لماذا قررت الحكومة الإسرائيلية فرض عقوبات على أشهر صحيفة عبرية تصدر من تل أبيب؟
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
تتجه الحكومة الإسرائيلية لفرض عقوبات على صحيفة "هآرتس" العبرية، بسبب تغطيتها للحرب و"نشر الدعاية الانهزامية والكاذبة والتحريض ضد الدولة أثناء الحرب الإسرائيلية على غزة".
وقال مكتب وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو قارعي في بيان حصلت الأناضول على نسخة منه، إنه قدّم اقتراحًا إلى الحكومة لوقف نشر الإعلانات الحكومية في الصحيفة ووقف الاشتراكات فيها.
وتابع أنه "قدّم للحكومة اقتراحًا لاتخاذ قرار بوقف تمويل مؤسسة صحيفة هآرتس، بما في ذلك وقف الإعلانات ورسوم الاشتراك لجميع مستخدمي الدولة، بما في ذلك الجيش الإسرائيلي، والشرطة، وجهاز الأمن العام الشاباك، والوزارات، وأي شركة حكومية".
واعتبر قارعي أن الصحيفة "تتخذ خطًّا هجوميا يقوّض أهداف الحرب ويضعف الجهد العسكري وصمودنا الاجتماعي"، وفق اتهامه لها.
وقال إن "وقف شراء الخدمات من صحيفة هآرتس من قبل الهيئات الحكومية سيقلل من الضرر الشديد الذي يشعر به المواطنون الإسرائيليون ليس فقط من المنشورات في الصحيفة، ولكن أيضًا من حقيقة أنهم مجبرون على دفع ثمنها من أموال الضرائب".
واعتبر الوزير الإسرائيلي، وفق البيان ذاته، الصحيفة بأنها "بمثابة بوق لأعداء إسرائيل".
ووجّه الاتهام للصحيفة بـ "الدعاية في خدمة العدو وتقديم رواية أعدائنا، مع تقديم الأكاذيب، واستخدام المصطلحات المناهضة للصهيونية والمعادية لإسرائيل وتبرير العدو". ولم تعقّب الصحيفة على اتهامات قارعي، .
كما لم يتضح إذا كانت الحكومة الإسرائيلية ستقبل بهذا الطلب. وبخلاف الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية الأخرى، فإن الصحيفة تنتقد ممارسات الجيش الإسرائيلي، كما أنها بشكل عام، تتخذ موقفًا معارضا للاحتلال الإسرائيلي ومؤيدا للسلام مع الفلسطينيين. وقبل أيام، نشرت الصحيفة تقريرًا نقلا عن الشرطة الإسرائيلية بأن مروحية إسرائيلية أطلقت النار يوم 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي على فلسطينيين وإسرائيليين في بلدة رعيم في غلاف قطاع غزة، وهو ما أغضب الشرطة.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
هآرتس: صور الحشود العائدة حطمت وهم النصر الكامل لنتنياهو
أكدت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن عودة مئات الآلاف من الفلسطينيين عبر ممر نتساريم وسط قطاع غزة هي تحطيم لأوهام النصر الكامل التي سوّقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال عاموس هرئيل المحلل العسكري الأبرز في مقاله بالصحيفة إن هذه العودة تعزز فرضية أن الحرب الإسرائيلية على غزة تقترب من نهايتها، مشيرا إلى أن نتنياهو سيواجه ضغوطا أميركية غير مسبوقة لإنهاء الحرب بسبب الأولويات القادمة للرئيس دونالد ترامب.
ويخلص إلى القول إنه "مع عودة السكان الفلسطينيين إلى شمال غزة وارتفاع التحديات العسكرية والسياسية، يبدو أن "نصر" نتنياهو لا يعدو كونه مجرد وهم، بينما تقترب المنطقة من مرحلة جديدة قد تكون أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى".
ورأى هرئيل أن "صور الحشود الفلسطينية، وهي تعبر ممر نتساريم في طريقها إلى ما تبقى من منازلهم في شمال غزة، على الأرجح تعبّر عن نهاية الحرب بين إسرائيل وحماس".
وأضاف "كما أن الصور التي التقطت أمس (الاثنين) تحطم أوهام النصر الكامل التي روج لها نتنياهو وأنصاره منذ أشهر، فإنه من المرجح أن يضطر إلى القبول بأقل من أهدافه التي وضعها للحرب".
وأشار الكاتب في هذا السياق إلى رفض نتنياهو طوال فترة الحرب مناقشة ترتيبات ما بعدها في غزة، ورفض السماح بتدخل السلطة الفلسطينية بغزة، واستمر في الترويج لسيناريو خياليّ لهزيمة حماس الكاملة.
إعلان
تنازل تكتيكي
ولفت المحلل العسكري إلى الصورة الكبيرة في غزة، وقال إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "قدمت تنازلا تكتيكيا من أجل استكمال التحرك الإستراتيجي، وهو عودة السكان إلى شمال قطاع غزة، ذلك أنه بعد عودتهم إلى مناطقهم المدمرة، سيكون من الصعب على إسرائيل استئناف الحرب وتهجير المدنيين مرة أخرى من شمال غزة حتى لو انهار الاتفاق في نهاية الأسابيع الستة من المرحلة الأولى".
كما قال إنه "علاوة على ذلك، وعلى الرغم من انتشار متعاقدين أميركيين لصالح وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) في ممر نتساريم للتأكد من عدم تهريب أي أسلحة إلى السيارات، إلا أنه لا توجد أي رقابة على الحشود التي تتحرك سيرا على الأقدام، ومن المرجح أن تتمكن حماس من تهريب عدد لا بأس به من الأسلحة بهذه الطريق، كما أن الجناح العسكري لحماس سيكون قادرا أيضا على تجديد كوادره العملياتية تدريجيا".
واعتبر هرئيل أن ما أسماه الخطوة التكتيكية التي قام بها نتنياهو نتيجة الضغوط الداخلية والخارجية عليه، نجحت في إطلاق عدد من الأسرى الإسرائيليين، إلا أنه رأى أن "الصورة الكبرى تظهر تراجعا في القدرة الإسرائيلية على فرض حل عسكري كامل في ظل القيود على حركة الجيش الإسرائيلي داخل غزة بعد عودة السكان".
ضغوط ترامب الحاسمةأحد الأبعاد الأكثر تعقيدا في التقرير يتصل بالضغوط الدولية التي قد تكون حاسمة في تحديد مسار الأحداث القادمة. وحسب هرئيل، فإن التوقعات تشير إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سيلعب دورا محوريا في تحديد مستقبل الصراع، لا سيما بعد التأكيدات بأن اهتمامه الرئيسي يتمثل في إنهاء الحرب وليس تجديدها. وهذا سيضع نتنياهو في موقف صعب.
وسلط الكاتب الضوء على اهتمامات الرئيس الأميركي الذي ينتظر أن يلتقي بنتنياهو قريبا، ويقول إنه من المتوقع أن يتطرق اللقاء بين الرجلين إلى حلول سياسية قد تشمل إتمام صفقة أسرى إسرائيلية كاملة مع حماس، إضافة إلى الضغط على إسرائيل لتحقيق تسوية سياسية مع الدول العربية، ستشمل -إضافة إلى التطبيع الشامل- الاعتراف -شفويا على الأقل- برؤية مستقبلية من أجل إقامة الدولة الفلسطينية.
إعلانوعلق على ذلك بالقول "قد تفضي هذه الضغوط إلى استجابة إسرائيلية لم يكن من الممكن تصورها في بداية الحرب على غزة"، بل إنه يعتبر أن النتيجة قد تكون بعيدة عن التصور العسكري المتشدد الذي تروج له حكومات اليمين المتطرف في إسرائيل، حيث سيظل المستقبل السياسي للصراع رهينا بالضغوط الدولية، خاصة من الولايات المتحدة، بينما تظل خيارات إسرائيل العسكرية محدودة بشكل متزايد في ظل الوضع الميداني والسياسي المعقد في غزة.
ويرى المحلل أن حماس "تعرضت لضربة عسكرية كبيرة في الحرب، ربما هي الضربة الأشد التي يوجهها الجيش الإسرائيلي إلى عدو إسرائيل. ومع ذلك، فإن الوعود التي أطلقها وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، المعارض لصفقة التبادل، بشأن العودة السريعة إلى الحرب بعيدة كل البعد عما قد يضطر له نتنياهو، فربما يكون القرار النهائي في يد ترامب، الذي لا يمكن وصف لقائه المرتقب بنتنياهو في واشنطن إلا بأنه مصيري".