البوابة نيوز:
2025-04-15@22:54:40 GMT

دروس من أحداث ٦و٧ أكتوبر

تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT

 نصف قرن بالتمام والكمال فصلت بين أحداث السادس من أكتوبر ١٩٧٣، والسابع من أكتوبر ٢٠٢٣.. أكتوبر ٧٣ كانت حربًا نظامية بين جيوش مصر وسوريا من ناحية وإسرائيل وأعوانها من ناحية أخرى. أما أحداث السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، فقد بدأتها حركة المقاومة الإسلامية حماس فى قطاع غزة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي. أكتوبر ٧٣ كانت حربا بين جيوش محترفه تخطط وتدرس وتقدر كل فعل ورد الفعل.

أما أكتوبر ٢٠٢٣ فهى أشبه بحرب عصابات، بدأتها حركة حماس بهجوم مباغت، ولكنه غير محسوب العواقب، والنتيجة مانراه من خراب ودمار وقتل فى قطاع غزة. برغم أن الفرق شاسع بين أداء الجيوش وأداء العصابات، إلا أنه  هناك سمات مشتركة للأحداث أهمها الإعداد الجيد، والمباغتة الغير متوقعة، وتحطيم نظريات الامن الإسرائيلي، الذى تلاشى خلال ساعات قليلة.

أولا: الإعداد والتخطيط الجيد، 

فى ٦ أكتوبر ٧٣، كان التخطيط محكمًا على مستوى الجيوش فى كل من مصر وسوريا. بدأت بضربة مكثفة للطيران، على طول الجبهتين فى وقت واحد.

ومعارك عسكرية شاركت فيها كل أفرع القوات المسلحة فى البر والبحر والجو (طيران ودفاع جوي) وأداء عبقرى لسلاح المهندسين العسكريين. 

وفى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، كان التخطيط والاعداد من قبل حماس مبهرًا حسب وصف مجلة الايكونوميست والتى وصفت الحرب بأنها حرب متكاملة بمواصفات الكتب المرجعية (Text Book War) قامت حماس فى فجر السابع من أكتوبر بحرب شاركت فيها قوات برية وبحرية وجوية حسب امكانيات محدودة، وآليات بدائية، ولكنها بحق كانت متكاملة وفعالة حسب وصف جنرالات الحرب فى الاكاديميات العسكرية.

ثانيًا: المباغتة والمفاجأة،

فى أكتوبر ٧٣، نفذت مصر وسوريا خطة خداع استراتيجى مبهرة. وأخفت نوايا الحرب عن كل من امريكا وإسرائيل واجهزتهما الاستخباراتية. ووقعت الحرب كالصاعقة، وكان من هول الصدمة أن فقد قادة إسرائيل تركيزهم وأصابهم ذهول لم يفيقوا منه إلا بعد عبور القوات المصرية وسيطرتها على الاماكن المحصنة التى اقاموها فى سيناء. وكان اختيار يوم السادس من أكتوبر وهو يوم عيد الغفران عند الإسرائيلين (يوم كيبور)، مناسبا جدا حيث كان الاسترخاء والاجواء الاحتفالية فى إسرائيل. المصادفة، او التخطيط، ان حماس قد اختارت نفس التكتيك لتنفيذ هجومها، ولكنها اختارت ساعات الفجر بدلا من الساعة ٢ ظهرًا، ويوم عيد أيضا وهو عيد بهجة التوراة.

ثالثا: تحطيم نظرية الامن الإسرائيلى والجيش الذى لايقهر،

فى أكتوبر ٧٣، كانت إسرائيل قد ارتكزت على موانع طبيعية واقامت عليها تحصينات هائلة، خاصة على الجبهة المصرية. ارتكزت إسرائيل على مانع مائى (قناة السويس) وأقامت على الشط الشرقى للقناة خط بارليف الحصين، وانشأت فيه نقاط حصينة. وعلى الجبهة السورية اعتمدت على هضبة الجولان كمانع طبيعى مرتفع وأقامت حوله سياجًا محصنًا. كانت توقعات الخبراء ان مصر لن تستطيع عبور القناة وتحطيم خط بارليف الا بقنبلة نووية. واذا بضابط مصرى (باقى زكى يوسف رئيس فرع المركبات بالجيش الثالث الميدانى أثناء حرب أكتوبر) يأتى بفكرة عبقرية وهى استخدام خراطيم المياه لفتح ثغرات فى الساتر الترابى يمكن ان تعبر منها المركبات. أما عبور قناة السويس فتم باستخدام القوارب المطاطية، وانشاء كبارى عائمة فوق القناة فى سويعات قليلة بواسطة سلاح المهندسين العسكريين.

أما يوم ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، فكانت إسرائيل تحمى نفسها بسياج أمنى يحيط بغزة ويعزلها عن إسرائيل. واعتمدت على احدث التكنولوجيا لضمان أمن الحدود باستخدام أجهزة الاستشعار الحساسة، والأقمار الصناعية والطائرات المسيرة وغيرها.

كان السياج بعمق عدة امتار تحت سطح الارض، لمنع استخدام الانفاق فى التسلل الى داخل إسرائيل فماذا حدث؟ الذى حدث هو أن حماس قد نجحت فى استخدام طائرات شراعية بدائية الصنع للعبور من فوق السياج. كما نجحت فى الهجوم من البر باستخدام الجرافات، ومن البحر أيضا باستخدام قوارب صيد. بهذه الطرق البدائية نجحت حماس فى اختراق احدث تكنولوجيا اعتمدت عليها إسرائيل. المعجز ايضا هو تعطيل اجهزة الانذار على الارض، وتعطيل انظمة الرادارات والقبة الحديدية، وفشل أنظمة صواريخ السهم (Arrow) الإسرائيلية، ومنظومات باتريوت الامريكية فى التصدى لمركبات شراعية بدائية الصنع.

الخلاصة أن أحداث السادس  من أكتوبر ٧٣، والسابع من أكتوبر٢٠٢٣، قد سحقت نظريات الأمن الإسرائيلي، وأزالت أوهاما زائفة عشعشت فى عقول الإسرائيلين لسنوات عديدة، حسب وصف ديفيد واينبرج فى صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.

لقد أثبتت الأحداث بما لايدعو مجالًا للشك، أن أمن إسرائيل لايمكن ان يتحقق بموانع طبيعية ولا تجهيزات هندسية ولا صواريخ اعتراضية ولا طائرات هجومية، وإنما يتحقق بالسلام العادل والتخلى عن احتلال الارض العربية، وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧.

*رئيس جامعة حورس

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: السابع من أكتوبر ٢٠٢٣

إقرأ أيضاً:

“حماس”: “إسرائيل” تستخدم الأكاذيب لتبرير جرائمها

الجديد برس|

أكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، أن قصف الاحتلال الإسرائيلي للمستشفى الأهلي المعمداني بزعم استخدامه لأغراض عسكرية من الحركة، هو تكرار مفضوح لأكاذيب الاحتلال لتبرير جرائمه الوحشية.

وقصف جيش الاحتلال، فجر اليوم مبنى قسم الاستقبال والطوارئ في المستشفى “المعمداني”، ما أدى إلى تدمير المبنى وخروج المستشفى عن الخدمة، واضطر عشرات المرضى والجرحى، بعضهم حالتهم حرجة، إلى الرقود في الشوارع المحيطة بالمستشفى.

وادَّعى جيش الاحتلال الإسرائيلي أن حركة حماس تستخدم مبنى المستشفى لأغراض عسكرية، في رواية كاذبة جديدة؛ لتبرير الجريمة التي ارتكبها بحق المستشفى.

وقالت حركة “حماس” في تصريح صحفي تابعته “وكالة سند للأنباء”، إن حكومة الاحتلال تواصل استهتارها بكل القوانين والأعراف الإنسانية، وانتهاك حرمة المستشفيات وإيغالها في دماء المدنيين.

وشددت أن “إسرائيل” تسعى للانتقام الوحشي من الفلسطينيين، في الوقت الذي يقدم فيه جيش الاحتلال رواية كاذبة لا تستند إلى أي دليل، بعد كل مجزرة وجريمة يرتكبها، لتبرير جريمته.

وحذرت أن هذا السلوك الإسرائيلي يمثل استخفافاً وقحاً بالرأي العام العالمي، وبمنظومة القيم والقوانين وأدوات العدالة الدولية، منبهةً أنه يستدعي موقفاً جاداً من المجتمع الدولي ومؤسساته لردعه.

وطالبت “حماس” بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لتفنيد هذه الادعاءات الكاذبة، وكشف حقيقة ما يرتكبه جيش الاحتلال في قطاع غزة من انتهاكات غير مسبوقة، ووضع حد لهذه الجرائم المستمرة دون حسيب.

وفي السياق، أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تدمير مستشفى المعمداني في غزة، معتبراً ذلك جريمة جديدة تُضاف إلى انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي التي تهدف تهجيرهم والقضاء على ما تبقى من ملاجئ آمنة للمدنيين.

وانتقد المرصد الادعاءات الإسرائيلية بشأن استخدام المستشفى لأغراض عسكرية، واصفاً إياها بالتبريرات المتكررة وغير المدعومة بأي دليل، والتي تُستخدم للتغطية على انتهاكات جسيمة وجرائم حرب.

ودعا المرصد المجتمع الدولي والدول الأعضاء إلى التحرك الفوري باستخدام جميع الوسائل القانونية والدبلوماسية، لوقف بجريمة الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • القاهرة: ترامب يدرك أن إسرائيل ترفع سقف مطالبها بغزة إلى حد غير معقول
  • إسرائيل تغتال قياديين في حماس وحزب الله
  • إسرائيل تواصل قصف غزة.. ارتفاع عدد القتلى والجرحى وسط أزمة إنسانية حادة
  • مسؤول بحماس يكشف عن موقف الحركة من مقترح إسرائيل بنزع سلاحها
  • إسرائيل تعلن توسيع «المنطقة العازلة» في غزة
  • تزامنا مع "أورانيم الصغيرة".. جيش إسرائيل يدق ناقوس الخطر
  • إسرائيل تدمر نفقا شمالي غزة.. وحماس تكشف تفاصيل عملية رفح
  • إسرائيل: قطاع غزة سيصبح أصغر وأكثر عزلة
  • من أكتوبر لأبريل.. الجريمة تتكرر والقاتل طليق.. «المعمداني» هدفٌ دائم في حرب إسرائيل على الحياة
  • “حماس”: “إسرائيل” تستخدم الأكاذيب لتبرير جرائمها