البوابة نيوز:
2025-03-17@22:57:47 GMT

دروس من أحداث ٦و٧ أكتوبر

تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT

 نصف قرن بالتمام والكمال فصلت بين أحداث السادس من أكتوبر ١٩٧٣، والسابع من أكتوبر ٢٠٢٣.. أكتوبر ٧٣ كانت حربًا نظامية بين جيوش مصر وسوريا من ناحية وإسرائيل وأعوانها من ناحية أخرى. أما أحداث السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، فقد بدأتها حركة المقاومة الإسلامية حماس فى قطاع غزة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي. أكتوبر ٧٣ كانت حربا بين جيوش محترفه تخطط وتدرس وتقدر كل فعل ورد الفعل.

أما أكتوبر ٢٠٢٣ فهى أشبه بحرب عصابات، بدأتها حركة حماس بهجوم مباغت، ولكنه غير محسوب العواقب، والنتيجة مانراه من خراب ودمار وقتل فى قطاع غزة. برغم أن الفرق شاسع بين أداء الجيوش وأداء العصابات، إلا أنه  هناك سمات مشتركة للأحداث أهمها الإعداد الجيد، والمباغتة الغير متوقعة، وتحطيم نظريات الامن الإسرائيلي، الذى تلاشى خلال ساعات قليلة.

أولا: الإعداد والتخطيط الجيد، 

فى ٦ أكتوبر ٧٣، كان التخطيط محكمًا على مستوى الجيوش فى كل من مصر وسوريا. بدأت بضربة مكثفة للطيران، على طول الجبهتين فى وقت واحد.

ومعارك عسكرية شاركت فيها كل أفرع القوات المسلحة فى البر والبحر والجو (طيران ودفاع جوي) وأداء عبقرى لسلاح المهندسين العسكريين. 

وفى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، كان التخطيط والاعداد من قبل حماس مبهرًا حسب وصف مجلة الايكونوميست والتى وصفت الحرب بأنها حرب متكاملة بمواصفات الكتب المرجعية (Text Book War) قامت حماس فى فجر السابع من أكتوبر بحرب شاركت فيها قوات برية وبحرية وجوية حسب امكانيات محدودة، وآليات بدائية، ولكنها بحق كانت متكاملة وفعالة حسب وصف جنرالات الحرب فى الاكاديميات العسكرية.

ثانيًا: المباغتة والمفاجأة،

فى أكتوبر ٧٣، نفذت مصر وسوريا خطة خداع استراتيجى مبهرة. وأخفت نوايا الحرب عن كل من امريكا وإسرائيل واجهزتهما الاستخباراتية. ووقعت الحرب كالصاعقة، وكان من هول الصدمة أن فقد قادة إسرائيل تركيزهم وأصابهم ذهول لم يفيقوا منه إلا بعد عبور القوات المصرية وسيطرتها على الاماكن المحصنة التى اقاموها فى سيناء. وكان اختيار يوم السادس من أكتوبر وهو يوم عيد الغفران عند الإسرائيلين (يوم كيبور)، مناسبا جدا حيث كان الاسترخاء والاجواء الاحتفالية فى إسرائيل. المصادفة، او التخطيط، ان حماس قد اختارت نفس التكتيك لتنفيذ هجومها، ولكنها اختارت ساعات الفجر بدلا من الساعة ٢ ظهرًا، ويوم عيد أيضا وهو عيد بهجة التوراة.

ثالثا: تحطيم نظرية الامن الإسرائيلى والجيش الذى لايقهر،

فى أكتوبر ٧٣، كانت إسرائيل قد ارتكزت على موانع طبيعية واقامت عليها تحصينات هائلة، خاصة على الجبهة المصرية. ارتكزت إسرائيل على مانع مائى (قناة السويس) وأقامت على الشط الشرقى للقناة خط بارليف الحصين، وانشأت فيه نقاط حصينة. وعلى الجبهة السورية اعتمدت على هضبة الجولان كمانع طبيعى مرتفع وأقامت حوله سياجًا محصنًا. كانت توقعات الخبراء ان مصر لن تستطيع عبور القناة وتحطيم خط بارليف الا بقنبلة نووية. واذا بضابط مصرى (باقى زكى يوسف رئيس فرع المركبات بالجيش الثالث الميدانى أثناء حرب أكتوبر) يأتى بفكرة عبقرية وهى استخدام خراطيم المياه لفتح ثغرات فى الساتر الترابى يمكن ان تعبر منها المركبات. أما عبور قناة السويس فتم باستخدام القوارب المطاطية، وانشاء كبارى عائمة فوق القناة فى سويعات قليلة بواسطة سلاح المهندسين العسكريين.

أما يوم ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، فكانت إسرائيل تحمى نفسها بسياج أمنى يحيط بغزة ويعزلها عن إسرائيل. واعتمدت على احدث التكنولوجيا لضمان أمن الحدود باستخدام أجهزة الاستشعار الحساسة، والأقمار الصناعية والطائرات المسيرة وغيرها.

كان السياج بعمق عدة امتار تحت سطح الارض، لمنع استخدام الانفاق فى التسلل الى داخل إسرائيل فماذا حدث؟ الذى حدث هو أن حماس قد نجحت فى استخدام طائرات شراعية بدائية الصنع للعبور من فوق السياج. كما نجحت فى الهجوم من البر باستخدام الجرافات، ومن البحر أيضا باستخدام قوارب صيد. بهذه الطرق البدائية نجحت حماس فى اختراق احدث تكنولوجيا اعتمدت عليها إسرائيل. المعجز ايضا هو تعطيل اجهزة الانذار على الارض، وتعطيل انظمة الرادارات والقبة الحديدية، وفشل أنظمة صواريخ السهم (Arrow) الإسرائيلية، ومنظومات باتريوت الامريكية فى التصدى لمركبات شراعية بدائية الصنع.

الخلاصة أن أحداث السادس  من أكتوبر ٧٣، والسابع من أكتوبر٢٠٢٣، قد سحقت نظريات الأمن الإسرائيلي، وأزالت أوهاما زائفة عشعشت فى عقول الإسرائيلين لسنوات عديدة، حسب وصف ديفيد واينبرج فى صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.

لقد أثبتت الأحداث بما لايدعو مجالًا للشك، أن أمن إسرائيل لايمكن ان يتحقق بموانع طبيعية ولا تجهيزات هندسية ولا صواريخ اعتراضية ولا طائرات هجومية، وإنما يتحقق بالسلام العادل والتخلى عن احتلال الارض العربية، وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧.

*رئيس جامعة حورس

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: السابع من أكتوبر ٢٠٢٣

إقرأ أيضاً:

صحيفة: حماس فاجأت إسرائيل والوسطاء بشرط جديد في مفاوضات غزة

قالت صحيفة الشرق الأوسط، إن حركة حماس  فاجأت، على الأرجح، الوسطاء وإسرائيل بشكل خاص، بشرط وضعته ضمن الرد الذي قدمته الجمعة حول المقترح الأميركي المقدم إليها بخصوص وقف النار وتبادل الأسرى في غزة .

ونقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية، بأن هذا الشرط يتعلق بالسماح بعودة سكان قطاع غزة الذين غادروه قبل وخلال وبعد فترة الحرب الإسرائيلية التي استمرت 15 شهراً قبل أن يتم التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي.

ووفق الصحيفة، فإنه لا ينص اتفاق وقف النار المعلن في حينه على فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين ضمن تاريخ محدد، وتم فقط تحديد اليوم السابع من تطبيق الاتفاق لفتحه لخروج الحالات الإنسانية من الجرحى والمرضى من داخل قطاع غزة إلى الخارج لتلقي العلاج، في حين تم ربط إعادة فتح المعبر بشكل كامل بتقدم مفاوضات المرحلة الثانية التي لم تبدأ وما زالت هناك خلافات بشأنها.

وتقول مصادر من «حماس» للصحيفة، إن ما اشترطته الحركة في ردها يعد طبيعياً في ظل محاولات إسرائيل وأميركا لتشجيع الهجرة من القطاع إلى خارجه، مشيرة إلى أن «قيادة الحركة في كل محطة من المفاوضات لم تتجاهل ذلك وكانت في كل مرة تدقق في كل نقطة بالاتفاق الموقع».

وبينت أن الحركة تنبهت لزيادة محاولات إسرائيل في تشجيع الهجرة من غزة بطرق مختلفة منها من خلال اتصالات قام بها عناصر المخابرات الإسرائيلية على السكان وغير ذلك من الخطوات المتخذة مؤخراً التي تم رصدها من قبل أجهزة أمن «حماس».

اقرأ أيضا/ نتنياهو يوعز باستمرار المفاوضات مع حمـاس بناء على مقترح ويتكوف

ولفتت المصادر إلى أن الاحتلال الإسرائيلي حاول في الآونة الأخيرة التدخل وفرض شرطاً على المسافرين من المرضى والجرحى عبر معبر رفح للتوقيع على أوراق فيما يبدو أنها بهدف التعهد بعدم العودة إلى قطاع غزة.

وفي العادة يتم تجهيز قوائم الدفعات من المرضى والجرحى عبر وزارة الصحة بغزة بمتابعة من منظمة الصحة العالمية وجهات أخرى، ويتم نقلها إلى إسرائيل لفحصها، وبعد الحصول على الموافقة الأمنية لهم وللمرافقين، يتم السماح لهم بالسفر وفق ترتيبات محددة، عبر معبر رفح البري الذي تنتشر به قوات من الشرطة التابعة للحكومة الفلسطينية في رام الله ، وعناصر بعثة مراقبة أوروبية، فيما تتابع قوات إسرائيلية كل ما يحدث في المعبر عبر الكاميرات الأمنية التابعة لها، ويجري تواصل مباشر مع أفراد البعثة الأوروبية.

وأشارت المصادر إلى أن هذه الخطوات الإسرائيلية دفعت الحركة لتقديم خطوة اشتراطها لفتح المعبر في كلا الاتجاهين لضمان عدم نجاح المخططات الهادفة لتهجير وتفريغ السكان من القطاع لصالح تنفيذ مشاريع إسرائيلية بالسيطرة على بعض المناطق.

وبيّنت أن هناك عشرات الآلاف من سكان قطاع غزة يعيشون ظروفاً صعبة في العديد من الدول بالخارج، ويريد بعضهم العودة إلى القطاع، وهذا أحد الأسباب التي تدفع الحركة «لتحمل مسؤولياتها تجاههم خاصة أنهم تركوا القطاع بفعل الحرب والملاحقة الإسرائيلية للسكان من مكان إلى آخر»، بحسب المصادر ذاتها.

ولا توجد أرقام واضحة لأعداد السكان الغزيين الذين غادروا من معبر رفح البري قبيل سيطرة إسرائيل عليه وإغلاقه في مايو (أيار) 2024، إلا أن الأعداد تقدر أنها وصلت إلى ما يزيد على 80 ألف حالة، بينها عائلات بأكملها.

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين 90 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى مصادر لسوا : المجلس المركزي لفتح ينعقد بعد 20 أبريل المقبل المجلس الوطني: التصعيد الدموي في غزة وارتكاب المجازر إمعان في حرب الإبادة الأكثر قراءة مقرر أممي: فكرة الترحيل الجماعي للفلسطينيين من قطاع غزة "مجرد خيال" مقتل شابين في جريمتي إطلاق نار بزيمر وكفر قرع داخل أراضي 48 وكانت غزة أكبر كثيراً..! عن حماس وواشنطن عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • استنفار في إسرائيل..أنباء عن 7 أكتوبر جديد من حماس
  • بسبب 7 أكتوبر..واشنطن تشكل فريقاً أمنياً لملاحقة حماس
  • خطة جهنمية: وثائق تكشف تفاصيل جديدة عن هجوم 7 أكتوبر ودور حزب الله وإيران
  • بالتفصيل.. «هآرتس» تكشف وثائق حول نقاشات الأطراف المعنية بهجوم 7 أكتوبر
  • “هآرتس” تنشر وثائق استولى عليها الجيش من غزة.. نقاشات مع “حزب الله” وإيران حول هجوم 7 أكتوبر
  • هاليفي: لا أملك سوى الإشادة بحماس على خداعنا قبل 7 أكتوبر
  • هاليفي يشيد بقدرات حماس والخداع الاستراتيجي في هجوم أكتوبر
  • أغلبية في إسرائيل تفضل إعادة الأسرى على القضاء على حماس
  • صحيفة: حماس فاجأت إسرائيل والوسطاء بشرط جديد في مفاوضات غزة
  • خبراء أمميون يتهمون إسرائيل باستخدام "العنف الجنسي والمنهجي" في غزة