حملات المقاطعة العربية - الإسلامية تضرب اقتصاد شركات غربية كبرى
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
شفق نيوز/ تناولت وكالة "رويترز" للأنباء تداعيات حملات المقاطعة للمنتجات الغربية التي تبنتها عدة شعوب عربية كرد فعل على الحرب التي أعلنتها إسرائيل على قطاع غزة وساندتها فيها دول غربية، مؤكدة أن المقاطعة أدت إلى أضرار اقتصادية لحقت بتلك الشركات.
وذكرت الوكالة في تقريرها أن العديد من العلامات التجارية الغربية تواجه حملة مقاطعة في دول عربية بسبب الحرب بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس.
وفيما يُنظر إلى بعض الشركات التي تستهدفها الحملة على أنها اتخذت مواقف محابية لإسرائيل، وتردد أن بعضها مرتبط بعلاقات مالية معها أو لها استثمارات هناك.
ماكدونالدز
في القاهرة، وفي منتصف مساء يوم ليس ببعيد أخذ عامل ينظف الطاولات في فرع لسلسلة مطاعم ماكدونالدز خال من الرواد. وبدت فروع سلاسل غربية أخرى من مطاعم الوجبات السريعة في العاصمة المصرية بلا زبائن.
ومع بدء انتشار حملة المقاطعة، اتسع نطاق دعواتها المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي لتشمل عشرات الشركات والمنتجات، مما دفع المتسوقين إلى التحول نحو بدائل محلية.
ففي مصر، حيث لا تتوفر فرصة الاحتجاج في الشوارع بسبب القيود الأمنية، يرى البعض أن المقاطعة هي الطريقة المثلى أو الوحيدة لتوصيل أصواتهم.
وقالت ريهام حامد (31 عاماً)، المقيمة في القاهرة وتقاطع سلاسل مطاعم الوجبات السريعة وبعض المنظفات الأمريكية "أشعر أنه حتى لو أن المقاطعة لن تؤثر تأثيراً كبيراً، ولن تعمل تأثيراً قوياً على الحرب. رغم ذلك هذا أقل ما يمكن أن تقدمه الشعوب".
هذا، وقالت شركة ماكدونالدز في بيان الشهر الماضي إن المعلومات المضللة عن موقفها من الصراع "أفزعتها" وإن أبوابها مفتوحة للجميع. وأكدت الجهة صاحبة الامتياز المصري أن ملكيته مصرية وتعهدت بتقديم 20 مليون جنيه مصري (650 ألف دولار) من المساعدات لغزة.
وفي الأردن، يدخل السكان المؤيدون للمقاطعة أحيانا إلى فروع ماكدونالدز وستاربكس لتشجيع العملاء القلائل على الانتقال إلى أماكن أخرى. وانتشرت مقاطع مصورة لما يبدو أنهم جنود إسرائيليون يغسلون ملابس بمنظفات لعلامات تجارية معروفة، لحث المشاهدين على مقاطعتها.
وقال أحمد الزرو، موظف حساب مشتريات العملاء في فرع لسلسلة متاجر كبيرة في العاصمة عمّان، حيث عمد العملاء لاختيار بدائل من المنتجات المحلية "لا أحد يشتري هذه المنتجات".
ستاربكس
وفي مدينة الكويت رصدت جولة الثلاثاء الماضي تقريبا الخلو التام من الزبائن لسبعة فروع ستاربكس وماكدونالدز وكنتاكي فرايد تشيكن. وأكد عامل في أحد فروع ستاربكس رفض الكشف عن هويته أن هناك علامات تجارية أمريكية أخرى تأثرت أيضاً.
أما في العاصمة المغربية الرباط، قال عامل في أحد فروع ستاربكس إن عدد العملاء انخفض بشكل ملحوظ هذا الأسبوع. ولم يقدم العامل ولا الشركة أي أرقام.
ولم تستجب ستاربكس لطلب التعليق بشأن الحملة. وفي بيان على موقعها على الإنترنت مُحدّث في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، قالت إنها مؤسسة غير سياسية ونفت شائعات بأنها قدمت الدعم للحكومة أو الجيش الإسرائيليين.
ولم ترد شركات غربية أخرى بعد على طلبات من "رويترز" للتعليق.
تأثير غير مسبوق
ولم يكن لحملات المقاطعة السابقة في مصر، أكثر الدول العربية سكاناً، مثل هذا التأثير، بما في ذلك حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها الفلسطينية المنشأ.
وقال حسام محمود، وهو أحد نشطاء حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات في مصر "حجم العدوان على قطاع غزة غير مسبوق. وبالتالي فإن رد الفعل، سواء في الشارع العربي أو حتى الدولي، لم يسبق له مثيل أيضاً".
وركز نشطاء على شركة ستاربكس بسبب مقاضاتها نقابة عمالها على خلفية نشرها بيان عن الصراع بين إسرائيل وحماس، وكذلك شركة ماكدونالدز بعد أن قال وكيلها في إسرائيل إنه يقدم وجبات بالمجان لأفراد الجيش الإسرائيلي.
هذا، وقال موظف في إدارة شركة ماكدونالدز في مصر، طلب عدم ذكر اسمه، إن مبيعات الامتياز المصري في شهري تشرين الأول/ أكتوبر تشرين الثاني/ نوفمبر انخفضت بـ70% على الأقل مقارنة بنفس الأشهر من العام الماضي، مضيفاً "المبيعات انخفضت كثيراً، وغالباً لا تغطي مصاريفنا".
ولم تتمكن "رويترز" بعد من التحقق من الأرقام التي قدمها الموظف.
شركة هولدينغ
وقال سامح السادات، وهو سياسي مصري وشريك مؤسس في شركة "تي. بي. إس هولدينغ"، أحد موردي ستاربكس وماكدونالدز، إنه لاحظ انخفاضا أو تباطؤا بنحو 50% في طلبات العميلتين.
يذكر أن حملات المقاطعة هذه، انتشرت في بلدان اعتادت على التأييد الجارف للفلسطينيين. وعقدت مصر والأردن معاهدتا سلام مع إسرائيل قبل عقود من الزمن، لكنهما لم تفضيا إلى تقارب شعبي.
خارج العالم العربي
إلى ذلك، وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها العلامات التجارية المستهدفة للدفاع عن نفسها والحفاظ على أعمالها التجارية من خلال العروض الخاصة، استمرت حملات المقاطعة في الانتشار، وامتدت في بعض الحالات خارج العالم العربي.
ففي ماليزيا ذات الأغلبية المسلمة، قال عامل في أحد فروع ماكدونالدز في بوتراغايا العاصمة الإدارية للبلاد إن عدد عملاء الفرع انخفض 20%، وهو رقم لم تتمكن "رويترز" من التحقق منه بعد.
وواجه تطبيق "غراب" لطلب سيارات الأجرة أيضاً دعوات للمقاطعة في ماليزيا بعد أن قالت زوجة الرئيس التنفيذي إنها وقعت "في غرام إسرائيل تماماً" خلال زياراتها هناك.
وقالت في وقت لاحق إن المنشورات أُخرجت من سياقها. وقال وكيلا "غراب" وماكدونالدز في ماليزيا بعد دعوات المقاطعة إنهما سيتبرعان بمساعدات للفلسطينيين.
كوكا كولا ونستله
من جانبه، أخلى البرلمان التركي مطاعمه، في وقت سابق من هذا الشهر، من منتجات كوكا كولا ونستله، وأشار مصدر برلماني إلى "غضب شعبي" ضد العلامتين التجاريتين على الرغم من عدم قطع أي شركة تركية كبيرة أو وكالة حكومية العلاقات مع إسرائيل.
كما تفاوت التجاوب مع حملات المقاطعة، مع عدم وجود تأثير كبير في بعض البلدان بما في ذلك السعودية والإمارات وتونس. وحتى في أماكن لاقت فيها المقاطعة تجاوباً أوسع، شكك البعض في أن يكون لها تأثير كبير.
وقال عصام أبو شلبي، وهو صاحب كشك في القاهرة إن المقاطعة ودعم الفلسطينيين الحقيقي يحتاج لحمل السلاح والقتال معهم.
وتجدر الإشارة إلى أن الاحتجاجات تعكس أيضاً موجة من الغضب إزاء العملية العسكرية الإسرائيلية الأكثر تدميراً من الهجمات السابقة، إذ تسببت في أزمة إنسانية ومقتل 13300 مدني وفقاً لبيانات السلطات في قطاع غزة الذي تسيطر عليه "حماس".
وقالت إسرائيل إن نحو 1200 شخص قتلوا في هجوم "حماس" يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إلى جانب احتجاز نحو 240 رهينة.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي الدول العربية اضرار اقتصادية حرب غزة حملات المقاطعة شركات غربية حملات المقاطعة ماکدونالدز فی فی مصر
إقرأ أيضاً:
دار الإفتاء توسَّعت بإنشاء فروع جديدة وخدمة أكثر من 100 ألف مواطن في محافظات مصر عام 2024
واصلت دار الإفتاء المصرية تحقيق إنجازات بارزة خلال العام 2024 ضمن خطتها التي تهدُف إلى تطوير العملية الإفتائية وتوسيع نطاق خدماتها لتشمل جميع محافظات الجمهورية.
يأتي هذا في إطار الْتزام دار الإفتاء بتقديم خدمات دينية متكاملة تتماشى مع احتياجات المواطنين، وتعزز القيم الإسلامية السمحة التي تقوم على الوسطية والاعتدال والوصول بخدماتها الإفتائية إلى أكبر قطاع ممكن من الناس بمختلف محافظات مصر.
وشهد العام 2024 افتتاح دار الإفتاء فرعَها الجديد في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، ليضاف إلى قائمة الفروع الرسمية التي تضم: القاهرة، والإسكندرية، وأسيوط، وبني سويف، ومرسى مطروح.
ويأتي افتتاح هذا الفرع الجديد استجابةً لاحتياجات المواطنين المتزايدة إلى خدمات الفتوى الشرعية في محافظات الوجه البحري، في حين تستعد الدار لافتتاح خمسة فروع جديدة خلال الفترة المقبلة، أبرزها فرع محافظة السويس، الذي تفقَّده فضيلةُ الأستاذ الدكتور نظير عيَّاد، مفتي الجمهورية، في أكتوبر الماضي.
وقد تابع المفتي سَيْر الأعمال الإنشائية بالموقع، مشددًا على أهمية الالتزام بالجدول الزمني وضمان تقديم خدمات ذات جودة عالية عند افتتاح الفرع رسميًّا.
وقد أوضحت دار الإفتاء أن الفروع الجديدة تأتي ضمن استراتيجيتها لتوفير خدمات فورية ومتخصصة للمواطنين في جميع أنحاء الجمهورية. وتستهدف الدار تقديم خدمات متعددة تشمل إصدار الفتاوى الشرعية، سواء حضوريًّا أو إلكترونيًّا، والاستجابة للاستفسارات العامة والخاصة.
كما تسعى إلى القيام بواجبها الأسري من خلال إدارة الإرشاد الزواجي التي تقدم المشورات الأسرية من خلال أفرع الدار في المحافظات المختلفة.
وخلال العام 2024، استقبلت فروع دار الإفتاء في مختلف المحافظات أعدادًا كبيرة من المواطنين. حيث قدم فرع الإسكندرية خدماته لأكثر من 40,615 شخصًا، بينما تعامل فرع أسيوط مع 20,089 طلب فتوى. وفي فرع مرسى مطروح، تم استقبال حوالي 10,000 طلب فتوى، فيما استقبل فرع طنطا، الذي تم افتتاحه في يناير الماضي من هذا العام، 15,869 طلبًا.
هذه الأرقام تعكس حجم الثقة التي يوليها المواطنون لدار الإفتاء وحرصهم على الاستفادة من خدماتها المتنوعة.
وتعمل دار الإفتاء المصرية باستمرار على تطوير خدماتها لضمان تقديم الفتوى بأسلوب علمي دقيق وميسر يلبي احتياجات العصر.
والتوسع في إنشاء الفروع يعكس رؤية دار الإفتاء لتعزيز التواصل المباشر مع المواطنين، ما يسهم في نشر القيم الإسلامية السمحة ومواجهة خطاب الكراهية والتطرف وحماية الأمن الفكري.
وتسعى دار الإفتاء إلى الوصول إلى جميع المحافظات بحلول نهاية خطتها الخمسية، من خلال إنشاء فرع في كل محافظة. وتعدُّ هذه الخطوة جزءًا من رؤية أوسع تهدُف إلى دعم استقرار المجتمع من خلال تعزيز الفهم الصحيح للدين.
كما تعمل الدار على توظيف التكنولوجيا الحديثة لتطوير خدماتها، حيث تخطط لإطلاق تطبيقات إلكترونية تتيح للمواطنين تقديم طلباتهم بسهولة ومتابعة الردود عليها بطرق ميسرة ودقيقة.
وتعدُّ الإنجازات التي حقَّقتها دار الإفتاء خلال عام 2024 والتوسع في افتتاح أفرع جديدة لها في كافة المحافظات جزءًا من مسيرتها المستمرة نحو تحقيق رؤيتها المستقبلية. ومن المتوقع أن تشهد السنوات المقبلة مزيدًا من التوسع والتطور في خدماتها، بما يرسخ مكانتها كإحدى أبرز المؤسسات الدينية التي تسهم في بناء مجتمع متماسك ومستقر. هذا الالتزام الراسخ يعكس عزم دار الإفتاء المصرية على المُضِي قدمًا في خدمة الدين والمجتمع، مع الحفاظ على قيم الوسطية والتسامح التي تمثل جوهر رسالتها.