بوابة الوفد:
2025-01-11@05:27:33 GMT

نجحت مصر وفشلت الغطرسة الصهيونية

تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT

نجحت السياسة المصرية، وشريكتها القطرية وبالضغوط الأمريكية فى إقرار الهدنة، وإنى كنت على ثقة أن مصر ستستخدم أدواتها لتضميد جراح أشقائها من أبناء غزة المنكوبة، وفرضت حماس بشروطها إقرار فترة الهدنة لمدة أربعة أيام، وقد تصل إلى خمسة، يتم من خلالها صفقة تبادل الأسرى بنسبة (٣:١) خمسون من الأطفال والنساء من الإسرائيليات مقابل مائة وخمسين من الأطفال والنساء الفلسطينيات بسجون الكيان الصهيونى مع دخول مئات الشاحنات بالمساعدات من الوقود، والأغذية، والمياه والمواد الطبية لكافة ربوع غزة المنكوبة التى منعتها عنها قصدا للموت أو للإبادة قصفًا فالنتيجة واحدة، مع إعادة تشغيل المستشفيات ورفع الأنقاض ولملمة الجراح التى قصفت إجراماً وانتقاماً، والنجاح هنا بفرض الإرادة، وإيقاف الحرب المدمرة برغم تكرار هذا الكيان الغاصب بعدم التوقف بكل تعنت وغطرسة إلا بتحقيق أهدافه، التى لم ولن تتحقق من إبادة حماس سياسيا وعسكريا، وهو ما لم يحدث، بل اعترف بها وتفاوض معها هو وسانده كعنصر فاعل ومؤثر وكلاهما مد يده إليها.

أما الهدف الثانى الذى شن من أجله تلك الحرب الدامية، هو تحرير الأسرى وهذا أيضاً لم يتحقق إلا بعد موافقة حماس ومباركتها فى تبادل محدد العدد ومطيحة بذلك الوصف الذى وصفت بها كجماعة ميليشيا إرهابية أو داعشية بين قوسين قتل، واغتصاب، وقطع الرؤوس وهذا لم يتم ولمدة وصلت إلى ٤٦ يوما لتتغير اللهجة والادعاء الإعلامى الصهيونى والغربى منذ السابع من أكتوبر، أما مكاسبها فمن المؤكد أنها سوف تعيد ترتيب أوراقها خاصة أنها نجحت فى إخفاء كل تحركاتها ومفاجأة جيش الكيان الغاصب من مسافة الصفر، فجاء الوقت لتأكيد أوضاعه وأماكنه، وكذا تحديد وسائل التعامل معه ولا ننسى أنها ستضع هذه الهدنة غزة المدمرة تحت مجهر الإعلام العالمى كواقع كاشف وضاغط وموجع لحجم الكارثة والمجازر من قرب شمالا وجنوبا ليكشف كل الأكاذيب والادعاءات أمام العدسات وبحناجر المراسلين وعلى شاشات المذيعين، ليضع الشعوب والحكومات أمام ضميرها الإنسانى خاصة الغربى منها لتدفع إلى الحل السياسى برؤية لحل الدولتين، وخلق حافز جديد دون تزوير أو تشويه.

أما بالنسبة إلى فشل الكيان الصهيونى المتغطرس بدأ من رئيس حكومته نتنياهو فهو الخاسر الخاسر، أقر بصعوبة القرار وصحته رغم رفضه هو وجيشه، ومجلس حربه له منذ السابع من أكتوبر باللاءات السبعة: لا وقود - لا ماء - لا دواء - لا غذاء - لا حقوق إنسان أو حيوان لا تواجد بالمكان ولا مكان آمن لمدة ٤٦ يوما، وإبادة حماس سياسيا، وعسكريا، وتحرير الأسرى وهدم الأنفاق. فشلت إسرائيل فى تحقيق الأمن لمواطنيها سواء كانوا فى مستوطنات غلاف غزة، أو الشمال، أو حتى بالداخل الإسرائيلى بكافة مدنها، ولن يقبل حديث من حكومة أو من جيش أو استخبارات أو غيره بالعودة لها، فلقد أوصلت حماس الرسالة بأن الأمن لا يتحقق بالقوة، وفرض الإرادة وأن طريق المفاوضات هو سبيله. وهذا ما عرفه الشارع الإسرائيلى وخاصة أسر المحتجزين، والأسرى، وخسرت إسرائيل أيضاً اقتصادها الذى فاق التوقعات، وقامت بتسريح جنود الاحتياط قرابة ألف جندى بحجة أنهم غير مدربين للعمل ضمن قواته بغزة، فلا سياحة ولا زراعة ولا صناعة، وهربت رؤوس الأموال إلى الخارج، وأجبرت على تدعيم الوضع المالى لها والاقتراض من الخارج. أما بالنسبة إلى الشريك المساند أمريكا (الشيطان) فهى من كبلت نفسها بالوعود الواهية ووافقت عليه منذ البداية وكانت النتيجة فشلا ذريعا داخليا وإقليميا ودوليا حتى فى ممارسة ضغوطها على هذا الكيان، وتحتاج هى ورئيسها تحقيق أى إنجاز تحت كثرة الضغوط الداخلية والخارجية، وتشويه صورتها الديمقراطية المزعومة فكان على بايدن أن يدفع بالدبلوماسية التى انتصرت أخيرا ولو جزئيا على آلة الحرب التى وفرها، وجلبت له كل الخسائر فى محاولة لتحسين وجه الصورة المشوهة التى طبعت بالأذهان وطبعا لابد أن يخرج بجزء من المكاسب، فتمثل فى تخفيض الضغوط الداخلية عليه بالإضافة إلى تحرير طفلة، وأسرتين أمريكيتين ضمن تلك الصفقة.

أما بالنسبة إلى اللاعب الإقليمى (إيران) تحاول أن تستفيد سياسيا رغم دعمها من الباطن لأذرعها والكل يعلم ذلك، واستمرار تأكيدها الدائم بعد مشاركتها أو حتى نية مشاركتها وتسعى إلى خلق سلوك متوازن نوعا ما لكسب الحلفاء ودول المنطقة، فهى لاعب مهم ولا يمكن غض النظر عن دوره. لقد كتبت فى مقال سابق بعنوان استمعوا إلى صوت العقل.. ولو لمرة فالكل خاسر فأى عملية عسكرية تبدأ بضغوط سياسية واقتصادية وتنتهى بحلول سياسية تفاوضية، ولكن تبنى الكيان الصهيونى الغاشم، والشيطان داعمه، والغرب مؤيده، فكرة الانتقام والانتقام المبيد لحرب الإبادة دون الاحتكام لصوت العقل أو الخروج بأكبر المكاسب مع تقليل الخسائر وهذا ما لم يتحقق مدة ٤٦ يوماً.

والسبب معروف هو التغطية على الفشل القاتل سياسيا وعسكريا واستخباراتيا يوم السابع من أكتوبر حتى ينسى الشعب ما حدث ولكن أبشركم أنه أيضاً لم يحدث بات لشعبكم جليا فقد الثقة سياسيا وعسكريا، واستخباراتيا. فإنى أقول لهذا الكيان كفى عبثا ودمارا ولتكن تلك الهدنة بداية بخروج باقى الأسرى، كجزء من المكاسب وتوضع الصورة كاملة أمام العالم بأن السلام والأمن لا يتحققان إلا بحل الدولتين من خلال مسار تفاوض مجدول زمنيا إما من خلال تبادل للأرض وربط الضفة بغزة ووضع المقدسات بين أيادى أصحابها والاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام ٦٧. وبدلا من أن تساند أمريكا (الشيطان) الدمار والخراب تدفع بالمال والسلاح تضغط وترغم هذا الكيان لحل الدولتين. فمنذ أكثر من ثمانين عاما والمنطقة لم تشهد استقرارًا قط ماذا تريدون؟! ألا تفكروا أو حتى تعقلوا! حققوا الأمن لشعبكم واستمعوا لصوته لو لمرة.. لعنكم الله. عاشت مصر عزيزة أبية وفلسطين باقية أرضًا وشعباً وفى قلوبنا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إقرار الهدنة مصر الكيان الصهيوني الكيان الغاصب

إقرأ أيضاً:

بايدن: نحقق تقدما في اتفاق الهدنة بغزة

أفاد مراسل قناة القاهرة الإخبارية، وفقًا لنبأ عاجل، بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن أكد في تصريح له أن هناك تقدمًا ملحوظًا في المفاوضات المتعلقة باتفاق غزة. 

وأشار إلى أن الجهود الدبلوماسية المبذولة، أسفرت عن تحقيق نتائج إيجابية، مع توجيه الأنظار نحو حل الأزمة بشكل يعزز من الاستقرار في المنطقة.

وأوضح بايدن أن هذا التقدم يأتي نتيجة للتعاون المستمر بين الأطراف المعنية والضغط الدولي الهادف إلى الوصول إلى تسوية سلمية. كما شدد على أهمية أن يتضمن الاتفاق بنودًا تحقق العدالة والأمن لجميع الأطراف، بما في ذلك المدنيين في غزة.

وأضاف الرئيس الأمريكي أن بلاده تواصل دعمها للمفاوضات التي تضمن حقوق الإنسان وتحافظ على سلامة المدنيين، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستظل شريكًا فاعلًا في العملية السلمية. وأثنى على التزام المجتمع الدولي في تحقيق تقدم ملموس نحو السلام الدائم في المنطقة.

وأشار بايدن إلى أن العمل جارٍ على تقليل التوترات، وأنه من المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة مزيدًا من الخطوات الإيجابية نحو الوصول إلى اتفاق نهائي يحقق الاستقرار والأمن لجميع الأطراف المعنية.

مقالات مشابهة

  • بايدن: نحقق تقدمًا في اتفاق الهدنة بغزة
  • بايدن: نحقق تقدما في اتفاق الهدنة بغزة
  • خطة «الكيان».. ضم الضفة الغربية!!
  • هل تراجع حزب الله سياسياً بعد انتخاب رئيس جديد للبنان؟
  • هل تراجع حزب الله سياسياً بعد انتخاب رئيس جديد للبنان؟ - عاجل
  • ميقاتي: الحكومة نجحت خلال السىنتين الفائتتين في الحفاظ على هيكلية الدولة
  • بعد إحالته للمحاكمة.. قاتل زوجته في بدر: حاولت 6 مرات لحد ما نجحت
  • قريبة للغاية..بلينكن: الهدنة في غزة ممكنة
  • مؤسسة بحثية رائدة: ألمانيا نجحت في تحقيق أحد أهدافها الوطنية لكن فشلت بالوصول إلى المعايير الأوروبية
  • هل يعود حزب الله حزباً سياسياً؟