استقالات احتجاجية بـ"الجملة".. العدوان على غزة يكشف انهيار الهيئات الأممية
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
غزة - خـاص صفا
كشفت حرب الإبادة الجماعية التي ينفذها الكيان الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة عن انهيار منظومة الهيئات التابعة للأمم المتحدة، لا بل تواطؤها مع القتلة المحتلين في بعض الأحيان، وفق مختصين، وهو ما دفع عديد الشخصيات البارزة إلى الانسحاب من هذه الهيئات، فيما قطعت مؤسسات رسمية علاقتها بها، بعد امتناعها عن تنفيذ ما تنص عليه ولايتها.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، يوم الخميس، عن وقف التنسيق مع منظمة الصحة العالمية، التابعة للأمم المتحدة، في موضوع إخلاء الجرحى والطواقم الطبية من المستشفيات، بعد أن اعتقلت قوات الاحتلال مدير مجمع الشفاء الطبي وعددًا من الكوادر الطبية والجرحى، من قافلة خرجت من المجمع الطبي في مدينة غزة نحو جنوبي القطاع، بتنسيق من المنظمة الأممية.
وفي سياق انحياز المنظمات الأممية للاحتلال الإسرائيلي، دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى إقالة رئيسة برنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين بسبب انتهاكها غير الأخلاقي للحياد وصمتها تجاه التجويع المنهجي للفلسطينيين في غزة، ومشاركتها بحملة جمع تبرعات لجيش الاحتلال.
كما انسحبت الشيخة موزا، والدة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، من منصبها كسفيرة للنوايا الحسنة لدى اليونسكو بعد 20 عامًا من التعاون؛ وذلك بعد فشل المنظمة الأممية في تقديم المساعدات والإغاثة لأطفال غزة الذين يتعرضون للإبادة الجماعية.
وبذات الطريقة، نددت الممثلة التونسية المصرية الشهيرة هند صبري بالفشل الكامل لبرنامج الأغذية العالمي في فضح ومحاربة استخدام الاحتلال للغذاء كسلاح في الحرب في غزة، واستقالت من منصب سفيرة النوايا الحسنة لبرنامج الأغذية العالمي بعد 13 عامًا من الشراكة.
وسبق ذلك، استقالة مدير مكتب نيويورك لمفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان كريج مخيبر؛ احتجاجًا على فشل الأمم المتحدة في منع الإبادة الجماعية الإسرائيلية بحق المدنيين في غزة، مؤكدًا أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ومعظم أوروبا متواطئة للغاية مع الاحتلال.
وعلى مدار الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ 48 يومًا، فشلت المنظمات الأممية جميعًا في دعم الفلسطينيين وتقليل الأذى الذي يلحق بالمدنيين، وهو ما أظهر تواطؤًا وإهمالًا؛ أدى لإطالة أمد الإبادة الجماعية.
ويُفترض أن تكون الأمم المتحدة طرفًا محايدًا في النزاعات الدولية، وتلعب دورًا في تهدئة التوترات العالمية، لكن في الواقع، ومنذ إنشائها، عملت الأمم المتحدة في المقام الأول لخدمة مصالح "الدول الكبرى" المتحكمة في المنظومة الدولية.
ولا تتصرف الأمم المتحدة حيال أي قضية دولية إلا بناء على موافقة ومصالح "الدول الكبرى"، ولاسيما أن مركز المنظمة هو مجلس الأمن والدول الخمس دائمة العضوية فيه (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين).
ويملك مجلس الأمن كل السلطات في الأمم المتحدة، ويصوّت على قرارات باستخدام القوة ضد بعض الدول، وفرض عقوبات على أخرى، كما يشرف على "عمليات حفظ السلام".
واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد 53 قرارًا ينتقد الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، كما استخدمت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا حق النقض (الفيتو) ضد قرارات رئيسية تدين الفصل العنصري في جنوب أفريقيا لسنوات عديدة.
واستشهد حتى اليوم أكثر من 14500 فلسطيني بينهم أكثر من 10 آلاف طفل وامرأة، فيما أصيب نحو 35 ألفًا آخرون، وفُقد تحت الأنقاض 7 آلاف منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: طوفان الأقصى الولایات المتحدة الأمم المتحدة فی غزة
إقرأ أيضاً:
البعثة الأممية في ليبيا: الأولوية لتوحيد المؤسسة العسكرية داخل البلاد
طرابلس - شددت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، هانا تيتيه، على ضرورة أن تظل قضية توحيد المؤسسة العسكرية أولوية للسلطات في جميع أنحاء ليبيا.
وذكرت بوابة "الوسط" أن تصريحات هانا تيتيه جاءت خلال لقائها برئيس أركان القوات التابعة لحكومة "الوحدة الوطنية المؤقتة" الفريق أول محمد الحداد، أمس الخميس 6مارس2025، وفق وكالة سبوتنيك الروسية.
وأكدت بعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا أن اللقاء الذي جمع المبعوثة الأممية في العاصمة طرابلس والفريق الحداد، نوقشت خلاله التطورات الراهنة في البلاد.
وأشارت المبعوثة الأممية إلى أن أمن واستقرار البلاد أمران حاسمان لأي عملية سياسية للمضي قدما"، في وقت بحث اللقاء السبل التي يمكن من خلالها للبعثة الأممية دعم بفاعلية أكثر جهود ليبيا نحو توحيد المؤسسات العسكرية، وتعزيز أمن الحدود ومعالجة المجالات الرئيسية الأخرى للأمن القومي.
ومن جانبه، أكد رئيس أركان القوات التابعة لحكومة "الوحدة الوطنية المؤقتة" الفريق أول محمد الحداد، للممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، هانا تيتيه، دعمه الخطوات التي تحافظ على سيادة ليبيا.
ويأتي هذا في وقت احتضنت العاصمة المصرية القاهرة، الأحد قبل الماضي، الاجتماعات التشاورية بين مجلس النواب والدولة الليبي، لتعزيز الحل السياسي وإنهاء الانقسام في البلاد، جاء ذلك بناءً على دعوة من مجلس النواب المصري.
وتناول الاجتماع التشاور حول مختلف القضايا وسبل دفع العملية السياسية الليبية نحو حل شامل يسهم في إنهاء حالة الانقسام في مؤسسات الدولة ويقود إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وتوجد حكومتان في ليبيا، لا تعترفان ببعضهما بعضا، الأولى هي حكومة الوحدة الوطنية ومقرها طرابلس، والتي تدعمها الأمم المتحدة ويرأسها عبد الحميد دبيبة، والثانية، التي عينها مجلس النواب ومقرها بنغازي، ويقودها أسامة حماد.
ومنذ الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، في عام 2011، توقفت ليبيا عن العمل كدولة موحدة. وفي السنوات الأخيرة، كان هناك مواجهة بين السلطات في طرابلس غربي البلاد والسلطات في الشرق، والتي يدعمها الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وفي عام 2021، انتخب منتدى الحوار السياسي الليبي، الذي تستضيفه الأمم المتحدة في جنيف، سلطة تنفيذية انتقالية في انتظار الانتخابات العامة، والتي لم تُعقد بعد.
Your browser does not support the video tag.