جروح متعفنة تهاجمها الديدان.. شهادات من مستشفيات غزة
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
شهد مجمع الشفاء الطبي ومستشفيات أخرى في شمالي قطاع غزة أوضاعا مأساوية خلال الحرب الدائرة حاليا، حيث اضطر الأطباء إلى إجراء جراحات بدون تخدير بسبب نفاد المواد المخدرة الموضعية، وعدم وجود أطباء تخدير، أو إمكانيات لإجراء عمليات تعتمد على التخدير الكلي.
وسيطر الجيش الإسرائيلي على مستشفى الشفاء بالكامل، لكن مسعفا غادر المستشفى الليلة الماضية، قال لموقع "الحرة"، إن هناك عشرات من أصحاب الإصابات الخطيرة مثل كسور بالعمود الفقري والجمجمة، في المجمع الطبي، حيث من الصعب إجلائهم إلى أي مكان في هذه الظروف.
وكان أطباء في شمالي قطاع غزة صرحوا في أوقات سابقة بأنهم يعانون بسبب نقص الأدوات الطبية وانقطاع الكهرباء والمياه، ما يؤثر على عملية علاج المرضى.
تتهم إسرائيل حركة حماس الفلسطينية باستغلال المستشفيات لأغراض عسكرية، وبعد سيطرتها على مجمع الشفاء الطبي المستشفى الأكبر في غزة، نشر الجيش الإسرائيلي مقاطع فيديو لما يقول إنها أنفاقا للحركة أسفل المستشفى والمباني المحيطة به، فيما تنفي الحركة من جانبها استخدام المنشآت الطبية لأغراض عسكرية.
وتوصلت إسرائيل وحماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) إلى اتفاق يقضي بهدنة تستمر لأربعة أيام مع إطلاق سراح رهائن لدى الحركة في غزة، مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
صرخات تملأ المستشفىقال أطباء في قطاع غزة إن الألم الذي يعاني منه المصابون كان كبيرا في ظل نفاد المساعدات الطبية وتعفن الجروح لبعض المرضى، لكن هذا الألم كان يزداد بدرجة أكبر حينما كان يضطر الأطباء لتنظيف تلك الجراح أو إجراء جراحات بدون تخدير للمرض بسبب نفاد المواد الطبية اللازمة.
وقال المسعف بمستشفى الشفاء، عبد القادر أبو سمرة، في تصريحات لموقع "الحرة"، إنه كان شاهدا بنفسه على عمليات كهذه، موضحا: "هناك عمليات كبرى تحتاج تخدير كامل، وأخرى عمليات صغرى تحتاج مخدر موضعي، ومع عدم وجود أطباء تخدير توقفت عمليات التخدير الكامل التي تعتمد على وجود المريض على جهاز تنفس اصطناعي".
اعتقال مدير مستشفى الشفاء في غزة "وعدد من الكوادر الطبية" اعتقلت القوات الإسرائيلية، الخميس، مدير مستشفى الشفاء في قطاع غزة، محمد أبو سلمية، وذلك وفق وكالة "فرانس برس" وهيئة البث الرسمية الإسرائيلية.وأضاف المسعف الذي كان من بين آخر المغادرين للمستشفى الليلة الماضية، ووصل إلى مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس جنوبي القطاع: "هناك مرضى على سبيل المثال يكون لديهم جرح موضعي في الساق، ويحتاجون إلى تغيير على الجرح وتنظيفه، وفي الطبيعي يتم وضع مخدر موضعي لأن التنظيف بالمحلول الملحي أو ما شابه يكون مؤلم جدا وخصوصا حينما يكون الجرح غائر".
وقال إن "صرخات الألم كانت تملأ المستشفى".
أما مدير مستشفى غزة الأوروبي، يوسف العقاد، فأوضح لموقع "الحرة"، أن اتخاذ قرار تنفيذ مثل هذه الخطوات من دون تخدير حدث في مستشفيات شمالي القطاع بسبب نفاد مواد التخدير وعدم وصول أي مساعدات طبية أو مستلزمات.
وأشار إلى أن هناك حالات تكون فيها "الأطراف شبه مبتورة فيتم إكمال البتر بدون بنج أو تخدير، ما يسبب الألم الكبير للمرضى"، وأضاف أنه استمع إلى شهادات من القادمين من مستشفى الشفاء.
وأضاف: "لم يكن لديهم مواد لتنظيف الجروح فكانوا يستخدمون خل الطعام ويخلطوه بالماء، وأحيانا ماء بكلور وأحيانا بالصابون، ورغم ذلك وصلت الجروح متعفنة إلى المستشفى الأوروبي".
كان المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، كريستيان ليندماير، قال في تصريحات نقلها الموقع الرسمي للمنظمة، الثلاثاء، إن النظام الصحي في القطاع يكافح للتعامل مع آلاف الجرحى والمرضى ذوي الحالات الحرجة، في ظل الشح الحاد في الماء والوقود والغذاء والكهرباء والإمدادات الطبية.
الولادة تحت القصف.. أمهات في غزة يتحدثن عن لحظات "الرعب" "فيلم رعب" هكذا وصفن أمهات في غزة لصحيفة "نيويورك تايمز" تجربتهن مع الولادة تحت وطأة القصف الإسرائيلي المستمر وما خلفه من دمار في أعقاب هجوم حماس في السابع من أكتوبر.من جانبها، نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، الخميس، وقائع مشابهة، حيث قال الممرض أحمد خالد، الذي كان يعمل بمستشفى الشفاء وانتقل إلى مستشفى ناصر بخان يونس: "غالبا ما نعطي المريض الشاش المعقم لكي يقوم بالعض عليه لتخفيف الألم الذي يشعر به، ونحن نعلم أن الألم الذي يشعر به هو أعلى مما يتصور، خاصة الأطفال".
وأشار خالد إلى أنه ولدى وصوله إلى مستشفى الشفاء لتغيير الضمادات وتطهير جرح في ظهر رجل جريح في منتصف العمر "لم يحصل على أي مسكنات للألم عندما تمت خياطة جرحه".
"ديدان تخرج من الجروح"كما أشار طبيب التخدير في المستشفى الأوروبي، نبيل الأسطل، للوكالة الفلسطينية، أنه بحسب شهادات زملائه أطباء الجراحة فقد تم إجراء "عدة عمليات منها عمليات قيصرية لسيدات بدون بنج على الإطلاق، وكذلك إجراء عمليات للجرحى وأحيانا يصل الأمر لبتر الأطراف، مشيرا إلى أن الألم الذي يشعر به الأطفال أكبر من أعمارهم".
وزار فريق من منظمة الصحة العالمية مستشفى الشفاء، الأسبوع الماضي، لتقييم الوضع، واصفا أكبر مجمع طبي في القطاع المحاصر بأنه "منطقة موت".
وضم الفريق في مهمة وصفتها المنظمة بأنها "عالية الخطورة"، خبراء في الصحة العامة وموظفين لوجستيين وموظفين أمنيين من مختلف إدارات الأمم المتحدة.
الصليب الأحمر الدولي: المشاهد القادمة من مستشفى الشفاء تفطر القلب قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن ما يجرى في مستشفى الشفاء بقطاع غزة "يفطر القلب"، مؤكدة التواصل مع جميع الأطراف من أجل ضمان حماية المرضى والطواقم الطبية والمدنيين المحميون بموجب القانون الإنساني الدولي.وواصل "أبو سمرة"، حديثه للحرة، وقال إنه رغم كونه مسعفا وليس ضمن الطاقم الطبي، كان يشارك في عمليات مثل التغيير على الجروح الخطيرة.
وقال: "كنا نغير على الجروح والمرضى يصرخون من الألم بشكل جنوني لأن الجروح تكون قد تعفنت. كنا في وباء بالفعل لا ماء والجثث على أبواب الاستقبال، وديدان الموتى زحفت حتى مدخل استقبال المستشفى ورائحة الموتى لا تطاق".
وواصل قوله إن "جروح المرضى تعفنت كليا. أغلب المصابين هناك كان الديدان تخرج من إصابات أرجلهم".
كما أشار العقاد، في تصريحاته للحرة، أن "إجراء جراحة بدون تخدير، يجعل المريض يشعر بآلام عضوية شديدة وصراخ طوال الوقت"، مضيفًا أن الطبيب أيضا والطاقم بشكل كامل "يشعر بآلام نفسية كبيرة"، كما أنه "لو كانت الجراحة لوقت طويل ربما يتعرض المريض لما يسمى (shock) أو صدمة حيث يتوقف المريض قلبه عن العمل بسبب الألم الشديد".
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم مباغت شنته الحركة المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى، على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية لقطاع غزة، أدى إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى اختطاف نحو 240 شخصا، وفق السلطات الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، ترد إسرائيل بقصف جوي وبحري وبري مكثف على القطاع المحاصر، أتبعته بعملية برية متواصلة. وبلغت حصيلة القتلى في غزة أكثر من 14 ألف شخص، غالبيتهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق سلطات غزة الصحية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: مستشفى الشفاء الألم الذی قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
إصابة مدير مستشفى كمال عدوان وعدد من الكوادر الطبية إثر قصف إسرائيلي
ذكرت وسائل إعلام محلية في قطاع غزة فجر اليوم الأحد، إصابة مدير مستشفى "كمال عدوان" شمال غزة، الدكتور حسام أبو صفية وعدد من الكوادر الطبية إثر قصف إسرائيلي استهدف المستشفى.
وبحسب مصادر فلسطينية، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي محطات الأكسجين مرة أخرى فجر اليوم بعدة قنابل في داحل المستشفى.
ولفتت المصادر إلى أن مدير المستشفى، أبو صفية، أصيب بشظايا قنبلة ألقتها طائرة مسيرة من طراز "كواد كابتر" أثناء تفقده المرضى داخل أروقة المستشفى.