البوابة نيوز:
2025-03-20@04:38:33 GMT

دروس من أحداث ٦و٧ أكتوبر

تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT

 نصف قرن بالتمام والكمال فصلت بين أحداث السادس من أكتوبر ١٩٧٣، والسابع من أكتوبر ٢٠٢٣.. أكتوبر ٧٣ كانت حربًا نظامية بين جيوش مصر وسوريا من ناحية وإسرائيل وأعوانها من ناحية أخرى. أما أحداث السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، فقد بدأتها حركة المقاومة الإسلامية حماس فى قطاع غزة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي. أكتوبر ٧٣ كانت حربا بين جيوش محترفه تخطط وتدرس وتقدر كل فعل ورد الفعل.

أما أكتوبر ٢٠٢٣ فهى أشبه بحرب عصابات، بدأتها حركة حماس بهجوم مباغت، ولكنه غير محسوب العواقب، والنتيجة مانراه من خراب ودمار وقتل فى قطاع غزة. برغم أن الفرق شاسع بين أداء الجيوش وأداء العصابات، إلا أنه  هناك سمات مشتركة للأحداث أهمها الإعداد الجيد، والمباغتة الغير متوقعة، وتحطيم نظريات الامن الإسرائيلي، الذى تلاشى خلال ساعات قليلة.

أولا: الإعداد والتخطيط الجيد، 

فى ٦ أكتوبر ٧٣، كان التخطيط محكمًا على مستوى الجيوش فى كل من مصر وسوريا. بدأت بضربة مكثفة للطيران، على طول الجبهتين فى وقت واحد.

ومعارك عسكرية شاركت فيها كل أفرع القوات المسلحة فى البر والبحر والجو (طيران ودفاع جوي) وأداء عبقرى لسلاح المهندسين العسكريين. 

وفى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، كان التخطيط والاعداد من قبل حماس مبهرًا حسب وصف مجلة الايكونوميست والتى وصفت الحرب بأنها حرب متكاملة بمواصفات الكتب المرجعية (Text Book War) قامت حماس فى فجر السابع من أكتوبر بحرب شاركت فيها قوات برية وبحرية وجوية حسب امكانيات محدودة، وآليات بدائية، ولكنها بحق كانت متكاملة وفعالة حسب وصف جنرالات الحرب فى الاكاديميات العسكرية.

ثانيًا: المباغتة والمفاجأة،

فى أكتوبر ٧٣، نفذت مصر وسوريا خطة خداع استراتيجى مبهرة. وأخفت نوايا الحرب عن كل من امريكا وإسرائيل واجهزتهما الاستخباراتية. ووقعت الحرب كالصاعقة، وكان من هول الصدمة أن فقد قادة إسرائيل تركيزهم وأصابهم ذهول لم يفيقوا منه إلا بعد عبور القوات المصرية وسيطرتها على الاماكن المحصنة التى اقاموها فى سيناء. وكان اختيار يوم السادس من أكتوبر وهو يوم عيد الغفران عند الإسرائيلين (يوم كيبور)، مناسبا جدا حيث كان الاسترخاء والاجواء الاحتفالية فى إسرائيل. المصادفة، او التخطيط، ان حماس قد اختارت نفس التكتيك لتنفيذ هجومها، ولكنها اختارت ساعات الفجر بدلا من الساعة ٢ ظهرًا، ويوم عيد أيضا وهو عيد بهجة التوراة.

ثالثا: تحطيم نظرية الامن الإسرائيلى والجيش الذى لايقهر،

فى أكتوبر ٧٣، كانت إسرائيل قد ارتكزت على موانع طبيعية واقامت عليها تحصينات هائلة، خاصة على الجبهة المصرية. ارتكزت إسرائيل على مانع مائى (قناة السويس) وأقامت على الشط الشرقى للقناة خط بارليف الحصين، وانشأت فيه نقاط حصينة. وعلى الجبهة السورية اعتمدت على هضبة الجولان كمانع طبيعى مرتفع وأقامت حوله سياجًا محصنًا. كانت توقعات الخبراء ان مصر لن تستطيع عبور القناة وتحطيم خط بارليف الا بقنبلة نووية. واذا بضابط مصرى (باقى زكى يوسف رئيس فرع المركبات بالجيش الثالث الميدانى أثناء حرب أكتوبر) يأتى بفكرة عبقرية وهى استخدام خراطيم المياه لفتح ثغرات فى الساتر الترابى يمكن ان تعبر منها المركبات. أما عبور قناة السويس فتم باستخدام القوارب المطاطية، وانشاء كبارى عائمة فوق القناة فى سويعات قليلة بواسطة سلاح المهندسين العسكريين.

أما يوم ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، فكانت إسرائيل تحمى نفسها بسياج أمنى يحيط بغزة ويعزلها عن إسرائيل. واعتمدت على احدث التكنولوجيا لضمان أمن الحدود باستخدام أجهزة الاستشعار الحساسة، والأقمار الصناعية والطائرات المسيرة وغيرها.

كان السياج بعمق عدة امتار تحت سطح الارض، لمنع استخدام الانفاق فى التسلل الى داخل إسرائيل فماذا حدث؟ الذى حدث هو أن حماس قد نجحت فى استخدام طائرات شراعية بدائية الصنع للعبور من فوق السياج. كما نجحت فى الهجوم من البر باستخدام الجرافات، ومن البحر أيضا باستخدام قوارب صيد. بهذه الطرق البدائية نجحت حماس فى اختراق احدث تكنولوجيا اعتمدت عليها إسرائيل. المعجز ايضا هو تعطيل اجهزة الانذار على الارض، وتعطيل انظمة الرادارات والقبة الحديدية، وفشل أنظمة صواريخ السهم (Arrow) الإسرائيلية، ومنظومات باتريوت الامريكية فى التصدى لمركبات شراعية بدائية الصنع.

الخلاصة أن أحداث السادس  من أكتوبر ٧٣، والسابع من أكتوبر٢٠٢٣، قد سحقت نظريات الأمن الإسرائيلي، وأزالت أوهاما زائفة عشعشت فى عقول الإسرائيلين لسنوات عديدة، حسب وصف ديفيد واينبرج فى صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.

لقد أثبتت الأحداث بما لايدعو مجالًا للشك، أن أمن إسرائيل لايمكن ان يتحقق بموانع طبيعية ولا تجهيزات هندسية ولا صواريخ اعتراضية ولا طائرات هجومية، وإنما يتحقق بالسلام العادل والتخلى عن احتلال الارض العربية، وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧.

*رئيس جامعة حورس

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: السابع من أكتوبر ٢٠٢٣

إقرأ أيضاً:

“هآرتس” تنشر وثائق استولى عليها الجيش من غزة.. نقاشات مع “حزب الله” وإيران حول هجوم 7 أكتوبر

#سواليف

نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية وثائق استولى عليها الجنود من قطاع غزة، تلقي الضوء على الاستعدادات التي قامت بها “حماس” قبل هجوم 7 أكتوبر التي تضمنت نقاشات مع “حزب الله” وإيران.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إنه تم نشر تحليل للوثائق على موقع “مركز تراث الاستخبارات”، وهو هيئة تعمل بالتنسيق مع مجتمع الاستخبارات وغالبا ما تساعد في نشر مواد كانت مصنفة سابقا على أنها سرية.

وذكرت أن الوثائق التي استخدم بعضها في التحقيق الداخلي في جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان) وجهاز الأمن العام (الشاباك) حول الإخفاقات التي سمحت بالهجوم المفاجئ على معسكرات الجيش الإسرائيلي والمستوطنات المحيطة بغزة، توثق تبادل الرسائل بين قيادة “حماس” في قطاع غزة وقيادة المنظمة في الخارج، وأحيانا مع “حزب الله” في إيران وإيران، لمحاولة تنسيق الهجوم بينهم.
وحسب كاتب التحليل أوري روست، فإنه يتضح من الوثائق أنه منذ عام 2021، قام كبار قادة “حماس” بتسريع الاتصالات مع إيران، طالبين منها المساعدة في تمويل هجوم يهدف إلى تحقيق هزيمة إسرائيلية.

ويتضمن تقرير روست اقتباسات من تصريحات علنية ومناقشات داخلية حول تنفيذ خطة التدمير.

مقالات ذات صلة حدث يعتدي على آخر بأداة حادّة والأمن يوضح التفاصيل 2025/03/17

في خطاب ألقاه يحيى السنوار في مؤتمر عقد في غزة عام 2021 حول “فلسطين بعد التحرير”، تم التعبير عن تقدير بأن “النصر قريب… نحن نرى التحرير بالفعل ولذلك نستعد لما سيأتي بعده”. في المؤتمر، تمت مناقشة أفكار للسيطرة على أراضي إسرائيل بعد احتلالها.

من جانبه، قال صلاح العاروري، أحد كبار قادة “حماس” في الخارج، في مقابلات في أغسطس 2023: “أصبحت الحرب الشاملة حتمية. نحن نريدها، محور المقاومة، الفلسطينيون، كلنا نريدها”.

أما أمين عام “حزب الله” حسن نصر الله أعلن بعد “حارس الأسوار” عن معادلة جديدة، مفادها أن الرد على الاعتداءات على المسجد الأقصى في القدس لن يقتصر على قطاع غزة بل سيكون “حربا إقليمية من أجل القدس”. بعد عامين، ادعى نصر الله أن هناك أملا عمليا لتحرير فلسطين، “من البحر إلى النهر”.

وقال يومها إن الجبهة الداخلية في إسرائيل “ضعيفة، مهتزة، قلقة، مستعدة دائما لحزم الحقائب والمغادرة”.

وكتب روست أن هذه التصريحات العلنية تجد صدى قويا في الوثائق التي تم الاستيلاء عليها، والتي تشير إلى أنها لم تكن مجرد تفاخر فارغ.

ويستشهد برسالة من كبار قادة “حماس” في غزة إلى إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس، في يونيو 2021. تمت الإشارة فيها إلى أن الهدف هو “النصر الكبير وإزالة السرطان”، وكذلك “القضاء على الكيان وإزالته من أرضنا وأماكننا المقدسة”، وتم تقديم طلب تمويل بقيمة 500 مليون دولار لمدة عامين، لتحضير العمليات العسكرية.
في رسالة أرسلت أيضا إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، كتب: “هذا الكيان الوهمي (إسرائيل) أضعف مما يظن الناس… بمساعدتكم، نحن قادرون على اقتلاعه وإزالته”.

بعد شهر، كتب السنوار إلى سعيد يزدي، رئيس قسم فلسطين في فيلق القدس، ووعد بـ”انتصار استراتيجي هائل سيكون له تأثيرات استراتيجية على مستقبل المنطقة بأكملها”. وطلب من يزدي مساعدة حماس في بناء قدرة عسكرية مستقلة للمنظمة في جنوب لبنان.

بعد عام، ازدادت خطوات التنسيق بين قيادات حماس في غزة وقطر. أرسل السنوار رسالة إلى إسماعيل هنية الذي كان في الدوحة، وقدم فيها سيناريو استراتيجيا لتدمير إسرائيل.

ووصف السنوار ثلاثة سيناريوهات هجومية محتملة:

الأول، والأكثر تفضيلا، هجوم مشترك من “حماس” و”حزب الله”، ويفضل أن يكون في الأعياد اليهودية، لأن إسرائيل “تزيد من أعمال العدوان في الأقصى”.
الثاني، هو هجوم من “حماس” بدعم جزئي من “حزب الله”، سيضع الأساس لتدمير إسرائيل في المستقبل.
الثالث ستقوم “حماس” بالعمل بقوة من غزة والضفة الغربية، مع تلقي الدعم من ميليشيات في الأردن وسوريا، دون دعم مباشر من “حزب الله” أو إيران.
وحسب الوثائق فإن مثل هذا الإجراء لا يتطلب موافقة مسبقة من الإيرانيين، بل فقط تنسيق مع “حزب الله”. وقد طلب السنوار من هنية زيارة إيران على وجه السرعة، والدفع نحو إنشاء قوة لـ”حماس” في لبنان.

في 1 يوليو 2022، كتب هنية إلى السنوار أنه أجرى اجتماعا سريا مع نصر الله من “حزب الله” ومع يزدي من فيلق القدس، وتم تقديم السيناريوهات. كتب هنية أن نصر الله أيد السيناريو الأول، وأشار إلى أنه سيناقشه مع خامنئي.

بعد ستة أشهر، في اجتماع لـ”حماس” في الدوحة، وصف هنية التصعيد في إسرائيل مع تشكيل حكومة اليمين بقيادة بنيامين نتنياهو. وذكر أن الصراع مع إسرائيل يقترب من نقطة الانفجار، وأشار إلى الاحتجاجات ضد “الثورة القضائية” (التي كانت في منتصف يناير 2023 لا تزال في بداياتها) كعامل يزعزع إسرائيل.

في منتصف يونيو 2023، زارت بعثة حماس برئاسة هنية والعاروري إيران، والتقت بكبار المسؤولين في النظام، بقيادة خامنئي. أكد هنية في المحادثات أن الحركة جاهزة لحملة جديدة ضد إسرائيل. وأشار الإيرانيون إلى أنهم يرون “إمكانية لإزالة إسرائيل من الخريطة”.

وقالت “هآرتس” ما حدث بعد ذلك، للأسف، معروف لكل إسرائيلي: قررت “حماس” في النهاية الهجوم بمفردها، دون تنسيق الموعد مع إيران و”حزب الله”، ونصرالله بعد تردد وأخيرا أمر بمشاركة جزئية من لبنان بشكل سمح لإسرائيل بالدفاع ثم شن هجوم مضاد. ومع ذلك، فوجئت إسرائيل تماما بالهجوم من غزة، وكانت أضراره هائلة.

مقالات مشابهة

  • تحقيق لجيش الاحتلال: القوات الإسرائيلية قتلت عددا من الإسرائيليين في أحداث 7 أكتوبر
  • مصطفى بكري: تصريحات نتنياهو كانت تنذر بعودة العدوان على غزة وهو ما تحقق
  • مصر أكتوبر: كسر الاحتلال للهدنة يؤكد للعالم أن إسرائيل ليست دولة سلام
  • توتر في إسرائيل.. خلافات حادة بين نتنياهو ورئيس الشاباك بسبب إخفاقات 7 أكتوبر
  • فلتحذر حكومة سلفا..!!
  • استنفار في إسرائيل..أنباء عن 7 أكتوبر جديد من حماس
  • بسبب 7 أكتوبر..واشنطن تشكل فريقاً أمنياً لملاحقة حماس
  • خطة جهنمية: وثائق تكشف تفاصيل جديدة عن هجوم 7 أكتوبر ودور حزب الله وإيران
  • بالتفصيل.. «هآرتس» تكشف وثائق حول نقاشات الأطراف المعنية بهجوم 7 أكتوبر
  • “هآرتس” تنشر وثائق استولى عليها الجيش من غزة.. نقاشات مع “حزب الله” وإيران حول هجوم 7 أكتوبر