DW عربية:
2024-06-29@10:24:06 GMT

مؤتمر الإسلام: رغم إحباطهم مسلمون يحاربون كراهية اليهود

تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT

‍‍‍‍‍‍

وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، ما تأثير مطالبها على مواقف الجمعيات الإسلامية من معاداة السامية؟

دخلت وزيرة الداخلية الألمانية، في الجوهر مطالبة الجاليات والجمعيات الإسلامية في ألمانيا بـ " رفع الصوت ضد معاداة السامية" وإدانة "هجمات حماس الإرهابية الفظيعة ضد إسرائيل".

مختارات ألمانيا- حملة أمنية تستهدف أعضاء ومناصرين لحماس و"صامدون" ألمانيا ـ عملية أمنية ضد "المركز الإسلامي بهامبورغ" وجماعات تابعة له DW: تحقيق في اتهامات بمعاداة السامية.

. توقيف موظفين عن العمل

وتحدثت الوزيرة نانسي فيزر لمدة 25 دقيقة في بداية مؤتمر الإسلام في المانيا (DIK). ومثلما لم يحدث مع أي من أسلافها في المنصب الوزاري منذ إطلاق مؤتمر الإسلام عام 2006، فقد رفعت التوقعات والمطالب الملقاة على الجانب الإسلامي.

ولكن ماذا عن "معاداة المسلمين"؟

مر أكثر من ربع ساعة على بدء الخطاب قبل أن تقول الوزيرة: "لدينا في ألمانيا أيضاً مشكلة معاداة المسلمين"، محذرة من أن اتهامات معاداة السامية لا ينبغي أن تستغل لمعاداة المسلمين. وانعقد المؤتمر، الذي استمر يومين، تحت شعار "السلام الاجتماعي والتماسك الديمقراطي: مكافحة معاداة السامية وكراهية المسلمين في زمن الانقسام الاجتماعي".

لقد تغير المزاج الاجتماعي في ألمانيا وأوروبا منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 عندما تعرضت إسرائيل لأفظع هجمات إرهابية منذ المحرقة. وتسبب هجوم حماس بمقتل 1200 شخص في إسرائيل، غالبيتهم مدنيون، بحسب السلطات الإسرائيلية. كما اختطفت حماس حوالي 240 رهينة.

ومنذ ذلك الحين، تردّ إسرائيل بقصف مدمّر على  قطاع غزة أوقع 14128 قتيلاً بينهم 5840 طفلاً، وفق سلطات حماس. كما بدأت إسرائيل عمليات برية واسعة داخل القطاع منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر. وتفرض "حصاراً مطبقاً" على قطاع غزة الذي لا تصله إمدادات وقود ومواد غذائية ومياه.

ويشار إلى أن  حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية. كما حظرت الحكومة الألمانية جميع أنشطة الحركة في ألمانيا.

أما في ألمانيا فقد كشف اليهود عن تعرضهم لإهانات وشعورهم بالخوف، ووقعت هجمات على كنس ومراكز مجتمعية يهودية، وجرى ترديد شعارات معادية للسامية في المظاهرات. وتحاول السلطات الألمانية التصدي لكل ما سبق ذكره من انتهاكات ضد اليهود. وتلقي السلطات بـ "المزيد من المسؤولية" على "الإسلام" في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاربة كراهية اليهود.

ولم تدعو الوزيرة أكبر الجمعيات والاتحادات الممثلة للمسلمين في ألمانيا إلى المؤتمر: لا "المجلس المركزي للمسلمين"، الذي لا ينأى بنفسه بمسافة كبيرة عن المتطرفين  الشيعة، ولا "الاتحاد الإسلامي التركي" (ديتيب). و"ديتيب" مقرب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي وصف حماس بـ "حركة تحرر" وإسرائيل بـ "الدولة الإرهابية". وتربط "ديتيب" علاقة مباشرة بـ"رئاسة الشؤون الدينية التركية" (ديانت) المعادية للسامية.

ولم تأت نانسي فيزر في كلمتها على ذكر "المجلس المركزي للمسلمين" وعدم مشاركته، ولكنها، وجهت انتقادات شديدة لـ "ديتيب"، قائلة إنه صدر عنها ​​صريحات "مزعجة"، بيد أنها عادت وأشارت إلى أن وزارتها "اتفقت" مع "ديانت" و"ديتيب" لتدريب الأئمة في ألمانيا: "نحن بحاجة لبعضنا البعض، رغم كل الانتقادات".

ألمانيا .. عملية أمنية تستهدف جمعيات موالية ل "حزب الله"

انتقادات للوزيرة

في اليوم الثاني من المؤتمر، ومع مغادرة المتحدثين السياسين، كانت الأمور تغلي خلف الأبواب المغلقة. وبحسب معلومات DW، فقد ترددت انتقادات لخطاب نانسي فيزر في ورش العمل، التي لم يُسمح لممثلي وسائل الإعلام بالمشاركة فيها. وأفاد المشاركون أنهم شعروا بأنهم "مثل أطفال المدارس" وأنهم كانوا ينظرون إلى خطاب الوزير على أنه "يشبه خطاب معلم المدرسة". ونقل عن المشاركين انزعاجهم من إلقاء الوزيرة كلمتها ومن ثم انصرافها دون إتاحة أي فرصة لطرح ولو حتى سؤال واحد عليها.

أحد الذين عبروا عن انتقاداتهم بشكل علني هو برهان كيسيسي، رئيس "المجلس الإسلامي لجمهورية ألمانيا الاتحادية". وقال كيسيسي لـ DW إنه "أعجبت بفكرة معالجة معاداة السامية ومعاداة المسلمين معاً. لكننا رأينا أن معاداة السامية أخذت مساحة أكبر". ولطالما اشتكت أصوات كثيرة من العنصرية ضد المسلمين. وقال كيسيسي: "كان من الأفضل لو تم منحها نفس وزن معاداة السامية على الأقل".

ويوضح برهان انتقاداته: "يشعر المسلمون  في ألمانيا – بعيداً عن حي نيوكولن البرليني وغيره من المناطق ذات الكثافة العالية بالمسلمين– بعدم الأمان". وأضاف أنه زار مؤخراً مدينة هانوفر: "يفكر الكثير من خريجي الجامعات والمتعلمين بالهجرة من ألمانيا، لأنهم قلقون وخائفون من التهديدات أو الهجمات على المساجد"، مشيراً إلى أن من يتحدث عنهم هم من الجيل الثالث أو الرابع من المهاجرين.

بدت طاولة المعلومات أمام قاعة المؤتمرات بمثابة رمز لتغير الأولويات في ظل التطورات الحالية. وعلى الطاولة تقرير مكون من نحو 400 صفحة، عن "معاداة المسلمين" في ألمانيا أعدته الحكومة الاتحادية في نهاية حزيران/يونيو 2023. تركزت تحضيرات المؤتمر على ذلك الموضوع حتى جاء إرهاب حماس والحرب في الشرق الأوسط، وما نتج عنها من احتجاجات ومعاداة للسامية في الشوارع الألمانية.

ولعل التقرير الورقي الآنف الذكر، الذي استغرق إعداده وقتاً طويلاً بمشاركة باحثين، كان أيضاً دليلاً على أن مسائل أخرى أكثر جوهرية أصبحت على المحك اليوم. وفي يومه الثاني، اكتسب المؤتمر الإسلامي ديناميكيته الخاصة مرة أخرى. وكان عمر كونتيش، رئيس "اتحاد المساجد المالكية في ألمانيا"، الذي يضم حوالي 120 مسجداً من أتباع الإسلام التقليدي، جالساً على المنصة.

مؤتمر الإسلام في ألمانيا 2023: انتقادات لدور الجمعيات الإسلامية في مواجهة معاداة السامية، كيف ترد الجمعيات على ذلك؟

الكراهية والتحريض على الانترنت

تحدث عمر كونتيش عن التحديات التي تواجه الأئمة والدعاة في عصر وسائل التواصل: "الجيل الحالي لديه جاليات ومجتمعات افتراضية حيث للصور تأثير فوري، وتولد مشاعر قوية، منها الكراهية والغضب. ونوه عمر إلى أن "عدد المصلين في مسجد ما قد يصل إلى 300 وربما 400 مسلم، أما الخطيب على الإنترنت فيصل عدد متابعيه إلى عشرات الآلاف. إننا في عصر التيك توك".

وقد تناول نفس النقطة متكلمون آخرون من القطاع التربوي. وحذرت ديبورا شنابل، مديرة مركز "آن فرانك التعليمي"، قائلة: "ليس لدينا إجابات. وهناك استثمار ضئيل للغاية في هذا المجال. وديناميكية وسائل التواصل والعالم الرقمي سريعة. يجب علينا الآن أن نعمل بسرعة في هذا الميدان".

وذهب خبير التطرف أحمد منصور أبعد في التحذير وسمى على وجه التحديد "الوكالة الاتحادية للتثقيف السياسي" بالاسم: "إذا لم نشن هجوماً مضاداً على وسائل التواصل الاجتماعي الآن، وإذا لم نتواجد هناك، فسوف ينتصر الراديكاليون. علينا أن نتحرك، وإلا فإننا سنخسر"، مشدداً على أن التحدي ينطبق على أوروبا كلها. كما حدد أحمد منصور خطوات ملموسة: "محو الأمية الإعلامية كمادة إلزامية في كل مدرسة، وعمل الشباب الرقمي. وأضاف: "يتطلب الأمر روايات مضادة ومختصين يتصدون للأخبار الزائفة".

وتعتزم وزيرة الداخلية الألمانية،  نانسي فيزر، تناول "معاداة السامية بين المسلمين بقوة أكبر" في نسخة العام المقبل من "مؤتمر الإسلام الألماني" (DIK).

أعده للعربية: خالد سلامة

 

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر معاداة السامية كراهية اليهود مؤتمر الإسلام في ألمانيا وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر معاداة السامية كراهية اليهود مؤتمر الإسلام في ألمانيا معاداة المسلمین معاداة السامیة مؤتمر الإسلام فی ألمانیا إلى أن

إقرأ أيضاً:

ألمانيا والمغرب.. تحالف جديد لدعم إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر

قالت وزارة التنمية الألمانية، الجمعة، إن ألمانيا اتفقت مع المغرب على تشكيل تحالف للمناخ والطاقة لدعم التوسع في الطاقة المتجددة وإنتاج الهيدروجين في المغرب.

وتسعى ألمانيا إلى تعزيز اعتمادها على الهيدروجين في مزيج الطاقة في المستقبل بهدف خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بالقطاعات الصناعية الملوثة التي لا يمكن تحويلها إلى العمل بالكهرباء مثل صناعة الصلب وإنتاج المواد الكيماوية.

وسيتعين على برلين استيراد ما يصل إلى 70 بالمئة من احتياجاتها من الهيدروجين في المستقبل، إذ يهدف أكبر اقتصاد في أوروبا إلى الوصول بمستوى الانبعاثات إلى الصفر بحلول 2045، لكنه يفتقر إلى المساحة والظروف اللازمة لإنتاج كميات كبيرة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

وقالت وزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسه، التي وقعت على إعلان التحالف مع وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة ببرلين، في بيان “المغرب يتمتع بأفضل الظروف الملائمة لتحول الطاقة وإنتاج الهيدروجين الأخضر. وألمانيا تريد استيراد الهيدروجين”.

وأضافت شولتسه أن اقتصاد الهيدروجين الأخضر الجديد يجب أن يكون عادلا ويختلف عن الاقتصاد القائم على الوقود الأحفوري.

وقالت الوزيرة “نريد أن نفعل ذلك على نحول عادل وعبر شراكة، ليتمكن المغرب أيضا من تعزيز تحوله في مجال الطاقة والحصول على نصيبه العادل في سلاسل القيمة المستقبلية”.

وقال شتيفان فينتسل وكيل وزارة الاقتصاد وحماية المناخ الألمانية للشؤون البرلمانية إنه بالنظر إلى القرب الجغرافي فإن برلين تدعم التعاون في مجال تجارة الكهرباء بين المغرب والاتحاد الأوروبي وانخراط شركات التكنولوجيا الألمانية والموردين في النهوض باقتصاد الهيدروجين هناك.

وذكرت التنمية المغربية إن أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم في مدينة ورزازات بجنوب المغرب أُنشئت بدعم ألماني، مضيفة أن برلين تشارك أيضا في بناء أول محطة تجريبية للهيدروجين الأخضر في المغرب.

وأضافت الوزارة أن المحطة من المتوقع أن تنتج نحو عشرة آلاف طن من الهيدروجين سنويا، وهو ما يكفي لإنتاج 50 ألف طن من الصلب المُنتج باستخدام طاقة نظيفة، والذي يطلق عليه اسم الصلب الأخضر.

ولم يتسن الحصول على تعليق من وزارة التنمية الألمانية حول الجدول الزمني المتوقع لإنتاج الهيدروجين وتصديره إلى ألمانيا أو الوسائل المقررة لنقله إليها.

وتوقعت الوزارة المغربية مزيدا من الاستثمارات في إطار التحالف الألماني المغربي الجديد للمناخ والطاقة.

مقالات مشابهة

  • في المانيا.. الحكم على عنصرين من الحزب بالسجن 5 سنوات
  • تفاصيل إعلان الولاء بقانون الجنسية الألمانية.. هل يُلزم الاعتراف بـإسرائيل؟ (وثيقة)
  • ألمانيا والمغرب.. تحالف جديد لدعم إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر
  • عرب ألمانيا قلقون.. هل الاعتراف بـإسرائيل شرط للحصول على الجنسية؟
  • عرب ألمانيا قلقون.. هل الاعتراف بـإسرائيل شرطا للحصول على الجنسية؟
  • ألمانيا.. الجنسية فقط لمؤيدي "حق إسرائيل في الوجود"
  • أكذوبة” معاداة السامية..كيف يتم اختلاقها وترويجها ؟
  • ألمانيا تتبنى قانونا جديدا يسهل طرد الأجانب داعمي "الإرهاب"
  • اندفاع الأمريكيين نحو الإسلام بسبب العدوان على غزة يثير تساؤلات إسرائيلية
  • محافظ قنا يشارك في مؤتمر الوكالة الألمانية حول أهمية التحول الحضري العادل فى مصر