آخرون استغلوا ما حدث لتحميل المقاومة مسئولية المجازر التي ارتكبها الاحتلال مقابل لا شيء، من وجهة نظرهم. كانت النتيجة المتوقعة والطبيعية بالنسبة إلى هؤلاء، هي القضاء على المقاومة وضم غزة إلى الضفة تحت حكم سلطة مرضي عنها إسرائيليا.
هذه النتائج كانت أيضا هدفا لبعض الأنظمة العربية التي قدمت دعما للكيان بهدف تحقيقه.

ولم تتوقف الأحلام عند سقف القضاء على المقاومة في فلسطين، بل ذهبت أبعد من ذلك.
بالنسبة إلى الجانب الإسرائيلي، فقد خاض الحرب من البداية هذه المرة، لهدف وحيد، وهو القضاء على المقاومة في القطاع، حتى لا يتكرر ما حدث يوم السابع من أكتوبر.
في هذا السياق، ولهذا الهدف، أقدم الاحتلال على تجنيد نحو 360 الف من قوات الاحتياط، وحشد الدعم الغربي لهذه المعركة كما لم يفعل من قبل.
وتأكيدا على أن هذا الهدف يجب أن يتحقق بأي ثمن، أكدت وزارة الدفاع الإسرائيلية، يوم الرابع من نوفمبر، أنها ستخوض هذه الحرب إلى النهاية، حتى لو بقيت في غزة عاما كاملا.
إلى جانب ذلك، حشدت إسرائيل دعما عسكريا وماليا غير مسبوق، إلى جانب استقدام المئات من المرتزقة من عدة بلدان، بهدف تخفيف الضغط الشعبي الذي بدا غير مستعد لتحمل خسائر جديدة.
كما حشدت واشنطن اسطولها السادس في المتوسط وعززته بحاملتي طائرات وحتى غواصة نووية إضافية والاف الجنود وعشرات الطائرات وخفضت الدعم لأوكرانيا وانضمت لها في دعم تل أبيب دول الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع.
رغم كل ذلك، لم تتمكن قوات الاحتلال من تحقيق أية إنجازات على الأرض. على النقيض من ذلك، بدأت خسائرها العسكرية، على مستوى المعدات والأرواح تتصاعد يوما بعد آخر، رغم محاولات التضليل حول مسار المعركة. احتكرت إسرائيل الرواية الميدانية إلى درجة أن مراسلي قنوات كبيرة مثل "بي بي سي" لم يكونوا يرسلون تقاريرهم إلى القناة إلا بعد عرضها على الجيش الإسرائيلي.
من جانبها، حرصت حماس على توثيق إنجازات معركتها ضد قوات الاحتلال. أظهرت المقاطع التي نشرتها حركة المقاومة هشاشة جيش الاحتلال.
وفي هذا السياق، يجمع الخبراء على أن الخسائر البشرية والاقتصادية التي تتكبدها قوات الاحتلال بسبب الحرب التي تشنها على قطاع غزة ستؤدي إلى إحداث تصدعات في المجتمع الإسرائيلي، وإلى ضغوط قد تجبر القادة السياسيين والعسكريين على إيقاف هذه الحرب، وهو ما بدأ يحدث فعلا.
الأمر لا يتعلق بالخسائر على أرض المعركة فقط، فالتصعيد ضد إسرائيل بدأ يتسع في أكثر من مكان. أحد تجليات هذا الاتساع إعلان قوات صنعاء إغلاق باب المندب في وجه السفن الإسرائيلية والمرتبطة بها. سرعان ما تُرجم هذا الإعلان إلى واقع من خلال عملية من العيار الثقيل تمثلت في الاستيلاء على سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر واقتيادها إلى ميناء الحديدة.
تراكم الخسائر الإسرائيلية في أكثر من مكان، دفع إسرائيل إلى إعادة التفكير في إطالة امد الحرب، والاهم من ذلك أنه أدى إلى تصدع الإجماع الغربي حول الحرب في غزة.
بناء على كل ما تقدم، بدأ الكيان يرضخ للأمر الواقع، ويتنازل عن الأهداف الكبيرة المعلنة، من خلال القبول بصفقات لم يكن يلتفت إليها في بداية الحرب.
إلى جانب اقتراب إسرائيل من خسارة الحرب، تبدو على موعد مع تصدعات داخلية غير مسبوقة. هذا الأمر أدى أيضا إلى تعليق محادثات التطبيع مع أنظمة عربية كالسعودية التي أكدت أنها تقترب بشكل كبير من تطبيع علاقاتها مع الكيان.
هذه النتائج لم تكن متوقعة على الإطلاق بالنسبة إلى أولئك الذين اعتبروا عملية السابع من أكتوبر متهورة.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

‏أردوغان: تركيا تقف إلى جانب لبنان وتدعو دول المنطقة إلى دعمه وسط التوترات مع إسرائيل

قال الرئيس التركي رجب طيب ‏أردوغان، إن تركيا تقف إلى جانب لبنان وتدعو دول المنطقة إلى دعمه وسط التوترات مع إسرائيل.

وأعلنت وكالة الأنباء الفلسطينية، مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة المئات جراء القصف الإسرائيلي على رفح.

وقصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، آلاف الأطنان من القنابل المتفجرة التي أبادت مناطق كامل داخل المخيم، وأسقطت أكثر من 400 شهيد ومصاب جراء المجزرة التي ارتكبتها قوات العدو الصهيوني.

وتخوض المقاومة اشتباكات عنيفة في أكثر من نقطة، في محاولة للتصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي تعجز عن تحقيق الغزو البري.

وقد أعلنت وسائل إعلامية، بدء دخول شاحنات المساعدات الإنسانية المحملة بمواد طبية وأدوية ومستلزمات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح.

وقصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مستشفى الأهلي المعمداني في غزة، وأسفر الهجوم عن سقوط مئات القتلى والجرحى.

وقالت ‏حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إنه لا اتفاق لوقف إطلاق النار في جنوب غزة والاتفاق يشمل إخراج أجانب مقابل إدخال مساعدات.

مقالات مشابهة

  • “ميدل إيست آي”: قوات الاحتلال دمّرت كل مقابر غزة ما عدا البريطانية
  • ‏نائب الأمين العام لحزب الله: إذا وسعت إسرائيل الحرب سنوسعها وإذا خاضت حربا شاملة سنخوضها دون تراجع
  • ‏مصادر طبية في غزة: ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 37718 منذ بدء الحرب
  • ‏أردوغان: تركيا تقف إلى جانب لبنان وتدعو دول المنطقة إلى دعمه وسط التوترات مع إسرائيل
  • خالد داود: فوضى في الداخل الإسرائيلي قد تؤدي إلى الإطاحة بحكم «نتنياهو»
  • لوبوان: إسرائيل تخسر 56% من الاستثمار الأجنبي بسبب حرب غزة
  • إعلام إسرائيلي: انطلاق صفارات الإنذار شمالي إسرائيل
  • إسرائيل تخسر نحو 60 بالمئة من الاستثمار الأجنبي بسبب الحرب على غزة
  • محطة اعلامية مشتركة لميقاتي وبارولين في السرايا غدا.. مرجع معني: المواجهات لا تؤشر الى حرب
  • وزيرة خارجية ألمانيا تعلن عزمها التوجه إلى لبنان.. الوضع أكثر من مقلق