ثانوية إخوانية في مدينة ليل الفرنسية مهددة بالتوقف
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
بعد تهديدها بفقدان الدعم الحكومي وتضاؤل التمويل الخارجي لدرجة الاختناق المالي، كشفت مصادر إعلامية ورسمية فرنسية عن التماس إلكتروني تمّ إطلاقه لدعم مدرسة ابن رشد الإعدادية والثانوية في مدينة ليل شمال فرنسا.
تؤكد تحقيقات فرنسية وجود تأثير قوي للإخوان المسلمين على مجالس بعض المدن الفرنسية
وذكرت المصادر أن ذلك جاء بهدف رفع القيود التنظيمية التي فرضتها وزارة التعليم الفرنسية على المدرسة التي تضمّ 823 طالباً وطالبة، وذلك لشُبهات في التطرّف ومُخالفات مالية.
ورغم أنّ العريضة التي تمّ توقيعها لدعم استمرارية الثانوية التي تواجه خطر التوقف عن دفع التزاماتها المالية، جاء فيها "نحن مدرسة ثانوية جمهورية..."، إلا أنّ التحقيقات الرسمية كشفت أنّ مناهج المدرسة مُناهضة تماماً للجمهورية الفرنسية، وتُروّج لنظريات وأفكار تتعارض مع برامج المدارس الفرنسية التي يجب أن تلتزم بها كافة المؤسسات التعليمية الخاصة المُتعاقدة مع الدولة. وللمسؤولين عن الثانوية المذكورة صلات معروفة بجماعة الإخوان المسلمين واتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا.
وكشفت المصادر عن أنّ أغلب الموقعين هم من المُنتمين أو المؤيدين لتنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي. وتأخذ وزارة التربية الفرنسية على مدرسة ابن رشد في ليل، ابتعادها عن تدريس المنهاج الفرنسي وتعليم مبادئ وقانونين الجمهورية والعلمانية، لتفرض ضمن مناهجها دورات تعليمية مثيرة للقلق تركز على تطبيق الشريعة، وهو ما يضعها في مخالفات إدارية وقانونية، بينما تدفع الأسر والدولة ثمن هذا التعليم غير المرخص له.
وقد افتتحت مدرسة ابن رشد عام 2003، وهي إحدى المدارس الثانوية الإسلامية الخاصة الوحيدة المُتعاقد عليها في فرنسا. وقد أرتفع عدد الطلبة من 15 طالباً في البداية، إلى 150 طالباً في 2011، ليصل لديها اليوم ما مجموعه أكثر من 800 طالب. ويُذكر أنّ المدرسة افتتحت في عام 2012، صفوفاً للمرحلة الإعدادية رغم رفض الدولة ذلك.
مخالفات إداريةورغم أنّ محكمة ليل قضت قبل أيام بتلبية الإغاثة المؤقتة لمدرسة ابن رشد لتغطية نفقاتها التشغيلية المستعجلة جداً، إلا أنّ مصادر التمويل الأخرى لا زالت شبه معدومة. كما ويخضع مسؤولو الثانوية الخاصة لتحقيقات تتعلق بالفساد وبسبب صلاتها بالأصولية الإسلاموية، ووجود مخالفات في إدارة المؤسسة.
ويشتبه القضاة أيضاً في حصول تناقض بين القيم الجمهورية التي تدّعي الإدارة الحرص عليها، والتعليم المُقدّم فعلياً الذي يضم مناهج متشددة للطلبة من الصف السادس إلى نهاية مرحلة الشهادة الثانوية. وهو ما استدعى كذلك مُطالبة ناشطين فرنسيين وزارة الداخلية بإغلاق الجمعية المسؤولة عن تمويل وإدارة المدرسة.
دعوات للجهادوتستند تلك المناهج على كتب مطبوعة لسلفيين وإخوان يدعون لتطبيق الشريعة وحدودها غير المُرتبط بالزمان والمكان، ومن ذلك الدعوة الصريحة للجهاد المسلح، وتطبيق عقوبات القتل، مع عدم الالتزام بالحريات الفردية ورفض الديموقراطية، وهو ما يُخشى منه عندما يُصبح طلبة المدرسة بالغين.
يُذكر أنّ تحقيقات انطلقت هذا العام مع مسؤولي مسجد فيلنوف داسك في مدينة ليل بتهم الاحتيال وخيانة الأمانة، كشفت عن أسرار خطيرة لتنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي الذي تعهّد بتأسيس إسلام صارم في المدينة الواقعة شمال فرنسا، والتحريض على التطرّف والتشدّد.
واستجوب المحققون مسؤولين المركز الديني حول قروض تمّ تقديمها لصالح مدرسة ابن رشد الثانوية، التي تُواجه صعوبات في التدفق النقدي.
وسبق أن صرّح محمد كارات، رئيس مسجد فيلنوف داسك المسؤول عن رابطة إخوان شمال فرنسا، والأستاذ في ثانوية ابن رشد، أمام حشد من المصلين بأنّ "الاتحاد الفرنسي للمنظمات الإسلامية متهم بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، وهذا لا يُخبّئه أحد، نحن لا نُخفي هويتنا، نحن فخورون بذلك".
وتؤكد تحقيقات للمخابرات الفرنسية الإقليمية وجود تأثير قوي للإخوان المسلمين على مجالس بعض المدن الفرنسية، حيث تشير مذكرة سرّية إلى مدى تأثير الحركة الراديكالية للتنظيم الإرهابي الذي يسعى لإطلاق مشروع بناء مجموعة من المدارس الإسلامية الخاصة الجديدة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة فرنسا تنظيم الإخوان الإخوان المسلمین
إقرأ أيضاً:
نائب رئيس مجلس الشورى يلتقي رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية السعودية
التقى معالي نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور مشعل بن فهم السُلمي في مقر مجلس الشورى اليوم، رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية السعودية نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والقوات المسلحة في مجلس الشيوخ الفرنسي السيناتور أوليفييه كاديك.
وفي مستهل اللقاء رحّب نائب رئيس المجلس بالضيف والوفد المرافق له، مؤكدًا عمق العلاقات التاريخية والمتينة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية فرنسا الصديقة، خاصةً في المجال البرلماني، مشيرًا إلى أهمية تعزيز العلاقات ودعمها بين البلدين الصديقين في جميع المجالات.
من جانبه نوه السيناتور أوليفييه كاديك بالقيادة العظيمة للمملكة وسعيها الدؤوب نحو تعزيز القيم والمبادئ السامية ومن ذلك جهودها المشهودة في إحلال السلام في المنطقة والعالم، مثمنًا الجهود المشتركة للمملكة وفرنسا في التحضير للمؤتمر الدولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين.