اكتظاظ ومياه ملوثة.. نازحو مراكز الإيواء في غزة في فوهة الأوبئة
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
غزة- رغم التفشي الكبير للأمراض الجلدية، والنزلات المعوية، والإنفلونزا، والالتهابات بين نزلاء مركز الإيواء، في غزة؛ لا يشعر الطبيب إبراهيم أبو عمشة، بقلق كبير حيال ذلك.
لكنّ خشية أبو عمشة، وهو مدير العيادة الصحية للمركز المقام في مدرسة تتبع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في دير البلح، وسط القطاع ويضم 7500 شخص، هي ظهور أمراض خطيرة كالكوليرا والحمى الشوكية، والتهاب الكبد الوبائي "أ"، وغيرها من الأوبئة الخطيرة.
ويقول أبو عمشة -للجزيرة نت- إن ظهور هذه الأمراض والأوبئة الخطيرة، أمر "لا مفر منه" إن استمرت الحرب على قطاع غزة أسبوعين أو 3.
ويوضح الطبيب الشاب أن كافة أسباب ظهور هذه الأمراض متوفرة في غزة، وخاصة عدم توفر مياه الشرب النظيفة واختلاطها بمياه الصرف الصحي، والاكتظاظ الكبير في مراكز الإيواء، ونقص الأدوية، وعدم دفن المئات من الجثث.
وتحدث عن زيادة مطّردة في أعداد المرضى، وخاصة من الأطفال، حيث كان يستقبل، قبل عدة أسابيع في العيادة، حوالي 80 حالة في اليوم، لكن العدد تضاعف ووصل إلى ما لا يقل عن 150 حالة.
ويضيف مدير العيادة الصحية "الآن هناك أمراض بسيطة، كالنزلات المعوية والبرد، لكن بعد أسبوعين أو أكثر، قد نسمع عن أمراض خطيرة لم تعرفها غزة منذ أكثر من 50 سنة، كالكوليرا والحمى الشوكية والتهاب الكبد الوبائي (أ) وغيرها، نتمنى أن تنتهي الحرب بسرعة، حتى لا نصل لهذه المخاطر".
وحول نوعية الأمراض التي يستقبلها، يقول "أغلب الحالات هي نزلات معوية أو التهابات في الحلق أو الرئتين، ونزلات برد وإنفلونزا، والآن بدأت أمراض جلدية وخاصة الجرب عند الأطفال، وحشرات القمل في الانتشار السريع".
وأشار المتحدث ذاته إلى تسجيل حالتي "جدري مائي". ويرجع انتشار هذه الأمراض إلى الاكتظاظ الكبير في المركز ومياه الشرب غير النظيفة.
وبخصوص شكوى النزلاء من عدم استجابة أطفالهم للعلاج، عزا الطبيب ذلك إلى كون هذه الأمراض فيروسية وليست بكتيرية ولا علاج لها بالمضادات الحيوية وتحتاج لوقت للشفاء منها.
وأوضح أبو عمشة "يحتاج المرض الفيروسي في الوضع الطبيعي لبعض الوقت للعلاج، ولكن بسبب سوء الأوضاع في المركز، فإن الوقت المطلوب يكون مضاعفا وقد يصل إلى 6 أيام".
كما أشار الطبيب نفسه إلى سبب "توطين" بعض الأمراض في المركز بسبب الاكتظاظ الشديد، حيث إن الطفل يشفى، ثم يُصاب مرة أخرى بعد أن تنتقل له العدوى من طفل آخر. وأبدى خشيته من حصول تحوّرات للفيروسات المسببة للمرض وهو ما سيزيد الأمر سوءا.
وحذر في السياق ذاته من وجود نقص في بعض الأدوية المهمة كالمضادات الحيوية، وأكد أن "هذه مشكلة كبيرة وفيها خطورة كبيرة على المريض والناس الأخرى، حيث إنه لا علاج لبعض الأمراض إلا بالمضاد الحيوي وهو غير موجود".
ويشكو غالبية نزلاء المركز من انتشار الأمراض التي ذكرها الطبيب أبو عمشة، وخاصة النزلة المعوية والتهاب الحلق والرئتين والأمراض الجلدية ونزلات البرد.
ويقول زاهر الريّس وهو أب لـ5 أطفال- إنه وأبناءه لم يشفوا من النزلة المعوية والسخونة منذ فترة طويلة.
وأضاف الريّس -للجزيرة نت- من داخل خيمة صغيرة أقامها في ساحة المدرسة، "أنا وأولادي نعاني من نزلة معوية، إسهال وقيء وسخونة، والعلاج غير ملائم لأننا لا نشفى".
ويعتقد الأب الغزي أن السبب الرئيسي للأمراض في المركز، يرجع لمياه الشرب الملوثة والاكتظاظ الكبير. ويقول، "المياه ملوثة، يحضرها باعة غير موثوقين، لا نعرف مصدرها، رغم ارتفاع سعرها".
أيضا يقول طلعت الأقرع، إن أولاده الخمسة يعانون كذلك من إسهال غير طبيعي وحتى الآن لم يشفوا منه، مضيفا "أعطونا علاجا لم يحسن من حالتهم".
بدورها، أفادت علياء بارود -وهي أم لـ6 أطفال- بأن أبناءها وزوجها يعانون كذلك من النزلة المعوية، ولا يتحسنون بالعلاج الذي يتلقونه من عيادة المركز. وتخشى بارود من إصابة أفراد عائلتها بالجرب، والقمل الذي قالت إنهما بدأ بالانتشار في المركز.
أما الوالدة وسام الجايح، فقالت إن ابنها "يزن" مصاب منذ شهر تقريبا بالنزلة المعوية والسخونة ولا يشفى منها. وتضيف للجزيرة نت، "قالوا لي في العيادة أطعميه بطاطس مسلوقة، لكنها باهظة الثمن، ولا نستطيع شراءها".
وتكمل وسام "الأمراض منتشرة في كل مكان في هذا المركز، حتى الكبار مصابون، والمستشفيات لا تستقبلنا، ويعطوننا الأدوية نفسها، ولكنها لا تشفينا".
وكان المستشار الإعلامي لوكالة "الأونروا" عدنان أبو حسنة قد قال لقناة الجزيرة، أمس الأربعاء، إن أعداد النازحين في مدارس الوكالة وصلت إلى قرابة 900 ألف شخص.
وأضاف أبو حسنة أن هناك ارتفاعا بنسبة 40% في الأمراض المعوية، و32% في الأمراض الجلدية. وحذر من أن الوكالة الأممية تخشى حاليا من ظهور حالات لوباء "الكوليرا" جراء قلة المياه الصالحة للشرب واختلاطها بمياه الصرف الصحي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: هذه الأمراض فی المرکز
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف: الفقر يعجّل بالشيخوخة ويزيد الأمراض
كشفت دراسة حديثة، أن الأفراد المنتمين إلى خلفيات اجتماعية واقتصادية فقيرة قد يعانون من تسارع في وتيرة الشيخوخة البيولوجية، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر مقارنة بأولئك الذين ينتمون إلى خلفيات أكثر ثراء.
وأشارت النتائج إلى أن الحرمان الاجتماعي والاقتصادي قد يكون له تأثير سلبي مباشر على الصحة العامة وعملية الشيخوخة.
وقام فريق من الباحثين في المملكة المتحدة بدراسة 83 مرضا مرتبطا بتقدم العمر، مثل هشاشة العظام، إعتام عدسة العين، وتضخم البروستاتا، بالإضافة إلى تحليل مستويات البروتينات المنتشرة في بلازما الدم. كما تم تحليل الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية للمرضى، بما في ذلك مستوى التعليم، نوعية الحياة في الأحياء، ودخل الأسرة.
وأظهرت النتائج، التي نُشرت في مجلة "Nature Medicine"، أن الأشخاص الذين يعانون من حرمان اجتماعي واقتصادي أكبر أظهروا مخاطر أعلى بنسبة 20% للإصابة بالأمراض مقارنة بالأشخاص الأكثر حظًا.
وفي هذا السياق، قال ميكا كيفيماكي، الباحث في كلية لندن (UCL) والمؤلف الرئيسي للدراسة: "لقد عرفنا منذ عقود أن الميزة الاجتماعية مرتبطة بصحة أفضل، لكن نتائج دراستنا تشير إلى أنها قد تُبطئ أيضًا عملية الشيخوخة نفسها".
وأضاف: "هذه النتائج تظهر أن الشيخوخة الصحية هدف يمكن تحقيقه لجميع أفراد المجتمع، كما أنها واقعٌ ملموسٌ بالفعل للأشخاص الذين يتمتعون بظروف اجتماعية واقتصادية مواتية".
وتشير الدراسة إلى أن الفوارق الاجتماعية والاقتصادية تؤثر بشكل كبير على خطر الإصابة بأمراض معينة، حيث يزيد تعرض الأشخاص في الأوضاع الاجتماعية الأقل حظًا للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، أمراض الكبد، أمراض القلب، سرطان الرئة، والسكتة الدماغية، بنسبة قد تصل إلى ضعف الخطر لدى الفئة الأكثر حظًا.
Relatedدراسة: خفض السعرات الحرارية يبطئ من وتيرة الشيخوخة جودة الحياة في سن الشيخوخة: مالطا النموذج الأفضل في أوروبادراسة: التعرض المتكرر للحرّ الشديد يُسرّع من الشيخوخة المبكرةكيف يؤثر الوضع الاجتماعي على بروتينات الشيخوخة؟وأجرى الباحثون تحليلات لبروتينات بلازما الدم، والتي تعكس التغيرات المرتبطة بالعمر، ووجدوا أن 14 بروتينا، بما في ذلك تلك المرتبطة بالالتهابات والإجهاد الخلوي، تتأثر بشكل مباشر بالوضع الاجتماعي والاقتصادي.
وأوضح البروفيسور توني ويس-كوراي، الأستاذ في جامعة ستانفورد وأحد مؤلفي الدراسة، أن "التقدم في العمر ينعكس على تكوين البروتينات في الدم، والتي تشمل آلاف البروتينات المرتبطة بالشيخوخة البيولوجية عبر أجهزة الجسم المختلفة". وأضاف أن هذه البروتينات يمكن أن تكون مؤشرات دقيقة على صحة الأفراد ووتيرة شيخوختهم.
كما أظهرت الدراسة، أن الحراك الاجتماعي التصاعدي، مثل الانتقال من مستوى تعليمي منخفض إلى وضع اجتماعي واقتصادي أفضل، يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية في الشيخوخة البيولوجية. حيث أظهر الأفراد الذين تحسن وضعهم الاجتماعي علامات بروتينية أكثر إيجابية، مما يشير إلى أن التحسن في الظروف المعيشية يمكن أن يعكس بعض الآثار السلبية للشيخوخة.
وعلى الرغم من أن الدراسة قائمة على الملاحظة ولا يمكنها تحديد علاقات السبب والنتيجة بشكل قاطع، إلا أن الباحثين اقترحوا أن عوامل مثل الإجهاد المزمن، التدخين، النظام الغذائي غير الصحي، قلة ممارسة الرياضة، وضعف الحصول على الرعاية الصحية قد تساهم في تسريع الشيخوخة لدى الأفراد الأكثر حرمانا.
وتسلط هذه النتائج الضوء على أهمية تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية كوسيلة محتملة لتعزيز الصحة وإبطاء الشيخوخة البيولوجية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ارتفاع حالات الإصابة بعدوى التهاب السحايا في فرنسا والسلطات تحث على التطعيم تناول حبوب الإفطار ورقائق البطاطس والأطعمة فائقة المعالجة يعرض لخطر الوفاة دراسة طبية جديدة: النشاط البدني يعزز السعادة ويحسن الحالة المزاجية وقاية من الأمراضأبحاث طبيةعلم الأحياء /بيولوجيامجتمعدراسةأمراض القلب