستغلال، فالمحتكر ملعون، ومن غش فليس منا، ومن استغل ودخل فى أقوات الناس ليغليها عليهم كان حقا على الله (عز وجل) أن يقعده بعُظْم من النار يوم القيامة.
وزير الأوقاف
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القوة والثبات في مواجهة التحديات أ د محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أسباب القوة القوة والثبات یقول سبحانه عز وجل
إقرأ أيضاً:
أمر يزيد طمأنينة النفس .. عالم بالأوقاف يكشف عنه
قال الدكتور أسامة الجندي، من علماء وزارة الأوقاف، في رده على سؤال حول كيفية زيادة اليقين بالله: "أعتقد أنه من أهم الأسئلة التي يجب أن يطرحها الإنسان على نفسه، كما بدأنا في حديثنا عن حاجة الإنسان إلى الدين، فإن من المحاور الرئيسية في تلك الحاجة هي بحثه المستمر عن الطمأنينة النفسية. عندما يواجه الإنسان أي شدة أو أزمة، يجد نفسه يبحث عن ركن يستند إليه، وهذا هو الدين. ففي الدين يجد الإنسان الراحة والسكينة، ويجد اليقين بالله".
وأضاف الدكتور أسامة الجندي، خلال تصريح اليوم الأحد: "كما قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: 'ومن يؤمن بالله يهدي قلبه'، فاليقين بالله هو أساس الطمأنينة النفسية، ولذلك، يجب على المسلم أن يمتلك عقيدة ثابتة راسخة وأن يكون على يقين كامل بالله سبحانه وتعالى".
وتابع: "خذ أمثلة على ذلك من قصص الأنبياء، مثل السيدة هاجر عندما تركها سيدنا إبراهيم عليه السلام مع ابنها في الصحراء، أو عندما ألقت أم سيدنا موسى عليه السلام ولدها في اليم، وكثير من المواقف التي تؤكد اليقين في الله سبحانه وتعالى".
وأشار إلى أن الخطوة الأساسية لزيادة اليقين هي أن يكون المسلم دائم الاتصال بالله سبحانه وتعالى، وأن يدرك تمامًا أن الله عز وجل لن يخذل عباده أبدًا، كما يجب أن يحسن الظن بالله.
وقال: "الله سبحانه وتعالى أمرنا بحسن الظن به، كما قال في الحديث القدسي: 'أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء'، لذلك، المسلم عندما يظن في الله الخير، يأتيه الخير سواء في الدنيا أو في الآخرة".