طائرات «المشاهير» تسبب تزايد انبعاثات الكربون حول العالم
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
أدى استخدام المشاهير لطائراتهم ومواصلة استهلاكها للوقود إلى آلاف الأطنان سنويا، حيث تعد وسائل النقل، بما فى ذلك الطائرات الخاصة واليخوت، المساهم الأكبر على الإطلاق، وفقا لتقرير جديد لمنظمة أوكسفام حول عدم المساواة فى الكربون.
ويتسبب النقل أيضا فى انبعاثات الكربون الضخمة للطبقات الوسطى. تظهر البيانات الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية حول انبعاثات ثانى أكسيد الكربون لكل شخص فى عام 2021 فى اثنتى عشرة دولة رئيسية أن أغنى 10% من الناس فى العديد من البلدان يتسببون فى انبعاثات الكربون المسببة لتسخين المناخ بما يصل إلى 40 مرة أكثر من أفقر 10% من الناس.
ويشكل النقل، وخاصة استخدام السيارات، عاملا رئيسيا فى هذه الانبعاثات المرتفعة: 20 إلى 40 مرة أعلى من أفقر 10% فى البلدان التي شملتها الدراسة.
قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن رحلات الطائرات الخاصة التي يملكها قرابة 200 من المشاهير والرؤساء التنفيذيين والمليارديرات طارت ما مجموعه 11 عاما فى الهواء منذ بداية عام 2022.
وأوضحت الصحيفة أن البصمة الكربونية لكل هذه الرحلات – 44.739 رحلة – تعادل إجمالى الانبعاثات لما يقرب من 40،000 بريطانى.
واستخدمت صحيفة "الجارديان" البيانات العامة لتتبع الرحلات الجوية للطائرات الخاصة المملوكة للمشاهير ورجال الأعمال بما فى ذلك إيلون ماسك، ورولينج ستونز، وعائلة مردوخ، وكايلى جينر على مدار 21 شهرا.
وتتتبع الأرقام ما يقرب من 300 طائرة تابعة لتلك المدرجة فى القائمة، وتبين أنها تنبعث منها ما يقدر بـ 415.518 طنا من ثانى أكسيد الكربون.
ومن بين الطائرات الأكثر تلويثا التى تغطيها القائمة كانت طائرة بوينج 767 ذات الجسم العريض المملوكة لرولينج ستونز. ويطلق منها ما يقدر بنحو 5046 طنا من ثانى أكسيد الكربون، أى ما يعادل قيام شخص برحلة من لندن إلى مدينة نيويورك 1763 مرة فى الدرجة الاقتصادية.
وسجلت الطائرات المملوكة للورانس سترول، الملياردير مالك فريق أستون مارتن للفورمولا١، إجمالى 1512 رحلة منذ بداية عام 2022. كما قامت طائراته الخاصة، بما فى ذلك طائرتان هليكوبتر، بمعظم الرحلات التى استغرقت 15 دقيقة أو أقل.
وكانت تسع وثلاثون طائرة مرتبطة بثلاثين من أفراد حكومة القلة الروسية - بما فى ذلك رومان أبراموفيتش، وليونيد ميخلسون وزعيم مجموعة فاجنر المتوفى مؤخرا، يفجينى بريجوزين - مسئولة عن 30701 طن من ثانى أكسيد الكربون (أى ما يعادل إجمالى متوسط البصمة الكربونية لنحو 1000 روسى).
وكانت أقلية كبيرة من الرحلات الجوية غير المروحية - حوالى واحدة من كل ست رحلات - كانت لرحلات قصيرة مدتها نصف ساعة أو أقل.
وتأتى النتائج التى توصلت إليها صحيفة الجارديان فى أعقاب ارتفاع حاد فى استخدام الطائرات الخاصة منذ جائحة كوفيد - 19. وفى العام الماضى، بلغ نشاط الطائرات الخاصة فى أوروبا أعلى مستوى له منذ الذروة التى بلغها فى عام 2007، وتشير التوقعات إلى أن مبيعات الطائرات الخاصة من المرجح أن تصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق هذا العام.
لن تكون كل رحلة تم تحليلها تحتوى على مالكها على متنها. حوالى 40% من الرحلات الجوية الخاصة لا تحمل أى ركاب، حيث يتم تحريك الطائرات لنقل الأشخاص. ربما تم أيضا استخدام العديد من الطائرات من قبل الأصدقاء أو العائلة أو زملاء العمل أو تم إقراضها لأفراد آخرين.
ويبدو أن بعض المشاهير، مثل تايلور سويفت، التى شملها التحليل أيضا، قد غيروا سلوكهم بشكل كبير بعد أن تم استدعاؤهم لاستخدامهم المفرط للطائرات الخاصة. تم رصد طائرة سويفت فى الهواء بمعدل 19 مرة شهريا بين يناير وأغسطس 2022. ومنذ تلقيها دعاية سلبية، انخفض متوسط عدد رحلاتها إلى ما يزيد قليلا على اثنتين شهريا. وقال متحدث باسم سويفت: "قبل بدء الجولة فى مارس 2022، اشترى تايلور أكثر من ضعف أرصدة الكربون اللازمة لتعويض جميع رحلات السفر فى الجولة".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المشاهير الكربون المناخ الطائرات الخاصة بما فى ذلک
إقرأ أيضاً:
الانتحار يطارد نجوم كوريا الجنوبية.. لماذا يعاني المشاهير من الضغوط القاتلة؟
تتزايد الحوادث المأساوية التي تنتهي بوفاة العديد من المشاهير بسبب ضغوط الحياة العامة في كوريا الجنوبية، ويأتي في مقدمة تلك الحوادث الانتحار، خاصة بعد تخلص الممثلة الشابة كيم ساي روني من حياتها.
حادث انتحار روني أثار ضجة كبيرة، حيث أدى إلى تسليط الضوء على الضغوط الهائلة التي يواجهها المشاهير في كوريا، ويعتبر الانتحار أحد النتائج المأساوية التي ترافق ضغوط الشهرة.
وتم العثور على كيم ساي روني ميتة في منزلها في سيول الأحد، عن عمر يناهز 24 عامًا، بعد أن تعرضت لهجوم شرس من الصحافة ومنصات التواصل الاجتماعي بسبب حادث تعرضت له عام 2022، عندما تم اتهامها بقيادة السيارة تحت تأثير الكحول، وقد تعرضت لانتقادات عنيفة عبر الإنترنت، مما ساهم في تدهور حالتها النفسية وأدى إلى قرارها النهائي بالانتحار.
ولم تكشف الشرطة عن المزيد من التفاصيل حول وفاتها، وأكد الخبراء أن الظروف المحيطة بحالة كيم ليست فريدة من نوعها في كوريا الجنوبية، فثقافة التنمر الإلكتروني والتوقعات المفرطة التي يفرضها الجمهور على المشاهير تمثل عامل ضغط ضخم، مما يجعل حياتهم أكثر تعقيدًا.
ومر العديد من المشاهير في كوريا الجنوبية بتجارب مشابهة، حيث تعرضوا لانتقادات قاسية من الجمهور بسبب أخطاء صغيرة، مما أدى إلى تدمير مسيرتهم المهنية وتهديد حياتهم الشخصية.
ومن بين المشاهير الذين تعرضوا لهذه الضغوطات، كانت المغنيتان سولي وغو هارا، اللتان انتحرتا في عام 2019 بعد تعرضهما لحملات تنمر مكثفة على الإنترنت، رغم أنهما لم تكونا قد ارتكبتا أي جرائم قانونية. وكان السبب الرئيسي وراء انتحارهما هو التنمر الإلكتروني الذي جعل حياتهما مليئة بالألم النفسي والعاطفي.
وأصبح التنمر الإلكتروني في كوريا الجنوبية صناعة بحد ذاته، حيث يحقق البعض أرباحًا ضخمة من خلال نشر مقاطع فيديو مثيرة للجدل على منصات مثل يوتيوب، بينما تستفيد المواقع الإخبارية من الترافيك الناتج عن نشر الفضائح. وتستمر وسائل الإعلام في استهداف الشخصيات العامة بأخبار مغلوطة أو مشوهة، مما يعزز العداء العام تجاههم.
وفي هذا السياق، أشار أستاذ الطب النفسي في جامعة ييل، نا جونغ هو، إلى أن ما يحدث في كوريا الجنوبية يشبه تمامًا أحداث مسلسل "لعبة الحبار" الشهير، حيث يواجه الأشخاص ضغوطًا هائلة في سبيل البقاء على قيد الحياة، سواء في الألعاب أو في الواقع الاجتماعي. وأضاف أن المجتمع الكوري لا يمنح الأشخاص الذين يرتكبون أخطاء فرصة ثانية، مما يعكس حالة قمع للضحايا الذين يتعرضون لحملات التنمر.
واستخدام الانتحار كحل للألم النفسي ليس مسألة جديدة في كوريا الجنوبية، حيث تعد البلاد واحدة من أعلى معدلات الانتحار بين الدول المتقدمة، أما المشاهير، فيعيشون تحت ضغط أكبر بسبب متطلبات المجتمع المهووس بالكمال والتوقعات المستمرة منهم.