إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

في القاهرة، وفي منتصف مساء يوم ليس ببعيد أخذ عامل ينظف الطاولات في فرع لسلسلة مطاعم ماكدونالدز خال من الرواد. وبدت فروع سلاسل غربية أخرى من مطاعم الوجبات السريعة في العاصمة المصرية بلا زبائن.

ومع بدء انتشار حملة المقاطعة، اتسع نطاق دعواتها المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي لتشمل عشرات الشركات والمنتجات، مما دفع المتسوقين إلى التحول نحو بدائل محلية.

ففي مصر، حيث لا تتوفر فرصة الاحتجاج في الشوارع بسبب القيود الأمنية، يرى البعض أن المقاطعة هي الطريقة المثلى أو الوحيدة لتوصيل أصواتهم.

وقالت ريهام حامد (31 عاما)، المقيمة في القاهرة وتقاطع سلاسل مطاعم الوجبات السريعة وبعض المنظفات الأمريكية "حاسة إنه حتى لو أنا عارفة إنه مش هيأثر التأثير الفظيع، مش هيعمل إفكت (تأثير) جامد على الحرب... دي أقل حاجة احنا ممكن نقدمها كشعوب والواحد ما يحسش إن إيده ملوثة بالدم".

هذا، وقالت شركة ماكدونالدز في بيان الشهر الماضي إن المعلومات المضللة عن موقفها من الصراع "أفزعتها" وإن أبوابها مفتوحة للجميع. وأكدت الجهة صاحبة الامتياز المصري أن ملكيته مصرية وتعهدت بتقديم 20 مليون جنيه مصري (650 ألف دولار) من المساعدات لغزة.

وفي الأردن، يدخل السكان المؤيدون للمقاطعة أحيانا إلى فروع ماكدونالدز وستاربكس لتشجيع العملاء القلائل على الانتقال إلى أماكن أخرى. وانتشرت مقاطع مصورة لما يبدو أنهم جنود إسرائيليون يغسلون ملابس بمنظفات لعلامات تجارية معروفة، لحث المشاهدين على مقاطعتها.

وقال أحمد الزرو، موظف حساب مشتريات العملاء في فرع لسلسلة متاجر كبيرة في العاصمة عمّان، حيث عمد العملاء لاختيار بدائل من المنتجات المحلية "لا أحد يشتري هذه المنتجات".

وفي مدينة الكويت رصدت جولة الثلاثاء الماضي تقريبا الخلو التام من الزبائن لسبعة فروع ستاربكس وماكدونالدز وكنتاكي فرايد تشيكن. وأكد عامل في أحد فروع ستاربكس رفض الكشف عن هويته أن هناك علامات تجارية أمريكية أخرى تأثرت أيضا.

أما في العاصمة المغربية الرباط، قال عامل في أحد فروع ستاربكس إن عدد العملاء انخفض بشكل ملحوظ هذا الأسبوع. ولم يقدم العامل ولا الشركة أي أرقام.

ولم تستجب ستاربكس لطلب التعليق بشأن الحملة. وفي بيان على موقعها على الإنترنت مُحدّث في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قالت إنها مؤسسة غير سياسية ونفت شائعات بأنها قدمت الدعم للحكومة أو الجيش الإسرائيليين.

ولم ترد شركات غربية أخرى بعد على طلبات من رويترز للتعليق.

تأثير غير مسبوق في مصر

ولم يكن لحملات المقاطعة السابقة في مصر، أكثر الدول العربية سكانا، مثل هذا التأثير، بما في ذلك حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها الفلسطينية المنشأ.

وقال حسام محمود، وهو أحد نشطاء حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات في مصر، "حجم العدوان على قطاع غزة غير مسبوق. وبالتالي فإن رد الفعل، سواء في الشارع العربي أو حتى الدولي، لم يسبق له مثيل أيضا".

وركز نشطاء على شركة ستاربكس بسبب مقاضاتها نقابة عمالها على خلفية نشرها بيان عن الصراع بين إسرائيل وحماس، وكذلك شركة ماكدونالدز بعد أن قال وكيلها في إسرائيل إنه يقدم وجبات بالمجان لأفراد الجيش الإسرائيلي.

هذا، وقال موظف في إدارة شركة ماكدونالدز في مصر طلب عدم ذكر اسمه إن مبيعات الامتياز المصري في شهري أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني انخفضت بـ70 بالمئة على الأقل مقارنة بنفس الأشهر من العام الماضي، مضيفا "الدنيا واقعة خالص، غالبا يعني كدة بالعافية ممكن نكون مش عارفين حتى نغطي مصاريفنا".

ولم تتمكن رويترز بعد من التحقق من الأرقام التي قدمها الموظف.

وقال سامح السادات، وهو سياسي مصري وشريك مؤسس في شركة تي.بي.إس هولدينغ، أحد موردي ستاربكس وماكدونالدز، إنه لاحظ انخفاضا أو تباطؤا بنحو 50 بالمئة في طلبات العميلتين.

ويذكر أن حملات المقاطعة هذه، انتشرت في بلدان اعتادت على التأييد الجارف للفلسطينيين. وعقدت مصر والأردن معاهدتا سلام مع إسرائيل قبل عقود من الزمن، لكنهما لم تفضيا إلى تقارب شعبي.

استمرار حملات المقاطعة وتجاوب يمتد لخارج الوطن العربي

إلى ذلك، وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها العلامات التجارية المستهدفة للدفاع عن نفسها والحفاظ على أعمالها التجارية من خلال العروض الخاصة، استمرت حملات المقاطعة في الانتشار، وامتدت في بعض الحالات خارج العالم العربي.

ففي ماليزيا ذات الأغلبية المسلمة، قال عامل في أحد فروع ماكدونالدز في بوتراغايا العاصمة الإدارية للبلاد إن عدد عملاء الفرع انخفض 20 بالمئة، وهو رقم لم تتمكن رويترز من التحقق منه بعد.

وواجه تطبيق "غراب" لطلب سيارات الأجرة أيضا دعوات للمقاطعة في ماليزيا بعد أن قالت زوجة الرئيس التنفيذي إنها وقعت "في غرام إسرائيل تماما" خلال زياراتها هناك.

وقالت في وقت لاحق إن المنشورات أُخرجت من سياقها. وقال وكيلا غراب وماكدونالدز في ماليزيا بعد دعوات المقاطعة إنهما سيتبرعان بمساعدات للفلسطينيين.

ومن جانبه، أخلى البرلمان التركي مطاعمه، في وقت سابق من هذا الشهر، من منتجات كوكا كولا ونستليه، وأشار مصدر برلماني إلى "غضب شعبي" ضد العلامتين التجاريتين على الرغم من عدم قطع أي شركة تركية كبيرة أو وكالة حكومية العلاقات مع إسرائيل.

كما تفاوت التجاوب مع حملات المقاطعة، مع عدم وجود تأثير كبير في بعض البلدان بما في ذلك السعودية والإمارات وتونس. وحتى في أماكن لاقت فيها المقاطعة تجاوبا أوسع، شكك البعض في أن يكون لها تأثير كبير.

وقال عصام أبو شلبي، وهو صاحب كشك في القاهرة إن المقاطعة ودعم الفلسطينيين الحقيقي يحتاج لحمل السلاح والقتال معهم...

وتجدر الإشارة إلى أن الاحتجاجات تعكس أيضا موجة من الغضب إزاء العملية العسكرية الإسرائيلية الأكثر تدميرا من الهجمات السابقة، إذ تسببت في أزمة إنسانية ومقتل 13300 مدني وفقا لبيانات السلطات في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس.

وقالت إسرائيل إن نحو 1200 شخص قتلوا في هجوم حماس يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى جانب احتجاز نحو 240 رهينة.

فرانس24/ رويترز

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج الحرب بين حماس وإسرائيل غزة إسرائيل اقتصاد العالم العربي فلسطينيون مقاطعة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل غزة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني حماس الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا حملات المقاطعة ماکدونالدز فی فی مصر

إقرأ أيضاً:

قُبح سجون إسرائيل: استخدموا الكلاب في اغتصاب السجناء

#سواليف

لم تكتمل فرحة مجموعة كبيرة من #عائلات #الأسرى #الفلسطينيين الذي تم تحريرهم السبت ضمن الدفعة الخامسة من صفقة وقف إطلاق النار الأولى، حيث خرج أكثر من سبعة منهم إلى المستشفيات مباشرة.
ومن بين الأسرى خرج القيادي في حركة «حماس» جمال الطويل محمولًا على الأكتاف، وبأنبوبة أوكسجين بعد أن تعرّض للضرب قبل إطلاق سراحه.
وكشفت شهادات الأسرى المحريين حجم #الفظائع والرعب الذي عاشه المعتقلون الفلسطينيون، وقال أحد الأسرى إنّ الاحتلال عمد إلى استخدام #الكلاب في #اعتداءات_جنسية على المحررين وصلت في بعض الأحيان إلى #الاغتصاب.
وقالت الأسيرة المحررة الصحافية بشرى الطويل إن العائلة انتقلت من مكان استقبال الأسرى المحررين بالقرب من متحف محمود درويش إلى المستشفى الاستشاري الذي نقل والدها إليه بفعل سوء حالته الصحية.

ومن الأسرى الذين تحرروا ضمن الدفعة الخامسة من صفقة التبادل، الأسير محمد خميس إبراش من مخيم الأمعري في رام الله، المعتقل منذ 2003، وقد تعرض لمحاولة اغتيال، أسفرت عن بتر رجله اليسرى، إضافة لفقدانه النظر بشكل كامل في عينه اليمنى، وتلف في قرنية عينه اليسرى، وإصابته بشظايا في أنحاء جسده كافة. حكمه الاحتلال بالسجن المؤبد ثلاث مرات إضافة إلى 30 سنة.
اما الأسير المحرر محمد أبو صبرة من نابلس فبقي يرقد في المستشفى الاستشاري في مدينة رام الله بسبب سوء وضعه الصحي حيث يعاني المحرر من إصابته بمرض الجرب وارتفاع ضغط الدم والسكري، ومن آلام في الرأس والمفاصل.
وحسب مصادر طبية فإن الأسير لديه كسر في الفك، والتهاب في البلاتين المركب في الحوض، ويعاني من عدم وضوح الرؤية، وألم في الأذنين، كما يعاني من نقص في مستوى الحديد والكالسيوم، وانخفاض نسبة الدم.
والمحرر أبو صبرة تحرر السبت في الدفعة الخامسة من المرحلة الأولى في صفقة طوفان الأحرار، بعد اعتقال لثلاث سنوات في سجون الاحتلال.
وقال «مكتب إعلام الأسرى» إنّ خروج ثلاثة محتجزين إسرائيليين كانوا في غزة، بعد أن فقدوا بضعة كيلوغرامات من أوزانهم، يكشف مجددًا الوجه الحقيقيّ وازدواجيّة المعايير الدولية في التعامل مع قضية الأسرى.

استقبال المحررين

مقالات ذات صلة أردوغان: لا أحد يقدر على إخراج سكان غزة من وطنهم الأبدي / فيديو 2025/02/10

وتحرر 183 أسيرًا في الدفعة الخامسة من المرحلة الأولى، السبت، حيث استقبلت حشود من الناس في رام الله حافلة تقل 42 أسيرًا محررًا. وبدا العديد من المفرج عنهم في حالة صحية سيئة، واشتكى بعضهم من سوء المعاملة، وقال الهلال الأحمر إنه نقل 7 من المفرج عنهم إلى المستشفيات.
وأضاف «إعلام الأسرى» في بيان أنه في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال جرائمه بحق الأسرى الفلسطينيين داخل معتقلاته، يتكشف مجددًا الوجه الحقيقي لازدواجية المعايير الدولية في التعامل مع قضية الأسرى، فحين استشهد الأسير ناصر أبو حميد وعشرات الأسرى نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، لم يتحرك العالم، ولم تصدر إدانات أو مطالبات بمحاسبة المجرمين، وحين خرج مئات الأسرى من سجون الاحتلال بإعاقات دائمة، محطّمين نفسيًا وجسديًا بفعل سنواتٍ من التعذيب والتنكيل، لم يكن هناك استنفار دولي ولا استنكار حقوقي.
وجاء في البيان: «لكن اليوم، فجأةً، يخرج العالم عن صمته لأن ثلاثة من أسرى الاحتلال لدى المقاومة فقدوا بضع كيلوغرامات من أوزانهم بفعل الحصار الإسرائيلي للقطاع، وكأنّ الإنسانية أصبحت مفصّلة وفق هوية الضحية» .
واعتبر «إعلام الأسرى» أن ما وصفه بـ «النفاق الدولي والتغاضي عن جرائم الاحتلال» يمنحه الضوء الأخضر للاستمرار في انتهاكاته. وحذّر من أن استمرار الصمت على الجرائم الإسرائيلية سيؤدي إلى المزيد منها، وأنّ حقوق الأسرى الفلسطينيين ليست قضية هامشية.
وكان نادي الأسير قال في بيان السبت، إنّ أوضاع المحررين الصحية، وحاجة بعضهم النقل إلى المستشفى، عكست مستوى الفظائع التي تعرضوا لها على مدار الفترة الماضية في سجون الاحتلال.
وفي شهادته على المدى الذي ذهبت إليه إسرائيل في ممارسة التعذيب الوحشي، كشف المعتقل الفلسطيني المحرر أدهم منصور(45 عاما)، أحد سكان جباليا شمال قطاع غزة، عن تفاصيل صادمة حول ظروف الاعتقال والمعاناة للأسرى داخل المعتقلات الإسرائيلية، ومن بينها تسليط الكلاب للاعتداء جنسيا على أسرى فلسطينيين.
وقال منصور، الذي أسرته إسرائيل في 22 كانون الأول/ ديسمبر 2023، في حديث مع وكالة «الأناضول»: «تعرضنا للضرب والإهانة والظروف السيئة، بالإضافة إلى هجوم الكلاب، وهناك أسرى تعرضوا للاغتصاب من الكلاب».
وأضاف: «كان وزني 80 كيلوغراما، ولكن بعد فترة السجن وصل إلى 55 كيلوغراما».
ووصف الأسير الفلسطيني المحرر معالي الأغا (47 عاما)، الذي أفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى، السجون الإسرائيلية بأنها أشبه بـ»غوانتانامو» الأمريكي، بسبب سياسات التعذيب والضرب والتجويع التي تعرض لها المعتقلون الفلسطينيون خلال فترة احتجازهم.
والأغا، من مدينة خان يونس جنوبي غزة، اعتقل بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 خلال حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على القطاع بدعم أمريكي.
وعقب الإفراج عنه، قال الأغا للصحافيين: «اعتقلتنا وحدة خاصة إسرائيلية من قوات «دوفدوفان» عن طريق البحر، أنا وأولاد عمي، وتم اقتيادنا إلى مراكز التحقيق» . وأشار إلى أنه تنقل بين عدة سجون إسرائيلية، حيث تعرض للتعذيب الجسدي والنفسي، إضافة إلى الإهمال الطبي «المتعمد»، ما زاد من معاناته ومعاناة الأسرى الآخرين.
وأضاف: «السجون الإسرائيلية عبارة عن غوانتانامو، سجون صعبة جدا».
كما أكد على أن «الأسرى داخل السجون يعانون من نقص الطعام والجوع».

نتنياهو يتوعد

وتعقيبًا على مشاهد خروج الأسرى الإسرائيليين في آخر دفعة جرت السبت، قال بنيامين نتنياهو إن مشهد الرهائن الثلاث وهم في حالة ضعف وهزال «صادم ولن يمر مرور الكرام» .
فيما وصف الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ مراسم تسليم الأسرى بأنها «مثيرة للاستهجان ووحشية». وقال «هكذا تبدو الجريمة ضد الإنسانية» .
وقارن منتدى عائلات الأسرى الإسرائيليين بين صور الأسرى الثلاثة المفرج عنهم بصور ناجين من معسكرات الاعتقال النازية، وهو الأمر الذي استفزّ وزير المالية الإسرائيلي الذي قال إنّ «معاناة الرهائن في الأسر الوحشي لدى «حماس» تمزّق القلوب، لكن المقارنات مع المحرقة خطأ فادح وإهانة للمحرقة» .

مقالات مشابهة

  • أحمد موسى: ترامب يسعى لتحقيق أمن إسرائيل دون اكتراث بمصير22 دولة عربية
  • أحمد موسى: ترامب يسعى لتحقيق أمن إسرائيل دون الاكتراث بمصير 22 دولة عربية
  • المقاطعة تضرب اقتصاد الاحتلال الإسرائيلي
  • قُبح سجون إسرائيل: استخدموا الكلاب في اغتصاب السجناء
  • واشنطن وبكين على حافة حرب تجارية مع اقتراب الموعد النهائي لفرض الرسوم الجمركية
  • ردود فعل عربية عقب تصريحات إسرائيل حول إقامة دولة فلسطينية على أراضي السعودية
  • وقفات في عواصم ومدن غربية تضامنا مع القرضاوي.. طالبوا الإمارات بالإفراج عنه
  • فرق طبية مصرية بمعبر رفح تتابع الحالة النفسية للمصابين الفلسطينيين
  • غالانت يكشف لأول مرة تفاصيل عن حرب إسرائيل في غزة ولبنان
  • صدمة في الكونغرس جراء إعلان إدارة ترامب عن صفقة أسلحة لإسرائيل