بعد شهر ونصف من المواجهات.. إسرائيل تخسر الحرب وإجماع الخارج وتماسك الداخل
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
آخرون استغلوا ما حدث لتحميل المقاومة مسئولية المجازر التي ارتكبها الاحتلال مقابل لا شيء، من وجهة نظرهم. كانت النتيجة المتوقعة والطبيعية بالنسبة إلى هؤلاء، هي القضاء على المقاومة وضم غزة إلى الضفة تحت حكم سلطة مرضي عنها إسرائيليا.
هذه النتائج كانت أيضا هدفا لبعض الأنظمة العربية التي قدمت دعما للكيان بهدف تحقيقه.
بالنسبة إلى الجانب الإسرائيلي، فقد خاض الحرب من البداية هذه المرة، لهدف وحيد، وهو القضاء على المقاومة في القطاع، حتى لا يتكرر ما حدث يوم السابع من أكتوبر.
في هذا السياق، ولهذا الهدف، أقدم الاحتلال على تجنيد نحو 360 الف من قوات الاحتياط، وحشد الدعم الغربي لهذه المعركة كما لم يفعل من قبل.
وتأكيدا على أن هذا الهدف يجب أن يتحقق بأي ثمن، أكدت وزارة الدفاع الإسرائيلية، يوم الرابع من نوفمبر، أنها ستخوض هذه الحرب إلى النهاية، حتى لو بقيت في غزة عاما كاملا.
إلى جانب ذلك، حشدت إسرائيل دعما عسكريا وماليا غير مسبوق، إلى جانب استقدام المئات من المرتزقة من عدة بلدان، بهدف تخفيف الضغط الشعبي الذي بدا غير مستعد لتحمل خسائر جديدة.
كما حشدت واشنطن اسطولها السادس في المتوسط وعززته بحاملتي طائرات وحتى غواصة نووية إضافية والاف الجنود وعشرات الطائرات وخفضت الدعم لأوكرانيا وانضمت لها في دعم تل أبيب دول الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع.
رغم كل ذلك، لم تتمكن قوات الاحتلال من تحقيق أية إنجازات على الأرض. على النقيض من ذلك، بدأت خسائرها العسكرية، على مستوى المعدات والأرواح تتصاعد يوما بعد آخر، رغم محاولات التضليل حول مسار المعركة. احتكرت إسرائيل الرواية الميدانية إلى درجة أن مراسلي قنوات كبيرة مثل "بي بي سي" لم يكونوا يرسلون تقاريرهم إلى القناة إلا بعد عرضها على الجيش الإسرائيلي.
من جانبها، حرصت حماس على توثيق إنجازات معركتها ضد قوات الاحتلال. أظهرت المقاطع التي نشرتها حركة المقاومة هشاشة جيش الاحتلال.
وفي هذا السياق، يجمع الخبراء على أن الخسائر البشرية والاقتصادية التي تتكبدها قوات الاحتلال بسبب الحرب التي تشنها على قطاع غزة ستؤدي إلى إحداث تصدعات في المجتمع الإسرائيلي، وإلى ضغوط قد تجبر القادة السياسيين والعسكريين على إيقاف هذه الحرب، وهو ما بدأ يحدث فعلا.
الأمر لا يتعلق بالخسائر على أرض المعركة فقط، فالتصعيد ضد إسرائيل بدأ يتسع في أكثر من مكان. أحد تجليات هذا الاتساع إعلان قوات صنعاء إغلاق باب المندب في وجه السفن الإسرائيلية والمرتبطة بها. سرعان ما تُرجم هذا الإعلان إلى واقع من خلال عملية من العيار الثقيل تمثلت في الاستيلاء على سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر واقتيادها إلى ميناء الحديدة.
تراكم الخسائر الإسرائيلية في أكثر من مكان، دفع إسرائيل إلى إعادة التفكير في إطالة امد الحرب، والاهم من ذلك أنه أدى إلى تصدع الإجماع الغربي حول الحرب في غزة.
بناء على كل ما تقدم، بدأ الكيان يرضخ للأمر الواقع، ويتنازل عن الأهداف الكبيرة المعلنة، من خلال القبول بصفقات لم يكن يلتفت إليها في بداية الحرب.
إلى جانب اقتراب إسرائيل من خسارة الحرب، تبدو على موعد مع تصدعات داخلية غير مسبوقة. هذا الأمر أدى أيضا إلى تعليق محادثات التطبيع مع أنظمة عربية كالسعودية التي أكدت أنها تقترب بشكل كبير من تطبيع علاقاتها مع الكيان.
هذه النتائج لم تكن متوقعة على الإطلاق بالنسبة إلى أولئك الذين اعتبروا عملية السابع من أكتوبر متهورة.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يتسلم شحنة قنابل “إم كيه 84” التي أوقفتها إدارة بايدن
#سواليف
أكدت وزارة الأمن الإسرائيلية اليوم الأحد تسلم #شحنة #القنابل_الثقيلة من طراز “إم كيه 84” التي أخرت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو #بايدن تسليمها إلى تل أبيب.
وأوضحت القناة الـ12 الإسرائيلية أن الشحنة وصلت الليلة الماضية، تزامنا مع وصول وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى تل أبيب بزيارته الأولى إلى المنطقة قبل توجهه إلى بلدان أخرى، لمناقشة اتفاق #غزة ومفاوضات المرحلة الثانية.
ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الشحنة بأنها “إضافة إستراتيجية مهمة، شاكرا الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارته على “وقوفهم الحازم إلى جانب إسرائيل”.
مقالات ذات صلة توتر خلال لقاء بين هاليفي ومجندات خرجن من غزة.. اتهمن الجيش بمحاولة قتلهن 2025/02/16وكانت إدارة بايدن علقت تسليم هذه القنابل، التي تزن طنا لكل منها وتعرف أيضا باسم “مارك 84″، منذ اجتياح الاحتلال لرفح جنوبي قطاع غزة في مايو/أيار الماضي، في ظل رفض أميركي للاجتياح وعلى خلفية استخدام القنابل لقصف المدنيين.
وبعد أن أوقفت إدارة بايدن شحن تلك القنابل، استمر البيت الأبيض بتزويد إسرائيل بالأسلحة عملا بصفقة أخرى بقيمة مليار دولار.
لكن ترامب أعلن عقب لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن إلغاء ما وصفه بـ”حظر الأسلحة الذي فرضه بايدن” على إسرائيل، سامحا بذلك بإرسال الشحنة التي أوقفتها الإدارة السابقة.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت في السابع من فبراير/شباط الجاري عن بيع أسلحة بقيمة 7 مليارات دولار لإسرائيل، متجاوزة بذلك عملية المراجعة في الكونغرس، بصفقة تتضمن آلاف القنبال والصواريخ من طراز هيلفاير.
و”إم كيه 84″ هي قنبلة غير موجهة يمكنها اختراق الخرسانة السميكة والمعادن، مما يسبب دائرة انفجار واسعة.