لجريدة عمان:
2024-11-24@03:05:49 GMT

«أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض»

تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT

للشعراء العرب مني كل محبة، حتى لو خالفت سنن من اشتهر منهم بسبب الهجاء السياسي، الذي للأسف لامس ميول الشباب والمعارضة السياسية. والغريب أن هذه المعارضة حين وصلت إلى الحكم، قد تعرضت لهجاء سياسي وشعري من كتاب وشعراء آخرين.

والآن الآن، ونحن نتابع ما يكتبه الكتاب والشعراء، في ظل الحرب الظالمة على غزة، نجد أما يطفو على السطح هو الهجاء الشعري السياسي.

ولست هنا لأصدر حكما لا على الشعراء، ولا على مريديهم، إنما وجدت نفسي أعود قرونا إلى الوراء، للبحث عن جدوى هذا اللون من الشعر، وماذا أفاد حياتنا العربية على مدار عمر الشعر العربي، فيما يقرب من 16 قرنا؟ فإذا لم يفعل ذلك طوال هذه القرون، فهل سيقدم طوق نجاة لغزة اليوم؟

تتبعت الشعر فتى، فعرفت مثلكم مواضيعه ومذاهبه، من غزل ومدح وفخر ووصف ورثاء وهجاء، لكنني استغربت حين ترجم العرب كتاب أرسطو «فن الشعر»، فإذا كان أرسطو قد تحدث عن فني التراجيديا والكوميديا، فقد ترجمه أبو بشر متى بن يونس القنائي بالمدح والهجاء، حتى أن قدامة بن جعفر تأثر بذلك في كتابه الشهير «نقد الشعر»، الذي يطلع عليه طلبة الأدب العربي في الجامعات؛ حيث ردّ قدامة أغراض الشعر إلى فني المدح والهجاء.

دخل كتاب أرسطو إلى العربية ضمن حركة الترجمة في العصر العباسي الأول، وقد وضع الكندي والفارابي وابن سينا وابن رشد ملخصات لهذا الكتاب.

عاش قدامة بن جعفر الربع الأخير القرن الثالث والقرن الرابع الهجري، لذلك، فإن زمنه يشفع له بما كتب، بل ما كتبه يعدّ مرجعا لدارسي الشعر العربي حتى الآن، لكن بالطبع يأتي من خلال تاريخ الأدب والنقد.

لكن ما وقفت عنده أول الشباب، وأنا في السنة الثانية في كلية الآداب، هو كيف تم اختزال الشعر بأغراضه المتنوعة، إلى المدح والهجاء، حيث أن كل وصف جميل يعد مدحا حتى لو كان غزلا، وغير ذلك، فإنه هجاء؟

وبعد أن اكتمل بياض ما تبقّى من الشَعر، عدت إلى ابن جعفر، ومن جاء بعده، فوجدت أن الألف عام التي مرّت على حياتنا العربية، لم تزل ما فهمه الأقدمون، فظل الكتاب أوفياء لغرضي الشعر والكتابة بشكل عام، بمن فيهم من يكتبون الآن؛ فإما يمدح وإما يهجو، أو تهجو. وانعكس ذلك على الكتابات السياسية، التي ما زالت تنقسم بين مادح وذام، وليس ذلك إلا المدح والهجاء المبالغ فيهما غير المفيدين في غالب أمورنا.

ترى هل أبعدت كثيرا؟ ربما، ولكن كي أقترب، كيف؟

بصراحة، مع كامل الاحترام للشعراء الذي اشتهروا بالهجاء السياسي، ماذا أفادونا؟ وهل خلصونا مما عانيناه عربيا؟

لو اتجه بعض مداد أقلام الكتاب والشعراء نحو المستقبل العربي، لكان حال التعليم والثقافة بخير، ولكان حال الزراعة بخير، والتكامل العربي بخير، والاعتماد على الذات بخير، ولقضي على الخلافات بين الأشقاء؛ فتلك هي المناخات التي تحتاج إلى تغيير للبناء من جديد، فليست قصيدة هجاء سياسي سريعة قادرة على تحقيق النصر، بل بالأحرى كتابة عاقلة هادئة تخطط للمستقبل، حتى يأتي فيه جيل قياديّ جديد وقد تحرر من أثقال الماضي والحاضر؛ فما يكون من وهن نعيشه إنما هو نتاج المنظومة كاملة، وليس النظام السياسي إلا أحدها، كما لا يجوز التعميم، فثمة ما يثير الأمل في بلادنا العربية، لم نمت بعد، بل ما زالت العروبة حية. ولأجل ذلك نحتاج من يبث الحياة ويشجه النهضة لا من يرثي ويهجو.

في قصيدة «من روميات أبي فراس الحمداني»، للشاعر الفلسطيني محمود درويش، نتأمل معنى الأمل بالشقيق في الظرف الصعب، لا النيل منه:

زنزانتي

اتسعت سنتيمتراً لصوت الحمامة: طيري

إلى حلب، يا حمامة، طيري بروميتي

واحملي لابن عمي سلامي!

صدىً

للصدى. للصدى سلم معدني، شفافية، وندى

يعج بمن يصعدون إلى فجرهم... وبمن

ينزلون إلى قبرهم من ثقوب المدى...

خذوني إلى لغتي معكم! قلت:

ما ينفع الناس يمكث في كلمات القصيد

هذا ما عوّل عليه درويش: الأمل!

وقد اختتم درويش بذكاء بتناصه الأكثر دهشة:

«ما ينفع الناس يمكث في كلمات القصيد»

وعودا على بدء، على أمل ألا يغضب شعراء الهجاء السياسي في بلادنا، فقد عدت إلى سياق الآية الكريمة، التي عنونت مقالي بها «وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض»، فوجدت أن لها سياقين خاصا وعاما. أما الخاص، فهو الآية الكريمة التي اقتبسنا منها، وهي الآية 17، فنقرأ:

«أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا، فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ، كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ، فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء، وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ». والمعنى هنا واضح، في مكوث الماء في الأرض لتستفيد منها، كخزان جوفيّ، تأخذ النباتات حاجتها والإنسان، في حين يختفي الزبد الذي يطفو ببياضه على السطح. أما السياق العام، فهو سياق خلق الكون، ومواقف البشر، ولاستعداد الاستراتيجي طويل الأمد للحياة. وتوضيح رسوخ الحق، بمعنى العمل الجاد النافع.

ترى، ماذا ينفع المضطهدين والمنكوبين والمحتلة بيوتهم من هذا الصراخ الشعري؟ هل يغيث ملهوفيهم؟ هل يضمّد جراحهم؟ هل يؤويهم من برد وشمس وحاجة؟ هل يطعمهم أو يسقيهم؟ كذلك هل فعلا يعدّ الشعوب للمستقبل؟ للأسف، وليعتب عليّ شعراء الهجاء السياسي، فإن شعرهم إنما هو في أعظم أثره إنما يفرّغ طاقة الانفعال لديهم ولدى القراء، فيشعروا بأنهم قاتلوا واستبسلوا، وقدموا واستبسلوا، فأعادوا البلاد والعباد، وحرروا الأوطان والبشر. وإن ذلك، للأسف، يعيدنا إلى الوراء، ولا يمنحنا طاقة التقدم إلى الأمام. ولعلي هنا أكاد أضم صوتي لصوت أفلاطون حين أبعد طائفة من الشعراء الغنائيين عن مدينته الفاضلة.

شعر شعبوي ينتشر وله نجومه، المستفيدون من شهرتهم، يلامس السطح السمعي لا البصر والفؤاد والعقل. شعر مريح يريحهم من أداء الواجب، فيثيرون خدرا، بل يتحول العمل الجاد إلى مسرحية هزلية.

إن كان المديح السياسي مضرا، فالهجاء ضرره أكثر؛ نحن بحاجة إلى العمل من أجل المستقبل لا التباكي والذم الذي لا يفيد شعوبا بشيء سوى اليأس.

ولنختتم بما عبّر عنه الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان في الثلاثينيات من القرن العشرين، إبان الاحتلال الإنجليزي والهجرات الصهيونية إلى فلسطين، عن مثل هؤلاء الشعراء والكتاب والساسة:

كم قلتَ أمراض البلاد وأنتَ من أمراضها

والشؤم علتها فهل فتشت عن أعراضها

يا مَنْ حملْتَ الفأْسَ تهدِمها على أنْقاضِها

أُقعدْ فما أنتَ الذي يَسْعى إلى إنهاضها

وطنٌ يُباعُ ويُشترى وتصيحُ فليحيَ الوطنْ

لو كنتَ تبغي خيْرَهُ لبذلتَ من دمِك الثمنْ

ولقمتَ تضْمِدُ جرحهُ لو كنتَ من أهلِ الفطنْ

أضحى التشاؤُمُ في حديثك بالغريزَةِ والسَّليقهْ

مِثل الغرابِ نَعى الدّياَر وأسْمَعَ الدّنيا نعيقَهْ

فعل هو ما تريده شعوبا، لا رثاء ولا هجاء، لا مدحا ولا ذما، فلن يفيد الكلام.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الحرب في السودان: تعزيز فرص الحل السياسي في ظل فشل المجتمع الدولي

بروفيسور حسن بشير محمد نور

نعم، أزمة التهجير القسري والنزوح التي يشهدها السودان هي الاسوأ في العالم، كما ان الانتهكات والجرائم المرتكبة هي الاشد قسوة وبشاعة من نوعها، خاصة في صراع بين أطراف تنتمي لنفس البلد، هذا بالطبع إذا استثنينا الأبادة الجماعية التي تقوم بها اس رائ يل ضد الشعب الف ل سطي ني في الاراضي المحتلة والدمار الممنهج في لبنان (وهذا بالطبع لا يحتاج لتأكيد وزير الخارجية البريطاني، لانه وحسب المثل السوداني "ما حك جلدك مثل ظفرك"). الصراع بين القوى الكبرى في العالم لا يعرف الرحمة ولا يعبأ بمصالح الشعوب، خاصة مثل الشعب السوداني المغلوب علي أمره المبتلى بحكام و(قادة) لا يتمتعون بأي درجة من الرشد وإلا لما تسببوا في أزمة توصف بأنها الاسوأ في العالم.
سبق ان نبهنا مع غيرنا بأن الانقسام بين الاقطاب الكبرى في العالم لا يسمح بتمرير قرارات عبر مجلس الامن، وان الدعوات للتدخل الاممي هي صرخات في (وادي عبقر), كما ان مثل هذا التدخل يجد معارضة لا بأس بها، ليس فقط من الأطراف المؤيدة للحرب في السودان، وانما من قوى سياسية واجتماعية مؤثرة. في هذا الاطار يأتي (الفيتو) الروسي ضد مشروع القرار البريطاني حول السودان في مجلس الامن يوم الاثنين 18 نوفمبر 2024. وهو موقف متوقع من روسيا بحكم العداء المستفحل والتاريخي بين روسيا وبريطانيا، الذي اشتد منذ ان اعلن ونستون تشرشل صيحته حول الجدار الحديدي (ما كان يعرف بالمعسكر الاشتراكي) وتدشينه للحرب الباردة مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية. يظهر ذلك العداء بجلاء في اشعال الحرب في اوكرانيا وتأجيجها والدفع بها نحو منزلق خطير يبشر بيوم قيامة قريب ينهي العالم الذي نعيش فيه، ذلك لسبب بسيط هو ان هذه اللعبة الخطرة تتم ضد دولة تمتلك اكبر ترسانة نووية في العالم من حيث الكم والنوع، فاذا كنت تلعب بالنار بين براميل من البارود شديد الانفجار فإن (لفيتو) يعتبر نثارة ثانوية باردة.
يضاف لذلك ان روسيا لن تنسي خديعة القرار الاممي الذي وافقت عليه بشأن ليبيا، والذي كان في ظاهره يهدف لحماية المدنيين وقام حلف التاتو باستغلاله ثم (حدث ما حدث في ليبيا) ونتائجه ماثلة أمام العالم. يبقى إذن، اذا إراد (الغرب الاستعماري الجماعي حسب وصف الدبلوماسية الروسية)، فيما نرى أن يتدخل في الصراع السوداني فعليه اتباع نهح ما حدث في العراق وافغانستان (وهذا انتهي بالهروب الكبير لجيش بادن العظيم مسلما مفاتيح كابول لطالبان بعد عشرين عاما من التدخل العسكري المباشر) ويوغوسلافيا السابقة، ذلك النهج الذي تم خارج (الشرعية الدولية) وبالتالي علي من يفعل ذلك تحمل العواقب لوحده، دون الاستناد علي قرار اممي يظهر غير ما يبطن حسب فهم الكثيرين من غير المستندين لحلم ان (المجتمع الدولي) بالشعوب (رؤوف رحيم).
في ظل الصراع الوجودي بين روسيا و(الغرب الجماعي) لن يمر قرار عبر مجلس الامن بسهولة، خاصة اذا كان يحمل طابعا لتدخل خارجي قد يؤدي لفرض نظام معين. في هذا السياق من المفهوم ان أي تحول يؤدي الي وصول حكم (مدني ديمقراطي) بدعم غربي في السودان سيجعل من هذه البلاد في شراكة طويلة الامد مع الغرب، خاصة الولايات المتحدة، بريطانيا والاتحاد الاوربي، وان أي نظام شمولي او انقلابي سيكون مقاطعا من (الغرب الجماعي) وسيتوجه لا مناص نحو روسيا والصين. هذه معادلة بسيطة ليس من الصعب فهمها ووضعها في الحسبان في التعامل مع (المجتمع الدولي).
أما فيما يتعلق بازمة التهجير والنزوح والانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين فيمكن التذكيرببعض الاثار المترتبة عليها ومالاتها وما يمكن فعله مع فشل العالم بوضعه الراهن في معالجة مثل هذه الازمات الكبرى،علما باننا قد تطرقنا بشكل متواصل للتكاليف الاقتصادية والاجتماعية للحرب واثارها، في العديد من المقالات والمشاركات منذ اشتعال هذه الحرب الكارثية. وفي رأيي ان ما يجري في السودان رغم بشاعته يعتبر متواضعا قي المنظور العالمي مع خطر وقوف عالم اليوم علي حافة حرب عالمية نووية لم يشهد العالم لها مثيل، ولن يشهده مرة اخرى بالطبع في حالة اندلاعها.
ما يجري في السودان له اثار بالغة الخطورة اقتصاديا واجتماعيا وديمغرافيا، أهم مظاهر ذلك باختصار هي:
اقتصاديا: تدهور قطاعات الانتاج الحقيقي في الزراعة والصناعة والخدمات المنتجة، تأثر البنية التحتية وتدمير معظمها وهي بنية متواضعة بدون حرب، فقدان مصادر الدخل وتفشي البطالة، التراجع الخطير للايرادات الحكومية، وقد فصلنا في تلك الموضوعات ووضحنا اثرها علي مجمل النشاط الاقتصادي وعلي المؤشرات الاقتصادية الكلية.
اجتماعيا: الاثار علي الخدمات العامة خاصة الصحة والتعليم ومن نتائجها توطين الاوبئة، الاصابات والاعاقات الجسدية والنفسية، أضافة لتعطل الدراسة لتلاميذ المدارس وطلاب الجامعات، وفقدان التمدرس لملاين الاطفال السودانيين وبطالة الخريجين ونزيف العقول.
ديمغرافيا يؤدي التهجير القسري والنزوح الجماعي الي تغيير التركيبة الديمغرافية للباد، خاصة وان التهجير لم يقتصر علي العاصمة والمدن فقط وانما شمل مناطق ريفية واسعة، كما جرى مؤخرا في ولاية الجزيرة. اتجه معظم النازحين الي مناطق حضرية مما ادي لاختلال كبير في التوزيع السكاني والضغط علي الموارد والخدمات اضافة لمشاكل الاكتظاظ السكاني.
سيؤدي كل ذلك لاثار خطيرة علي النشاط الاقتصادي بانهيار القطاعات الانتاجية الرئيسية وسيادة الريعية الاقتصادية والانتاج المعيشي والقطاع غير الرسمي. كما سيؤدي ذلك لتدهور الاستقرار النقدي وانهيار الثقة في النظام المصرفي وتراجع سعر الصرف والقوة الشرائية. كل ذلك سيفاقم معدلات الفقر والبطالة والاخلال الخطير بالامن الاجتماعي لامد طويل.
في ظروف الخلاف الحاد في المجتمع الدولي لابد من العمل في رأينا في عدة اتجاهات منها:
• علي القوى الوطنية العمل بشكل جماعي او حتي بمكونات منفردة علي تعزيز فرص الحل السياسي للازمة وتفعيل دور المجتمع المدني والمجتمعات المحلية، بدلا عن الركض خلف سراب المجتمع الدولي او حتي الاقليمي وذلك يتضمن عدد من الخطط والبرامج الاجراءات الهادفة الي:
- التركيز علي بناء مشروع وطني جامع لدولة المواطنة السودانية القائمة علي الحرية والسلام والعدالة والتنمية المتوازنة ووضع تصور واضح للحل السياسي علي هذا الاساس. وبالتأكيد هذا المشروع يصطدم بالصراع علي السلطة وطموح الاطراف المتحاربة، اضافة لعقبة تحقيق المحاسبة وعدم الافلات من العقاب، وهنا تبدو قضية شائكة.
- وضع استراتيجيات تنموية لما بعد الحرب تشمل اعادة الاعمار، اعادة بناء البنية التحتية والانتاجية والتأسيس لنظام عادل لقسمة الموارد. هذا يمكن ان يكون مشجعا لدمج بعض الاطراف في جهود الحل خاصة حركات الكفاح المسلح غير المنخرطة في الحرب بين الجيش والدعم السريع.
- العمل علي تعبئة واستقطاب الموارد المحلية والخارجية لاعادة بناء المناطق المتضررة واعادة التوطين وتوجيه الموارد نحو المناطق الريفية والتنمية المحلية لتخفيف الضغط علي الحضر.
- تشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص في برامج اعادة الاعمار
- وضع برامج عملية للتعامل مع التحديات الصحية وايجاد برامج لرعاية المصابين جسديا ونفسيا واعادة تأهيلهم ورعايتهم
- العمل علي ايجاد بدائل للتعليم الرسمي خاصة في مناطق النزوح مع الغياب لدور الولة او الدعم الدولي الفعال.
بالتأكيد كل ذلك لا يعني اغفال الضغط علي المجتمع الدولي والاقليمي، في ايجاد حلول سلمية لهذا النزاع الذي يتسع نطاقه ليصبح تهديا علي المستوى الاقليمي والدولي. وبما ان هذه الحرب تمثل تحديا وجوديا يهدد وجود الدولة السودانية ومستقبل الاجيال المقبلة فان الوضع يتطلب طرق جميع السبل للضغط والتدخل، حتي اذا تم ذلك خارج الاطر التقليدية لعمل الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي. وقد يكون من المفيد تفعيل اليات مجلس السلم والامن الافريقي، بحكم انه يمكن ان يكون منظمة اقليمية تحظي بقبول واسع بما في ذلك الصين وروسيا، مما يمكن من ايجاد وسائل واليات عملية للدفع نحو الحل السياسي للنزاع.

mnhassanb8@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • مهرجان الأقصر للشعر العربي يختتم فعالياته
  • عادل حمودة: السندباد رمز لتحرر الإنسان العربي وليس شخصية خيالية
  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار
  • قاموس تقزم السياسي (تفكيك المصطلحات)
  • "أمير الشعراء" يستعرض عبر حلقاته التسجيلية إسهامات أعلام الشعر العربي
  • “أمير الشعراء” يستعرض في حلقاته التسجيلية إسهامات أعلام الشعر العربي
  • عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعراء في زمن السيولة التواصلية؟
  • قيصر الحدود يرحب باستخدام الأرض التي منحتها تكساس لتنفيذ خطط الترحيل
  • بدر بن عبد المحسن.. تجربة متفردة توجته بلقب أمير الشعر العربي
  • الحرب في السودان: تعزيز فرص الحل السياسي في ظل فشل المجتمع الدولي