«فاينانشيال تايمز» تسلط الضوء على تحول الرأى العام الدولى بشأن الحرب فى غزة
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
بعد ما حققته الجهود المصرية القطرية للتوصل إلى اتفاق على هدنة إنسانية لمدة ٤ أيام، وفقا لما أعلنته حركة حماس فجر الأربعاء الماضى، وهو ما بموجبه سيتم وقف إطلاق النار من الطرفين ووقف كل الأعمال العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلى فى مناطق قطاع غزة كافة، تتجه الأنظار أيضا إلى الضغوط التى شكلها تحول الرأى العام العالمى حول غزة ونزول الملايين فى الشوارع مطالبة بوقف إطلاق النار.
رصدت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية فى طبعتها الصادرة صباح الثلاثاء الماضى، ملامح تحول الرأى العام الدولى بشأن الصراع الحالى الذى تشهده إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، حيث شهدت شوارع العديد من البلدان تظاهرات مطالبة بوقف العنف.
وأشارت الصحيفة فى تقريرها الذى نشر عبر موقعها الإلكترونى، إلى تغيرات كبيرة فى الرأى العام داخل الولايات المتحدة وأوروبا أثر بشكل كبير على السياسة الوطنية.
وذكرت الصحيفة أن الهجمات التى شنتها حركة حماس والفصائل الفلسطينية على إسرائيل ابتداء من السابع من أكتوبر الماضى "ضمن عملية "طوفان الأقصى"، وردت عليها إسرائيل بحملة عسكرية استمرت لستة أسابيع فى قطاع غزة، أدت إلى انقسام واسع فى آراء الناس، حيث انتشرت الصور المروعة من غزة على نطاق واسع فى وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى فى جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، فإن تغير الرأى العام منذ بداية الحرب لم يكن متوقعا أو مباشرا، فمن الولايات المتحدة إلى أوروبا، هناك تحولات ملموسة تأثرت بها السياسات الوطنية، كما أكدت الصحيفة.
ورغم أن الصراع الإسرائيلى الفلسطينى كان قضية مثيرة للانقسام لعقود، إلا أن الردود فى معظم غرب أوروبا كانت مسبقا عابرة للفعل فى الأشهر القليلة التى سبقت السابع من أكتوبر.
أكد أكثر من ثلث الألمان أن الصراع لم يكن ذا أهمية كبيرة بالنسبة لهم، وفى الولايات المتحدة، صرح ٥٥٪ من المشمولين بالاستطلاع الذى أجرى فى شهر مايو بأنهم لا يولون اهتماما كبيرا لهذه القضية.
وعموما، كان الدعم الأمريكى التقليدى لإسرائيل أقوى، فى حين كانت إسبانيا واحدة من الدول الأوروبية التى أظهرت التعاطف مع الفلسطينيين.
ومع ذلك، وقبل السابع من أكتوبر، تباينت الآراء فى الولايات المتحدة بشكل ملحوظ، وكان هناك تغيير ملحوظ مع آفاق سياسية محتملة كبيرة، حيث بدأ الديمقراطيون فى التحرك بشكل ملحوظ نحو قضية الفلسطينيين.
وعلي الرغم من استمرار تفضيل المواطنين الأمريكيين لإسرائيل، فإن استطلاعات الرأى التى أجرتها مؤسسة جالوب فى مارس الماضى أظهرت تغييرا كبيرا بين الديمقراطيين الذين أعطوا تفضيلهم للفلسطينيين للمرة الأولى. ومنذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس، أظهرت استطلاعات الرأى فى الولايات المتحدة تباينا كبيرا بين الأجيال والتوجهات السياسية فيما يتعلق بالصراع، ولا تزال الفروقات الملحوظة فى التعاطف تستمر بين الديمقراطيين، فحوالى ٢٥٪ من مؤيدى الرئيس جو بايدن يعبرون عن دعمهم لإسرائيل، بينما تصل نسبة الدعم للفلسطينيين إلى نحو ٢٠٪، وفى المقابل، حظيت إسرائيل بتأييد حوالى ٧٦٪ من ناخبى دونالد ترامب.
ووفقا لصحيفة "فاينانشيال تايمز"، يشير هذا التحول إلى تقسيم غير متوقع داخل الحزب الديمقراطى بشأن الشرق الأوسط، وهو أمر يواجهه الرئيس بايدن خلال رحلة إعادة انتخاب صعبة، مما يمكن أن يكون عائقا أمامه فى المقابلة المحتملة مع الرئيس السابق ترامب. وأشارت الصحيفة إلى أن العامل العمرى يلعب دورا أيضا فى هذا التباين، حيث يظهر الأمر أن الشباب الأمريكيين يدعمون بشكل أكبر وأكثر وضوحا الفلسطينيين على إسرائيل، فيما بينما عبر الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم ٦٥ عاما عن تأييدهم بشكل كبير لإسرائيل بنسبة تصل إلى ٦٥٪، وهى أكثر من ١٠ أضعاف النسبة المئوية التى تدعم فيها الفلسطينيين. وكشف الاستطلاع أيضا عن انقسام متساوٍ تقريبا حيال ما إذا كان "رد إسرائيل على هجمات حماس كان مفرطا"، حيث وافق ٥٠٪ وعارض ٥٠٪ آخرون هذا الرد، ومع ذلك، بين الديمقراطيين، وجد أن ٦٢٪ كانوا يؤيدون هذه الفكرة بينما كان ٣٠٪ من الجمهوريين يوافقون عليها. وانتقد من الديمقراطيين التقدميين الذين هم أصغر سنا وأكثر يسارية، بشدة الطريقة التى تعامل بها الرئيس بايدن مع الحرب، معتبرين أن دعمه لرد إسرائيل لم يكن حاسما وكان يجب عليه القيام بجهود أكبر لمنع سقوط ضحايا من الفلسطينيين المدنيين.
وأكدت "فاينانشيال تايمز" أن المملكة المتحدة لديها أنماط مماثلة لتلك الموجودة فى الولايات المتحدة عبر وجهات النظر السياسية والفئات العمرية، ولكن الانقسام بين الأجيال أقل وضوحا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: حماس غزة وقف اطلاق النار فى الولایات المتحدة فاینانشیال تایمز
إقرأ أيضاً:
حزب المؤتمر: انضمام مصر لخطاب الأمم المتحدة خطوة جادة لوقف آلة الحرب في غزة
قال السعيد غنيم، النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر، إن انضمام مصر للخطاب الموجه إلى الأمم المتحدة بوقف تصدير الأسلحة إلى الاحتلال الإسرائيلي، يأتي في إطار استكمال الجهود المبذولة من قبل الدولة المصرية لدعم القضية الفلسطينية.
وأكد غنيم، أن هذه الخطوة تمثل أهمية كبرى، وتأتي في إطار دور مصر التاريخي المنحاز للقضية الفلسطينية، والمنحاز لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم أجمع، في الوقت الذى يقف المجتمع الدولى مكتوف الأيدي أمام ما تقوم به دولة الاحتلال من مجازر في قطاع غزة، بل وفي المنطقة بالكامل.
وأوضح أن العالم تيقين أن تصدير أى أسلحة إلى الاحتلال الإسرائيلي يؤدي لاستخدامها في جرائم ضد الإنسانية ضد الشعب الفلسطيني في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، ومن ثم هذه الخطوة من المرتقب أن تكون من ضمن الخطوات الجادة الداعمة لعملية الاستقرار في المنطقة ووقف الحرب الغاشمة التي يشنها جيش الاحتلال في حق الأبرياء.
وشدد النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر، على ضرورة أن يكون للمجتمع الدولى دور في وقف الحرب الدائرة في المنطقة، وإعلاء قيم التسامح والسلام، والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني الأعزل، ودعم حقه في إقامة دولة مستقبلة.