شاهد: الإسعاف الهندي يتأهب قرب النفق المنهار لإجلاء 41 عاملاً لازالوا محاصرين
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
تنتظر سيارات إسعاف على مقربة من النفق المنهار في ولاية أوتاراخاند الهندية صباح الخميس استعداداً للتدخل مع مواصلة عناصر الإنقاذ الحفر للوصول إلى 41 عاملًا هندياً محاصرين منذ قرابة أسبوعين.
وتقوم حفارات بإزالة أطنان من التربة والإسمنت والركام في أعقاب انهيار النفق الذي كان قيد الإنشاء على إحدى طرق ولاية أوتارخند منذ 12 تشرين الثاني/نوفمبر.
ويعمل المهندسون على إدخال أنبوب فولاذي عريض عبر أنقاض النفق بطول 57 متراً على الأقل لإخراج العمال المحاصرين. وكانت فرق الإنقاذ قد أحرزت تقدماً مفاجئاً وسريعاً يوم أمس الأربعاء، وباتت على مسافة 12 متراً فقط من العمال.
عند مدخل نفق سيلكيارا، شهد مراسل وكالة فرانس برس صباح الخميس على حماسة ملحوظة في الموقع ورأى سيارات إسعاف ومستشفى ميدانياً على أهبة الاستعداد لتقديم الرعاية للعمّال المحاصرين فور إخراجهم.
أعيد فتح الطريق للسماح لآلة الحفر بحفر الجزء الأخير المتبقي قبل الوصول إلى العمّال، على ما أكّد عنصر الإنقاذ برافين ياداف لصحافيين صباح الخميس.
وقال ياداف إن آلة الحفر ستعمل مجددًا لتحقيق الاختراق النهائي المنتظر والذي يأمل عناصر الإنقاذ في تحقيقه في الساعات المقبلة.
وتعتمد الحكومة نهجاً حذراً، مذكّرة بأن التقدم "قد يتأثر بمشاكل فنية وتضاريس منطقة الهملايا الوعرة وأحداث غير متوقعة".
الثلاثاء، رصدت كاميرا للمرة الأولى العمال الـ41 المحاصرين وأظهرت أنهم جميعاً على قيد الحياة بعدما تمّ إنزالها عبر أنبوب ضيق يتم من خلاله توفير الهواء والغذاء والمياه لهم.
فرق الاغاثة الهندية تقول إن العمال الـ40 سالمون بعد انهيار نفق شمالي الهندظهور أول فيديو للعمال المحاصرين منذ 10 أيام في نفق منهار بالهندوتجمعت عائلات العمّال خارج الموقع الذي أقيم فيه مزار هندوسي، وصلى كاهن هندوسي من أجل الرجال العالقين.
ويقول شنشل سينغ بيشت (35 عاماً) الذي ينتظر قريبه بوشكار سينغ أري (24 عاماً) العالق في النفق "سيكون اليوم الذي سيخرجون فيه من النفق أعظم يوم وأكثر الأيام فرحاً".
وتسير جهود الإنقاذ ببطء وتواجه تعقيدات بسبب انهيارات جديدة بالإضافة إلى تعطل آلات الحفر بشكل متكرر.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية القوات الإسرائيلية تظهر لإعلاميين فتحة نفق في غزة تقول إنه جزء من شبكة انفاق تستعملها حماس سيول تؤكد نجاح بيونغ يانغ في وضع قمر اصطناعي للتجسّس في المدار ظهور أول فيديو للعمال المحاصرين منذ 10 أيام في نفق منهار بالهند البيئة عمال حادث بحث وإنقاذ الهندالمصدر: euronews
كلمات دلالية: البيئة عمال حادث بحث وإنقاذ الهند الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة إسرائيل حركة حماس قطاع غزة فلسطين طوفان الأقصى الشرق الأوسط بنيامين نتنياهو قصف هدنة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة إسرائيل حركة حماس قطاع غزة فلسطين یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
العودة للدولة ونهاية الميليشيات!
لا تزال تسيطر على عقول المحللين العرب أو أكثرهم أن «المقاومة» فكرة أو اعتقاد، وأنه يستحيل إخمادها بالقوة، بل لا بد من سردية بديلة مقنعة أو مثيرة للخيال والهمم! وهذه القصة في الأصل من صناعة دونالد رامسفيلد وزير دفاع الرئيس الأميركي جورج بوش الابن. وفي اعتقاده أن «القاعدة» و«داعش» وأمثالهما تمثل مذاهبَ اعتقادية يصعُبُ الخروج منها، ويتشبث بها أصحابها استناداً لاقتناعٍ عميق، فيسهل عليهم التضحية بأنفسهم في سبيله.
والواقع أنه كانت لهذا التوجه علّتان: الأولى تأتي من سوء الظن بالإسلام، والاعتقاد أنّ العنف متأصلٌ فيه. والعلة الثانية سوء الظن بالدولة في العالمين العربي والإسلامي، بحيث يُحلُّ هؤلاء «الجهاديون» أنفسهم في محلِّها، لأداء الواجبات التي عجزت عن إنجازها!إنما اللافت للنظر أنّ المسلمين أنفسهم هم الذين قاتلوا المتطرفين إلى جانب المجتمع الدولي. وبالنسبة للعلة الثانية فأين هو الإنجاز الذي حقّقه «الجهاديون»، بحيث يغري ذلك الشبان باتباعهم؟
إنّ هذا الحديث يتجدد الآن في حالتَي «حماس» بفلسطين، و«حزب الله» في لبنان. ومع أنني أُحسُّ أن التحزب للتنظيمين يأتي غالباً من خارج مجتمعهما، فإنّ السؤال يظلُّ: ما الإغراء (حتى في الفكرة) بعد الهزائم المتوالية، وعشرات ألوف الضحايا، والخراب الهائل؟ ومتى حررت الميليشيات المسلحة أرضاً أو بنت سلطة تخدم ناسها الذين تسيطر عليهم؟ لا شك أنها تنظيمات متماسكة، ولدى البعض اعتقادات، لكنّ معظم الخاضعين مغلوبون على أمرهم، ولا يعتبرون الميليشيات أساساً لقيام نظامٍ صالحٍ يضمن الأمن والاستقرار وعيش الأطفال ومستقبلهم. بل كيف ينظر هؤلاء إلى أنفسهم وقد تسببوا في هلاك أطفالهم ونسائهم من دون أن يتحقق شيء من التحرُّر أو التحرير؟ يترجى العرب والمنظمات الإنسانية «حماس» الآن لكي تتخلى عن السيطرة في القطاع إبقاءً على حياة الملايين الذين هددتهم جميعاً حروبها. وسيقول قائل: لكن سلطة محمود عباس لا تعد بالتحرر وما عاد أحدٌ يفكر بإمكان الاستقلال بالسلم. لكنّ الاستقلال بالقوة ليس متاحاً، والأولوية ينبغي أن تكون لحفظ الحياة والنظر للمستقبل.
ولنمضِ إلى لبنان حيث ما عاد هناك غير خيارٍ واحد هو خيار الدولة. فقد وقّع رئيس المجلس النيابي، نبيه بري، باسم «حزب الله»، على الانسحاب من جنوب الليطاني، وانتهت الجبهة. فما الحاجة إلى هذا السلاح الكثيف بالداخل اللبناني؟ وما الحاجة إلى هذا الاستتباع لإيران الذي جلب كوارث على اللبنانيين وخصوصاً الشيعة من بينهم تكاد تضاهي ما جنته «حماس» على غزة والضفة، بل إنّ «حزب الله» والميليشيات الإيرانية المشابهة جلبت كوارث على سوريا والعراق واليمن وليس على لبنان فقط!
الدولة اللبنانية الآن ليست الخيار البديل، لأنّ ميليشيا الحزب ما كانت أبداً خياراً لمعظم اللبنانيين. فلنفترض أنّ الحزب كان بديلاً لفريقٍ من اللبنانيين، لكن لماذا يبقى كذلك بعد حروبٍ خاضها وخسرها جميعاً، وفي كل مرة تزداد المناطق المحتلة التي صار اللبنانيون جميعاً على يقين أنّ الحزب لن يستطيع - تماماً مثل «حماس» - إنجاز تحريرها.
يخوض اللبنانيون الآن تجربة جديدة لإقامة دولة للجميع تتمتع بالشرعية الدستورية والعربية والدولية. وهي تحاول بعد تكوين السلطات الدستورية، أن تخرج حتى في بيانها الوزاري من إسار الثالوث المعروف، وهو في الحقيقة قد مثّل دائماً سلطة أوحدية أضرَّت باللبنانيين أكثر بكثير مما أضرَّت بإسرائيل. قال لي عسكري سابق - هو صاحب أطروحة السردية: لكن الحزب تمكن من تهجير مائة ألف إسرائيلي، وهذا إنجازٌ بارز! قلت: لكن في المقابل تسبب في تهجير مليون لبناني وأكثر لا تستطيع كثرة منهم العودة إما بسبب الاحتلال أو بسبب خراب الديار!
إنّ قوة الشرعية تأتي ليس من الرسوم والشعائر المنظورة، فقد كانت موجودة من قبل. بل تأتي هذه المرة من الإرادة الجامعة للبنانيين، وهي الإرادة التي يتعيّن عليها أن تكون صلبة وفي غير حاجة للتبرير أو الاستدلال أو الاستسلام لفكرة أو اعتقاد أو سردية المقاومة. فالمقاومة ليست بديلاً عن الدولة، بل الدولة هي الخيار الأول والأخير. فحتى في فلسطين يبدو خيار الدولة الوطنية وإن تنكّر له الصهاينة هو الخيار الوحيد للحاضر والمستقبل - أو تبقى الميليشيات ويبقى انعدام الاستقرار، وقد يتقدم خيار التهجير الترمبي!
ما كانت تجارب الدول الوطنية ناجحة، وبخاصة الدول التي سيطر فيها الانقلابيون العسكريون، والأخرى التي سيطرت عليها قوى خارجية. وفي الحالتين صارت الميليشيات المسماة مقاومة هي السائدة وقد استخدمها العسكريون، كما استخدمتها القوى الخارجية.
عندما كنت أكتب هذه المقالة قرأت أنّ «حماس» تقبل الخروج من إدارة غزة. كما جاء في مسودة البيان الوزاري اللبناني انفراد الدولة بالسلاح وقرارات الحرب والسلم، و«السيادة» على الأرض. هل هي العودة للدولة ونهاية الميليشيات؟ هكذا الأمل!